أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد عواد - الزنا الروحي والأرثوذكس وحزقيال نموذجا















المزيد.....



الزنا الروحي والأرثوذكس وحزقيال نموذجا


عايد عواد

الحوار المتمدن-العدد: 5412 - 2017 / 1 / 25 - 23:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكتاب المقدس سفر حزقيال إصحاح 16

1 وَكَانَتْ إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ قَائِلَةً:
2 «يَا ابْنَ آدَمَ، عَرِّفْ أُورُشَلِيمَ بِرَجَاسَاتِهَا،
3 وَقُلْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لأُورُشَلِيمَ: مَخْرَجُكِ وَمَوْلِدُكِ مِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ. أَبُوكِ أَمُورِيٌّ وَأُمُّكِ حِثِّيَّةٌ.
4 أَمَّا مِيلاَدُكِ يَوْمَ وُلِدْتِ فَلَمْ تُقْطَعْ سُرَّتُكِ، وَلَمْ تُغْسَلِي بِالْمَاءِ لِلتَّنَظُّفِ، وَلَمْ تُمَلَّحِي تَمْلِيحًا، وَلَمْ تُقَمَّطِي تَقْمِيطًا.
5 لَمْ تَشْفُقْ عَلَيْكِ عَيْنٌ لِتَصْنَعَ لَكِ وَاحِدَةً مِنْ هذِهِ لِتَرِقَّ لَكِ، بَلْ طُرِحْتِ عَلَى وَجْهِ الْحَقْلِ بِكَرَاهَةِ نَفْسِكِ يَوْمَ وُلِدْتِ.
6 فَمَرَرْتُ بِكِ وَرَأَيْتُكِ مَدُوسَةً بِدَمِكِ، فَقُلْتُ لَكِ: بِدَمِكِ عِيشِي، قُلْتُ لَكِ: بِدَمِكِ عِيشِي.
7 جَعَلْتُكِ رَبْوَةً كَنَبَاتِ الْحَقْلِ، فَرَبَوْتِ وَكَبُرْتِ، وَبَلَغْتِ زِينَةَ الأَزْيَانِ. نَهَدَ ثَدْيَاكِ، وَنَبَتَ شَعْرُكِ وَقَدْ كُنْتِ عُرْيَانَةً وَعَارِيَةً.
8 فَمَرَرْتُ بِكِ وَرَأَيْتُكِ، وَإِذَا زَمَنُكِ زَمَنُ الْحُبِّ. فَبَسَطْتُ ذَيْلِي عَلَيْكِ وَسَتَرْتُ عَوْرَتَكِ، وَحَلَفْتُ لَكِ، وَدَخَلْتُ مَعَكِ فِي عَهْدٍ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، فَصِرْتِ لِي.
9 فَحَمَّمْتُكِ بِالْمَاءِ، وَغَسَلْتُ عَنْكِ دِمَاءَكِ، وَمَسَحْتُكِ بِالزَّيْتِ،
10 وَأَلْبَسْتُكِ مُطَرَّزَةً، وَنَعَلْتُكِ بِالتُّخَسِ، وَأَزَّرْتُكِ بِالْكَتَّانِ، وَكَسَوْتُكِ بَزًّا،
11 وَحَلَّيْتُكِ بِالْحُلِيِّ، فَوَضَعْتُ أَسْوِرَةً فِي يَدَيْكِ وَطَوْقًا فِي عُنُقِكِ.
12 وَوَضَعْتُ خِزَامَةً فِي أَنْفِكِ وَأَقْرَاطًا فِي أُذُنَيْكِ وَتَاجَ جَمَال عَلَى رَأْسِكِ.
13 فَتَحَلَّيْتِ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلِبَاسُكِ الْكَتَّانُ وَالْبَزُّ وَالْمُطَرَّزُ. وَأَكَلْتِ السَّمِيذَ وَالْعَسَلَ وَالزَّيْتَ، وَجَمُلْتِ جِدًّا جِدًّا، فَصَلُحْتِ لِمَمْلَكَةٍ.
14 وَخَرَجَ لَكِ اسْمٌ فِي الأُمَمِ لِجَمَالِكِ، لأَنَّهُ كَانَ كَامِلاً بِبَهَائِي الَّذِي جَعَلْتُهُ عَلَيْكِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.
15 «فَاتَّكَلْتِ عَلَى جَمَالِكِ، وَزَنَيْتِ عَلَى اسْمِكِ، وَسَكَبْتِ زِنَاكِ عَلَى كُلِّ عَابِرٍ فَكَانَ لَهُ.
16 وَأَخَذْتِ مِنْ ثِيَابِكِ وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ مُرْتَفَعَاتٍ مُوَشَّاةٍ، وَزَنَيْتِ عَلَيْهَا. أَمْرٌ لَمْ يَأْتِ وَلَمْ يَكُنْ.
17 وَأَخَذْتِ أَمْتِعَةَ زِينَتِكِ مِنْ ذَهَبِي وَمِنْ فِضَّتِي الَّتِي أَعْطَيْتُكِ، وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ صُوَرَ ذُكُورٍ وَزَنَيْتِ بِهَا.
18 وَأَخَذْتِ ثِيَابَكِ الْمُطَرَّزَةَ وَغَطَّيْتِهَا بِهَا، وَوَضَعْتِ أَمَامَهَا زَيْتِي وَبَخُورِي.
19 وَخُبْزِي الَّذِي أَعْطَيْتُكِ، السَّمِيذَ وَالزَّيْتَ وَالْعَسَلَ الَّذِي أَطْعَمْتُكِ، وَضَعْتِهَا أَمَامَهَا رَائِحَةَ سُرُورٍ. وَهكَذَا كَانَ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.
20 «أَخَذْتِ بَنِيكِ وَبَنَاتِكِ الَّذِينَ وَلَدْتِهِمْ لِي، وَذَبَحْتِهِمْ لَهَا طَعَامًا. أَهُوَ قَلِيلٌ مِنْ زِنَاكِ
21 أَنَّكِ ذَبَحْتِ بَنِيَّ وَجَعَلْتِهِمْ يَجُوزُونَ فِي النَّارِ لَهَا؟
22 وَفِي كُلِّ رَجَاسَاتِكِ وَزِنَاكِ لَمْ تَذْكُرِي أَيَّامَ صِبَاكِ، إِذْ كُنْتِ عُرْيَانَةً وَعَارِيَةً وَكُنْتِ مَدُوسَةً بِدَمِكِ.
23 وَكَانَ بَعْدَ كُلِّ شَرِّكِ. وَيْلٌ، وَيْلٌ لَكِ! يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ،
24 أَنَّكِ بَنَيْتِ لِنَفْسِكِ قُبَّةً وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ مُرْتَفَعَةً فِي كُلِّ شَارِعٍ.
25 فِي رَأْسِ كُلِّ طَرِيق بَنَيْتِ مُرْتَفَعَتَكِ وَرَجَّسْتِ جَمَالَكِ، وَفَرَّجْتِ رِجْلَيْكِ لِكُلِّ عَابِرٍ وَأَكْثَرْتِ زِنَاكِ.
26 وَزَنَيْتِ مَعَ جِيرَانِكِ بَنِي مِصْرَ الْغِلاَظِ اللَّحْمِ، وَزِدْتِ فِي زِنَاكِ لإِغَاظَتِي.
27 «فَهأَنَذَا قَدْ مَدَدْتُ يَدِي عَلَيْكِ، وَمَنَعْتُ عَنْكِ فَرِيضَتَكِ، وَأَسْلَمْتُكِ لِمَرَامِ مُبْغِضَاتِكِ، بَنَاتِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، اللَّوَاتِي يَخْجَلْنَ مِنْ طَرِيقِكِ الرَّذِيلَةِ.
28 وَزَنَيْتِ مَعَ بَنِي أَشُّورَ، إِذْ كُنْتِ لَمْ تَشْبَعِي فَزَنَيْتِ بِهِمْ، وَلَمْ تَشْبَعِي أَيْضًا.
29 وَكَثَّرْتِ زِنَاكِ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ إِلَى أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ، وَبِهذَا أَيْضًا لَمْ تَشْبَعِي.
30 مَا أَمْرَضَ قَلْبَكِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِذْ فَعَلْتِ كُلَّ هذَا فِعْلَ امْرَأَةٍ زَانِيَةٍ سَلِيطَةٍ،
31 بِبِنَائِكِ قُبَّتَكِ فِي رَأْسِ كُلِّ طَرِيق، وَصُنْعِكِ مُرْتَفَعَتَكِ فِي كُلِّ شَارِعٍ. وَلَمْ تَكُونِي كَزَانِيَةٍ، بَلْ مُحْتَقَرةً الأُجْرَةَ.
32 أَيَّتُهَا الزَّوْجَةُ الْفَاسِقَةُ، تَأْخُذُ أَجْنَبِيِّينَ مَكَانَ زَوْجِهَا.
