أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوميديا جرّوفي - جماليّة النّصوص في كتابات الشّاعر -بهاء الطّائي-














المزيد.....

جماليّة النّصوص في كتابات الشّاعر -بهاء الطّائي-


نوميديا جرّوفي

الحوار المتمدن-العدد: 5410 - 2017 / 1 / 23 - 04:48
المحور: الادب والفن
    


"بهاء هدب الطائي" من مواليد 1967 ، بالكاظميّة، بغداد، العراق، خرّيج كليّة الزراعة سنة 1991.
صنع لنفسه عالمه الخاصّ من خلال كتاباته المتنوّعة و الكثيرة ببصمته الخاصّة بإبداعه الاستثنائي من خلال قلمه و أفكاره.
تُشكّل تجربة الشاعر بهاء الطائي حيّزا إبداعيّا و جماليّا في كتاباته الأدبيّة و الإبداعيّة حيث يستخدم الرمزيّة الحديثة في كتابة الشّعر و يعتمد الصور الإبداعية في كتابة نصوصه النّثريّة، مثلما وظّف الفراشات في كتابته التّاليّة:

أيّتها الفراشات
صمتا
حوريتي حضرت

الفراشات هي رمز الرّبيع و اخضرار الطّبيعة و بهجة الفصل، حيث تعمّ الطبيعة احتفالا و ابتهاجا بقدوم فصل الرّبيع، لكنّ الشّاعر هنا جعلها تحتفي بقدوم حوريته الأسطوريّة التي كانت غائبة ربّما و حضرت لتعمّ الفرحة من جديد كما تعمّ الفرحة بالفصل المشرق.

و في قوله:

أراك إرثي المحتوم
لن أتنازل َعن نصيبي
ولو سالت ِالحروف دماً

الشّاعر استخدم الإرث هنا لكن بمدلول لغوي جديد، يتكلّمُ هنا عن الوطن أو الأمّ أو الحبيبة، فيقول ( لن أتنازل عن نصيبي ... و لو سالت الحروف دما) مدلول لغوي له صدى في دم الحروف.

كما قيل يوما:

متى من طول نزفك تستريحُ؟
سلاما أيّها الوطنُ الجريح

لا يتنازلُ المرء عن الوطن أبدا فهو الأرض التي ارتوت بدماء خيرة شبابها منذ بدأ الخلق.

إنّه الوطن الذي قال عنه الشّاعر أحمد شوقي يوما:

وطني لو شُغلتُ بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي

و في قول الشّاعر بهاء الطّائي:

رسالة متيّم...

من أخبر جدران مدرستك
خط اسمك خلسة ..
من أخبر
حارتك بأنّي جعلتها ميدان
تمرّد ضدّ عجائز الدّكاكين المراقبة
لكلّ من اقترب
من أخبر
بنات الحيّ سُقوطي و حُروفي
في سلّة غوايتك
لا تُصدّقي
هي حرب إشاعات لا أكثر..
عفوا..
سهوا ..
أمام دارك رسالة متيّم

كتابة الشّاعر هنا سافرت بنا للزّمن الجميل حيث لم يكن هناك نت و لا موبايل فقط الورق، حيث يتبادل الحبيبان الهيام بالرّسائل التي يبعثانها لبعضهما البعض من حين لآخر، و منها كلّ واحد يبثُّ فيها أشواقه للآخر.
عندما نقرؤها جيّدا و بتمعّن، نتذكّر كيف كانت العجائز تراقب فتيات الحيّ و تعرف ما يجري بينهنّ و تعثرُ على من يبادلهنّ الحبّ و الإعجاب.
كيف كان الشّباب يمرّ على الحيّ أو الحارة فقط لتنشّق نسيم المحبوبة، كما قال قيس حينها:

أمرّ على الدّيار ديارُ ليلى
أقبّلُ ذا الجدار و ذا الجدارُ
و ما حُبّ الدّيار شغف قلبي
و لكن حبّ من سكن الدّيارا

و في قول الشّاعر هنا:

غيابُك
جعلني تلميذا
في دمعته الأولى
قهر تعلّم العدّ
حائر كيف يلملم
نجوما تساقطت
من أنامل براءته ...
أتذكّرُ هدهدة خطواتك
يُمازحني و روحي
نداءُ عينيك

إنّه الحنين و الشّوق في غياب الحبيبة، التي جعلته في غيابها ( كتلميذ في دمعته الأولى)
كما يُقال:

الحنينُ هو اشتياق لقطعة من روحك
موجودة بمكان آخر

و يُقال:

الحنينُ، هو وجع عشوائي لا يستأذنُ من أحد.

و الشاعر بهاء هنا استخدم لغة شعرية موسيقيّة و إبداعيّة في نفس النصّ حيث يقول:

فاتنتي ارجعي
و لك هديتي
سبّورة لا يُكتب عليها إلاّ شعرك
و رحلة تضطربُ قياما
لحضورك.

