أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - -المصالحة المجتمعية- وسياسة التضليل














المزيد.....

-المصالحة المجتمعية- وسياسة التضليل


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5409 - 2017 / 1 / 22 - 23:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


"المصالحة المجتمعية" مقولة جديدة تدخل الى الادبيات السياسية للسلطة السياسية الحاكمة في العراق اسوة ب"العراق الجديد" و"العودة الى المربع الاول" و"المكونات" و"التسوية التاريخية" و..الخ. بيد ان اكثر المقولات تخفي ورائها اجندة سياسية مشبوهة وسياسة لتضليل العمال بالدرجة الاولى وتضليل الجماهير بشكل عام هي مقولة "المصالحة المجتمعية". هذه المقولة استخدمها العبادي ليرد على مشروع عمار الحكيم وهو التسوية اللاتاريخية لمستقبل سلطة الاسلام السياسي ومعارضيها في العملية السياسية ما بعد الانتهاء من الحرب على داعش. وأنظم الى مشروع "المصالح المجتمعية" مقتدى الصدر الذي ايده في مؤتمر صحفي مشترك بينه وبين العبادي قبل اكثر من شهر. واليوم ينظم اليه سليم الجبوري العضو القيادي في الحزب الاسلامي ورئيس مجلس النواب، ليعزفوا جميعا وفي جوقة واحدة "المصالحة المجتمعية".
لنتفحص ماذا يعنون بالمصالحة المجتمعية وماذا تخفي ورائها، والمصالحة بين من؟ وما هو اختلافها عن التسوية التاريخية لعمار الحكيم؟.
ان العراق ليس اكثر من سوق لمنافسة الحرامية واللصوص وعصابات المافيا. وكل ما يدور من خصخصة المصانع والتعليم والصحة والخدمات، هو بيع هذه القطاعات الى الشركات المرتبطة بأحزاب السلطة السياسية والتي اغتنت طوال هذه السنوات من سرقة اموال بيع النفط والفساد الاداري والمالي. وان نفس هذه الاحزاب مسؤولة عن تسويق الفكر الطائفي والقومي. فكما ان كل شركة تجارية او صناعية لها علامتها التجارية الخاصة ومسجلة في غرفة التجارة وغرفة الصناعة في بغداد، فأن الطائفية والقومية هي العلامات التجارية لهذه الاحزاب. ان الصراع اليوم مع داعش من قبل هذه الاحزاب ليس لان داعش منظمة اجرامية ووحشية ويجب دفنها في عمق التاريخ، بل لان داعش هو منافس جديد يريد ان يقتطع حصة هذه القوى السياسية في العملية السياسية من السلطة والنفوذ والامتيازات. ولذلك ان المصالحة المجتمعية التي يتحدثون عنها ليس مع الجماهير التي اكتوت بنار داعش وبين تلك التي اكتوت بنار حكومة المالكي الطائفية والعصابات الطائفية المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي، لان الجماهير في كلا الطرفين هم ضحايا الصراع بين تلك القوى. ان المصالحة المجتمعية هي بين أطراف المافيا التي تحكم العراق، وهي محاولة لسحب البساط من تحت مشروع الحكيم.
ان النخبة السياسية الحاكمة بقيادة العبادي والصدر والجبوري تحاول تمرير المصالحة باسم العمال والجماهير الكادحة وتحميلها لمسؤولية كل الجرائم التي حدثت في العراق. اي بمعنى اخر ان "المصالحة المجتمعية" هي محاولة من قبل النخبة السياسية المذكورة بالافلات من المسؤولية التاريخية عن كل ما حدث ويحدث في العراق، والعمل في نفس الوقت لانقاذ بقية اعضاء النخب الحاكمة من اية محاكمة تاريخية عادلة امام المجتمع. ويبدو ان العبادي يتناسى بشكل متعمد عن كل خطابات رئيسه في حزب الدعوة نوري المالكي عندما ظل يردد اثناء قمعه للتظاهرات المنطقة الغربية بأن المعركة بين الحسين واليزيد، وكذلك يتناسى الصدر ماذا ارتكبت عصابات جيش المهدي من جرائم طائفية، ويتناسى الجبوري ايضا ما فعلت المليشيات الطائفية المدعومة والمرتبطة بالحزب الاسلامي، من اهوال وكوارث طائفية في بغداد والاعظمية والانبار وديالى وصلاح الدين. او هل ننسى كم عدد الشباب الذين علقت رؤوسهم على الاعمدة او دحرجت في وسط بغداد في منطقتي "الشيخ معروف والفضل"، او ادخلت ماكنة "الدريل" في عيونهم او عمليات القتل لأسرى سبايكر وما يدور من مسلسل الذبح الذي لم يتوقف الى الان.