33 لِكُلِّ الزَّوَانِي يُعْطُونَ هَدِيَّةً، أَمَّا أَنْتِ فَقَدْ أَعْطَيْتِ كُلَّ مُحِبِّيكِ هَدَايَاكِ، وَرَشَيْتِهِمْ لِيَأْتُوكِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ لِلزِّنَا بِكِ.
34 وَصَارَ فِيكِ عَكْسُ عَادَةِ النِّسَاءِ فِي زِنَاكِ، إِذْ لَمْ يُزْنَ وَرَاءَكِ، بَلْ أَنْتِ تُعْطِينَ أُجْرَةً وَلاَ أُجْرَةَ تُعْطَى لَكِ، فَصِرْتِ بِالْعَكْسِ.
35 «فَلِذلِكَ يَا زَانِيَةُ اسْمَعِي كَلاَمَ الرَّبِّ:
36 هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ أُنْفِقَ نُحَاسُكِ وَانْكَشَفَتْ عَوْرَتُكِ بِزِنَاكِ بِمُحِبِّيكِ وَبِكُلِّ أَصْنَامِ رَجَاسَاتِكِ، وَلِدِمَاءِ بَنِيكِ الَّذِينَ بَذَلْتِهِمْ لَهَا،
37 لِذلِكَ هأَنَذَا أَجْمَعُ جَمِيعَ مُحِبِّيكِ الَّذِينَ لَذَذْتِ لَهُمْ، وَكُلَّ الَّذِينَ أَحْبَبْتِهِمْ مَعَ كُلِّ الَّذِينَ أَبْغَضْتِهِمْ، فَأَجْمَعُهُمْ عَلَيْكِ مِنْ حَوْلِكِ، وَأَكْشِفُ عَوْرَتَكِ لَهُمْ لِيَنْظُرُوا كُلَّ عَوْرَتِكِ.
38 وَأَحْكُمُ عَلَيْكِ أَحْكَامَ الْفَاسِقَاتِ السَّافِكَاتِ الدَّمِ، وَأَجْعَلُكِ دَمَ السَّخْطِ وَالْغَيْرَةِ.
39 وَأُسَلِّمُكِ لِيَدِهِمْ فَيَهْدِمُونَ قُبَّتَكِ وَيُهَدِّمُونَ مُرْتَفَعَاتِكِ، وَيَنْزِعُونَ عَنْكِ ثِيَابَكِ، وَيَأْخُذُونَ أَدَوَاتِ زِينَتِكِ، وَيَتْرُكُونَكِ عُرْيَانَةً وَعَارِيَةً.
40 وَيُصْعِدُونَ عَلَيْكِ جَمَاعَةً، وَيَرْجُمُونَكِ بِالْحِجَارَةِ وَيَقْطَعُونَكِ بِسُيُوفِهِمْ،
41 وَيُحْرِقُونَ بُيُوتَكِ بِالنَّارِ، وَيُجْرُونَ عَلَيْكِ أَحْكَامًا قُدَّامَ عُيُونِ نِسَاءٍ كَثِيرَةٍ. وَأَكُفُّكِ عَنِ الزِّنَا، وَأَيْضًا لاَ تُعْطِينَ أُجْرَةً بَعْدُ.
42 وَأُحِلُّ غَضَبِي بِكِ فَتَنْصَرِفُ غَيْرَتِي عَنْكِ، فَأَسْكُنُ وَلاَ أَغْضَبُ بَعْدُ.
43 مِنْ أَجْلِ أَنَّكِ لَمْ تَذْكُرِي أَيَّامَ صِبَاكِ، بَلْ أَسْخَطْتِنِي فِي كُلِّ هذِهِ، فَهأَنَذَا أَيْضًا أَجْلِبُ طَرِيقَكِ عَلَى رَأْسِكِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، فَلاَ تَفْعَلِينَ هذِهِ الرَّذِيلَةَ فَوْقَ رَجَاسَاتِكِ كُلِّهَا.
44 «هُوَذَا كُلُّ ضَارِبِ مَثَل يَضْرِبُ مَثَلاً عَلَيْكِ قَائِلاً: مِثْلُ الأُمِّ بِنْتُهَا.
45 اِبْنَةُ أُمِّكِ أَنْتِ، الْكَارِهَةُ زَوْجَهَا وَبَنِيهَا. وَأَنْتِ أُخْتُ أَخَوَاتِكِ اللَّوَاتِي كَرِهْنَ أَزْوَاجَهُنَّ وَأَبْنَاءَهُنَّ. أُمُّكُنَّ حِثِّيَّةٌ وَأَبُوكُنَّ أَمُورِيٌّ.
46 وَأُخْتُكِ الْكُبْرَى السَّامِرَةُ هِيَ وَبَنَاتُهَا السَّاكِنَةُ عَنْ شِمَالِكِ، وَأُخْتُكِ الصُّغْرَى السَّاكِنَةُ عَنْ يَمِينِكِ هِيَ سَدُومُ وَبَنَاتُهَا.
47 وَلاَ فِي طَرِيقِهِنَّ سَلَكْتِ، وَلاَ مِثْلَ رَجَاسَاتِهِنَّ فَعَلْتِ، كَأَنَّ ذلِكَ قَلِيلٌ فَقَطْ، فَفَسَدْتِ أَكْثَرَ مِنْهُنَّ فِي كُلِّ طُرُقِكِ.
48 حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنَّ سَدُومَ أُخْتَكِ لَمْ تَفْعَلْ هِيَ وَلاَ بَنَاتُهَا كَمَا فَعَلْتِ أَنْتِ وَبَنَاتُكِ.
49 هذَا كَانَ إِثْمَ أُخْتِكِ سَدُومَ: الْكِبْرِيَاءُ وَالشَّبَعُ مِنَ الْخُبْزِ وَسَلاَمُ الاطْمِئْنَانِ كَانَ لَهَا وَلِبَنَاتِهَا، وَلَمْ تُشَدِّدْ يَدَ الْفَقِيرِ وَالْمِسْكِينِ،
50 وَتَكَبَّرْنَ وَعَمِلْنَ الرِّجْسَ أَمَامِي فَنَزَعْتُهُنَّ كَمَا رَأَيْتُ.
51 وَلَمْ تُخْطِئِ السَّامِرَةُ نِصْفَ خَطَايَاكِ. بَلْ زِدْتِ رَجَاسَاتِكِ أَكْثَرَ مِنْهُنَّ، وَبَرَّرْتِ أَخَوَاتِكِ بِكُلِّ رَجَاسَاتِكِ الَّتِي فَعَلْتِ.
52 فَاحْمِلِي أَيْضًا خِزْيَكِ، أَنْتِ الْقَاضِيَةُ عَلَى أَخَوَاتِكِ، بِخَطَايَاكِ الَّتِي بِهَا رَجَسْتِ أَكْثَرَ مِنْهُنَّ. هُنَّ أَبَرُّ مِنْكِ، فَاخْجَلِي أَنْتِ أَيْضًا، وَاحْمِلِي عَارَكِ بِتَبْرِيرِكِ أَخَوَاتِكِ.
53 وَأُرَجِّعُ سَبْيَهُنَّ، سَبْيَ سَدُومَ وَبَنَاتِهَا، وَسَبْيَ السَّامِرَةِ وَبَنَاتِهَا، وَسَبْيَ مَسْبِيِّيكِ فِي وَسْطِهَا،
54 لِكَيْ تَحْمِلِي عَارَكِ وَتَخْزَيْ مِنْ كُلِّ مَا فَعَلْتِ بِتَعْزِيَتِكِ إِيَّاهُنَّ.
55 وَأَخَوَاتُكِ سَدُومُ وَبَنَاتُهَا يَرْجِعْنَ إِلَى حَالَتِهِنَّ الْقَدِيمَةِ، وَالسَّامِرَةُ وَبَنَاتُهَا يَرْجِعْنَ إِلَى حَالَتِهِنَّ الْقَدِيمَةِ، وَأَنْتِ وَبَنَاتُكِ تَرْجِعْنَ إِلَى حَالَتِكُنَّ الْقَدِيمَةِ.
56 وَأُخْتُكِ سَدُومُ لَمْ تَكُنْ تُذْكَرْ فِي فَمِكِ يَوْمَ كِبْرِيَائِكِ،
57 قَبْلَ مَا انْكَشَفَ شَرُّكِ، كَمَا فِي زَمَانِ تَعْيِيرِ بَنَاتِ أَرَامَ وَكُلِّ مَنْ حَوْلَهَا، بَنَاتِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ اللَّوَاتِي يَحْتَقِرْنَكِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ.
58 رَذِيلَتُكِ وَرَجَاسَاتُكِ أَنْتِ تَحْمِلِينَهَا، يَقُولُ الرَّبُّ.
59 « لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: إِنِّي أَفْعَلُ بِكِ كَمَا فَعَلْتِ، إِذِ ازْدَرَيْتِ بِالْقَسَمِ لِنَكْثِ الْعَهْدِ.
60 وَلكِنِّي أَذْكُرُ عَهْدِي مَعَكِ فِي أَيَّامِ صِبَاكِ، وَأُقِيمُ لَكِ عَهْدًا أَبَدِيًّا.
61 فَتَتَذَكَّرِينَ طُرُقَكِ وَتَخْجَلِينَ إِذْ تَقْبَلِينَ أَخَوَاتِكِ الْكِبَرَ وَالصِّغَرَ، وَأَجْعَلُهُنَّ لَكِ بَنَاتٍ، وَلكِنْ لاَ بِعَهْدِكِ.
62 وَأَنَا أُقِيمُ عَهْدِي مَعَكِ، فَتَعْلَمِينَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ،
63 لِكَيْ تَتَذَكَّرِي فَتَخْزَيْ وَلاَ تَفْتَحِي فَاكِ بَعْدُ بِسَبَبِ خِزْيِكِ، حِينَ أَغْفِرُ لَكِ كُلَّ مَا فَعَلْتِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ».

