أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي ماضي - حطوتنا الثالثة















المزيد.....

حطوتنا الثالثة


علي ماضي

الحوار المتمدن-العدد: 1428 - 2006 / 1 / 12 - 05:22
المحور: المجتمع المدني
    


خطا المجتمع العراقي خطوته الثالثة على طريق الديمقراطية الطويل.وبما ان تجربتنا بشرية اولا وما زالت فتية ثانيا ،فمن الطبيعي ان تكون غير معصومة ،لأن النتاج البشري لم يك معصوما قط . هذه حقيقة ،والحقيقة الثانية هي ان خطوتنا وعلى الرغم من مساوءها فهناك فرصة ان تكون في الأتجاه الصحيح.

الفوز لم يكن للأفضل او ألأقدر على تقدير المنافع ،وانما كان الفوز لمن يملك الخطاب التفاهمي بينه وبين الناخب .وهذا يذكرني بقصة شعبية لطيفة ،مفادها ان احد علماء الدين ذهب الى قرية فوجد عندهم رجلا مزيفا يدعي العلم ،حاول جاهدا افهام اهل القرية الحقيقة فما كان من الرجل المزيف إلا ان يطلب المناظرة العلنية مع رجل الدين الحقيقي ،فوافق الجميع .وفي اليوم الموعود ،سأل المزيف خصمه قائلا اقرا لي ايات من سورة البقرة ففعل،ثم قال :اقرا لي ايات من سورة النمل ،فالنحل ....فالعنكبوت ففعل ،ثم طلب منه ان يقرا ايات من سورة العباس(ع) ،فاحتج بان لاتوجد سورة بهذا الأسم في القرآن الكريم ،فهلل المزيف وكبّر ،وطبعا وكالمعتاد كبّر وهلل اهل القرية معه،ثم قال ايعقل ان تكون للدواب والحشرات سورا وايات ولايوجد مثلها لأبي الفضل العباس؟! ثم بكى وبكى معه الجميع ،وبعدها هجم الجميع مكبرين مهللين وطردوا رجل الدين الحقيقي .وهكذا انتصر من يملك لغة الخطاب التفاهمي وليس ألأفضل.

كيف فهمنا ألأنتخابات
لم يتعامل العراقيون مع ألأنتخابات على اساس انها وسيلة لتحقيق مصالحهم ، وانما تعاملوا معها على اساس انها وسيلة لسحق الآخر ،وتفريغ كبوتات الماضي البعيد ، وعلى حد تعبير احدهم( شيعي) يكفينا اننا اريناهم حجمهم الحقيقي ،ومرغنا انوفهم في التراب ، وآخر يقول انا انتخبت عمامة رسول الله(ص) ونصرت عليا(ع)، ولا اعرف ما علاقة الرسول (ص) او عليا(ع) بالأنتخابات الحالية ،.اما بالنسبة للسنة فلن يسمحوا طبعا للغجر الصفويين ،الروافض عبدة القبور،ان يتسلموا دفة البلاد، انها فوضى بحسب رأيهم ولا بد ان تعود الأمور الى نصابها الحقيقي،وألأكراد يلهثون وراء احلامهم في اقامة دولتهم بعيدا عن نتانة العرب وقرفهم . هذا هو المنطق الذي تعكز عليه المواطن العراقي في اتخاذه قرار من سأنتخب؟ اهداف بدوية خالصة الغاية منها اذلال الاخر،أنا متاكد اننا استحضرنا تاريخ كل حروبنا على طول تاريخنا ألأسلامي ،استحضرنا يوم السقيفة ،يوم صفين ، الطف،....ألخ.خضنا ألأنتخابات من اجل الماضي وليس من اجل الحاضر ،لنحرز النصر لشخوص في الماضي ،وليس من اجل تحقيق مصالحنا ،ومنافعنا الحالية.
اما الوطن فاننا لاننظر اليه بتاتا وياليتنا كنا ننظر اليه من ثقب الباب، او من قلب مثقوب ،على حد تعبير المرحوم يوسف الصائغ ،على الأقل فاننا نظر!
.إنّ مثل هذا السيناريوهات لايمكن ان تحصل على خشبة المسارح السياسية للدول المتحضرة ،لأن العقلية المتحضرة تمتلك منطقا علميا يمكنها من اتخاذ قرارات متزنة وعقلانية ، وليس انفعالات قائمة على اساس المشاعر والعواطف . لذا انا اجزم ان كيسنجر كان محقا حين اتهم العقلية الشرقية الحديثة باللامنطقية ،واستدل على ذلك بان الثورة العلمية في العصر الحديث انطلقت من الغرب ولم تنطلق من الشرق.

كما ان صناديق ألاقتراع اسفرت عن حقيقة تؤكد ما ذهب اليه كيسنجر وإلا فليس من المنطق في شيء ان يقرر الناخب العراقي ان يكون طعم الحكومة المقبلة اسلاميا وبنكهة شيعية ، وهذا كما لا يخفى امرغير مقبول بالنسبة لدول الجوار والدول ألغربية لذا ستحاول ولو بشكل غير مباشر ان تضع العراقيل والمعوقات من اجل ان تخفق الحكومة المقبلة في مهمتها ،هذا لو مرت( الزوبعة التي تثيرها التجمعات التي تدعي ان ألأنتخابات غير نزيهة وان هناك خروقات وحالات تزوير قد حصلت وتطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في الطعونات التي قدمتها )بسلام . وان من يدفع ثمن بالنتيجة النهائية هو الناخب نفسه.


يرعبني كثيرا الأعلان التلفازي التحذيري الذي يخاطب العقلية العراقية محذرا اياها من مغبة ألانزلاق في هوّة الحرب ألأهلية ،و هو يستعرض ارقام ضحايا الحرب ألأهلية في لبنان ،وافغانستان،والسودان ،ويوغسلافيا، وتمنيت ان يرى السيد عدنان الدليمي ،او صالح المطلك هذا ألأعلان ، حيث تدل تصريحاتهم ألأولية التي ادلوا بها بعد اعلان بعض النتائج الجزئية والتي اتمنى من كل قلبي انها محض انفعال وليس تصريحات مدروسة ،والا فان تصريحاتهم تعني انهم يجرون البلاد الى حرب اهلية. على شاكلة حرب داحس والغبراء ،سبق الخيل الذي جرّ القبائل العربية الى حربٍ ضروس في عصر ما قبل ألأسلام. وطبعاً ككل الحروب الأهلية فان للفقراء الموت ،وللساسة ضجيج الخطابات السياسية.








#علي_ماضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افرحني..ابكاني...اغضبني
- اكلت يوم اكل الثور ألأبيض
- كيف نقيم وننتخب؟
- ما نحتاجه ألآن
- الشروع في قلع الطبوع
- العالم ألآخر
- ثلاث وصايا سيدي المواطن
- هل تتعامل القوى اليسارية والعلمانية بموضوعية مع المسرح السيا ...
- لابداية من القمة
- لماذا نشوه التأريخ
- نقطة الحيود
- إننا..نصنع تأريخاً
- العولمة


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي ماضي - حطوتنا الثالثة