أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - داخل الاتون جدران المعبد27














المزيد.....

داخل الاتون جدران المعبد27


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5412 - 2017 / 1 / 25 - 09:16
المحور: الادب والفن
    


كانت اصوات انفاسهم اللاهثه تسبق اقدامهم التى نخرها التعب من طول الطريق،بالخلف سقطت عجوز ولكن احدا لم يجرؤ ان يخرج لها بعض من ماءه عل الطريق يطول ويضطر الى الشرب ماذا لو عطش احدا صغاره؟نظر النساء اليها فى حزن ثم حملوا الصغار على اكتافهم واكملوا السير يتبعهم الرجال من الخلف بينما هناك فى اخر تلك القافلة الطويلة التى تقطع درب طويل فى الصحراء وقف مرشديهم الثلاث ..ثلاث رجال فى منتصف العمر يحملون جره ماء وطعام قليل ويتكأون على عصاه وهم يرشدون البقية لاكمال سيرهم وكلما حل الليل عليهم واضطروا للراحة والنوم اشعلوا بعض النيران من مشاعلهم وتحلقوا من حولها بينما وقف احدا الرجال الثلاث يقص عليهم بعض من تلك القصص التى احبوها عندما سمعوا انها كانت لهم فيما مضى ..اشياء لم يسمعوا بها من قبل لا من افواه اسيادهم ولا من عائلاتهم التى انتظرت بقايا الطعام الذى يحضروا معهم من بيت اسيادهم الاغنياء بعدما يأدون ما عليهم مثل الباقين لكن هؤلاء الرجال الثلاث لم يكونوا مثلهم ..كانوا اغنياء فقط مثلهم لكهم اخبروهم باشياء لم يسمعوا عنها قط ..احبوه وهو يتحدث يزمجر ويتمايل ..يتخيلون النيران المشتعلة والمياة التى تنهزم يتخيلون صوت الرعد يخيف اسيادهم الاغنياء..يتخيلون بيوتا مثل تلك الواسعة بحدائقها وبساتينها وهى تحيط بهم ملكا لهم ....بينما يقوم الرجل الثانى ويشدوا وهم من خلفه فيرتفع صوته وترتفع اصواتهم وتهب النساء بالرقص ويضرب الرجال الارض فتعطيهم صوت الدفوف بينما الرجل الاول صامت يراقب ولا يتحدث اليهم يفكر فيما سيحدث لهم فى الغد..كان يخشى ان يخبرهم انه الى حينها لم يكن يعلم ماا عليه ان يعمل من اجلهم ؟تذكر ماذا لو طال الطريق ونفذ طعامهم والشراب من اين لهم به؟هل اخرجهم من خلفه ليقتلهم الان؟...
كان مساء وكان صباح بدا الطريق الوعر يستوى ولاح لهم من بعيد ما انتظروا ..لكنها لم تكن مثلما قص لهم فى الحكايات ...كانت قفر هجرها كل حى تركوها بعدما قل زرعها ومن ظل فيها عاش على مياهها القليلة وعشبها النادر اين ما كانوا يقصون؟..اين ذلك الخير الوفير ؟..كنا عبيد وجئنا هنا للموت ؟...الاغنياء يظلوا اغنياء لا يفكرون بنا نحن الفقراء ومن يهتم؟....وقف الرجل الاول وصاح لا تقلقوا سياتى الينا الطعام والشراب وسنبنى البيوت ارايتم انها خالية فى انتظاركم ...ماذا كان سيعطيكم الاغنياء الان؟..الم تهربوا من وجوههم..من تركنا ولم يرد الرحيل معنا انه مثلهم لم يعد منا ولا نحن منه...نحن هنا لان لنا قصة افهتم مثل الجميع وعلينا بناءها نحن لسنا الفقراء من هذا اليوم ..
صدقوا الرجل الاول عندما وصلت قافلة للطعام والشراب واخرى بها الخيام ومعدات البناء ..وقف الرجلان الثانى والثالث مع الناس يبنون البيت حجرا فوق الحجر..لم يبالى احدا من جيرانهم بمن قدموا من جديد...كانت تلك الارض قفر ومن يهتم ....تململ العجائز منهم عادوا للنواح من جديد فصلوا اناشيدهم ورددوها على الدوام..خرجت بعض النساء لمحوا الجيران ..لمحوا البيوت والبساتين فذهبوا اليهم ولم يعودوا للقفر لم يبقى مع الرجال الثلاث الا القليل حتى جاء اليوم الذى ابصروا فيه القافلة التى وعد بها الاول وقد اتت..ركضوا باتجاهها حملوا الطعام والشراب استقوا من النبيذ الذى هجروا طعمه لفترة طويلة تناولوا اللحوم والاطعمة التى نسوها وهم يبحثون وسط حشائش وخرائب ...
حمل الرجال الثلاث الحجارة ومن حولهم الرجال والنساء والاطفال يبنون من حول الخرائب سورا ليحميهم بعد ان صرخ احد الاطفال ليلا بان الجيران قادمين ،خاف الرجال وهلعت نساءهم قائلين من القادم؟...لم ينم احدا منهم تناوبوا على حماية الاحجار حتى يتم لهم البناء لا يعلمون كم انقضى من الوقت حتى انتهوا لكنه مضى سريعا ..عين الرجال لحراسة الاحجار ليلا حتى لا ياتى الجيران لسرقتها او هكذا اعتقدوا ...ماعدا واحدة كانت تقدم لهم طعام الليل وتراقب الرجل الاول ..لم يحدث الرجلين الاخريين لاتدرى متى كان يتحدثمن طول صمته؟..مات زوجها فى القافلة لم يتحمل العطش ولم يعطيه احدا شربه مياه ..كان الخوف من العطش يمنعها..رحل فى هدوء وطوته الرمال هناك بالقرب من المدينة التى ولد وعاش وخدم فيها سيده طوال حياته ..لم تخبر احدا بانه تمنى العودة له وهو يتبلع ريقه الجاف ويرحل على يدها ...عادت هى والعجوز وحيدتان..فى ذلك المساء كان موعد نومه ..تسللت فى هدوءودلفت الى خيمته رقدت الى جواره تنفست ببطأ تحرك فتح عينه راقبها توقفت انفاسها تطلعت اليه ....انتقلت من خيمتها الصغرى الى الكبرى وانتقلت العجوز معها .....



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داخل الاتون جدران المعبد28
- شارع القبط21
- شارع القبط22
- شارع القبط19
- شارع القبط20
- داخل الاتون جدران المعبد26
- شارع القبط17
- شارع القبط18
- شارع القبط15
- شارع القبط16
- شارع القبط13
- شارع القبط14
- شارع القبط12
- شارع القبط11
- شارع القبط9
- شارع القبط10
- شارع القبط8
- شارع القبط7
- شارع القبط6
- شارع القبط5


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - داخل الاتون جدران المعبد27