أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - صلاح بدرالدين - تراجعت الثورة وانتصر الروس














المزيد.....

تراجعت الثورة وانتصر الروس


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 5413 - 2017 / 1 / 26 - 17:16
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



اذا كان نظام طهران بأدواته العسكرية والأمنية ودعمه المالي اللامحدود ومجموعاته المسلحة وميليشياته الطائفية التي استحضرتها الى سوريا منذ بدايات اندلاع الانتفاضة الثورية خدمة لمشروعه التوسعي وممراته المذهبية قد شكل عاملا لايستهان به في اطالة عمر نظام الأسد وتشويه كفاح السوريين باضفاء الطابع الديني – المذهبي على شكل الصراع في سوريا ولم يكن – داعش – بمعزل عن المشهد فان طغمة بوتين المستبدة الحاكمة في روسيا الاتحادية كانت منذ اليوم الأول الضمانة الرئيسية في الحؤول دون سقوط سلطة الأسد عسكريا أو عزلها دوليا على الصعيد الدبلوماسي خصوصا بعد انكفاء ادارة الرئيس أوباما وخذلانها للسوريين والتشجيع الذي لاقته من اسرائيل اضافة الى الرضوخ التركي ولاشك أن الطرفين اتفقا على أمرين وكل بطريقته خلال الأعوام السابقة وهما الحفاظ على النظام ومنع الثورة من الانتصار وبعد تحقيق الهدف المرجو الذي دشنه وشرعنه ووثقه اجتماع – أستانا – فمن شبه المؤكد سيبدأ العد التنازلي في تحالف موسكو وطهران المرحلي وقد تتضارب بينهما المصالح الى درجة المواجهة ولكن ذلك لن يفيد الشعب السوري كثيرا بعد حصول الانتكاسة المروعة لثورته .
لم يكن تحقيق الأهداف الروسية ممكنا الا بدحر الثورة وهزيمة الفصائل المسلحة بحلب وغيرها أو استسلامها وتراجع خطابها حيال روسيا بتحويلها من عدو الى صديق محتمل وهذا مانلمسه مؤخرا في تصريحات وبيانات العديد من قادة الفصائل ومسؤولي – المعارضة - فأصحاب القرار في موسكو وضعوا خطة محكمة مدروسة لخدمة مشروعهم الاستراتيجي في حوض البحر الأبيض المتوسط وسوريا تحديدا تقضي بالتدخل المباشر الحاسم بعد انهاك قوى نظام الأسد الى درجة الوصول الى حافة السقوط وازدياد مخاطر – داعش – على الداخل السوري والمنطقة والعالم الغربي وتشرذم قوى الثورة والجيش الحر ورجحان كفة الاسلاميين على حساب العلمانيين للامعان في مضاعفة المحاذير محليا وعالميا وحصد كل من – الائتلاف والهيئة التفاوضية – الفشل تلو الآخر وازدياد المصاعب والتحديات الداخلية والاقليمية أمام حكومة أردوغان كأكثر الأطراف التصاقا بالقضية السورية وقد تم لروسيا ماأرادت وحصل كل ذلك منذ أواخر العام المنصرم وبداية العام الجديد .
كما يظهر وبحكم اطلاع الخبراء الروس على الملف السوري منذ عقود في عهود الاتحاد السوفييتي – سابقا – وحتى الآن وتواصل أجهزتهم المختصة مع مختلف أطياف – المعارضة – والموالاة – والرماديين وبين بين وبعد اختراقهم المعروف للوسط المعارض واستمالة العديد من الشخصيات وبينهم ضباط منشقون عن الجيش السوري وبعد أن أنشأوا معارضات على حسابهم فقد توصلوا الى استنتاجات ونتائج تؤكد لهم خطأ الارتهان على المعارضة السياسية مثل ( المجلس والائتلاف والهيئة التفاوضية ) لأنها هزيلة وقد فات أوانها وغير مستقلة ولاتمثل شيئا على أرض الواقع وهذا مادفع الروس الى تلك الاستدارة نحو الفصائل المسلحة المحسوبة على الثورة والتي كانوا يعتبرونها حتى الأمس القريب ارهابية ومتشددة ولأنهم أي الروس على عجلة من أمرهم حتى لاتداهمهم مفاجآت على الطريقة – الترامبية - تغير من الظروف المحيطة قرروا عقد اجتماع أستانا بين وفدي الفصائل العسكرية والنظام .
