أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - أقتلوهم ، دمهم مهدور














المزيد.....

أقتلوهم ، دمهم مهدور


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 5412 - 2017 / 1 / 25 - 00:25
المحور: القضية الفلسطينية
    



(ترجمة أمين خير الدين)
دم الفلسطينيين ودم عرب إسرائيل مهدور. مهدور في الأراضي المحتلّة، ومهدور في إسرائيل مهدور لأنه رخيص. يجري بسعر التراب . رخيص بأم الحيران وعند حاجز طول كرم. رخيص في مواقع البناء وعند الحواجز.عندما يكون القتلى عربا، لا أحد يهتمّ. عندما يُقْتل جندي بحادث طرق: العناوين رئيسية. وعندما يُصفى فلسطيني وهو نائم ببيته: لا أحد يهتم. أيّ مِمَن قُتل في الأيام الأخيرة ما كان ليُقْتل، لو لم يكن فلسطينيا أو بدويّا. من غير المؤكد أن أحدهم كان على موعد مع الموت. هل أعِد القتل الجماعي هذا ليحوَل الأنظار عن قضايا أخرى.كما حدث في إسرائيل وفي أنظمة ظلاميّة؟ من الصعب معرفة ذلك. لكن من السهل أن نقرّر أن: الدم مهدور.
أمس هُدِر دمهم في النقب. صهيونية 2017: تُهدم قرية لاجئين من البدو لِتُقام مكانها مستوطنة يهوديّة. هذا هو العنف الصهيوني الأوّل، النقي والأساسي، وهو عنصري ومتطرف. قارنوه مع عمونا - ترون بيّنة قاطعة للعنصريّة. محادثات وتعويضات لليهود، ووحشية للعرب. لم تستعمل الشرطة السلاح الحي بأيّ إخلاء لليهود. بأم الحيران مسموح. أيضا مسموح إطلاق النار على عضو الكنيست أيمن عودة، لأن رجال الشرطة لُقِّنوا أن أعضاء الكنيست العرب خونة. هذا ما سمعوه من وزيرهم، غلعاد أردان.
أما يعقوب أبو القيعان. المعلم الذي قُتل بسيارته بادعاء أنه دهس شرطيا عن عَمْدٍ، بثّوا فورا كل اتهاماتهم: هو داعش، وعنده أربع زوجات، ( قال أمس عضو الكنيست أحمد طيبي إن زوجة السائق الوحيدة حاصلة على دكتوراة، وأخاه مفتّش في وزارة المعارف). وبعد ذلك، كيف يُمْكن أن نصدّق الشرطة التي سارعت بالادِّعاء أنه دهس رجال الشرطة عن سبق إصرار؟ ثمّة شاهد واحد، هو كوبي سنيتس، الذي قال لموقع "سيحا ميكوميت"، إنه رأى عكس ما يقولون: في البداية قام رجال الشرطة برشق السيارة بالرصاص، وعندها فقد السائق السيطرة على السيارة. وأيضا الشريط الذي عُرض أمس يثير شكوكا كثيرة بالنسبة لما حدث: يمكن الاستنتاج من الشريط أن الرشق بالرصاص سبق الدهس.
إليكم ما سبق أحداث أم الحيران في الأسبوع الأخير، في مخيم اللاجئين الفارعة: قَتَلَ الجنود شخصا عندما استيقظ من نومه بـ 11 رصاصة عن بعد صفر، أمام أمّه، بادعاء أنه حاول مهاجمتهم. كان محمد صالحي وحيدا. يقيم مع أمه في غرفة واحدة. وقتل الجنود في تقواع بالرصاص الحي (روجر) فتى القي حجارة - أمر بديهي- وبعد ذلك جرّ الجنود قُصي حسن العمور الذي كان يحتضر على الأرض كأنه كيس بطاطا، ارتطم رأسه بالحجارة، وقد وثقت الكاميرات هذا الحادث.
ووثقت الكاميرات في اليوم التالي مَقْتَل نضال مهداوي، 44 سنة، عند حاجز طولكرم، منظر مخيف: بدا وهو يقف في مكانه بهدوء، عندما بدأ الجنود برشق المكان بالرصاص الحي بلا سبب يبدو للعيان، وعندها بدأ بالجري، كما يبدو لينجو بحياته، قتلوه. مع ذلك لم يحدث شيء: قُتِل "المُخرّب"، هكذا أُعلِن عنه في وسائل الإعلام. جَرّ الفتى المُشْرِف على الموت، والإعدام عند الحاجز كان ينبغي أن يثيرا مشاعر كلّ إنسان. كانا ينبغي أن يزعجا خاصّة كلّ إسرائيلي، إذا كان أبناؤه هكذا، أو إذا كان جيشه أو شرطته هكذا. لكن الضحايا فلسطينيون.
يمرّ بين أم الحيران وتقواع ، والفارعة وطولكرم خطّ مستقيم واحد: خط اللاإنسانية التي توجِّه الجنود والشرطة. يبدأ في عمليات التحريض، وينتهي بالأيدي المشدودة على الزناد. الجذور عميقة، ينبغي الاعتراف بذلك: بنظر غالبية الإسرائيليين، كل العرب متشابهون وهم ليسوا بشرا مثلنا، لا يحبون أولادهم مثلنا، ولا يحبون حياتهم مثلنا، ولِدوا ليُقتلوا، ليس هناك مشكلة بقتلهم. كلهم أعداء، كلّهم أجسام مشبوهة، مخربون، قَتَلَة- حياتهم وموتهم رخيص. لذلك اقتلوهم. لن يصيبكم سوء، اقتلوهم، هذه هي الطريقة الوحيدة للتعامل معهم.
(عن هآرتس)



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مُتْعةٌ أن تكون عربيًا
- لا يوجد شريك
- مات عربي. حسنا
- تمثيلية نتنياهو
- محمود درويش باق فينا ما حيينا
- بقينا مع الهذيان، ومع الكذب
- التمْر والقهوة السّادة للمحزونين على الطفلة التي قُتِلت بهكذ ...
- في سنجل، ابن الخامسة يستقبل المُعَزّين
- شُلّ محمد بنجاح: الآن هو مُصاب برأسه، يتحرك على كرسي مُتحرِّ ...
- الجنازة الثالثة في دوما
- المواطنون الأمريكيون من أصل فلسطيني يُهانون عند دخولهم إلى إ ...
- القائمة المشتركة بصيص ضوء في هذه الانتخابات
- أب وابنه لم يلتقيا ولن يلتقيا
- أربع رصاصات خاطئة، وصفر اعتذار
- ليس عيبًا: الدم اليهودي يساوي أكثر!
- زوجته وابنه
- يمكن أن نفهم حماس
- السيئون للطيران(*)
- المرحلة القبيحة
- يوم ميلاد بيرس التسعين: احتفال مليء بالكذب والتضليل والخداع


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - أقتلوهم ، دمهم مهدور