بعد أن تحدث عن المسئولية الشخصية لكل إنسان عن خطاياه، سواء على مستوى الشعب أو الأنبياء، قدم لنا في هذا الأصحاح صورة حياة الشعب -كما النفس البشرية- الفاسدة، وعمل الله معه، واختياره كعروس له، ومقابلة هذا الحب الإلهي بالخيانة والزنا.

يقول العلامة أوريجانوس[130]: [إننا نشبه عبيدًا لدى سيد واحد، نرى العبد رفيقنا والسابق لنا في منزل سيده قد أخطأ فعوقب وعندما سلك كما يليق أُمتدح، فنتعظ منه. هكذا يقدم لنا الكتاب المقدس أورشليم مثلًا يلزم أن تنتفع به كنيسة العهد الجديد حتى تتجنب أخطاءها ولا تسقط فيما سقطت فيه].



1. أورشليم الفتاة المُزدرى بها


[1-6].

2. الله يخطبها لنفسه عروسًا


[7-14].

ماذا قدم لها الله؟
3. خيانتها له


[15-34].

4. عقاب الخيانة


[35-51].

5. طريق الاصلاح: الخجل!


[52-58].

6. الوعد بقبولها من جديد


[59-63].

من وحي حزقيال 16


1. أورشليم الفتاة المزدرى بها:

إن كان هذا الأصحاح في الحقيقة يمثل أنشودة الخلاص المجاني الذي قدمه لنا الله بالرغم من خطايانا ونجاسات قلبنا، ويبقى يقدمه لنا كل أيام غربتنا حتى يدخل بنا كعروس مقدسة للسيد المسيح، فإن بدء هذه الأنشودة هو "اكتشافنا خطايانا" لكي نتقبل عمله فينا. تبدأ كلمات الرب هكذا: "يا ابن آدم عّرِف أورشليم برجاستها" [2]. هذا هو الطريق الذي هيأه القديس يوحنا المعمدان للسيد المسيح، حينما جاء يكشف عن الضعف البشري، لكي يقبل الخطاة ذبيحة المسيح الكفارية.

هذا هو عمل الروح القدس فينا، يفضح ضعفاتنا أمام بصيرتنا الداخلية فنعترف بها، وكما يقول القديس أنبا أنطونيوس الكبير: [إذا أسلمت النفس ذاتها للرب بكل قوتها فإن الله الصالح يظهر لها هذه الأوجاع والعيوب واحدة واحدة لكي تحيد عنها]. ويقول القديس مار أفرام السرياني: [لا تستطيع أن تصغي لكلماته وأنت بعد لم تعرف ذاتك[131]].

ما هي رجاستها؟ "قل هكذا قال السيد الرب لأورشليم: مخرجك ومولدك من أرض كنعان أبوك أموري وأمك حثية" [3]... كان يهوذا وأيضًا إسرائيل يفتخران أنهما من نسل إبراهيم، جنس مختار. لكن الرب يعلن لأورشليم أنها لم تخرج من صلب إبراهيم روحيًا ولا ولدت منه، بل من أرض كنعان، أبوها أموري وأمها حثية. لقد سقطوا في خطايا الأموريين والحثيين وارتبطوا بهم من خلال الشر، فنزعت عنهم بنوتهم لإبراهيم أبي المؤمنين، بل ونزع عنهم انتسابهم لله، وصاروا بالحق أبناء هذين الشعبين. وكما يقول العلامة ترتليان: [إنهم ليسوا من سلالة هذين الشعبين، إنما دعوا أولادًا لهما بسبب تشبههم بشرهما، هؤلاء الذين دعاهم قديمًا أبناء له بإشعياء النبي، قائلًا: "ربيت بنين ونشأتهم" (إش 2: 1)[132]]. ويقول القديس أغسطينوس: [إذ كان الأموريون والحثيون أشرارًا، وقد تمثل اليهود بهم في شرهم وجدوا فيهم والديْن لهم، ليس لأنهم ولدوا منهم وإنما لأنهم اشتركوا معهم في دينونتهم إذ سلكوا في عاداتهم[133]].

ويقول العلامة أوريجانوس: [ارتكبت أورشليم مثل هذه الخطايا (عبادة الأوثان) فلا تستحق أن تدخل في وعود الله[134]]. لقد صارت كنعانية أمورية الأب، حثية الأم، خارج دائرة المواعيد الإلهية. هكذا من يقبل التعاليم الغريبة والفلسفات الكاذبة، بعيدة عن روح الكتاب المقدس يبقى خارجًا، فلا يُحسب أورشليم المقدسة بل كنعانيًا أو أموريًا أو حثيًا!

لاحظ العلامة أوريجانوس أنه عند توبيخ أورشليم ذكر الرب أن والدها من جنسية (أموري) ووالدتها من جنسية أخرى (حثية)، لأنه حيث توجد الخطية يوجد انقسام وانشقاق وتفريق، وحيث الفضيلة توجد الوحدة، إذ يقول: [حيث توجد الخطايا تكون العثرة والانفصال والهرطقات والخلافات؛ وحيث الفضيلة فهناك الوحدة والاتحاد، حيث يكون المؤمنون بقلب واحدٍ وروح واحدة. لنقل في صراحة إن أصل الشرور هو الكثرة وبداية الصلاح أن نحيا في وحدة... فتكون جسدًا واحدًا وروحًا واحدة. لكن إن كنا غير متحدين فنقول: أنا لبولس وأنا لأبولس وأنا لصفا... بجانب هذا نكون منقسمين ومنفصلين ولا نصل إلى موضع من جمعتهم الوحدة وكما أن الآب والابن واحد كذلك يكون واحدًا جميع الذين لهم روح واحدة[135]].

أما عن بدء ارتكابها الرجاسات فهو كما يقول: "أما ميلادك يوم ولدت، فلم تقطع سرتك، ولم تُغسلي بالماء للتنظف، ولم تملحي تمليحًا، ولم تقمطي تقميطًا. لم تشفق عليك عين لتصنع لك واحدة من هذه لترق لك. بل طُرحت على وجه الحقل بكراهة نفسك يوم وُلدت" [4-5]. كان الطفل حديث الولادة يُدلك بالملح بخفة ويُقمط وتترك يداه ورجلاه مقمطة لعدة أيام. كانت الأمهات يعتقدن أنه بهذا يصير أطفالهن أقوياء، محفوظين من أي ميكروب. هذه هي عادة الشرق قديمًا، لذا نسمع عن السيدة العذراء أنها قمطت الطفل يسوع.

عدم تقميط الطفل أو تمليحه يعني أنه طفل غير مرغوب فيه[136]. إنها صورة مؤلمة للجنس البشري كله إذ يولد الإنسان ورجاساته تعمل في داخله،
2. الله يخطبها لنفسه عروسًا:

يؤكد الرب للنفس البشرية: "فمررت بكِ ورأيتكِ مدوسة بدمك... فمررت بكِ ورأيتكِ وإذا زمنك زمن الحب" [6-8]. مرّ عليها السيد فوجدها عريانة، ليس من يستر عليها. فتقدم إليها بالحب وخطبها عروسًا له: "فبسطت ذيلي عليكِ وسترت عورتكِ، وحلفت لكِ، ودخلت معكِ في عهد يقول السيد الرب فصرتِ لي" [8]. لم يستنكف القدوس من أن ينزل إلينا في أرض الشقاء، ويمد يده إلى ضعفنا ليهبنا الاتحاد معه، مقدمًا ذاته عريسًا لنا، لنكون عروسًا له. في هذا يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [كما قلت إن ذاك الذي هو عظيم وقوى، هكذا رغب في زانية، وإنني أتكلم عن الطبيعة البشرية تحت ذلك الاسم "زانية" إن كان إنسان يرغب في زانية فإنه يُدان، فكيف يرغب الله في زانية حتى يصير عريسًا لها؟! ماذا يفعل؟! إنه لم يرسل إليها واحدًا من خدامه لا ملاكًا، ولا رئيس ملائكة، ولا شاروبًا ولا ساروفًا، بل نزل بذاته ذاك الذي يحبها مقتربًا إليها... فطالما تعجز هي عن أن تصعد إلى العلي نزل هو على الأرض، جاء إلى الزانية ولم يخجل أن يمسك بها وهي في سكرها... وكيف جاء؟ جاء ليس (معلنًا) جوهر طبيعته بطريقة مجردة، إنما صار مثلما الزانية عليه (فيما عدا الخطية)، لا بحسب النية بل بالحقيقة صار مثلها، حتى لا ترتعب منه عندما تراه فتجري وتهرب!! جاء إلى الزانية وصار إنسانُا![141]...].



