أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيى الدين غريب - ثورة 25 ينابر ليست للذكرى !!














المزيد.....

ثورة 25 ينابر ليست للذكرى !!


محيى الدين غريب

الحوار المتمدن-العدد: 5409 - 2017 / 1 / 22 - 23:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثورة لم تمت ولم تكتمل فكيف أن نحيى ذكراها.
ثورة كانت حلما باهتا لمطالب إنسانية أساسية للعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، فإذا بها حقيقة واقعة. رأيناها جميعا فى الأيام القليلة الأولى فى وجوه الملايين والنظرات ثاقبة منكسرة ودموع اليأس، ورأيناها عندما حاول النظام الالتفاف حولها لإجهاضها فى مهد مولدها لينضح بشراسة عن محاولاته التآمرية والإجرامية لترويع شباب الثورة ونشر الذعر والرعب وعدم الأمان بين فئات الشعب. ولكن إصرار الشعب كان سمة واضحة لهذه الثورة، أبى إلا أن يسقط النظام وليس فقط إصلاحه. ثم جاء التنحى بعد أيام عصيبة بطيئة ليغتصب اغتصابا. ولكن فى غفلة من الشعب وبدون وجه حق سلم مبارك الدولة للقوات المسلحة بدلا من أن تسلم للشعب؟، وجاء التنحى ولكن بعد أن سفكت دماء المئات من الشهداء وجرح الآلاف من الشباب الأبرياء ثمنا لهذه الثورة البيضاء. ولم يكن للقوات المسلحة إلا ان تختار الإنحياز إلى الشعب فهم موظفون عند الشعب لحمايته.

هذه النهاية المذلة وغير المشرفة لمبارك وأعوانه (رئيس مصر لثلاثة عقود) بعد أنتزاع التنحى عنوة منه وإجباره على ذلك هى التى عززت أحقية أن يطلق على ما حدث بالثورة رغم الأنوف.
وقفت القوات المسلحة موقف المحايد ليقتصر دورها على حماية البلاد وحماية النظام الذى يختاره الشعب ديمقراطيا، ولا جدوى أو مكان لإنقلاب عسكرى أو ما إلى ذلك من حلول قد عفى عنها الزمن. وهو ما كان واضحا فى التصرف الحضارى للقيادات العسكرية فى ذلك الوقت.
كانت فرصة لوطن ومستقبل أفضل وأملا فى دولة مدنية وعدالة إجتماعية نتوق إليها منذ عقود، لولا انقضاض جماعة الإخوان المسلمين وتواريهم وراء ثورة 25 بعد أن تأكدوا من نجاحها. ولكن الشعب أكتشف أن غايتهم إستغلال السلطة وإقحام الدين فى السياسة فتمردت عليهم الغالبية العظمى من الشعب فى 30/6 ولفظتهم لفظة قاسية أشاطت غضبهم وكشفت عن نزعتهم الإرهابية ليبدأوا فى سلسلة من العمليات الإرهابية المتوحشة ولاتزال، أهدرت فيها دماء الأبرياء حبا فى الإنتقام وندما على الفرصة التى ضاعت منهم فى إقامة دولة إسلامية وخزعبلات الخلافة.
ومرة أخرى لم يكن للقوات المسلحة إلا وأن تختار الإنحياز إلى الشعب، ولكنها إستطاعت هذه المرة أن تقنع الشعب بضرورة تفويضهم لتسيطر على مقادير الدولة وتعيد الأمن، لتختطف الثورة مرة ثانية، هذه المرة بمساعدة فلول نظام مبارك والدولة العميقة كما نرى حاليا والتى سمح بعودتها النظام الحالى. وأستغلت بكفاءة وبحجة الأمن والأمان أبواق الإعلام بين مصفقين وموالين فى الأنقضاض على ثورة 25 يناير وإتهام من قاموا بها بالعمالة والخيانة وما إلى ذلك. وكما نرى الآن أصبح التنوع والاختلاف السياسى خطيئة، وكل من مع الدولة المدنية وضد أقحام الجيش فى السياسة، هو غير وطنى ويعادى الجيش وخائن وينتمى إلى جماعة الأخوان الإرهابية وما إلى ذلك.

