أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - رسالة الى السوريين حكومة و معارضة














المزيد.....

رسالة الى السوريين حكومة و معارضة


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5415 - 2017 / 1 / 28 - 03:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أن تـقدم روسيا مشروع دستور لسوريا لتـناقـشه المعارضة مع الحكومة أمر محبط.
الدستور يجب أن يكون من رحم نقاشات وطنية بحتة مع الاستـئـناس بالدساتير العالمية. الدستور يجب أن يتمخض عن روح الشعب و من داخله بما انه الترجمة السياسية لروح الدولة.
بالتالي فأي مشروع دستور من خارج الشعب و الدولة هو مبدئيا عنوان فـشل مثل ما حدث في العراق و مثلما هو الحال في لبنان..
حتى و إن كان ورقة عمل خارجية للداخل فهي تعبير استعماري أولا، و ثانيا من الناحية المنطقية هي تعبير عن امتهان كبير للشعب السوري العظيم القادر حتما على إنتاج دستور وفـق نـقاشاته الحرة المستـقـلة..
من جهة أخرى فان ذكر ما يسمى بحقوق الأقليات ما هو إلا تـفـتيت و تـقسيم منهجي للبلد و تـقطيع لأوصاله.. الانقلاب على الدكتاتورية لا يعني سوى بناء نظام المساواة في الفرصة و حرية العمل السياسي للجميع وفق مبدأ الاعتراف المتبادل و ليس تـقسيم السلط على الطوائف و الأقليات..
كما أن المسالة المتعلقة بتحديد دور الجيش السوري في الداخل السوري و المنع المسبق له دستوريا من العمل خارج البلد هو تدخل سافر و عجيب و غريب..
و إلى حدود الممكن من المتوافر من المعلومات، فان الخطوة الروسية بخصوص مشروع الدستور للسوريـين و إن كان ورقة تـفاوض، لا يمكن اعتباره إلا عملا بعيدا عن الحكمة و الذكاء بقدر ما يفصح عن الاحتـقار و الاهانة للسوريـين.
فلا يمكن أبدا تصور انبثاق اتـفاق سياسي سوري سوري وفق هذا المنهج الاسقاطي من الخارج. و الحقيقة أن روسيا عليها أن تحدد بوضوح أهدافها في سوريا. إذا كان الاحتلال أو الهيمنة من باب إضعاف السلطة باللامركزية و السلطات المقسمة بين الطوائف و إضعاف صلاحيات رئيس الجمهورية بحيث يكون شبه مستـشار عام، مثلما تـنص عليها وثيقة مشروع الدستور المقدمة، فان هذا لا يعتبر مفاوضات لإيجاد حل سياسي في سوريا، و إنما مشروع لتحويل الصراع في سوريا من حرب أهلية إلى مستوى صراع جديد.
و بما أن اللحظة السورية في المفاوضات السياسية هي جد حرجة و جد مهينة للسوريين كافة سواء كمعارضة أو حكومة أو شعب، فان الحل الضروري الوحيد هو الاتـفاق السوري السوري بالانعتاق من جميع الارتباطات بالخارج.
إن لم يقف السوريون الآن هذا الموقـف التاريخي الشجاع و المسئول، و الذي يتطلب الارتـفاع عن العواطف البغيضة تجاه بعضهم البعض و الارتـفاع عن الطفولية و السذاجة و الانفعالية التي مزقتهم و جعلت العالم يقتات من مقاتلة بعضهم لبعض، فإنهم و الله لن يندموا فقط و إنما ستلعلنهم أجيال وراء أجيال بحكومتهم و معارضتهم..
فإلى حدود هذه اللحظة جعلتم العالم يحتـقركم جميعا بفرقـتكم و عدم محبة بعضكم لبعض، فهل بإمكانكم و بنوايا صادقة أن تـنـقـلبوا إلى حب بعضكم لبعض و تـتـفـقوا بعضكم مع بعض، فتـنـقـذوا شرفكم و شرف الشعب السوري العظيم الذي لا يستحق بتاتا و لو جزءا بسيطا من هذه الاهانة العالمية المتوالدة..
بامكانكم وحدكم إنقاذ الشام الساحرة. بإمكانكم وحدكم الآن أن تسحبوا البساط من جميع الذئاب المتربصة بالشعب و التاريخ و الوطن.. يمكنكم ذلك و لا يمكنكم إلا بان تـتحدوا يا سوريين حول الاعتراف المتبادل و حول بناء وطن حر لجميع السوريين، و حول إقرار مبدأ السلطة وفق مبدأ الكرامة الإنسانية و وفق مبدأ الوطنية السورية الجامعة..



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصفعة الروسية لايران
- تونس بين ديدان الأرض و ثورتها
- نظرة تونسية للجزائر اليوم
- مساجد لعبادة الله أم الإمبريالية ؟
- المسرح الروماني ضد الإرهاب الاسلامي
- -بشار الأسد- و الناعقون على حلب
- المثقف و الاستبداد
- الفوضى السياسية في تونس
- مارد الاستثمار في تونس
- وقف سلسلة الانتقام في تونس
- بوح معذبي الدكتاتورية في تونس
- مهزلة العراق الجحيمية
- صدمة -ترامب-
- مأزق الراهن
- الجسدي التائه
- بين العلم و الايمان
- حصان الثورة
- -جمنة- بين الثورجية و المعقولية
- تعاونية -جمنة-
- الكاتب و الزبالة


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - رسالة الى السوريين حكومة و معارضة