إنّه الإبداع في العثور على الهديّة الثّمينة، فالشاعر يُهدي شعرا لفاتنته و محبوبته في سبّورة لا يكتبُ عليها سوى شعرا خاصّا لها وحدها.


و في قول الشّاعر في نصّ آخر:

تريدني نسيانها
إذن كيف سأكتب
إسمي بعدها!!
صديقي...
وحقك وذنوبها
ألفاً من القصائد
وقوفًا سأنظمَُِها
لأشتريّ غُفرانها

راقيّة استخداماته الأدبيّة بصورها الإبداعية و فنّ استخدامه للكلمات و الخيال الواسع أثناء الكتابة، فهو يستخدمُ دائما رموزا خاصّة وسمت شعره و منها صنع عالمه الإبداعي.
حيث يقول:

ألفا من القصائد
وُقوفا سأنظّمها
لأشتري غفرانها

يطلبُ عفوها و غفرانها بألف من القصائد يكتُبها لها حتّى تُصالحهُ، كم جميلة هذه الشعريّة و الرومانسيّة الرّاقيّة جدّا.


و في النصّ الآتي حيث جعل الحروف تشعُّ ضياءا يقول:

حروفكِ القمرية
وهمٌ جميلٌ
وسطَ ديوان ٍعنوانهُ
شمسٌ تحترقْ

جعل الشاعر برمزيّته الإبداعيّة الخاصة الحروف قمريّة تُشع بهاءا في اللّيل الحالك، جعل الحروف تُنير الظّلمة، و شبهّها بالقمرية لبياضها و ضيائها.
فقط هي حروف الملهمة القمريّة.
و سمّى ديوانه (شمسٌ تحترقُ) تشبيه و استعارة للشّوق و الحنين الذي يجعلُ القلب يتحرّق شوقا للمحبوب.

و في الكتابة الآتيّة يقول:

أميرةُ الحرف

و ما العشقُ
إن لم تكوني
أنت هيامُهُ
و ما القمر َ
إن لم يستأذنك ِ
للغسقِ
منارة ُالنور ْ

هنا الشّاعر يُناجي مُلهمته سيّدة الحرف و يخبرها أنّه لولاها ما كان العشق.. و لولاها ما كان هائما في الحبّ ، و لولاها ما كان للقمر ضياء.
إنّها أميرة حروفه و ملهمته في الكتابة هكذا وصفها في الكتابة.


كلمة أخيرة:


في الختام أقول أنّ الشّاعر بهاء الطّائي، صنع لنفسه حيّزه الشّعري الخاصّ، كتاباته لها نسمة موسيقيّة جميلة بغزل حديث، حيث يستخدم في نصوصه العديد من الآليات الجمالية فيما يحاول إيصاله للقارئ بلغة بسيطة دون غموض أو رمزيّة صعبة التّفكيك كما بعض الأشعار التي تستلزم القواميس لتفكيك ما ترمي إليه بعض الألفاظ ، لكن الشّاعر بهاء هنا و في كلّ نصوصه نجدها تمتاز باللّفظ السّهل و النّثر العذب .
جعله إبداعه يتألّق بكلّ ما تجود به أنامله و خياله الشّعري الواسع و العميق، فحروفه بهيّة بهاء اسمه و ألقه.



#نوميديا_جرّوفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية -متاهة إبليس- للكاتب الروائي برهان شاوي
- تلمسان مدينة الفنّ و التّاريخ (جوهرة المغرب)
- كُلّ ما قالوه عنّي صحيح
- رواية -الخامس و العشرون من أيلول- لعامر موسى الشيخ و ماجد ال ...
- لودفيج فان بيتهوفن و السمفونيّة الثالثة
- إليك يا حياتي
- ديوان -حين يتكرّرُ الوقت، يتوقّف..- للشاعر -سعد ناجي علوان-
- نبضي النّابض
- الموصل
- أحبّك أكثر
- مثقفون عراقيون -يهود في خدمة صاحبة الجلالة الصحافة العراقية-
- اسكب لي روحك و...
- رواية -الجحيم المقدّس- للكاتب و الروائي -بُرهان شاوي-
- سمير نقاش.. نقش عراقي في الذّاكرة.
- رواية -مسك الكفاية- للشاعر و الروائي -باسم خندقجي-
- ملحمة كلكامش للكاتب الأب يوسف جزراوي
- ديوان - أهبُ أصابعي لخواتم النور- للشاعرة - آسيا خليل-
- ديوان (جنوبا..هي تلك المدينة..تلك الأناشيد) للشاعر عبد الكري ...
- متاهة آدم للرّوائي بُرهان شاوي
- بين كردستان و تلمسان في مراسيم الزّواج


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوميديا جرّوفي - جماليّة النّصوص في كتابات الشّاعر -بهاء الطّائي-