أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - هل غير الإسلام من عقلية العرب ؟















المزيد.....

هل غير الإسلام من عقلية العرب ؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5410 - 2017 / 1 / 23 - 11:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل غيـّـرالإسلام من عقلية العرب؟
طلعت رضوان
لماذا لم يـُــنفذ عثمان عقوبة النفس بالنفس على ابن عمر؟
ولماذا تمسك على بن إبى طالب بتطبيق النص القرآنى؟
يـروّج الإسلاميون لمقولة أنّ الإسلام نقل العرب نقلة حضارية، وخلــّـصهم من (الجاهلية) وشاركهم فى الترويج لتلك المقولة كــُـتاب كبارمثل العقاد، فهل هذه المقولة صحيحة؟ أم هى من الأكاذيب التى أكــّـدتها كتب التراث العربى/ الإسلامى؟
فإذا كان المُـتهم بالقتل لابد لإدانته أدلة مادية قاطعة لاتقبل التشكيك فيها، خاصة عندما تكون العقوبة هى الإعدام، أوحتى (الثأر) على الطريقة الإسلامية (النفس بالنفس والعين بالعين- المائدة/45) فهل التزم عبيدالله بن عمربن الخطاب بهذا النص بعد مقتل أبيه؟ تروى كتب التراث العربى/ الإسلامى أنه اندفع وقتل ثلاثة (شكّ) و(ظنّ) و(تخيـّـل) أنهم هم الذين تآمرا ونفذوا قتل والده.
بعد مقتل عمركان الدورعلى عثمان لتولى الخلافة. وهنا وقع عثمان فى موقف دراماتيكى، تلخـّـص فى حيرته فى اتخاذ القرارالصائب: حيث أنّ الشريعة الإسلامية مع الأخذ بالثأرمن ابن عمرالذى قتل ثلاثة قبل إجراء أى (تحقيق) خاصة وقد كان من بين الثلاثة الهرمزان الذى أسلم وصحّ إسلامه. وكان هذا رأى عثمان فورتوليه الخلافة وأعلنه وأصرّعليه. وقال يجب أنْ يـُـقتل ابن عمربدم من قتلهم. ولكن عثمان تراجع عن قراره، وكتب المؤرخون (والأدق أنهم برّروا موقفه) بأنّ تراجعه كان لأسباب (عاطفية وإنسانية) خاصة وقد تساءل المقربون من سلطة الخلافة: أيـُـقتل عمربالأمس ويـُـقتل ابنه اليوم؟ ألايكفى آل عمرقتل عمر؟ أيفجعون فيه ثمّ فى ابنه؟ وبينما كانت تلك هى مشاعرالناس العاطفية، كان رأى الدين الإسلامى صريحـًـا: لابد من القصاص.. أى لابد من قتل ابن عمر.
وعند ذلك المشهد من فصول تلك الدراما التى لايلتفت إليها المبدعون العروبيون والإسلاميون، يتقـدّم عمروبن العاص ليتصـدّرمسرح الأحداث، ويلقى بطوق النجاة لعثمان ويُـخلــّـصه من حيرته ومن تناقضه، خاصة- كما كتب المؤرخون- أنّ عثمان هوالذى استدعاه وطلب مشورته، ليبحث له عن حل يـُـخرجه من هذا المأزق الصعب. فسأل عمروعثمان: هل قـتل ابن عمرالهرمزان فى عهد الخليفة عمر؟ فأجاب عثمان: لا. كان عمرقد قـُـتل. فسأله عمروبن العاص: وهل ابن عمرقتل الهرمزان فى ولايتك؟ فأجاب عثمان: لا. لم أكن قد وليتُ بعد. ثم حسم عمروبن العاص المناقشة وقال: إذن يتولاه الله.
وذكرالمؤرخون أنّ عثمان بعد أنْ اقتنع برأى عمروبن العاص (الذى خلط الذكاء بالخبث والتحايل واستغلال الفترة الزمنية بين خلافة عمر(القتيل) وقتل الهرمزان قبل تولى عثمان الخلافة) فرح عثمان بتخريجة عمروبن العاص الذكية/ الإبليسية، وعبـّـرعن فرحته بأسلوب عملى بأنْ دفع (دية) الهرمزان من ماله الخاص، بينما الأصل أنّ تلك الدية كانت فى رقبة ابن عمربن الخطاب. فلماذا فعل عثمان ذلك؟ وهل (العاطفة الإنسانية) تلغى (الأصول الشرعية)؟
وبينما كان هذا هوموقف عثمان، فإنّ على بن أبى طالب كان على النقيض، حيث رأى ضرورة تطبيق حد القصاص على ابن عمربن الخطاب. وذكرالمؤرخون أنّ عليـًـا ((ظلّ يتوعد عبيد الله كلما قابله، ويقول له أنه عندما يتولى الخلافة فسوف يقتله بدم الهرمزان)) ولذلك عندما تولى على الخلافة ((هرب عبيدالله وانضم إلى جيش معاوية، وحارب عليـًـا إلى أنْ قـُـتل فى معركة صفين))
