أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - حِينَ يُباعُ الشَرفُ بالترفْ














المزيد.....

حِينَ يُباعُ الشَرفُ بالترفْ


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5414 - 2017 / 1 / 27 - 22:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حِينَ يُباعُ الشَرفُ بالترفْ
نعيم عبد مهلهل
يقول خالد بن زويله الحضرمي والذي هاجر الى زنجبار بعد أن اتهمه حاكم مسقط وكان مقيم فيها على أنه من بهرة الطقوس الهندية والذين يعتبرون من فرق الشعة ويميلون بالمحبة والولاء والتقديس الى كل أمام اثني عشري قتل بسيف.
يقول بن زويله : الشرف عدو الترف ، لأن الترف يحتاج الى ما تتنازل فيه عن العفة لتنال المال والذهب ، فيما الشرف في اغلبه يتحقق في الفقر وموت الشهادة في سبيل الله والوطن.
كان ذلك المقال قبل اكثر من خمسمائة عام ، ولكنه لم يصدأ او يركن في النسيان ، وحتى إن لم يتحقق في كتاب فأنه موجود في مخطوطة مكتوبة على جلد غزال ومحفوظة في جامع صغير في مدينة في زنجبار .
واحد من الرحالة العرب الاثرياء اراد شراءها ولكن أمام الجامع رفض بيعها ، وسلمها الى الحكومة المحلية التي بدورها سلمتها ضمن انتيكات وتحف افريقية الى القنصل الفرنسي ، والذي بدوره ارسلها الى باريس ، وترجمت المخطوطة الى الفرنسية ، واودعت في الجناح الاسلامي بمتحف اللوفر .ويقال ان ديغول قرأ المخطوطة صدفة وقال :ينبغي ان نتعلم من الذي نطق هذه الكلمات .
ديغول تعلم .وساسة القومية الذي ينتمي اليها خالد بن رويله الحضرمي لم يتعلموا .
والسبب كما ذيلهُ مؤلف تلك المخطوطة الشرقية : (( أننا امة تعتقد أن الحلم يبيح لها والسماء تسمح لها والسيف يعطيها الحق ووهم بلاغة الكلام عندنا عون في جعل الترف غاية في الخفاء ، وفي العلن نحن مع الله وفقراءه.)).
هذه الازدواجية كتبت بخط رجل منفي وقد ترك الترف وكان تاجر توابل يجلبها من الهند بمراكب كبيرة .تركها من اجل شرف يعتقد ان الانتماء اليه قضية لا تباع ولا تشترى.
لا ادري إن كان هو من البهرة حقا ، ولكنه شعر بأن تهمة تلتصق به فأما يبيع عزة وكرامة وانتماء ما يسكن روحه ويبقي على تجارته ، وأما يختار جهة الشرف وهي المنفى.
الشرف كان من مدونة المباديء التي ابتدأت معنا منذ القراءة الخلدونية الى نيل شهادة الدكتوراه ، وهذا الترف الذي يزعزع بناء مفهوم الانتماء لديك الى الارض او الذاكرة او التأريخ قد يعتبره الوطنيون فقدان شيء من الشرف . وقد تختلف جهات انتماء هذا الشرف ، فقد يكون شرف المهنة او شرف القَسم او الشرف الوطني او شرف العرض او شرف العاطفة او شرف الموقف ، ولكنها في النهاية تصب في مكان واحد هو الاوردة والشرايين في الجسد البشري .
ومن ليس له غيرة وحرص على ما أؤتمن عليه ، ليس له شرايين واوردة ودم عندما يفكر ان يبيع امانة القسم في منصبه من اجل ترف الحياة واساطيل السيارات والسفر بالطائرات وشراء الشقق والفيلات ...
تلك التاءات الممدوة هي من خلقت هذا البون الواسع بين الطبقات والمذاهب في جسد إمه ارادها حمد ( ص ) ما قاله كتاب الله :انتم خير امة اخرجت للناس.
لكن المخرج الآن في صورة مغايرة تماما لحلم النبي بعد أن شعر انه اكمل وأتم الرسالة ورضي لنا بالاسلام دينا. فداعش عابثة في اسوء صور الممارسة والتكفير .ولصوص المناصب تطاردهم لجان النزاهة فيهربون منها بحيل الاحتماء وراء هالة النضال القديم ومنابر الخطابة ز الصلاة والحيلة القانونية ، فصار الترف حياة النخبة . الملوك والرؤساء والامراء والوزراء وما تحت مناصبهم باربع درجات .
بين ما كتبه خالد بن رويله الحضرمي وبين عصرنا هذا شيء واحد يكون بالنسبة لي كما خنجر بروتس في خاصرة القيصر ذلك عندما تبيع ما هو ليس لك وانما انت مؤتمن عليه .حتى لو كانت طابوقة في دكة دكان عطار اودعه لديك لأنه ذاهب الى الحج او زيارة الامام الرضا ( ع ) .....!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم جعلنا الورد جنكيزخان
- القيامة عند الملكة فكتوريا ومعدان الجبايش
- خلطة سحرية لعشاء النمور
- ماركو بولو المندائي
- رسالة الى حسين نعمة
- الصوفيون ووكالة ناسا الفضائية
- تريزا المندائية في شارعنا
- مغنيات منفذ طربيل الحدودي
- حمامة في سوق في المنامة
- الاحزمة الناسفة والواح الطين السومرية
- الهايكو المندائي
- كافافيس وجارتنا المندائية
- رواقٌ في المندي المندائي
- الأنكليز وذكريات ديانا سبنسر
- داود أمين الوردة المعطرة باليسار السومري
- عبد الله الصغير الذي سيتكرر كل عام
- الكنز ربا ( جواز سفر المندائي )
- المندائية في بطاقة التموين
- الأشتياق عبر الذاكرة المندائية
- شيء عن الاحمر المثير


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - حِينَ يُباعُ الشَرفُ بالترفْ