أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لطفي الهمامي - في الذكرى السادسة للثورة: ما علاقة التونسيين بالخارج بالعدالة الانتقالية















المزيد.....

في الذكرى السادسة للثورة: ما علاقة التونسيين بالخارج بالعدالة الانتقالية


لطفي الهمامي
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 5410 - 2017 / 1 / 23 - 14:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الذكرى السادسة للثورة:التونسيون بالخارج ومنظومة العدالة الانتقالية
من المعلوم أن هيئة الحقيقة والكرامة لا تقبل غير الملفات التي تُقدم لها، وليس من صلاحياتها تكوين ملفات ضدّ فرد أو جهة بمفردها، ممّا جعل عدد هام من الملفات تفلت من هذه الهيئة لأنها لم تجد الطرف الذي يتحمل مسؤولية تقديمها. إن الانتهاكات بصفة عامة طالت أفراد ومجموعات ومؤسسات الدولة بالداخل كما بالخارج، ولكن ما يتم طرحه كموضوع للعدالة الانتقالية بما هي أوسع من هيئة الحقيقة والكرامة لا يتعرض في الكثير من الأحيان إلى الخارج.في هذا الإطار أعيد طرح بعض النقاط المتعلقة بالعدالة الانتقالية والإفلات من العقاب المتصل بمؤسسات الدولة والتونسيون بالخارج.
الإفلات من العقاب:مؤسسات في قفص الاتهام
لقد مثّلت السفارات و القنصليات ما قبل الثورة إضافة إلى مهماتها الأصلية وظيفة مراقبة وتتبع وملاحقة المعارضة، المنظمة منها وغير المنظمة. وذلك عبر أشكال متعددة منها المراقبة والملاحقة، ومنها ما بلغ حد الاعتداءات اللفظية والجسدية ضد المعارضين خلال التجمعات والندوات وغيرها من أشكال التعبير والنضال ضد الدكتاتورية. كما مثل هذا الجهاز الدبلوماسي والإداري خليّة تابعة للبوليس السياسي والى الحزب الحاكم.لكن إضافة إلى ذلك، فمن المعلوم أن عمليات الفساد المالي والإداري والمحسوبية وسوء التصرف واستعمال النفوذ والولاء للأشخاص كان السّمة الأساسية لهذه المرافق.أما إذا دققنا في جوانب لم يتم التركيز عليها سابقا ولم تذكر إلا في مناسبات قليلة، فائنا نجد موضوع ممتلكات الدولة التونسية بالخارج وأساسا من العقارات مكانا مهما لانتشار الفساد المالي وصورة دقيقة على استعمال الحزب الحاكم لمقدّرات الدولة التونسية لحساب أشخاص نافذين في الحكم بما هو مركزة للسياسة والمال والأعمال والعلاقات المشبوهة.كما هو الحال في تونس ومنذ يوم 18 ديسمبر انطلقت الاحتجاجات المساندة لسيدي بوزيد في البداية ثم تحولت بسرعة للمطالبة برحيل النظام ودعوة الشعب التونسي إلى إسقاطه.منذ بداية الثورة طالب التونسيون بالخارج بالمحاسبة وإعادة الحقوق إلى أصحابها وكشف حقيقة الانتهاكات وعزل العناصر المعروفة بممارستها العلنية لمثل تلك التجاوزات والاعتداءات على المناضلين طيلة سنوات، ومطالبة المرفق العمومي المتمثل في القنصليات بمدّ الجميع بالوثائق الرسمية وأساسا بجواز السفر الذي كان ممنوعا عن المئات منهم.
عناصر متورطة سابقا، تستعمل الإدارة كغطاء لاستمرار وجودها والإفلات من العقاب
