أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل السلحوت - بدون مؤاخذ-استهبال الحكام للشعوب والغطاء الدّيني














المزيد.....

بدون مؤاخذ-استهبال الحكام للشعوب والغطاء الدّيني


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5411 - 2017 / 1 / 24 - 09:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذ-استهبال الحكام للشعوب والغطاء الدّيني
جاء في معجم المعاني الجامع: هبل الشّاب: أي فقد عقله وتمييزه، واستهبل: تظاهر بالجنون، أو تظاهر بالحمق والغفلة.
وقياسا عليه، استهبل فلان فلانا: أي اعتبره أحمقَ غافلا.
يقول المتنبي:
لكلّ داء دواء يُستطبّ به... إلا الحماقة أعيت من يداويها
وعلى رأي الشّاعر التّونسيّ الحبيب الأسود: "والحماقة لها أخوات وبنات عمّات وخالات كالجهالة والسّذاجة والبلاهة والغباوة والسّماجة والتّفاهة والحقارة والسّفاهة، ولها إخوة وأقارب وأبناء عمومة ...وهي بنت الضّلالة، ويقال إن والدها الجهل"
وما يهمنّا هنا هو ليس من ولدوا مصابين بالهبل، فهؤلاء لهم المحبّة والرّعاية وكان الله في عونهم، لكن المصيبة في الذين ولدوا أصحّاء سليمين معافين، وارتضوا الجهل، أو فرض عليهم لأسباب لا إرادة لهم فيها كالفقر والتّخلف الاجتماعي، وعدم رعاية دولهم لهم، ووجدوا من يضلّهم ويسيّرهم حسبما يهوى ويريد، ومع الأسف فإنّ الهبل والاستهبال منتشر في وطننا العربيّ، والأدهى والأمرّ أنّ البعض يتغنّى به وكأنّه نعمة يحسد عليها، ويتمّ استغفال هذه الفئات الواسعة باقناعها أنّهم "خير أمّة أخرجت للنّاس"، فينطبق عليهم قول أبي العلاء المعرّي:
ذو العقل يشقى في النّعيم بعقله...وأخو الجهالة في الجهل ينعم
ويستغلّ الحكّام الطّغاة "نعيم الجهل" هذا، بالبطش فيمن يتمرّد على ذلك الواقع المؤلم والمحزن، ويجدون من يطبّل لهم من فئات المثقّفين الذين يتغنّون في وسائل الاعلام، بالانجازات "العظيمة" و"الانتصارات" التي تحقّقت في عهد الحاكم الطّاغية! ويأتي دور "علماء السّلاطين" ليعطوا للطّغيان والفساد غطاء دينيّا، فوجدنا جماعات دينيّة، تفتي وتؤمن بأنّ "الخروج على الحاكم الظّالم حرام!" ومن يشاهد محطّات التّلفزة، ويقرأ صحفا عربيّة، سيجد أنّ حاكم ذلك البلد هو ظلّ الله في أرضه! حتّى أنّ البعض يحمل لقب"أمير المؤمنين" في وسائل الاعلام، وهذا اللقب يحمل في طيّاته "تكفير" من ينتقد ذلك الحاكم، وما يترتّب على ذلك من عقوبات قد تصل حدّ القتل؛ لأنّه "خارج عن الأمّة مفارق للجماعة"ّ! أو ما يسمّى في المصطلحات الحديثة متّهم "بالخيانة العظمى"!
ومن هذه المنطلقات في استهبال الشّعوب، فإنّ بعض الطّغاة ينهبون أموال بلدانهم وشعوبهم، ويعتبرونها حقّا "شرعيّا" لهم، يورّثونه لأبنائهم من بعدهم، وفي إحدى المقابلات على فضائيّة عربيّة، قال وزير الماليّة في ذلك البلد الثّريّ بأنّه لا يعرف مقدار مداخيل بلاده، لأنّ ذلك من اختصاص "وليّ الأمر"! ولهذا لا غرابة أن نجد العديد من الحكّام وحاشياتهم من مليارديرات العالم، أمّا الفقراء من أبناء شعوبهم فهذا قضاء الله وقدره!
ومن منطلقات هذا الاستهبال فإنّ الهزائم واحتلال الأوطان يعتبر نصرا مبينا، لأنّ الأعداء لم يستطيعوا اسقاط النّظام الحاكم! وكأنّ النظام الحاكم باق إلى ما لا نهاية، في حين أنّ الوطن زائل! وهذا من عجائب ثقافتنا في تقديس الحاكم، وعدم فهمنا لمفهوم الوطن! وهذا لفهم ليس حكرا على عامّة الشّعب، بل تشارك فيه أحزاب وتنظيمات تعتبر نفسها طلائعيّة، فعلى سبيل المثال في أعقاب حرب حزيران 1967 الكارثيّة صدر بيان من الأحزاب الوطنيّة التي كانت عاملة في الأردنّ، اعتبرت أنّ العرب انتصروا في الحرب؛ لأنّ اسرائيل لم تستطع اسقاط النّظامين التّقدّميّين في مصر وسوريا! وانتهى النّظامان اللذان كانا يحكمان هذين البلدين، وبقي الاحتلال قائما بنتائجه الكارثيّة حتّى يومنا هذا.
وبلغ استهبال الشّعوب العربيّة ذروته عندما قال الشّيخ محمد متولي شعراوي لأتباعه وسط التّكبير والتّهليل بأنّه: "صلى لله ركعتي شكر لله لهزيمة الجيوش العربيّة في تلك الحرب! مع أنّه اعتذر عن ذلك عندما استلم وزارة الأوقاف المصريّة في عهد السّادات عام 1977، واعتبر اتفاقات "كامب ديفيد"شبيهة بصلح الحديبة!
24-1-2017



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-الاستهبال الدّيني والحروب
- بدون مؤاخذة- الاستهبال وتعطيل العقل
- بدون مؤاخذة: الاستهبال الدّيني مرّة ثالثة
- بدون مؤاخذة: الاستهبال باسم الدّين مرّة أخرى
- بدون مؤاخذة- الهبل والاستهبال باسم الدّين
- بدون مؤاخذة-هبل الفيبسبوك Face Book
- بدون مؤاخذة- فضائيات الهبل العربي
- بدون مؤاخذة-القدس ونقل السفارة الأمريكية
- بدون مؤاخذة-إذا عرف السّبب...
- تحضير الأرواح ورواية -سبيريتزما-
- مشاعر خارجة عن القانون والحبّ المتعثّر
- بدون مؤاخذة- فلسطين الفدرالية
- بدون مؤاخذة- لعلّ وعسى
- كانت القدس وستبقى كذلك
- موسوعة المفاهيم اللغوية لطارق المهلوس
- بدون مؤاخذة- أمّي الرّاهبة
- بدون مؤاخذة-نائب القدس المسيحي
- بدون مؤاخذة- أخي المسيحيّ
- بدون مؤاخذة- أعياد الميلاد المجيدة
- بدون مؤاخذة-جريمة الكرك ليست عفوية


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل السلحوت - بدون مؤاخذ-استهبال الحكام للشعوب والغطاء الدّيني