ماذا قدم لها الله؟

"فحممتك بالماء وغسلت عنك دماءك، ومسحتك بالزيت.

وألبستك مطرزة ونعلتك بالتُخس وأزرتك بالكتان وكسوتك

بزًا، وحليتك بالحلي، فوضعت إسورة في يديك وطوقًا في

عنقك، ووضعت خزامة في أنفك وأقراطًا في أذنيك وتاج

جمال على رأسك، فتحليت بالذهب والفضة ولباسك الكتان

والبز والمطرز، وأكلت السميذ والعسل والزيت، وجملت جدًا

جدًا فصلحت لمملكة، وخرج لك اسم في الأمم لجمالك لأنه

كان كاملا ببهائي الذي جعلته عليك يقول السيد الرب" [9-14].

إنها صورة رائعة لعمل السيد المسيح معنا. خاصة من خلال مياه المعمودية المقدسة ومسحة الميرون وسر الإفخارستيا، وقد سبق لنا تفسير هذا النص في كتابنا "الروح القدس بين الميلاد الجديد والتجديد المستمر".

لقد دخل بها إلى مياه المعمودية المقدسة لكي يغسلها من دماء خطاياها [9]. وكما يقول القديس أغسطينوس: [بميلادنا من الماء والروح القدس نتطهر من كل خطيئة، سواء كانت من آدم الذي به خطيء الكل أو بفعلنا وقولنا، لأننا نغتسل منها في المعمودية[142]]. يدهنها بزيت المسحة المقدسة فتصير بروحه القدوس في ملكيته، لها ختم الروح. يلبسها ثياب البرّ، تحتذي لتسلك طريق الله. تلبس الكتان علامة النقاوة والطهارة، والبز علامة البرّ. يقدم لها حليًا ليست من هذا العالم، لكنه عربون الروح الذي يكسب النفس جمالًا، يضع أسوره في يديها وطوقًا في عنقها وخُزامة في أنفها وأقراطًا في أذنيها وتاج جمال على رأسها، ما هذه إلا أعمال الروح القدس في حياتنا الداخلية إذ تقدس كل حواسها وطاقاتها لحساب الملكوت، فتمتد يدها للعمل بلا كسل، وينحني عنقها لحمل أثقال الآخرين بفرح، وينفتح أنفها لتشتم رائحة السماء وتتزين أذناها بسماع الوصايا الإلهية، أما تاج جمالها فهو السيد المسيح نفسه الذي يملأ فكرها ويدبر كل تصرفاتها. هذا هو عمل الله فينا! إنه يقدم لنا الذهب والفضة، أي يقدم لنا "الحياة السماوية" التي يُشار إليها بالذهب، وكلمة الله التي هي مصفاة سبع مرات كالفضة. يشبع نفوسنا بالجسد المقدس ولا يتركنا جائعين إلى شيء! بهذا تجمل النفس جدًا جدًا وتصلح أن تدخل مملكة عريسها كملكة مزينة ببهاء عريسها الكامل الذي يسكبه عليها، ويصير لها اسم هو اسم مسيحها القدوس.
3. خيانتها له:

بعد أن قدم الرب للنفس كل هذه الإمكانيات، إذا بها تخونه، إذ يقول لها: "فاتكلت على جمالك وزنيت على اسمك وسكبت زناك على كل عابر فكان له" [15].

هنا يتحدث عن الزنا الروحي، الذي هو انحراف النفس وراء عريس آخر غير عريسها، وارتباطها بالأمور الزمنية على حساب علاقتها بالله. في هذا يقول العلامة أوريجانوس: [الزنا بمعناه الواسع يحوي كل صور الخطيئة، فإنه يوجد زنا بمعنى أنه عندما تدخل النفس في علاقة متبادلة مع الرب الكلمة وتتحد معه بنوع من الزواج ثم تفسد وتتدنس بآخر، هو عدو ذاك الذي ملك عليها بالإيمان - كلمة الله - الذي هو الرب يسوع، عريس النفس العفيفة والطاهرة وقرينها. وكما يقول الرسول: "لأني خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح، ولكنني أخاف أنه كما خدعت الحية حواء بمكرها هكذا تفسد أذهانكم عن البساطة التي في المسيح" (2 كو 11: 2). إذًا مادامت النفس متحدة بعريسها وتسمع كلماته وتتعلق به تنال منه ثمر الكلمة... فإذا كانت النفس تحبل من أعمال المسيح تلد أولادًا، من أجلهم قيل لها: "ستخلص بولادة الأولاد، إذا ثبتن في الإيمان والمحبة والقداسة مع التعقل" (1 تي 2: 15)... حقًا طوبى لهذه النفس المخصبة التي ساهمت في إنجاب كلمة الرب وتجاوبت في أحضانه بهذا تلد ذرية أصيلة فتخرج الطهارة والبر والصبر والوداعة والمحبة وكل نسل جليل. أما إذا كانت النفس بائسة فتترك المرقد المقدس لكلمة الله وتدخل إلى أحضان الفساد، وتنخدع بضلال إبليس والشياطين، فإنها بالتأكيد تلد، لكنها تنجب أطفالا كتب عنهم أنهم فاسدون غير كاملين، ذرية من مرقد المنافق يحذفون[143]].

يرى العلامة أوريجانوس[144] أن الزنا هنا يعني ترك بيت الزوجية أو الخروج عن الأسرة المقدسة... هكذا الخطاه بزناهم الروحي يبقون خارج خيمة الرب، أما القديسون ففي داخلها.

من يرتبط بكلمة الرب ويسلك في طاعته يعيش كما في بيت الزوجية الروحي، أما من يرتبط بالفلسفات الكاذبة فيحرم نفسه من العُرس السماوي ويُحسب زانيًا.

هذا هو الزنا الروحي الذي ترتكبه النفس بتركها الله عريسها وتلجأ إلى إبليس وطرقه. أما ملامح هذا الزنا الروحي فهي:

أ. الكبرياء: "فاتكلت على جمالك وزنيت على اسمك وسكبت زناك على كل عابر فكان له" [15]. بدء السقوط هو الكبرياء، حيث يتكل الإنسان على ذراعه البشري، ويظن في نفسه شيئًا، فتتخلى عنه نعمة الله ويصير ملهىً لكل خطيئة. ويقول مار إسحق السرياني: [الذي يحب الكرامة لا يستطيع أن ينجو من علل الهوان[145]]. ويقول القديس أنبا موسى الأسود: [الذي يعتقد في نفسه أنه بلا عيب فقد حوى في ذاته سائر العيوب[146]]. ويقول الأب غريغوريوس (الكبير): [حقًا إن النفس التي تثق في جمالها وتظن أنها بارة تقوم بدور الزانية بسبب شهرتها، لأنها فيما تفعله حسنًا لا تفعله لإعلان مجد خالقها بل تطلب مجدها الذاتي].

ب. تدنيس الجسد: "وأخذت من ثيابك وصنعت لنفسك مرتفعات موشاه وزنيت عليها" [16]. إن كانت الثياب في الكتاب المقدس تشير إلى الجسد، فإن الله يعاقب الإنسان الذي يجعل من جسده مرتفعات أي مواضع شر، عليها تُقدم ذبائح للأوثان ، فيجد الشيطان له مواضع كثيرة في الجسد، خلال العين والأذن واليد والبطن... يتحول جسدنا الصالح إلى آلات إثم للموت. لهذا يقول الرسول: "لا تقدموا أعضاءكم آلات إثم للخطية بل قدموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات وأعضاءكم آلات بر لله" (رو 6: 13)، "لأنه كما قدمتم أعضاءكم عبيدًا للنجاسة والإثم للإثم هكذا الآن قدموا أعضاءكم عبيدًا للبر للقداسة" (رو 6: 19). "فأطلب إليكم أيها الإخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حيَّة مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية" (رو 12: 1).

ج. تدنيس مقدسات الله: "وأخذتِ أمتعة زينتك (مجدك) من ذهبي ومن فضتي التي أعطيتك وصنعت لنفسك صور ذكور وزنيت بها" [17]. هكذا يُعاقب الرب عروسه، ليس لأنها خائنة فحسب، بل لأنها أخذت غناه ومقدساته لتستخدمها في خيانتها له.

