أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - مشهد من فلم لم ترونه كاملا..............














المزيد.....

مشهد من فلم لم ترونه كاملا..............


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5415 - 2017 / 1 / 28 - 03:56
المحور: الادب والفن
    


مشهد من فلم لم ترونه كاملا..............


السيدة في وسط المكان كانت تنتعل شيئا كالخف الخفيف في قدميها ولا شيء غيره...
العيون مركزة نحو الزاوية البعيدة تنتظر ما يأت من صوت يتصاعد قليلا قليلا لينتهي بطرق خفيف على الباب.....
طق. طق. طق.....
السيدة تهرب للأختفاء من القادم تحت أنوار المصباح المعلق في الجانب الأخر...
عيون المشاهدين ما زالت تبحلق بما خفي من جسدها العاري من ولا شيء يخفي شيء...
ضحكات هستيرية تنطلق من وسط المسرح الممتلئ تماما بحشد من المراهقين الذين لا تقل أعمارهم عن الأربعين ربيعا وخريفا وصيفا يلوحون بأياديهم لها...... هناك... هناك خلف الباب لص يتلصلص !!!!!!!!!!!!!!
هم طبعا لا يتلصلصون بتعقل ولكن يمتعون أبصارهم بما منح الله لهم من قطعة ثرية جدا بالجمال.
المخرج من وراء الستارة يحرك الأحداث بتصاعد ليضمن للفلم أن يدر أموالا من ذهب، السيدة العارية في وسط المكان هي البقرة الحلوب.... أحد المؤمنين المتدينين كان يراقب الحدث بعدم المبالاة ولكنه يلصق عينيه تماما على أكثر الأماكن حساسية، أنه يغتنم الفرصة فقط للمقارنة بين الأربع التي دجنهن في بيته وبين هذه المخلوقة الفضائية التي تبيض ذهب لكنها عقيمة عن الولادة.
في لحظة الإندماج الكبرى بين المشاهد والحدث تتضائل الأنوار شيئا فشيئا فيبدأ الجميع بالصفير، أعـــــور، أعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــور.... لكن لا بأس هناك فرصة ثانية لأعادة المشهد عندما يدخل اللص إلى وسط المشاهدين ويتعرض للأغتصاب.... الكل منفعل مع الحدث ولكن هناك حزام من لأسلاك الشائكة والمكهربة بين السيدة التي تتصنع الإثارة وهي (متعودة دايما) وبين الجمهور الذي يمارس فن الفهلوة والبهلوة ويحتفظ بأناشيد المراهقة وهو يتحسس في كل لحظة مقياس الفحولة لديه.
مشهد لم يتكرر أبدا في أفلام إباحية ذات نزعة أخلاقية هدفها أن ترسم للمشاهد قيمة المرأة الناقصة أصلا، قبال فكرة أن الرجل الثورة والمرأة الثورة التي يحلم بها المترفون خلف موائدهم الفكرية وعليها أطنان من ورق ملون وحكايات عن نيتشه وأبن رشد والغزالي وسارتر وسيد قطب وموسيقى تنبعث من كرامفون قديم بسماعته العملاقة مركون تحت طبقات من الغبار المتجمع في كل مكان.
فنتازيا المشهد تقود إلى خلفية أخرى مشهد رومانتيكي عن رجل يسجد لنور منبعث من كوة وحيدة في جدار متهريء، لكنه ما زال يحتفظ بإرهابه وصلابة الحجر المتداخل ليوهم المسكين أنه في سجن الباستيل سيء السمعة والتأريخ... تتحول الكامرة مرة أخرى إلى قرية صغيرة فقيرة حقيرة بكل شيء وفلاحات أسمر وجههن من لفحات الشمس المحرقة وهن يقطفن أوراق الشاي في جزيرة من جزر سيريلانكا المتناثرة في وسط المحيط، وهناك لقطة يظهر فيها أحد المعقلين المربوط من رأسه كما يربط الثور وهو يحتسي تعب السريلانكيات في كأس كان مزاجه كافورا.... مع أبتسامة عريضة جدا توحي بالكبر والخيلاء....
المخرج ما زال ذكيا بما يكفي حيث يعيد الجمهور المتحفز ذاتيا ليمارس فن البغاء والغناء في كل مرة إلى جسد السيدة بعد أن ألبسها ثوبا شفافا كلون السحر يظهر ما أراد أن يخفيه....
الثيران التي تحت ما زالت تزبد وترعد وهي تفكر جديا في أقتحام هذا الساتر المليء بالمتفجرات والألغام...... الأغتصاب هو أخر وأول فكرة أراد أن يقولها الفلم ولم ينجح بذلك.
همس أحدهم في أذن صاحبه علينا أولا أن نجرب فقم معي....
ذهبا إلى الزاوية الميتة من النظر وعاد كل منهم يحمل بعض من مهدئات الصدمة .... لم أشاهد اللقطة جيدا كان الظلام هو السائد وعدسة المخرج بعيدة في الأتجاه الأخر لكن حدسي أخبرني أنهما كان منفعلان جدا... الغريب أن الجميع خرج من طور العلن لطور السرية وهما يمارسان الثورة عبر خط الظلام هذا، وبعيدا عن العدسات اللاقطة..... فقط نسمع ضحكات حقيرة تأت من هناك مع هدوء مشوب بالحذر لتتيه وسط الفوضى والخيبة والحسرات المتلاحقة على الجسد الذي لم يشبع.
أنتهت أحداث الفلم والكل خرج من القاعة وبقيت فقط أثار الثورة منثورة بين المقاعد كأننا كنا في حفلة رقص شرقي على مسرح عبثي، ولا شيء يمكن أن يفهمه المتفرج من أقحام عورة المرأة السيدة الخائفة في كل مشاهد الفلم.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصير خلق التجربة وإثبات لدور المعرفة
- حين يتكلم الفاسدون عن العفاف والطهارة والوطنية
- نظرات أولية في نتائج تحرير الجانب الأيسر من الموصل
- أنشودة الدم المسفوح في روح القصيدة
- أمريكا وأحتمالات العمل العسكري في العراق
- الدين وإنسانية القيم الأخلاقية
- أمريكا وسياسة التوجه للداخل
- تجريف التربة الصالحة للزاعة وتلويث المياه ... حرب بأيقاع أخر ...
- ثورة الفقير ومشكلة السيد الأمير
- هاجس الأمن بين حاجة المجتمع وتقاطعات حماية حقوق الإنسان ح2
- هاجس الأمن بين حاجة المجتمع وتقاطعات حماية حقوق الإنسان
- كتابات طائشة
- هل كان الإنسان الأول عاقلا كاملا؟ ح3
- وظيفة الكتابة في زمن اللا قراءة
- هل كان الإنسان الأول عاقلا كاملا؟ ح1
- هل كان الإنسان الأول عاقلا كاملا؟ ح2
- السيد دونالد ترامب رئيس دولة الولايات المتحدة الأمريكية المح ...
- مشروع عقلنة الوعي العربي بين حلم التحقيق وحالية الأضطراب
- المعرفة التأريخية المرموزية وإشكالات الأنتقال لمرحلة الحداثة ...
- إشكاليات العقل العربي من منظور ذاتي


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - مشهد من فلم لم ترونه كاملا..............