ان النخبة السياسية تريد ان تسوق لنا بأن المشكلة في صفوفنا نحن العمال ونحن النساء ونحن الشباب ونحن التواقين الى الحرية. وانها تريد ان تصالح فيما بيننا وتعفي نفسها او تحاول الافلات من العقاب والقصاص العادي بتهمة تشوية الانسانية ومحو الهوية الانسانية عن البشر في العراق.
وهنا نريد ان نسجل موقفنا، بأن المصالحة المجتمعية، كما هي التسوية التاريخية للحكيم، والمصالح الوطنية لعلاوي ومعصوم، لا تخصنا ولا تشملنا، لاننا نحن العمال لم نكن جزء من الصفقة بين مافيات النخب السياسية، ولم نسرق السلطة عبر غزو والعراق واحتلاله وتقسيمه على اسس طائفية وقومية، ولم نشارك بأية عملية فساد ولم نكن جزء من عصاباتهم الطائفية، بل كنا ومعنا الملايين من مسحوقي العراق اما هدف للمليشيات الطائفية عبر التفجيرات والعمليات الارهابية والقتل على الهوية او عبر التجويع والافقار، وكان اخرها سياسية التقشف التي فرضها العبادي، صاحب مشروع "المصالحة المجتمعية".
واخيرا ان الحرامية واللصوص والمافيات ليس بإمكانهم جلب الامن والسلام والحرية والرفاه الى المجتمع، وان مشاريعهم مثل المصالحة المجتمعية وغيرها، ليس اكثر من محاولة لابرام صفقات سياسية مشبوهة فيما بينهم وتقديم تنازلات لبعضهم لإدارة الازمة السياسية في العراق وليس لحلها.
ان خلق مجتمع آمن يكون عبر تأسيس دولة على اساس الهوية الانسانية، هوية المواطنة، دولة تفصل الدين عن نفسها، وهي الكفيلة بانتزاع الدين والطائفية كسلاح من داعش والمليشيات والاحزاب الطائفية، دولة تقدم كل المجرمين التي لطخت اياديهم بدماء الجماهير الى محاكمة علنية، فلا تقادم على ارتكاب الجرائم. وكما كتبنا في مناسبات ان مشروعنا هو دولة علمانية وغير قومية، والغاء قانون ٤ الارهاب، وتقدم التعويضات لكل ضحايا الارهاب والمليشيات، وحل كل المليشيات، وإطلاق سراح جميع الموقوفين بذريعة قانون الارهاب وتقديم المدانين الى محاكم علنية. انها مقدمات لبناء مجتمع آمن ويعمه السلام والحرية.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين في العراق ونموذج الفاتيكان
- العمال والاسلام الحاكم
- اطلاق سراح افراح شوقي يطرح اسئلة كثيرة على حكومة العبادي
- المافيا تحكم العراق
- حلب وافول عالم القطب الواحد والمضي في التقسيم الطائفي للعراق
- الزيف والتعمية الاعلامية في حلب والموصل
- ماذا يقول العمال الشيوعيون عن موازنة ٢٠١&# ...
- المدنيون في حلب والمدنيون في الموصل
- -الحشد الشعبي- ومستقبل التحالف الشيعي
- الاقاليم السبعة وموقف الشيوعيون
- تحضير ارواح سياسة البعث الفاشي في كركوك والموصل
- التسوية التاريخية بين عمار الحكيم والعمال الشيوعيين
- سرك الفضائح الجنسية والخيار بين الطاعون والجدري
- حثالة البرجوازية والموازنة
- هل هو التملق ام الخوف من الاسلاميين؟
- الاوغاد لا يقضون على داعش
- سكان الموصل ومصير دولة الاسلام الشيعي
- الاوضاع السياسية في العراق.. ملاحظات اولية حول تقسيم العراق ...
- فاشية الدولة التركية والاستحقاق السياسي في العراق
- انهم يذرفون الدموع على حلب! ما امس الحاجة اليوم الى اممية ما ...


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - -المصالحة المجتمعية- وسياسة التضليل