يقول العلامة أوريجانوس: [إنها أخذت الأشياء التي يُصنع منها ما هو لمجدها وفخرها، التي كتب عنها موسى في سفر العدد من مباخر وكؤوس ومنارة ذهبية... وصهرت هذه كلها وصنعت لنفسها تماثيل ذكور للفساد والزنا، فصارت نفسها زانية. هذا عن التفسير الحرفي أما الرمزي فيرى العلامة أوريجانوس هو استبدال مفاهيم كلمة الله بمعانٍ مزيفة، فيصهر الأشرار الكلمة الإلهية التي قدمت لهم لمجدهم ويستبدلون الحق بالباطل، والله وبصور أخرى... لقد قدم لنا الله الناموس والأنبياء لمجدنا الداخلي لكننا نُسيء استخدامه[147]. إنها تستخدم ذهبه وفضته [17] وزيته وبخوره [18] وخبزه وكل طعام قدمه لها من سميذ وزيت وعسل[148]! تأخذ النفس الجاحدة ذهب المسيح وفضته لتصنع بهما لنفسها صورًا، أي تستخدم الأمور السماوية (الذهب) وكلمته الإنجيلية (الفضة)، لا في رفع النفس إلى الحياة الإلهية بل لخدمة أفكار الزمنية. ي
لازال الله يبرر نفسه من أجل الخراب الذي سيأتى على أورشليم، فبعد أن شبه أورشليم بعود الكرم الذي سيحرق، يشبهها هنا بعروس زانية خائنة لا تستحق سوى الهجر والتخلى. وهذا الإصحاح من المفيد أن نطبقه على الشعب اليهودى مرة، ثم مرة ثانية على الكنيسة ككل، ومرة ثالثة على النفس البشرية. هو إصحاح معاملة الله معي وإنتشالى من الضياع ثم خيانتى له. هذا الإصحاح هو أنشودة الخلاص المجانى حتى نكون عروس مقدسة للمسيح.

ويمكن تقسيم الإصحاح إلى الأقسام الآتية:-

1) الآيات 1 – 7 :- ماذا كان حال إسرائيل أو الكنيسة قبل مراحم الله.
2) الآيات 8 – 14 :- زمن الحب :- الله يحب البشر منذ الأزل وإلى الأبد (راجع تفسير يو13: 1) فيكون زمن الحب معناه زمن إعلان محبة الله هذه التي ظهرت على الصليب، أو ما أسماه بولس الرسول ملء الزمان.
3) الآيات 15 – 26:- الخيانة = زنيت على إسمك .
4) الآيات 27 – 43:- الحكم الذي تستحقه هذه الخائنة.
5) الآيات 44 – 51:- ليست يهوذا فقط هي الخائنة بل كل البشر يهوداً وأمم، ويسمى الأمم هنا السامرة وسدوم ، فبعد سبى أشور لإسرائيل المملكة الشمالية إختلط نسل الأسباط العشرة بالأمم الوثنية ومارسوا عباداتهم الوثنية " الجميع زاغوا وفسدوا معا. ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد " (رو3 : 12).
6) الآيات 52 – 63:- كما هي عادة الأنبياء فبعد ذكر ما يستحقه البشر من عقوبات لأجل خطاياهم وخيانتهم لله نجد خلاص المسيح. وهنا نجد نبوة واضحة بصلب المسيح بالنيابة عن البشر، وأن اليهود هم من سيصلبونه . وبهذا يكمل إثم اليهود، ولكن بالصليب يتبرر الجميع.
الآيات (1-7):-" 1وَكَانَتْ إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ قَائِلَةً: 2«يَا ابْنَ آدَمَ، عَرِّفْ أُورُشَلِيمَ بِرَجَاسَاتِهَا، 3وَقُلْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لأُورُشَلِيمَ: مَخْرَجُكِ وَمَوْلِدُكِ مِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ. أَبُوكِ أَمُورِيٌّ وَأُمُّكِ حِثِّيَّةٌ. 4أَمَّا مِيلاَدُكِ يَوْمَ وُلِدْتِ فَلَمْ تُقْطَعْ سُرَّتُكِ، وَلَمْ تُغْسَلِي بِالْمَاءِ لِلتَّنَظُّفِ، وَلَمْ تُمَلَّحِي تَمْلِيحًا، وَلَمْ تُقَمَّطِي تَقْمِيطًا. 5لَمْ تَشْفُقْ عَلَيْكِ عَيْنٌ لِتَصْنَعَ لَكِ وَاحِدَةً مِنْ هذِهِ لِتَرِقَّ لَكِ، بَلْ طُرِحْتِ عَلَى وَجْهِ الْحَقْلِ بِكَرَاهَةِ نَفْسِكِ يَوْمَ وُلِدْتِ. 6فَمَرَرْتُ بِكِ وَرَأَيْتُكِ مَدُوسَةً بِدَمِكِ، فَقُلْتُ لَكِ: بِدَمِكِ عِيشِي، قُلْتُ لَكِ: بِدَمِكِ عِيشِي. 7جَعَلْتُكِ رَبْوَةً كَنَبَاتِ الْحَقْلِ، فَرَبَوْتِ وَكَبُرْتِ، وَبَلَغْتِ زِينَةَ الأَزْيَانِ. نَهَدَ ثَدْيَاكِ، وَنَبَتَ شَعْرُكِ وَقَدْ كُنْتِ عُرْيَانَةً وَعَارِيَةً. "

عَرِّف أورشليم برجاساتها = بدء الأنشودة هو اكتشاف خطايانا. وهذه الرجاسات يكرهها الله، ويجب أن نكرهها نحن أيضاً، خصوصاً أننا شعبه. ورجاسات أورشليم تفوق رجاسات العالم كله.. لماذا ؟ لأنها ناكرة للجميل. فبعد كل ما قدمه الله لها تسير وراء آخر. وهنا يوضح الله أصلها الحقير. مخرجك ومولدك من أرض كنعان. أبوك أمورى وأمك حثية = كان اليهود يفتخرون بأنهم أولاد إبراهيم يو 8: 33 + مت 3: 9. ولكن أولاد إبراهيم حقيقة هم أولاده بالإيمان غل 4: 11، 12. أما هؤلاء فأعمالهم تشبه الكنعانيين الذين لعنوا من أجل خطاياهم لذلك صاروا أولاداً للكنعانيين، وهذا نسب أخلاقي وليس عرقي، كما قيل عن كل من يفعل الخطية أنه ابن لإبليس 1يو 3: 10 + يو 8: 44 (ونرى أن الكذاب ابن لإبليس في هذه الآية يو8: 44).
أبوك أمورى وأمك حثية :- أبوك أمورى = كان اسم أموري يطلق على سكان فلسطين وغرب آسيا، ويُذكر إسمهم بديلا عن الكنعانيين الذين طلب الرب من شعب إسرائيل إبادتهم بسبب نجاساتهم، وسكن بنو إسرائيل مكانهم. وتم هذا أولا مع سيحون ملك الأموريين وشعبه وعوج ملك باشان وشعبه، والكنعانيين كلهم كانوا ملعونون بسبب خطية أبوهم كنعان مع جده نوح . أمك حثية = حث هو جد الحثيين والابن الثانى لكنعان بن نوح ومعنى الاسم في العبرية " مرعب " وعاش الحثيون في كنعان أولا، وإلى ما بعد الغزو الإسرائيلى لكنعان. ولقد إشترى إبراهيم مغارة المكفيلة منهم، وفيها دفن سارة زوجته. وتزوج عيسو من بناتهم. ويقال أنه كان للحثيين 1000 إله.
وفي هذه الآية نرى أن بتسميتهم أولاد كنعان وحث، فقد نزع عنهم الله بنوتهم لإبراهيم يو8: 39-41. بل صاروا أولاد لعنة ورعب كما تشير أسماء (أمورى وحثى) وهكذا كان حال كل البشر قبل المسيح ملك السلام والذي أتى بالسلام ورفع اللعنة، ولهذا قيل أيضا عن الأمم في آية 45 " أمكن حثية وأبوكن أمورى " فالجميع زاغوا وفسدوا.

وآيات 4 ، 5 صورة مؤلمة للجنس البشرى كله، إذ يولد ورجاساته تعمل في داخله "هأنذا بالإثم صورت وبالخطية حبلت بي أمى مز 51: 5". هذا معنى لم تقطع سرتك = فعن طريق السرة يأتي الغذاء للطفل أولاً في بطن الأم، والمعنى هنا أن مصادر الخطية، خطية أبائك (الأمورى والحثى) مازالت تغذيك = لك نفس خطاياهم، فكنت في نجاسة الخطية الأصلية، ولم يطهرك أحد = ولم تغسلى بالماء للتنظيف.

