أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سارة طالب السهيل - اطفال -جهاد النكاح- قنابل موقوتة مالم نعالج اوضاعهم














المزيد.....

اطفال -جهاد النكاح- قنابل موقوتة مالم نعالج اوضاعهم


سارة طالب السهيل
سارة طالب السهيل

(Sarah Taleb Alsouhail)


الحوار المتمدن-العدد: 5417 - 2017 / 1 / 30 - 15:33
المحور: الادب والفن
    


لم تقتصر جرائم داعش الارهابية في العراق وسوريا على ممارسة شتى صنوف التعذيب وسفك دماء الأبرياء وسبي النساء وهدم الانسان والرموز التراثية والحضارية في معطيات واقع شديد القسوة والدموية، لكن جرائم هذا التنظيم الشيطاني تمتد للمستقبل في جريمة اجتماعية وانسانية بالغة التعقيد ممثلة في أطفال جهاد النكاح.

وهذه القضية الشائكة التي باتت الالاف من الأسر التي تعرضت فتياتهن للسبي وتعرضن للاعتداء او ممن اشتركن فيما يسمي بجهاد النكاح ونتج عنها اطفال بلا هوية نسب ولاشرعية قانونية.

ولاشك ان من أطلق كافة الفتاوى المغلوطة لجهاد النكاح يتحمل مسئولية عظمى امام الخالق العظيم لانه المتسبب في هذه الاعداد الغفيرة من الاطفال مجهولي النسب والذين يقدرون بالالاف, وينحدرون لآباء غير عراقيين وغير سوريين, ولا يحملون هوية الأحوال المدنية, الامر الذي يتطلب تنسيق جهود المجتمع الانساني في بلادنا خاصة الخبراء في الشريعة والقانون وعلم الاجتماع لوضع حلول لمشكلاتهم الاجتماعية ومستقبلهم.

فهؤلاء الاطفال غير الشرعيين لا يعرفون شي عن آبائهم حتى عن أمهاتهم لانهم ثمرة فاحشة الاعتداء تحت مسمى فتوى مضللة لجهاد النكاح، ومن ثم فهم لا يمكلون أية وثائق رسمية خاصة تحدد هويتهم في المستقبل القريب مما يجعل منهم قنابل موقوتة في وجه المجتمع الذي يعيشون فيه سواء بالعراق او سوريا.
وتكمن مشكلة كبرى أخرى في امكانية استخدام الدواعش او جماعات متطرفة، هؤلاء الاطفال الضحايا في المستقبل القريب عبر تجنيدهم لضرب الاوطان مجددا اذا ما استغلوا أي ضعف في هذه الاوطان .

أزمة مستقبل

ولا شك ان الأطفال مجهولي النسب سيواجهون أزمات لا طاقة لهم بها كأطفال أبرياء، حيث يحملهم المجتمع تبعات جرائم وفواحش ليسوا مسئولين عنها، وبالتالي ينبذهم المجتمع ويعبر عن رفضه لوجودهم ويمارس أقصي درجات التهميش ضدهم، و يعانون من القوانين المعمول بها والتي ترفض فكرة السماح بتبنيهم، ومن ثم يتم حرمانهم من ممارسة الحياة الطبيعية لانهم ولدوا بطرق غير شرعية.

كما ان المجتمع لا يرحم امهاتهم اللواتي أجبروا على هذا السفاح فتتعرض الأم وطفلها لاقصي درجات التهميش والاقصاء الاجتماعي، وتعيش الامهات واطفالهن تحت وطأة مشاعر الخزي والعار الذي يشعرهن به المجتمع .

في حالة السبايا او السيدات اللواتي تم اجبارهن على هذا الوضع و هن على عكس اللواتي ذهبن عن رغبة و قناعه بان يكن زوجات لساعات تحت مسمى نكاح الجهاد فالامر هنا يختلف فهناك الضحايا اللواتي اخذن رغما عنهن ظلما و ضلالا و بهتانا فعانين شتى انواع الذل و المهانه و انتهاك الكرامه و الانسانيه و حقوق الإنسان فهؤلاء هم اخواتنا العفيفات يجب ان نقف جميعا معهم ولنصرتهم.

وفي تصوري ان المجتمعات العربية في أشد الحاجة الي ان تتجاوز أنظمتها الاجتماعية العقيمة وعاداتها البالية التي تنظر للضحية على انها مجرمة وتعاقبها على جريمة لم ترتكبها، وان تنفتح مجتمعاتنا علي قيمها الانسانية والحضارية الراقية التي تحترم حق الانسان في الميلاد والحياة الكريمة دونما سخرية أو اقصاء خاصة اذا وقعت تحت ظروف قهرية ليس له ذنب فيما خلفته من أزمات.

أما من شاركت في هذه الزيجات الغير شرعيه عن قناعه و بمحض الإرادة فكل الأسف على هكذا قيم و مفاهيم و كل الأسف على المدارس و الكتب و المجتمع و رجال الدين و الاهل والاعلام فجميعهم مسؤولين عن إنتاج هكذا عقليات فارغه يسهل تعبئتها بالأفكار المدمرة أخلاقيا وتربويا ودينيا .

وهذا المأزق الشرعي والقانوني والاجتماعي لاطفال مجهولي النسب ضحايا داعش الشيطانية، يتطلب تضافر جهود المتخصصين في حقول علم الشرع والفقه والاجتماع في ايجاد صيغة تمنح هؤلاء الاطفال الابرياء شرعية وجودهم القانوني حماية لمستقبل هؤلاء الاطفال من الضياع الاجتماعي، وحماية للمجتمع نفسه من ان يتحول هؤلاء الاطفال إلى وحوش ضارية في المستقبل تدمر من لم يرحمها في طفولتها البريئة.



#سارة_طالب_السهيل (هاشتاغ)       Sarah_Taleb_Alsouhail#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف حتى فى المدارس
- الهجرة والتهجير وبإسم الدين
- طاقات الكلام بين التحليق والانهزام
- من أين يأتي الحب؟!
- تجنيد الأطفال جريمة إنسانية
- فيوضات الحب تبني الحضارات وتنشر السلام
- كبار الأدباء والمبدعين يحيون يوم الثقافة الفلسطينية بالمجلس ...
- الكاتبة سارة طالب السهيل تشارك فرحة الأطفال بالسنة الجديدة ب ...
- سارة السهيل تشارك فى اضاءة شجرة الوحدة الوطنية فى مزار العذر
- اجراس على الرصيف
- المرأة العربية بين الواقع والطموح
- العنف الطبي يضع الجاني والضحية في قفص الاتهام.
- نعم لنحارب الإرهاب لنحارب الفقر و العوز لنحارب الظلم و الظلم ...
- سارة السهيل تتحدث عن الترجمة وقصص الاطفال
- ندوة عن قصص الاطفال والترجمة بمعرض الكتاب
- آدم و حواء… بقلم سارة طالب السهيل
- الشاعرة والكاتبة سارة طالب السهيل بالمركز الثقافى الملكى بال ...
- خواطر من الصحراء
- مقال جديد بعنوان بدون كلام للكاتبه سارة طالب السهيل
- العنف ضد كبار السن


المزيد.....




- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سارة طالب السهيل - اطفال -جهاد النكاح- قنابل موقوتة مالم نعالج اوضاعهم