أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - أخطاؤنا الكبيرة ؛ متى نتلافاها ؟















المزيد.....

أخطاؤنا الكبيرة ؛ متى نتلافاها ؟


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 5412 - 2017 / 1 / 25 - 13:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أخطاؤنا الكبيرة ؛ متى نتلافاها ؟

كثيرة هي الظواهر السلبية التي يتميز بها مجتمعنا وتترك فيه الوهن وقلة التماسك مما يخلخل نسيجه ولحمته ويجعله مجتمعا هشّا لو قورن بالمجتمعات الاخرى المتراصّة فتنعكس تلك المظاهر سلبا على حياته الاجتماعية والسياسية والفكرية وربما تكون أسوأ هذه الظواهر ان يتمّ رفع ذوي الجهل واللصوصية والرداءة ويُهمّش ذوو النصاعة والكفاءة فتراه يختار الأردأ من الساسة بين حكّامه ونوابه وفقا لنظرية " التصنيف المجتمعي " السائدة فيه سواء كان هذا التصنيف عِرقيا او عقائديا او مذهبيا بدون مراعاة للأكفأ والأجدر والأعلم والأكثر إخلاصا وتفانيا في عمله لاجل بلاده وأهلها .
فمادام هذا السياسي من مذهبي وعقيدتي او من أعمامي أو أخوالي او قبيلتي فلا بد لي ان اختاره فهو خير من يمثلني ولو كان جاهلا او لصا او بليدا نكايةً بالاخرين من الاطراف الاخرى الذين يختلفون معي في الدين او المذهب فانا لا اريده ولو كان شريفا حريصا خلاّقا ويعرف كيف يدير بلاده نحو الاحسن وينتقي الاساليب الراقية في تدبير شؤون عمله للنهوض بنا وبمجتمعنا الى مدارج عليا في النماء والتطور .
أحيانا اسائل نفسي ما الذي يحبب لمثل هذه الشعوب المريضة عقليا ونفسيا ان تختار مرشحا بعينه ما دام الملأ الاكبر بإرادتهم سلطة اختيار الأصلح والأنفع مع انهم يعلمون انه غير مؤهل لممارسة عمله على الوجه الصحيح والسليم وقد يقودنا الى التهلكة ويوقعنا في الكوارث وربما تزداد العدائية بين افراد الوطن الواحد الى حد سفك الدماء ونمو الكراهية على اشدّها بسبب السياسة الرعناء التي يقودها الجهلة والموتورون والثأريون والعدائيون للتصنيفات العقائدية الاخرى فتكون النتائج كارثية بعد ان يقع الفأس في الرأس .... بعدها يبدأ الندم والشكوى وعضّ الاصابع رافعين راية المظلومية والتذمر من اوضاعنا الحالية فنسخط على كل حالة سيئة تصدفنا وليتنا ندرك ان كل ما يحصل هو بفعل ماجنت أيدينا وما رأت عقولنا من شطحات اخترناها دون تمحيص او عقلنة .
كلّ ذلك ناتج عن المزاج المتشدد الذي نتصف به نحن والتزمّت الاخرق في افكارنا وسلوكياتنا وثقافتنا الهزيلة غير الحضارية لان منابعها الاساسية جاءت الينا من الإرث والمرويات غير الموثقة المعتمدة على المزاج اصلا دون ان ننسى اننا تربينا على المناهج الدراسية غير المحايدة المائلة عن جادة الصواب وحقنونا منذ اول انفتاح عقولنا ونحن على مقاعد الدراسة بأمصال السلفية وأننا أمة من خير الامم وقد علّمنا العالم كلّ شيء حتى انتفخنا ورَما دون اية عافية وأشبعوا عقولنا بالنرجسية والتفوّق الكاذب ووصل الامر بنا ان يحكمنا الميتون المقبورون منذ اكثر من مئات السنين ويفرضوا قناعاتهم على الاحياء منا وأضحت أحوالنا الان لاتناسب عصرنا وكأننا في قطيعة عن العالم المتمدن وننسى اننا دخلنا عصر الالفية الثالثة بكل تقنياتها العولمية واتصالاتها الالكترونية الخارقة ولم تبق شاردة او واردة من العلوم والافكار والاحداث الاّ وتردنا بغمضة عين وفرزنا المجتمعات الراقية الصالحة عن المجتمعات الهابطة الطالحة ، فما الذي يرغمنا على البقاء أسيري إرثنا غير المتجدد والعقيم الذي لايلد الاّ فكرا خديجا وكائنا غير كامل النموّ لاننا ببساطة لانرفع اعيننا الى افاق اوسع ونرضى بما لدينا من ارث عتيق غير متحضر من المحال ان ينصهر مع الحداثة والتجديد كحال الزيت والماء الذين لايتخالطا مهما جمعتهما معا زمنا طويلا ، وأينما وضعتهما بأيّ مكان .
لانغالي لو قلنا اننا امة مفككة بين فِرقٍ وشيعٍ واحزابٍ وعصبة تعادي عصبةً وفئة تنصب العداء لفئة اخرى ولايهمها انها في وطن واحد وأرضٍ مشتركة معا في العيش والمصير الواحد ايام الشدّة وايام الرخاء وتقع على مسؤوليتنا كواهل البناء والاعمار والصعود في البناء الفوقي والتحتي بدلا من التباغض والمعاداة والنفور من الشريك الاخر ولهذا السبب ولدت عندنا صفة غاية في الضيق الاخلاقي والانساني وهي تغليب المصلحة الخاصة على كل المصالح العامة فترى احدنا ينتصر لقبيلته وفئته ومذهبه وأنانيته على مجتمعه كله ومواطنته ووطنيته ويسخّر كل قواه لاجل مصالح فئة محدودة ممن على هواه وشاكلته الطائفية والعرقية وفق نظرية " الاقربون اولى بالمعروف " وقد تصل بهم النرجسية الى قاعدة " أنا ومن بعدي الطوفان " وتفضيل تكوينه الصغير وذاته الصغرى على شعبه الكبير وأمته الكبرى وقد يصل حبّه للصغائر الى حد الكراهية لكل ماهو خارج عن اطار نطاقه الضيق وهذه الحال في تقديرنا أكثر بذاءة من الشوفينية .
فمثل هذه النفوس الضيقة تترعرع فيها المفاسد وتنمو بذور اللصوصية ويغدو الانسان اكثر ميلا للوحشية فيبدأ بخرق القوانين السائدة في محيطه الكبير وتطويع ذاته للشرور ويميل بميزانه المعوجّ الى الظلم وتختفى مرايا العدالة وانعكاساتها على المجتمع الكبير وتُمحى السواسية بين الناس وتبقى الاعتبارات الضيقة الطائفية منها والقبلية والمحاور الصغيرة معيارا اساسيا للمفاضلة بين العموم والمحاباة للرعاع ، فترى المال بيد فئة صغيرة ، والنفوذ تتلاقفه الجهلة وصغار القوم وينأى الشريف والمخلص والمتفاني ويبعد عن اداء مهامه في السلطات الثلاث والمراكز الحساسة ويطفح الزبد والفضلات القذرة والقيء على السطح ويختفى لمعان المعادن الثمينة من الناس الاوفياء في الدرك الاسفل ويبرز الصدأ البخس وهكذا يمتدّ الخرق اوسع فاوسع فيتهلل القانون والشرائع السوية المنظمة لحياة الناس والرعية وينشب الجهل أظفاره ليمزق العقول ويطفئ المصابيح النيّرة في داخله وتكثر الرشوة والغش والمحسوبية والمفاضلة على اساس خاطئ في كل شيء بموازين لاتميز بين الوحل والتبر وبين السراب والماء وبين السافل والعاقل وبين الناحل والممتلئ ، فالافضل هو من عشيري والمختار من مذهبي والاكثر مكانة من طائفتي وتلك هي الرؤى القاصرة الشوهاء التي لاتفرز الضوء من الظلمة التي اوصلتنا لهذه السوءات الكبيرة وعرجت بنا الى المهالك والهوى السحيقة .
فمن ينقذنا من تلك النوازل والقيعان التي ضقنا ذرعا بها اذا كنا نحن من نصنع حيتانا وخراتيت ضخمة نصنعها بأيدينا ونحسبها آلهةً تنجينا واذا بها تلتهمنا وتنهشنا وتكسر عظامنا ولم نعد نقوى على النهوض ؟؟
ويبدو ان أجدادنا الأوائل كانوا خيرا منّا فقد صنعوا آلهتهم من التمر وحين تجيء ايام القحط والمجاعة يقومون بأكلها بكل شراهة على العكس من حالنا هذه الايام ونبقى لقمة سائغة لآلهتنا الجدد التي لاتشبع أبدا مهما هزلْنا وذبلنا .