وتتوالى الأحداث على مسرح الصراعات بين مسلمين موحـّـدين ومسلمين موحدين مثلهم، وتدورالدوائرفيقع على بن أبى طالب فى نفس المأزق الدرامى/ النفسى عندما تولى الخلافة. فكيف تصرّف مع خصومه الذين علــّــقوا شماعة (الثأرمن قتلة عثمان) على سيوفهم؟ تولى على الخلافة وقتلة عثمان لهم السيطرة والنفوذ على المدينة، ولم يستطع أنْ يفعل شيئــًـا معهم، وكيف يفعل وقد استقطبهم وجعلهم على رأس جيشه؟ وانتقاله من حرب إلى حرب. وعندما أعلن معاوية أنّ مطلبه الوحيد أنْ يُـرسل له على قتلة عثمان (كشرط لوقف القتال) عند تلك اللحظة ارتفعتْ الدراما إلى الذروة، ووقع الخليفة على فى حيرة بين التمسك برأيه السابق فى ضرورة الأخذ بالثأرمن القاتل حتى ولوكان ابن عمربن الخطاب، وبين الموقف (على أرض الواقع) حيث أنه سمع صيحات أتباعه الذين حاربوا معه ضد معاوية وهم يصرخون ((كلنا قتلة عثمان)) وهنا كانت قمة الدراما، فهل يقتل من وقفوا معه وساندوه وأيـّـدوه؟ حتى ولوكانوا هم الذين قتلوا عثمان؟ أم يرضخ ويستسلم لظروف الواقع؟ انحازللاختيارالأخير، وتغاضى عن تطبيق النص القرآنى.
وهل عثمان الذى تباكى عليه معاوية وأتباعه، كان (خليفة للمسلمين) أم مثله مثل رئيس أية دولة يتشبث بكرسى الحكم؟ ولماذا لم يستمع لنصائح المخلصين مثل على بن أبى طالب الذى طلب منه مراعاة العدل بين (الرعية) والتوقف عن محاباته لأقاربه؟ ولماذا رفض اعتزال منصبه عندما اشتـدّ الهجوم عليه، لدرجة حصارمنزله ومنع الماء والطعام عنه وعن أولاده وزوجاته؟ وقال قولته الشهيرة ((والله لا أنزع ثوبـًـا سربلنيه الله)) أى أنّ (الله) هوالذى نزل من عليائه وألبسه ثوب الخلافة. وإذا كانت عائشة انضمتْ لفريق (الثأرلمقتل عثمان) فإنها كانت قبل قتله وفى حياته تمشى فى الحوارى القريبة من بيته وتقول ((اقتلوا نعثلا فقد كفر)) حيث كانت تـُـشـبـّـه عثمان بشخص يهودى (أونصرانى فى رواية أخرى) بوجهه بثورأشبه بالجدرى.
ألايدل ذلك على أنّ الإسلام لم يُـغيـّـرمن عقلية العرب؟ وأنّ الإسلام والعروبة وجهان لشىء واحد، وأنّ القبائل العربية (قبل الإسلام) كانت تغزوبعضها البعض، كذلك استمرالوضع بعد الإسلام. وذكرابن خلدون أنّ العرب بعد أنْ غزوا واحتلوا أوطان غيرهم ((وتغلب العرب على أمم من فارس والترك وخالطوهم ، أكثروا من (سبى البنات والنساء واتخذوهم خولاودايات) (المقدمة- المطبعة الأزهرية بجوارالأزهر- عام1930- ص493) وكتب أحمد أمين أنّ العرب كانت ولم تزل تــُـفضـّـل السيف على القلم)) (ضحى الإسلام- هيئة الكتاب المصرية- عام1997- ص185)
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تعيش مصر أجواء ما قبل يناير2011؟
- قراءة فى أعمال الشاعرعبدالرحيم منصور
- ماذا يحدث لو أنّ شعبنا امتنع عن أداء العمرة ؟
- هل الأوطان لها سيقان للسجود ؟
- خانة الديانة والتعصب للدين
- كيف غاب عن مؤرخى الإسلام أنّ السيسى من أصحاب الرسلات؟
- أليس الموقف السعودى ضد مصر دليل على أكذوبة العروبة؟
- ما مغزى التنازل عن الأراضى المصرية للعرب ؟
- هل الكنيسة والأزهرمؤسستان وطنيتان؟
- أليست تخاريف الحاضر امتدادًا لتخاريف الماضى؟
- لماذا حفظ التحقيق مع طه حسين رغم ملاحظات رئيس نيابة مصر؟
- لماذا لم يحتج الأصوليون على إلغاء التقويم الهجرى ؟
- قراءة فى أعمال الشاعرطاهرالبرنبالى
- هل يستطيع العرب تحدى الكونجرس الأمريكى ؟
- الميديا المصرية والغزل فى الأصوليين الإسلاميين
- فخرى لبيب : شيوعى محترم كسرته الناصرية
- الوعى بقانون التغير وتقدم الشعوب
- البروفة الأولى للغزوات العربية
- العلاقة العضوية بين المؤسسات الدينية وأنظمة الاستبداد
- لماذا بدأت الديانة العبرية بالقتل ؟


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - هل غير الإسلام من عقلية العرب ؟