بعد قرابة ستة أعوام على ثورة يناير، أصبح من الواضح أن الثورة المضادة قام بها الفلول من المستفيدين ممن كانوا يدعمون نظام مبارك سواء من رجال الأعمال أو من مؤسسات الشرطة والجيش، وعادت الوجوه القديمة الواحد تلو الآخر بريئين من تهم الفساد والإستبداد التى أرتكبوها طوال ثلاثة عقود. عادوا للأنقضاض على ثورة 25 يناير والتقليل منها، تارة بإتهام من قام بها بالعمالة لأمريكا والغرب، وتارة أخرى بأتهامهم بزعزعة الأمن والاستقرار. عادوا للإنتقام من ثورة 25 التى أزلتهم وزجت بهم فى السجون ولطخت تاريخهم ولو لفترة قصيرة.

أن أصحاب ثورة 25 يناير 2011 هم هؤلاء الشباب الذى أطلق شرارة هذه الثورة، وهم هؤلاء من أسهموا وضحوا على مدى عقود لرفض الظلم والفساد، وهم من كممت أفواههم ورموا فى السجون والمعتقلات، وهم كل من كتب سطر أو كلمة حق لأعلاء قضية الحرية المسلوبة على مدى عقود تحت سيطرة القوات المسلحة.

أتعجب على هؤلاء الذين فجأة اصبحوا لايؤمنون بثورات الربيع العربى بحجة أن امريكا والغرب وعملائهم المأجورين ورائها، هؤلاء الذين أصبحوا ابواقا تردد مايريده النظام القديم فى صورته الجديدة.
فإذا كان أفترضنا (جدلا) أن أمريكا هى وراء هذه الثورات فيجب أن نشكرها ونطلب منها المزيد، ففى مصر قد خلصتنا من الدكتاتور مبارك وحتى أذا فعلت ذلك لتمكن الاخوان المسلمين من الحكم، فلقد أتاحت فرصة تاريخية للشعب المصرى من كشف ولفظ الأخوان إلى الأبد، وترسيخ عدم إقحام الدين فى السياسة، (وعليه فربما فى المستقبل ستساعدنا فى التخلص من عدم إقحام المجلس العسكرى فى السياسة).
وفى تونس نشكرها أيضا لأنها اطاحت بالدكتاتور بن العابدين لتضع تونس على الطريق الديمقراطى بالرغم من وجود التيار الإسلامى، وهم على وشك التخلص منه سياسيا. وهكذا فى العراق وليبيا واليمن خلصتنا من الدكتاتوريات وبالطبع لكى يحل محلها داعش والتطرفات الإسلامية، وهم ليس إختراعا جديدا لأن جميعهم موجودين بيننا بالفعل، ويمكن التخلص منهم بأرادتنا وتغيير ما بأنفسنا قبل كل شيئ.

يجب أن يخجل من يقول أن ثورات الربيع فشلت أو أن أمريكا وراءها، لأنهم فقط من أهيونوا ومن أنتفعوا من هذه الأنظمة الفاسدة هم من يقلل من ثورات الشعوب التى تطالب بعدالة وحرية وكرامة.
سيظل الهجوم على 25 يناير ليس إلا محاولة لتزوير التاريخ الذى أثبت مرارا وتكرارا أن الذين يريدون الموت لثورة يدفعون لثورة جديدة لاتموت.



#محيى_الدين_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوهام تقسيم الدول
- المؤامرة بين الحبكة الأدبية وإراداة الشعوب !
- الناقة والجمل
- من يضطهد من ...!!
- لو كنت الإله القادر !!
- محاكمة الأنبياء 5 (المرافعة)
- المحاكمة 5 (المرافعة)
- نحن لم نولد أحرارا
- محاكمة الأنبياء 4
- ملاحظات على رحلة
- مراجعة نقدية لكتاب -نادى السيارات- لعلاء الأسوانى
- مصر على أهبة حلم الديمقراطية !!
- غرائب فى الدنمارك !!
- محاكمة الأنبياء 3
- الفرصة الضائعة
- سيناء والقبائل العربية
- التجربة الدنماركية و 30/6
- ما بين رهان باسكال ورهان العقل
- الفيلسوف الدانماركي سورن كيركاجورد
- أنا لا استطيع احترامها


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيى الدين غريب - ثورة 25 ينابر ليست للذكرى !!