لقاء أو مفاوضات أو اجتماع أستانا كان حاجة روسية ومحطة لترسيخ وحدانية قرارها بالشأن السوري واشارة واضحة لكل الأطراف المعنية أن الروس قادمون الى المنطقة وسوريا حصتهم في عملية تقاسم النفوذ وهم يقررون من يشارك في لقاءات جنيف المرتقبة من أطراف المعارضة والنظام والدول الكبرى والصغرى خاصة بعد أن ذللوا العقبة الأكبر وهي الانفتاح المتبادل بينهم وبين قادة الفصائل المعروفين بالتشدد والوضوح وبذلك ضربوا عدة عصافير بحجر واحد .
نعم انتصر الروس على أكثر من جبهة وصعيد وعقب المحطة الأخيرة سيستكملون الخطوات بجمع مايمكن من ممثلي منصات ( أستانا وموسكو والقاهرة وحميميم ودمشق ) وقد يسمحون لممثلي هيئة التفاوض بالمشاركة ولكن ليس ( كممثل شرعي وحيد ) بل كطرف مثل بقية الأطراف ومن المؤكد أن اختيارات الروس ستخضع لمدى خدمتها لمصالحهم فقد يدعون طرفا ما باسم المعارضة ارضاء لدولة ما ومقايضة مع تحقيق مصلحة معينة لدى دولة أخرى وهي من صلب مايطلق عليه بلعبة الأمم والروس يتفننون بهذه اللعبة القذرة .
أما من الناحية السياسية الاجرائية المتعلقة بمستقبل سوريا فقد قدم الوفد الروسي مسودة الدستور الجديد لسوريا القادمة وسيشكل مضمون البلاغ الثلاثي الروسي – التركي – الايراني في ختام لقاء أستانة ملامح المرحلة القادمة حول واضافة الى تثبيت وقف اطلاق النار " وحدة سوريا المتعددة الأعراق والديانات والتفاوض والمصالحة بين المعارضة والنظام " وبالتأكيد على " حضور ممثلي الفصائل المسلحة الى جنيف " تمهيدا لتحقيق التوجه الروسي في اعادة بناء جيش وطني سوري مشترك تحت عنوان " محاربة ارهاب داعش والنصرة " في ظل النظام القائم وهو يعني التركيز على الجانب العسكري على حساب التغيير السياسي وكما يظهر فان هذا التوجه يحظى بعدم اعتراض أمريكي ودعم مصري قوي ورضى من جانب النظام وقاعدته العسكرية ذات اللون الواحد .




#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهام وآمال في بداية المرحلة الجديدة
- الفصائل والائتلاف وأستانة
- قبل -أستانا - ومابعدها
- المستقبل الكردي في مستهل العام الجديد
- كيف نواجه أزمة الثورة والمعارضة
- مصارحة على درب التغيير
- سوريا الى أين ؟
- عندما ينجح الفكر في ترسيخ ثقافة قبول الآخر المختلف يمكن انجا ...
- ملاحظات حول ظروف عابرة
- يا أهل - الائتلاف - من دون لف واستخفاف
- أحداث ومواقف ودلالات
- مع صلاح بدرالدين في حوار شامل
- حديث الثورة والمعارضة والبديل
- قضية للنقاش ( 139 )
- أضواء على همومنا المشتركة
- جولة سريعة على مكامن الأحداث
- الرد على- النقد السياسي - لسميرة المسالمة -
- أضواء كاشفة على الأحداث
- نقاط مضيئة من الفيسبوك
- على هامش معركة الموصل


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - صلاح بدرالدين - تراجعت الثورة وانتصر الروس