ولم يسترك أحد فظللت عارية، فالخطية تساوى العرى = لم تقمطى تقميطاً = فلا يوجد في البشر من يغسل أدناسنا أو يحمل عارنا ويسترنا بقماط. ولم تملحى تمليحا الملح يستخدم ليمنع الطعام من الفساد (كالفسيخ مثلاً)، فلم يكن هناك ثلاجات أو ثلج في ذلك الزمان. فكان الملح علامة عدم الفساد (2أى 13: 5 + مر 9: 49، 50 + كو 4: 6) والمعنى أنه لم يكن هناك حماية لك من الفساد. والمسيح أتى ليفتدينا ويستر علينا ويفيض علينا من نعمته التي تحفظنا من الفساد. لذلك فالكنيسة في صلاة الحميم للطفل في يوم ميلاده السابع ، تضع ملحاً في الماء إشارة للنعمة التي سيحصل عليها الطفل في المعمودية فتحفظه من الفساد (وتضع في الماء زيتاً إشارة لعمل الروح القدس وحلوله على المعمد في سر الميرون الذي يعقب سر العماد، فالكنيسة في صلاة الحميم تعلن اهتمامها بالطفل وأنها بأسرارها فيها كل ما يحتاجه الطفل ليحيا في عدم فساد منذ ميلاده وحتي انتقاله).
ولم تشفق عليك عين = بل حين ولدت الأمة اليهودية كان ذلك في مصر في أرض العبودية، وفرعون كرمز للشيطان أذلهم وإستعبدهم. وطرحت بكراهة نفسك = فالمصريين كرهوهم بل إعتبروهم رجس، ولنلاحظ أن من عروها قد كرهوها، والشيطان يسهل لنا طريق الخطية ليس حباً فينا بل كراهية لنا، وليدمرنا.

نجد هنا حصراً لما قدمه الله للأمة اليهودية أولنا. مدوسة بدمك = نتيجة أنها ورثت خطية آدم كانت مستعبدة للشيطان، فالكل مولود بالخطية " بالخطية ولدتنى أمى " وبدأ الله خطة الخلاص وأتى بهم كنسل إبراهيم إلى مصر ليعزلهم عن نجاسات كنعان. وحافظ عليهم وكون منهم شعبا كبيرا وسط أمة كرهتهم. وكانوا على حافة الخراب والهلاك في مصر، مكتوب عليهم الموت فقلت لك بدمك عيشى. قلت لك بدمك عيشى = هذه كقول بولس الرسول "أما أنا فكنت بدون الناموس عائشاً قبلاً رو 7: 9" وهذه كما يقول المثل العامى عن مريض أو فقير معدم "أهى عيشة والسلام". أي قرر لها الله الحياة. وبالنسبة لكل البشرية فالله نظر إلى هذا العالم في نجاسته يتمرغ في دمه (يموت ويهلك) وهو منبوذ مطرود، لكن الله في صلاحه يريد للبشر الحياة. فقال لهم الله بدمك عيشى أي تعيش كما هى، مجرد حياة لأنه مازال هناك دم في عروق البشر يُبقى عليهم أحياء لفترة من الزمن، ولكن الخطية كائنة فىهم تنجسهم، وهم في خطاياهم مدوسين من إبليس = مدوسة بدمك، ومدوسين من خطاياهم، فبقائها بدمها اشارة لإستمرارها في نجاستها بلا تطهير (لا 12 + لا 15: 19 – 30)، هي تحتاج تطهير بدم ذبيحة ، وهي في نجاستها تعتبر ميتة وهذا يعني ان كل البشر هم فاقدين للحياة الأبدية وقول الله هنا بدمك عيشى = أي لتبقى حياتك البشرية لفترة، وعيشى بحالتك ولا تموتى، حتى أتدخل بنعمتى، فتولدى ميلاداً جديداً في المعمودية بعد الفداء، وذلك في ملء الزمان، أما الآن فيكفى أنك حية وإنتظرى. وتكرار بدمك عيشى، يعنى توجيه هذه الكلمة للأمم واليهود. والله لم يتركها تحيا فقط بل إهتم بها ورعاها وأعطاها بركات زمنية = فربوت وكبرت ونما الجنس البشرى وإزدهر في كل مكان. ربوت = من ربوة أي مكان مرتفع، و الكلمة مترجمة في الانجليزية مزدهرة نامية كنبات الحقل = جعلتك ربوة، وبلغت زينة الأزيان = جعلها الله جميلة، فكم من مدن جميلة وحضارات عريقة وفلسفات وعلوم، لم يبخل الله على العالم بشئ. (وشئ شبيه بذلك فلقد إستمر العالم الشيوعى يسب الله أكثر من سبعين سنة، والله يفيض عليهم قوة وعلم وغذاء..... إلخ). ولاحظ أنه بالرغم من إضطهاد المصريين لشعب الله، قول الكتاب عنهم "ولكن بحسبما أذلوهم هكذا نموا وإمتدوا فإختشى منهم المصريون خر1: 12. الله أعطاهم نمواً عددياً. والله أعطى لبقية الشعوب نمواً ونضجاً عقلياً وصار للعالم جمال ونضج وفكر = نهد ثدياك ونبت شعرك = فالتشبيه بعروس، والعروس لا تخطب إلا إذا نضجت وعلامة النضج للفتاة ثدياها، ألن تستعملهما في إرضاع أولادها. والكنيسة ترضع أولادها لينموا في الإيمان. هذا القول يشير لأن المسيح أيضاً أتى في ملء الزمان (غل 4: 4) بعد أن صار العالم ناضجاً مستعداً لذلك المجئ. واليهود كان لهم ثديان يرضعان منهما أولادهم وهم الناموس والأنبياء. والكنيسة لها أيضاً ثديان هما العهد القديم والعهد الجديد.

عريانة وعارية = تكرار القول فيه إشارة:-

1) لأنها مولودة بالخطية فعريانة إشارة للخطية الأصلية، وعارية إشارة لخطاياها الحالية.
2) عريانة إشارة للخطية، فآدم لم يشعر أنه عريان إلا بعد أن أخطأ، وعارية فيه إشارة للشعور بعدم الإحتياج للمسيح رؤ 3: 17 وبالتالي لا يلجأوا إليه. فالمسيح وحده هو الذي يستر، ورمزا لهذا إستتر آدم بذبيحة.
3) عريانة إشارة لليهود بسبب تعديهم على الناموس، وعارية إشارة للأمم لخطاياهم.
الآيات (8-14):-" 8فَمَرَرْتُ بِكِ وَرَأَيْتُكِ، وَإِذَا زَمَنُكِ زَمَنُ الْحُبِّ. فَبَسَطْتُ ذَيْلِي عَلَيْكِ وَسَتَرْتُ عَوْرَتَكِ، وَحَلَفْتُ لَكِ، وَدَخَلْتُ مَعَكِ فِي عَهْدٍ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، فَصِرْتِ لِي. 9فَحَمَّمْتُكِ بِالْمَاءِ، وَغَسَلْتُ عَنْكِ دِمَاءَكِ، وَمَسَحْتُكِ بِالزَّيْتِ، 10وَأَلْبَسْتُكِ مُطَرَّزَةً، وَنَعَلْتُكِ بِالتُّخَسِ، وَأَزَّرْتُكِ بِالْكَتَّانِ، وَكَسَوْتُكِ بَزًّا، 11وَحَلَّيْتُكِ بِالْحُلِيِّ، فَوَضَعْتُ أَسْوِرَةً فِي يَدَيْكِ وَطَوْقًا فِي عُنُقِكِ. 12وَوَضَعْتُ خِزَامَةً فِي أَنْفِكِ وَأَقْرَاطًا فِي أُذُنَيْكِ وَتَاجَ جَمَال عَلَى رَأْسِكِ. 13فَتَحَلَّيْتِ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلِبَاسُكِ الْكَتَّانُ وَالْبَزُّ وَالْمُطَرَّزُ. وَأَكَلْتِ السَّمِيذَ وَالْعَسَلَ وَالزَّيْتَ، وَجَمُلْتِ جِدًّا جِدًّا، فَصَلُحْتِ لِمَمْلَكَةٍ. 14وَخَرَجَ لَكِ اسْمٌ فِي الأُمَمِ لِجَمَالِكِ، لأَنَّهُ كَانَ كَامِلاً بِبَهَائِي الَّذِي جعَلْتُهُ عَلَيْكِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. "

