أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - صُبحيّة..














المزيد.....

صُبحيّة..


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 5409 - 2017 / 1 / 22 - 17:49
المحور: كتابات ساخرة
    


اعتاد مجموعة من العاملين والعاملات في إحدى مؤسسات القطاع العام، الاجتماع صباح كل يوم في مكتب رئيس الدائرة لشرب القهوة ولمدة نصف ساعة، قبل التوجّه إلى ممارسة أعمالهم. وقد كُلّف مراسل «قاسيون» لرصد همومهم ومشاكلهم فكان تقريره التالي:
حرصاً منّا على نقل نبض الشارع بمختلف اتجاهاته السياسية والفكرية والعقائدية فقد توجّهتُ لزيارة مؤسسة عامة كعيّنة عشوائية من الجهات العامة. وقبل تجوالي في أهمّ أقسامها، دُعيت لتناول فنجان قهوة في أحد مكاتبها وكانت حصيلة ما رأيتُ وسمعتُ هو التالي:
عامل (1): بتصدّقوا يا جماعة، مبارح ما إجت الكهربا إلاّ ساعة وحدة. ويا دوب شحنت الموبايل وبطارية اللدّات.. العمى شو هاد، والله العيشة صارت زفت!
عامل (2): ياسيدي احمد ربّك، هنيّالك أنّو إجت عندك ساعة. الله وكيلك من خمسة أيام ما شمّينا ريحة الكهربا!
عاملة (3): إذا بقلّكن أنّو الغسيل صرلو بالغسّالة أسبوع وما عم تخلص الوجبة! أي والله رح نقمّل!
رئيس الدائرة: بتعرفو يا زملاء، أنا من أسبوعين ما تحمّمت، ما عم يصرلي دور. نحنا خمسة أفراد بالبيت والقازان بدّو يومين ليسخن.. الله وكيلكم عم نتقاتل مين بدّو يتحمّم بالأول..
عامل (1): لأ والمصيبة مافي غاز. مبارح مثلاً نطرت أكثر من عشر ساعات عالدور، وآخر شي قال مافي، خلص الغاز! لا حول ولا قوة إلا بالله، شو بدّو يحكي الواحد؟
عامل (معارض): شايفين هالحديث اللي عم نحكي فيه؟ هاد اللي بدّو ياه النظام؛ نحكي فيه عن الكهربا والغاز والمازوت وضرّاب السخن.. يا جماعة هالأزمات صدّقوني كلها مفتعلة، والحكومة قادرة تحلّها كلها.. بس الغاية أنّو البني آدم بهالبلد يتحوّل لكائن غرائزي، همّه الوحيد تأمين لقمة العيش واتّقاء البرد والظلام.. وبالتالي تعطيل تفكيره من خلال إشغاله بتأمين ما ذكرت حتى ما يشغّل مخّه ويفكّر ويحكي بالقضايا الكبرى..
عامل (موالي): يا أخي رجاءً لا تصيد بالماء العكر. نحنا بحالة حرب، وكل هالأزمات المعيشية ماكانت موجودة قبل ست سنين. لا تحطّو كل شي برقبة الحكومة والنظام. طيب في دولة بالعالم عاشت حالة حرب طويلة إلا وظهر فيها أزمات؟ إنتاج مافي، حصار وعقوبات اقتصادية، تآمر و..
عامل (معارض): يا أخي ما اختلفنا، بس برأيك مافي إمكانية لتخفيف معاناة الناس من خلال محاربة الفساد وتأمين سلّة غذائية لكل عائلة بسعر معقول، وحصر استيراد الحاجات الرئيسية بأيدي الدولة، وتأميم شركات الخليوي ومكافحة التهرّب الضريبي والإفراج عن معتقلي الرأي، و..
عامل (1): يا جماعة، عوجة، عوجة والله ما في حلّ..
عاملة (4): كل مين بهمّو مبتلي.. والله والله مستعدة آكل تراب بس يفكّ أسر ابني المخطوف من أكثر من تلات سنين ما بعرف عنه شي. يا ترى ميت واللا طيب!
عامل (2): عندي اقتراح، شو رأيكن وقت اللي منجتمع الصبح عالقهوة، نكون حريصين أنّو ما نجيب سيرة الكهربا والغاز والسياسة وما بعرف شو.. خلّونا نحكي بقضايا تربوية، بالحبّ، بالغرام، بالفنّ.. أي والله مو معقولة كل يوم نفس السيرة ديديديديدي.. وما عم يطلع معنا شي!
عامل (معارض): ليش برأيك العناوين اللي ذكرتا ما إلها علاقة بالسياسة؟ وحياتك كل شي مرتبط بالسياسة. ليش دخلك بظلّ هالغلاء الفاحش وهالأوضاع الكارثية، مين قادر يحصل على بيت ويحبّ وينضرب على قلبه ويتجوّز؟ بعدين مين قادر يربّي أ“kû³1اده تربية حضارية؟ حبيبي إذا كنت مهمّش مكبّل فقير جوعان مقهور عايف التنكة.. ولك كيف قادر أصلاً تبتسم؟!
عامل (موالي): يا جماعة، صحيح في فساد وشبّيحة وعفّيشة وتجاوزات واللي بدكن ياه.. بس والله مو وقتو هلّق نحاسب حدا.. في مؤامرة كبرى يا ناس بدها تدمّر البلاد والعباد.. والخطر الحقيقي حالياً هوّي داعش والنصرة. ولك هدول إرهابيين ما شافت عصور التاريخ أشرس منهم.. معركتنا يا شباب مع هدول مو مع غيرن. لازم نتكاتف لخوض معركة إنقاذ سورية.
رئيس الدائرة: أنا مع الزميل (العامل الموالي) بالفعل نحنا أمام خطرين، الإرهابيين والفاسدين. بس بصراحة يا شباب الفاسدين أرحم.. عالقليلة ما بيدبحوك!
عامل (معارض): ولك يا أخي الفاسدين هم الوجه الآخر للإرهابيين. نحنا كمعارضة ضد الاثنين معاً، ولا يمكن نوحّد الشعب لمحاربة واجتثاث الإرهاب إلا إذا صار حلّ سياسي وضربنا بيد من حديد تجار الأزمة من عفّيشة ومحتكرين وفاسدين.. ولازم نبدأ بالرؤوس الكبيرة أولاً.. معقول نخلّي حفنة قلية من الفاسدين يتحكّموا برقبة غالبية الشعب السوري ويمرمروه؟!
هذا وما زالت «الصُبحيّة» على حالها؛ فقد زرتُ ذات المؤسسة بعد أسبوعين، وكانت الأحاديث هي هي..



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتأهِّبُ دوماً.. للحُبِّ
- كيف تعلّمنا الإنكليزية؟
- الثور العجوز
- أوّاه.. يا حماتي!
- بلسم الرّوح
- أعذب موسيقى!
- نهود في شارع هنانو
- السّماح يا «بوتشي»..!
- أطيب شاي «باله» في العالم
- قراءتي لانخفاض سعر صرف الدولار
- وكالة «عذراء»..!
- ما هي غايتهم من رفع أسعار صرف الدولار في سورية؟
- قراءة سريعة في أسباب تدهور الليرة
- حَدَثَ في سورية – قصّة حقيقية
- «دَقَّة قديمة..»
- في أسباب ضعف اليسار
- مرشّح غير شكل!
- الرّاحل الذي نَفَدَ بِجِلْدِه!
- سْتوووبْ.. أوقِفوا التصوير!
- الشَّبح


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - صُبحيّة..