أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - لاوند ميركو - الواقع العربي بين العقل واللاعقل














المزيد.....

الواقع العربي بين العقل واللاعقل


لاوند ميركو

الحوار المتمدن-العدد: 5416 - 2017 / 1 / 29 - 00:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


منذ خلق الكيانات العربية المصطنعة على أنقاض إنهيار الامبراطوريه العثمانية رسميا في لوزان من عام ١٩٢٣ والتي كرست على أرض الواقع السياسات الاستعماريه الغربيه التي رسمها وزيري خارجية انكلترا وفرنسا كل من سايكس وبيكو عام ١٩١٦ وذلك إبان الحرب العالميه الآولى بعد أن توضحت ملامح الإنتصار لقوات التحالف على محور المانيا وفيها تم وضع خارطة الشرق الأوسط والتي استمرت خلال القرن العشرين كمجموعة من الدويلات القومية بين أسيا العربيه وإفريقيا العربيه حيث عرفت هذه الكيانات عن نفسها بأنها الجواب الحتمي لكافة التناقضات المعاشه في مجتعات الشرق الأوسط تحت مسمى الحرية والعدالة الإجتماعية والقانون والمساواة وبناء الدولة الحديثة والمعاصرة بينما كانت التعاليم اليساريه تشق طريقها في المنطقة بعد نجاح ثورة أكتوبر من عام ١٩١٧ وانهاء حكم القياصرة وتلقى قبولا ورواجا لدى الشباب المثقف في بناء العقل والعلم والحقيقة والإنسان.
إن معاهدة فرساي التي أنهت الحرب العالميه الآولى رسميا وضعت الخطوط العامة والعريضة لتوجهات العقل العربي وبنائه وفق أطر وآفاق معينة تصب في خدمة الهيمنات الاستعمارية المباشرة بأقل تكلفة إقتصاديه تعوضها عن المستعمرات القديمه وتبقيها مرتبطة بها بشكل غير مباشر . وبناء عليه تم ربط جميع هذه الكيانات بالاحتكارات العالمية تحت مسميات وطنيه وقوميه ودينيه أو حسب العائله والسلاله المقدسه المأطرة بهاله من القدسيه المرتبطة بأحكام الأرض والسماء.
واخترقت الأيديولوجيات المختلفه عقول المجتمعات في جدلية ربطت الثيوقراطيا بالأنارشيات المتناوبة الظهور في فترات متباينه من القرن الماضي أيضا كظواهر طبيعيه للتطور المجتمعي ظاهريا ولكنها في الباطن كانت توجه العقل البشري نحو التخدير والتنميل للتسليم بها كبديهيات معرفيه وفق أحكام سماويه لاتقبل النقاش والتدحيض.فقام هتلر بوصف المجتمع على أنه الزوجه الذليله للتعبير عن القوة والسلطة الحديديه لتوجيه المجتمع وفق مصالح وأجندات الفئات المستغله والمتسلطة على رقاب البشر.
هذا التوجه الذي بشر به نبي العصر الرأسمالي فريدريك نيتشه في كتابه هكذا تكلم زارادشت حيث قال : إن الحداثويه والتدول القومي سيولدان القطيع الفاشي في ألمانيا عاجلا أم آجلا ...ونعت هذا القطيع بالحيوان الأشقر بامتياز في إشارة منه الى استهداف العقل بشكل مباشر والذي انتقل تأثيره الى الشرق العربي في فترة مابين الحربين العالميتين وأثر بشكل كبير على طريقة بناء الدولة القومية العربيه كحق طبيعي لمجتمعات المنطقه ونتيجة حتمية للتطور المجتمعي ما أفرز الكثير من التوجهات والأطر القانونيه والتي ارتكبت تحت مسمياتها الكثير من الجرائم والمجازر وسقطت أعداد هائلة من الضحايا في طياتها وهي في مجملها تأتي نتيجة لتغييب العقل العربي واختزاله في خدمة الحكومات والملوك والدولة تحت ذرائع وضعيه ودوغمائيه فرضتها الدساتير المصطنعه وقوانين الإله السمائيه.
في المقابل انتشرت الحركات اليساريه بين صفوف المجتمعات منذ أوائل القرن الماضي واستهدفت بناء العقل البشري من خلال البحث والاتصال والتواصل وفق قوانين الاشتراكية العلمية وتجارب الشعوب وثورات التحرر الوطني في العالم والمنطقة فتجربة اليمنيين على سبيل المثال كانت رائدة في هذا المجال فتعرضت هذه التجربه واليمنيين بشكل عام لهجمة ديماغوجية ودوغمائية شرسة يمكن حصرها بمجالين عسكريا وثقافيا ويتضمن الجانب العسكري جميع الحروب التي تعرضت لها اليمن وثقافيا تندرج ضمنها كل التعاليم والآيديولوجيات المفروضه على المنطقه وتعريف المجتمع اليمني بالمتخلف والبدائي على عكس ماهو عليه تماما.
وفي سوريا والعراق والسودان تعرض الفكر اليساري لأبشع حملات التصفيه دون غيره كل هذا فقط لكي يتم إغلاق المجال أمام تطور حقيقي للفكر والعقل العربي فكان الصراع الخفي بين العقل واللاعقل بين المجتمع والسلطة بين الحاكم والمحكوم والمستمر ليومنا الحاضر . وفيه قول ميشيل فوكو : السلطة العصرية تعني تماما الحرب الدائمة داخل وخارج صفوف المجتمع ...
أي أن عملية الصراع المفروضه على المنطقه كضرورة كانت تستهدف حركة العقل ونشاطه من خلال أساليب البحث والمعرفه وانتهاج أشكال منوعه ويكمن الجانب الأخطر للأسلوب الدوغمائي مثلا في فرضه على البشرية مفهوم الطبيعه الجامدة الغير قادرة على الحركة إلا بأوامر الاله المقدس من الخارج وهو ماجلب الويلات إلى شعوب المنطقه.
فاليسار العلمي العقلي كان ومازال يسعى لبناء الإنسان الحر المتفاعل مع الطبيعة وتواجهه محاولة تدمير العقل البشري للحكام والأيديولوجيات الربانيه والسلطوية الحاكمه في إطار الدولة وقدسيتها وتأليهها.



#لاوند_ميركو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاخوان المسلمين _أكبر أكذوبة في التاريخ المعاصر
- المفهوم القومي في الإرث الثقافي للشرق الأوسط
- الأكراد في أزمة الشرق
- الاسلام المفخخ ينحر الأقباط


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - لاوند ميركو - الواقع العربي بين العقل واللاعقل