[email protected]



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجاة الصغيرة من الطفولة الى الكهولة ثم العودة مجددا الى الغن ...
- شِيْلِمْها
- الرجال والهوس بالنساء
- الحاجة الى العصا الغليظة في العراق
- الكتابة الصحفية ومعاييرُها
- وفَينا وفي بعض الوفاء سعادةٌ
- قصيدة بعنوان - عمياً ، بكماً ، صُمّاً لقداستِكم -
- هل تحتاج العراقة التاريخية الى تحديث ؟؟
- ديمقراطيون أم كليبتوقراطيون ؟؟
- بين الإعلام الحرّ والإعلام التأطيري
- والجهالة إذا شاعت
- قصيدة بعنوان - عشقٌ من طرفٍ واحد -
- باقةُ وردٍ في يديك ياناديا مراد
- رأفةً وهوناً بنسائنا فلاتكيلوا الفواحش عليهنّ
- خطابٌ الى شباب وفتية وطني
- إشعال الحرائق بأشكالها في بلادنا العربية
- نحن ، كما يقيّمنا مستعرب ياباني
- شيء من أيام المطاردات بُعيد انحلال الجبهة الوطنية
- قصيدة بعنوان - قطافٌ من شجرة الفتوّة -
- هل من مغازلة بين العلمانية والإثنية ؟؟


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - أخطاؤنا الكبيرة ؛ متى نتلافاها ؟