فمررت بك وإذا زمنك زمن الحب = لقد صارت العروس ناضجة الآن، وعلى العريس أن يتقدم لخطبتها. فالشعب اليهودى في مصر صار ناضجاً ليتحرر فأرسل الله لهم موسى، وبالنسبة للكنيسة فلقد جاء المسيح بنفسه لها. كان موسى مخلصاً للشعب في زمن حب الله لهم، وكان المسيح في تجسده أبلغ مثل للحب "ليس حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه يو 15: 13. زمن الحب = ملء الزمان = الزمن الذي رآه الله مناسبا لتجسد المسيح حبا في البشر. وحين مر السيد عليها كانت عريانة بفعل الخطية، فستر السيد عليها = وبسطت ذيلى عليك = هذا ما فعله بوعز مع راعوث إشارة للمسيح عريس نفوسنا (را 3: 9). فالقدوس لم يستنكف من أن يأخذنا له عروساً. ودخلت معك في عهد = كان العهد الأول لآدم وحواء "نسل المرأة يسحق رأس الحية" والوعد الثانى لنوح بعدم الهلاك "قوس قزح" والوعد الثالث لإبراهيم بالختان والوعد الرابع مع موسى بالذبائح وخروف الفصح، والوعد الخامس والأخير بدم المسيح. هي كانت نجسة تعيش بدمها ولا تطهير سوي بالدم (عب 9: 22) فحممتك بالماء = لليهود بالمرور في البحر الأحمر، ولنا بالمعمودية (= تطهير) (رو 6) التي فيها نموت في المسيح ومسحتك بالزيت = هذا رمز لعمل الروح القدس، فمع اليهود كان هذا للأنبياء والملوك والكهنة. أما في العهد الجديد فكلنا مسحنا بالميرون وصرنا هياكل للروح القدس. وغسلت عنك دماءك = بالمعمودية نغسل من دماء خطايانا الأصلية التي ولدنا بها والحالية التي إرتكبناها بعد المعمودية. وبعد المسح بالروح القدس نصير له = فصرتِ لي = لاحظ أن المسح بالميرون فيه تكريس للممسوح فيصير قدساً أي مخصصاً لله. وألبستك مطرزة = تلبس أفخر الملابس بعد أن كانت عارية. وأفخر ما نرتديه هو المسيح "إلبسوا المسيح" فبالمعمودية تصير لنا حياة المسيح الكامل في صفاته (رو 13: 14 + في 1: 21) ونعلتك بالتخس = كما ألبس الابن الضال حذاء في رجليه، هذه حماية لنا لنسير وسط العالم ولا ننحرف عن طريق الله. والكتان = علامة النقاوة والطهارة. والبز = علامة البر. والحلى = هي عربون الروح الذي يكسب النفس جمالاً. ووضع الإسورة في يديها = هو تقديس طاقات العمل لحساب الملكوت وخزامة في أنفها وأقراطاً في أذنيها = لتقديس حواسها. أما تاج جمالها = فهو السيد المسيح نفسه. وتحليت بالذهب = الحياة السماوية. والفضة = كلمة الله مز 12: 6. وأكلت السميذ = جسد المسيح غذاء للنفس، أما اليهود فأكلوا المن وقد يكون أيضاً لليهود الحلى والذهب والفضة هي ما أخذوها من المصريين. وأكلت العسل = حين أكل حزقيال كلمة الله (الدَرْج) كان في فمه كالعسل. وهكذا داود وإرمياء ويوحنا (راجع تفسير إصحاح 3 آيات 1-15). وخرج لك اسم في الأمم = هكذا جاءت ملكة سبأ لسليمان. والكنيسة دائماً منارة للعالم كله.

والله عادة يحب أن يرفع من شأن أولاده الذين يحبهم إذ هو يكرم من يكرمونه (1صم2: 30)، وكما إشتهرت حكمة سليمان إشتهرت بركة إبراهيم وإسحق (تك26: 26 – 30) وهذا ما حدث مع حزقيا الملك حين غيَّرت الشمس إتجاهها، وهي من آلهة البابليين فأتى أمراء بابل ليروا من هو هذا الإنسان الذي فعل هذا.
14وَخَرَجَ لَكِ اسْمٌ فِي الأُمَمِ لِجَمَالِكِ، لأَنَّهُ كَانَ كَامِلاً بِبَهَائِي الَّذِي جَعَلْتُهُ عَلَيْكِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ = سر جمالنا الحقيقى وقوتنا وبركتنا هو الثبات في المسيح.



الآيات (15-34):-" 15«فَاتَّكَلْتِ عَلَى جَمَالِكِ، وَزَنَيْتِ عَلَى اسْمِكِ، وَسَكَبْتِ زِنَاكِ عَلَى كُلِّ عَابِرٍ فَكَانَ لَهُ. 16وَأَخَذْتِ مِنْ ثِيَابِكِ وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ مُرْتَفَعَاتٍ مُوَشَّاةٍ، وَزَنَيْتِ عَلَيْهَا. أَمْرٌ لَمْ يَأْتِ وَلَمْ يَكُنْ. 17وَأَخَذْتِ أَمْتِعَةَ زِينَتِكِ مِنْ ذَهَبِي وَمِنْ فِضَّتِي الَّتِي أَعْطَيْتُكِ، وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ صُوَرَ ذُكُورٍ وَزَنَيْتِ بِهَا. 18وَأَخَذْتِ ثِيَابَكِ الْمُطَرَّزَةَ وَغَطَّيْتِهَا بِهَا، وَوَضَعْتِ أَمَامَهَا زَيْتِي وَبَخُورِي. 19وَخُبْزِي الَّذِي أَعْطَيْتُكِ، السَّمِيذَ وَالزَّيْتَ وَالْعَسَلَ الَّذِي أَطْعَمْتُكِ، وَضَعْتِهَا أَمَامَهَا رَائِحَةَ سُرُورٍ. وَهكَذَا كَانَ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.

20«أَخَذْتِ بَنِيكِ وَبَنَاتِكِ الَّذِينَ وَلَدْتِهِمْ لِي، وَذَبَحْتِهِمْ لَهَا طَعَامًا. أَهُوَ قَلِيلٌ مِنْ زِنَاكِ 21أَنَّكِ ذَبَحْتِ بَنِيَّ وَجَعَلْتِهِمْ يَجُوزُونَ فِي النَّارِ لَهَا؟ 22وَفِي كُلِّ رَجَاسَاتِكِ وَزِنَاكِ لَمْ تَذْكُرِي أَيَّامَ صِبَاكِ، إِذْ كُنْتِ عُرْيَانَةً وَعَارِيَةً وَكُنْتِ مَدُوسَةً بِدَمِكِ. 23وَكَانَ بَعْدَ كُلِّ شَرِّكِ. وَيْلٌ، وَيْلٌ لَكِ! يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، 24أَنَّكِ بَنَيْتِ لِنَفْسِكِ قُبَّةً وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ مُرْتَفَعَةً فِي كُلِّ شَارِعٍ. 25فِي رَأْسِ كُلِّ طَرِيق بَنَيْتِ مُرْتَفَعَتَكِ وَرَجَّسْتِ جَمَالَكِ، وَفَرَّجْتِ رِجْلَيْكِ لِكُلِّ عَابِرٍ وَأَكْثَرْتِ زِنَاكِ. 26وَزَنَيْتِ مَعَ جِيرَانِكِ بَنِي مِصْرَ الْغِلاَظِ اللَّحْمِ، وَزِدْتِ فِي زِنَاكِ لإِغَاظَتِي.
الآيات (44-59):-" 44«هُوَذَا كُلُّ ضَارِبِ مَثَل يَضْرِبُ مَثَلاً عَلَيْكِ قَائِلاً: مِثْلُ الأُمِّ بِنْتُهَا. 45اِبْنَةُ أُمِّكِ أَنْتِ، الْكَارِهَةُ زَوْجَهَا وَبَنِيهَا. وَأَنْتِ أُخْتُ أَخَوَاتِكِ اللَّوَاتِي كَرِهْنَ أَزْوَاجَهُنَّ وَأَبْنَاءَهُنَّ. أُمُّكُنَّ حِثِّيَّةٌ وَأَبُوكُنَّ أَمُورِيٌّ. 46وَأُخْتُكِ الْكُبْرَى السَّامِرَةُ هِيَ وَبَنَاتُهَا السَّاكِنَةُ عَنْ شِمَالِكِ، وَأُخْتُكِ الصُّغْرَى السَّاكِنَةُ عَنْ يَمِينِكِ هِيَ سَدُومُ وَبَنَاتُهَا. 47وَلاَ فِي طَرِيقِهِنَّ سَلَكْتِ، وَلاَ مِثْلَ رَجَاسَاتِهِنَّ فَعَلْتِ، كَأَنَّ ذلِكَ قَلِيلٌ فَقَطْ، فَفَسَدْتِ أَكْثَرَ مِنْهُنَّ فِي كُلِّ طُرُقِكِ. 48حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنَّ سَدُومَ أُخْتَكِ لَمْ تَفْعَلْ هِيَ وَلاَ بَنَاتُهَا كَمَا فَعَلْتِ أَنْتِ وَبَنَاتُكِ. 49هذَا كَانَ إِثْمَ أُخْتِكِ سَدُومَ: الْكِبْرِيَاءُ وَالشَّبَعُ مِنَ الْخُبْزِ وَسَلاَمُ الاطْمِئْنَانِ كَانَ لَهَا وَلِبَنَاتِهَا، وَلَمْ تُشَدِّدْ يَدَ الْفَقِيرِ وَالْمِسْكِينِ، 50وَتَكَبَّرْنَ وَعَمِلْنَ الرِّجْسَ أَمَامِي فَنَزَعْتُهُنَّ كَمَا رَأَيْتُ. 51وَلَمْ تُخْطِئِ السَّامِرَةُ نِصْفَ خَطَايَاكِ. بَلْ زِدْتِ رَجَاسَاتِكِ أَكْثَرَ مِنْهُنَّ، وَبَرَّرْتِ أَخَوَاتِكِ بِكُلِّ رَجَاسَاتِكِ الَّتِي فَعَلْتِ. 52فَاحْمِلِي أَيْضًا خِزْيَكِ، أَنْتِ الْقَاضِيَةُ عَلَى أَخَوَاتِكِ، بِخَطَايَاكِ الَّتِي بِهَا رَجَسْتِ أَكْثَرَ مِنْهُنَّ. هُنَّ أَبَرُّ مِنْكِ، فَاخْجَلِي أَنْتِ أَيْضًا، وَاحْمِلِي عَارَكِ بِتَبْرِيرِكِ أَخَوَاتِكِ. 53وَأُرَجِّعُ سَبْيَهُنَّ، سَبْيَ سَدُومَ وَبَنَاتِهَا، وَسَبْيَ السَّامِرَةِ وَبَنَاتِهَا، وَسَبْيَ مَسْبِيِّيكِ فِي وَسْطِهَا، 54لِكَيْ تَحْمِلِي عَارَكِ وَتَخْزَيْ مِنْ كُلِّ مَا فَعَلْتِ بِتَعْزِيَتِكِ إِيَّاهُنَّ. 55وَأَخَوَاتُكِ سَدُومُ وَبَنَاتُهَا يَرْجِعْنَ إِلَى حَالَتِهِنَّ الْقَدِيمَةِ، وَالسَّامِرَةُ وَبَنَاتُهَا يَرْجِعْنَ إِلَى حَالَتِهِنَّ الْقَدِيمَةِ، وَأَنْتِ وَبَنَاتُكِ تَرْجِعْنَ إِلَى حَالَتِكُنَّ الْقَدِيمَةِ. 56وَأُخْتُكِ سَدُومُ لَمْ تَكُنْ تُذْكَرْ فِي فَمِكِ يَوْمَ كِبْرِيَائِكِ، 57قَبْلَ مَا انْكَشَفَ شَرُّكِ، كَمَا فِي زَمَانِ تَعْيِيرِ بَنَاتِ أَرَامَ وَكُلِّ مَنْ حَوْلَهَا، بَنَاتِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ اللَّوَاتِي يَحْتَقِرْنَكِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ. 58رَذِيلَتُكِ وَرَجَاسَاتُكِ أَنْتِ تَحْمِلِينَهَا، يَقُولُ الرَّبُّ.
59« لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: إِنِّي أَفْعَلُ بِكِ كَمَا فَعَلْتِ، إِذِ ازْدَرَيْتِ بِالْقَسَمِ لِنَكْثِ الْعَهْدِ."