لقد ظل اغلب الكوادر والأعوان المتهمين بالتعامل مع البوليس السياسي والحزب الحاكم ما قبل الثورة في وظائفهم دون محاسبة رغم الاحتجاجات على استمرار تواجدهم بالسفارات والقنصليات وعلى راس مصالح تونسية تابعة لعدة وزارات. فبعد الثورة وفجأة أصبحوا موظفين تابعين للإدارة التونسية وكأنّ شيئا لم يكن.لكن من الملاحظ أن تلك العناصر والتي تحتلّ مواقع مختلفة بدأت تستعيد نفوذها من جديد مع الوقت وبدأت ترتبط بولاءات جديدة للحفاظ على مواقعها والإفلات من المحاسبة والعقاب، بل أكثر من ذلك، لقد تمكّنت من استغلال ظروف المسار الثوري لتلعب دور مهم في استمرار وإعادة تشكّل مجموعات ماليّة أقل ما يقال عنها أنها مشبوهة ومطبوعة باستغلال النفوذ و الزبونيّة. أما الشّكيات التي طالت البعض من تلك العناصر فيبدوا أنها بقيت في الرّفوف بعيدا عن القضاء والمعالجة الجديّة لغياب أيّة إرادة في المحاسبة وتبديل ما كان سائدا.و لعلّ من ابسط ملفات الفساد الإداري تعود إلى موضوع متصل بكيفية انتداب موظفي السفارات والقنصليات وغيرها من المصالح التابعة للدولة بالخارج.إن الصفة الأساسية اليوم وبعد ستة سنوات من الثورة، هي بقاء مؤسسات الدولة بالخارج على حالها السابق، وان كافة العناصر المتورطة في الانتهاكات لتزال في مكانها وبامتيازاتها دون أية محاسبة أي أنها إلى حدود اللحظة، فالتة من العقاب.
ديوان التونسيين بالخارج أو المؤسسة الغامضة
لقد تأسّس هذا الهيكل سنة 1988 وسُوّق له على انه انجاز هام من انجازات "العهد الجديد"، وتدريجيا اخذ يستحوذ على صلاحيات الأطر هي في الأصل مرجع نظر المؤسسات العمومية مثل وزارة التجارة والصناعة والفلاحة والسياحة والخارجية كما ركز نشاطه على الاستثمار الأجنبي وإدخال العملة الأجنبية، وتمت الهيمنة عليه كليّا من قبل الحزب الحاكم وأفراد من عائلة بن على، حتى انه عوض السفارات والقنصليات في العديد من المسائل، وكانت الغاية الحقيقية من وراء كل ذلك هي مركزة أهم الموارد المالية والعقود التجارية بمختلف أصنافها ليتسنى لهم مراقبتها واستغلالها بالكيفية الملائمة لمصالحهم.وتبيّن أن هذا الديوان قد تم استغلاله في الحملات الانتخابية لبن على حيث تجاوزت مصاريفه في انتخابات 2009 ما تجاوز المليار دينار دون احتساب الأموال غير المسجلة والتي كانت تدفع في إطار المحاباة والمجاملة وفي الحقيقة هي للبرهنة على الولاء والحصول على مقابل لذلك في شكل امتيازات لا يتم تسجيلها حتى لا تتم مراقبتها من أية جهة.لقد مثّل احد أهم واجهات الدعاية السياسية للدكتاتورية ومثّل الحلقة الأصلب في الربط بين قوى النفوذ المالي داخل تونس وخارجها.من منظار منظومة العدالة الانتقالية لم يفتح ملف هذا الهيكل إلى حد الآن.إذا أردنا التدقيق في صلاحيات هذا الهيكل وطريقة تسييره ومدى ارتباطه بالمؤسسات الرسمية فان الإجابة لا يمكن أن تكون واضحة ودقيقة، بل هناك ضبابية مطلقة متعمدة لغايات لعلّ أهمها هو استغلاله في مجال المال والاتفاقيات، واستعمال علاقاته التاريخية بالعديد من الشخصيات والمؤسسات التي نشطت خلال فترة حكم بن علي.
لقد بينت التجربة أنّ هذا الإطار لم يكن له آية جدوى مفيدة للاقتصاد أو الثقافة أو للتونسيين بالخارج، بل كرس الخوف وعقد الصفقات المضرّة بالاقتصاد التونسي منها بعض الشركات الأجنبية المستثمرة في تونس بامتيازات غريبة.يشتم منها الرشوة والسمسرة المالية.
- ممتلكات الدولة: تحت سيطرتها أم تحت سيطرة مجموعات نافذة
تملك الدولة التونسية عدة عقارات، منها ما يتم استغلاله من قبل السفارات والقنصليات ومنها ما يتم استغلاله من قبل بعض المصالح الأخرى، ولكن هناك عدد هام من العقارات التي يتم استغلالها بطريقة غير معلومة سواء في مجال استعمالها أو في مرجع نظر ذلك العقار.وللذاكرة وعلى اثر الثورة التونسية تم اكتشاف استغلال احد هذه العقارات من قبل مجموعة، هي عبارة عن مليشيات لا تنتمي إلى أي جهاز رسمي ولكن في نفس الوقت لها سلطة على الجميع حيث تم اكتشاف وثائق رسمية ومراسلات حكومية وتقارير أمنية وكذلك سلاح على ملك وزارة الداخلية التونسية.تحوم حول استغلال هذه العقارات شبهة الفساد والمحسوبية والرشوة واللولبيات المسيطرة عليها والتي بطبيعة الحال تجد الدعم من عناصر لها مصلحة مباشرة في ذلك، وهي عناصر بالسفارات والقنصليات، خاصة وان مرجع النظر لتلك العقارات متداخل مما سهل عملية استغلال النفوذ والاستعمال غير القانوني سابقا وحاضرا. في هذا الإطار ما الذي يمنع من أن تكون كافة الممتلكات راجعة بالنظر إلى القنصليات العامة حتى لو كان استغلالها راجع إلى إدارة تونسية غير خاضعة إلى وزارة الخارجية؟
ما الذي يمنع أن تنشر القنصليات العامة كل سنة قائمة في ممتلكات الدولة وطريقة استغلالها بكل شفافية وتضع آلية تمكن الهيئات التونسية بالخارج من الإطلاع واستعمال الوثائق الرسمية في الغرض؟ وما الذي يمنع فتح المقرات الراجعة بالنظر للدولة التونسية لأنشطة المجتمع المدني وكل ما له علاقة بالمجال التربوي والعلمي والتكنولوجي؟
تونسيين نهبوا الدولة، متمتّعين بعفي الله عمّا سلف
من بين الملفات المطروحة على منظومة العدالة الانتقالية إضافة إلى الانتهاكات السياسية، هو ملف المال العام الذي تم نهبه بطرق مختلفة ومن قبل أشخاص يعملون في عدة مجالات تربطهم علاقة متينة بالنظام قوامها المصلحة والمنفعية الخاصة على حساب المال العام.في هذا الإطار أودّ التأكيد على أنّ الأشخاص اللذين انتفعوا بوجه لا قانوني من المال العام يُعدّون بالمئات، منهم من كان يتاجر في الأقمشة ومنهم من كان ينشط في مجال إدخال قطع غيار مستعملة إلى تونس تحت حماية الطرابلسية ومنهم من ينهب في مجال الفلاحة والصناعة وتنظيم الحفلات الدعائية وبعث مشاريع وهمية ،ومنهم من يقبض أموال مباشرة كضريبة ولاء للحكم باسم التضامن، والى حد الآن لم تفتح تلك الملفات والعديد من هؤلاء اليوم بات لهم باع عبر الاختباء في أحضان النداء أو النهضة أو الإدارة أو اللوبيات المالية المتنفذة. يعتبر بعضهم أن إمكانية محاسبتهم صعبة وان الإفلات من العقاب هو القانون الأقوى، ولكن من جهتي لي القناعة الراسخة أن مصير هؤلاء لن يكون غير المحاسبة من اجل تونس خالية من أمثالهم أي من الانتهازيين والسّراق.



#لطفي_الهمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن لتونس الاستفادة من كوادرها بالخارج؟
- في ظلّ التحولات الاقليمية والدولية:هل تخلّت الدولة عن مواطني ...
- في الذكرى السادسة لاندلاع الثورة: التونسيين بالخارج جزء لا ي ...
- حفل أنصار إسرائيل والرّقص على موسيقي الدّبابة
- -نهار على عمّار-
- الطاهر الهمامي :رحل تاركا أثرا يدل عليه
- حتى إسماعيل فعلها....يا عرب.......
- رسالة خاصة في الممنوعات
- ظبيةٌ بريّةٌ، ثائرةٌ تراقب
- الحالمُون في الوطن الحالم
- وَجهُها يفتحُ نوافذهُ للقمَر (سهام عقيل)
- لافتة خارجة عن الصف
- بدون تصفيق
- وقوف المَنازل
- قصص الأجساد
- -مٌناشدة -
- -حق العودة- التونسية الجزء الثاني
- -حق العودة - التونسية
- فلينهض الشعب السوداني ضد جلاده
- المدن الجريحة


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لطفي الهمامي - في الذكرى السادسة للثورة: ما علاقة التونسيين بالخارج بالعدالة الانتقالية