وهي كرهت زوجها (الله) وبنيها (فقدمتهم ذبائح). وهنا عدد الله خطايا سدوم، ولم يذكر خطيتهم البشعة وهي الشذوذ الجنسى صراحة ولكن قال عنها فعل الرجس، ونرى أن الخطايا المذكورة هنا هي التي تقود لهذه الخطية الكبرياء و الشبع أى النهم وسلام الإطمئنان أي عدم الخوف من أثار الخطية أو عقوبتها. وظلم الفقير لذلك وصلت بهم الحالة إلى فعل الرجس. هذه الحالة المتردية التي وصل لها الجميع، وصاروا سبايا للخطايا، أي إسرائيل ويهوذا وسدوم... لا علاج لها إلا بمجيء المسيح. في هذه الحالة فقط يرجع الله يهيمن على القلب. ففي المسيح تصير الخليقة جديدة 2كو 5: 17 = يرجعن إلى حالتهن القديمة = أي إلى حالة ما قبل السقوط والفساد.

حينما يسقط المؤمن في الشر يكون أشر من غير المؤمن مت 5: 13. والله دعاهم أولاً أولاد الحثيين والأموريين، والآن يزيد أن لها أختين هما السامرة (مملكة إسرائيل) وسدوم. وسميت السامرة الأخت الكبرى لأنها كمملكة أكبر من يهوذا. وخطية يهوذا فاقت خطايا أختيها فأظهرتهم أبرارا بالنسبة لها = وَاحْمِلِي عَارَكِ بِتَبْرِيرِكِ أَخَوَاتِكِ = ولكن هذه الآية لها معنى آخر إذ هي نبوة واضحة عن أن اليهود هم من سيصلبون المسيح ، وبالصليب سيتبرر أخواتها أي كل العالم يهوداً وأمم = وَأُرَجِّعُ سَبْيَهُنَّ، سَبْيَ سَدُومَ وَبَنَاتِهَا، وَسَبْيَ السَّامِرَةِ وبناتها ولكن يرجع بعض اليهود في البداية = وسبى مسبييك في وسطها (آية53). وفي نهاية الأيام يرجع اليهود للمسيح = وَأَنْتِ وَبَنَاتُكِ تَرْجِعْنَ إِلَى حَالَتِكُنَّ الْقَدِيمَةِ (آية 55). وتكون خطية اليهود بصلب المسيح عاراً أبديا لهم لا يزيله سوى إيمانهم بالمسيح فيتبررون بدمه، إذ حمل المسيح عار كل البشر، حتى اليهود، بصليب العار، ولكن ذلك فقط لمن يؤمن. وكان الصليب هو طريق التعزية لكل البشر = 54لِكَيْ تَحْمِلِي عَارَكِ وَتَخْزَيْ مِنْ كُلِّ مَا فَعَلْتِ بتعزيتك إياهن.

ولاحظ حالة الكبرياء التي كانت عليها يهوذا، فهي لم تكن تذكر سدوم في فمها. وذلك قبل أن ينكشف شرها = ولكن بعد أن إنكشف شرهم بصلبهم للمسيح إحتقرهم جميع الذين آمنوا بالمسيح، بسبب ما فعله اليهود إذ صلبوا رب المجد = بَنَاتِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ اللَّوَاتِي يَحْتَقِرْنَكِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ. 58رَذِيلَتُكِ وَرَجَاسَاتُكِ أَنْتِ تَحْمِلِينَهَا، يَقُولُ الرَّبُّ. ويزيد الله على هذا بقوله إنى أفعل بك كما فعلت = ونرى هذا في قول بولس الرسول عنهم " أنظروا الكلاب أنظروا فعلة الشر أنظروا القطع " (فى3: 2). وهذه الصفات كان اليهود يقولونها عن الأمم، وها هي نفسها قد صارت تقال عنهم بفم بولس الرسول.

الآيات (60-63):-" 60وَلكِنِّي أَذْكُرُ عَهْدِي مَعَكِ فِي أَيَّامِ صِبَاكِ، وَأُقِيمُ لَكِ عَهْدًا أَبَدِيًّا. 61فَتَتَذَكَّرِينَ طُرُقَكِ وَتَخْجَلِينَ إِذْ تَقْبَلِينَ أَخَوَاتِكِ الْكِبَرَ وَالصِّغَرَ، وَأَجْعَلُهُنَّ لَكِ بَنَاتٍ، وَلكِنْ لاَ بِعَهْدِكِ. 62وَأَنَا أُقِيمُ عَهْدِي مَعَكِ، فَتَعْلَمِينَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ، 63لِكَيْ تَتَذَكَّرِي فَتَخْزَيْ وَلاَ تَفْتَحِي فَاكِ بَعْدُ بِسَبَبِ خِزْيِكِ، حِينَ أَغْفِرُ لَكِ كُلَّ مَا فَعَلْتِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ»."

هنا فتح الله باب الرجاء ثانية بالوعد بالمسيح = عهداً أبدياً قال عنه إرمياء النبي " عهدا جديدا مع إسرائيل ويهوذا" (إر31: 31) وحينئذ ستقبل الجميع فقول الكتاب إسرائيل ويهوذا يشير ضمنا لليهود والأمم، إذ في زمن إرمياء النبي كانت إسرائيل المملكة الشمالية قد إندثرت وإختلطت بالأمم الوثنية. وليس بعهدها السابق، حينما كانوا وحدهم شعب الله المختار. ففي المسيح سيقبل الكل وهذا معنى ولكن لا بعهدك = وأيضاً بلا ختان أو دم ذبائح حيوانية. بل بدم المسيح الذي يغفر = أغفر لك.

هذه الوعود في هذه الآيات هي وعود إنجيلية للكنيسة التي تضم الجميع، أي كل من يؤمن بالمسيح.

المصدر
موقع الأنبا تكلا


http://st-takla.org/P-1_.html

http://st-takla.org/Bibles/BibleSearch/showChapter.php?book=33&chapter=16

http://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/31-Sefr-Hazkyal/Tafseer-Sefr-Hazkial__01-Chapter-16.html#1



#عايد_عواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان
- الشريعة والحياة في رمضان- مفهوم الأمة.. عناصر القوة وأدوات ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد عواد - الزنا الروحي والأرثوذكس وحزقيال نموذجا