أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبدالحفيظ مرسي - أبو تريكة.. الإرهابي..















المزيد.....

أبو تريكة.. الإرهابي..


علي عبدالحفيظ مرسي

الحوار المتمدن-العدد: 5408 - 2017 / 1 / 21 - 20:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دون أن أتورط في شيء من تضخيم الذات، أزعم أن دعوى اتهام الشاب المصري الخلوق: "محمد أبوتريكة" بالإرهاب، كان لها وقعها الخاص عليّ، بشكل قد يختلف عن وقعها على غيري، على الرغم من اعترافي بأنّ وقعها على الجميع لم يكن أكثر من زيادة احتقارهم لحكومة تائهة متخبطة توقّع الجميع منها ما لم تكن أهلاً له، ولا كانت أمينة عليه؟!
هل محمد أبوتريكة متهم بدعم الإرهاب؟
لا يختلف محمد أبوتريكة عن قطاعات عريضة من المواطنين المصريين وغير المصريين الموالين لجماعات دينية ذات أغراض سياسية كجماعة الإخوان المسلمين والجماعات السلفية المتعددة في مصر وفي غيرها.. لا يختلف بعضهم عن بعض، مسلمين أو مسيحيين أو حتى هندوس، ويكون السبب الأكبر لمنح ولاءهم لهذه الجماعات ولهذه الدعايات هو خوفهم الطبيعي والمتفهم من سيف الآخرة أو طمعهم الطبيعي والمتفهّم أيضاً في ذهبها، وفي بعض الأحيان طلباً للبركة والستر في الدنيا (ومن هذه الأنواع قد يكون النجم محمد أبوتريكة)..
هل يعتبر هذا النوع من التعاطف إرهاباً؟ وهل كل دعاية دينية هي إرهاب؟
حين تطلق دعوات ذات صبغة دينية، يَثبُت للباحث الذي يحترم نفسه سواء أكان اختصاصه الشئون السياسية أو الدراسات الإنسانية أو الاجتماعية أنّ هذه الدعايات إنّما سهر وأنفق عليها حكومات دول متآمرة على نشر نوع معين من التدين المخصوص، الذي يتم إنتاجه لصالح أهداف تتعلق بالرعب من انتشار الفكر اليساري المكتسح والمعارض لنمط الإدارات الغربية في حكم العالم، والتي لا يعنيها من وراء حكمها للعالم سوى تكديس ثروات وممتلكات الشعوب في يد الرأسمالية العالمية مع صرف بدلات إسكات للمواطنين الغربيين، وذلك إلى حين.. فإنّ هذه الدعاية أو هذا الدين لن يكون إلا إرهاباً؟!
حين تتفق الحكومات الأكثر انحرافا عن جادة العقل والمنطق فضلا عن مصالح شعوبها ومصالح الإنسانية، على نشر ديانات مخلّقة هدفها فقط عقاب الشعوب التي سارت في طريق الشعور بالكرامة والعزّة وراء بعض مواطنيها الذين أعلنوا هذه المبادئ وطلبوا من مواطنيهم أن يبذلوا الغالي من دمائهم ودماء أبنائهم من أجل هذه الكرامة مثلما فعل ناصر ونكروما ولومومبا وقادة كثيرون في أمريكا اللاتينية وآسيا ومهما كان صدق هذه القيادات أو عدم صدقها، صواب مسعاها وسلامة طريقها وأدواتها من عدمه في تحقيق وضمان هذه الكرامة وضمان استمراريتها.. فإنّ ديناً أو تدينا تنشئه أجهزة مخابرات معوجة وخائنة للبشرية لهو دين إرهابي لا شك عندي في ذلك أبداً..
وهل على المتاجر بهم من المواطنين الذين يقعون فريسة سهلة لدعايات ووعي مصنوع قامت على صناعته أجهزة ومؤسسات دول بهذه الضخامة من سبيل؟
ستأتي إجابتي عن هذا السؤال ضمن إجابتي على السؤالين الأخيرين من هذا المقال..
هل الإسلام ديانة إرهابية؟
عاشت مصر الإسلام نحوا من ألف عام وأزيد، وعاشته الهند تقريباً نفس المدة فهل سمع العالم عن إرهابي مصري قبل أن تنشئ أجهزة الاستخبارات دياناتها الجديدة في أوائل ثم نهايات القرن العشرين؟!
وعاش الإسلام في الهند قروناً طويلة فلماذا بعد أن فوّت الحكيم الهندي الكبير: المهاتما "غاندي" الفرصة على انجلترا وأجهزتها في الهند، من خلال سماحه للمسلمين الذين ساروا مخطئين في ركاب وتحت كنف جهاز المخابرات البريطاني بإنشاء دولة مستقلة لهم على جزء عزيز وكبير من أراضي الهند التاريخية؛ لكي يئد الفتنة في مهدها، ولكي يفوت على أجهزة الاستخبارات البريطانية فرصة صناعة إرهاب له صورة الإسلام وباطن الكفر بكل الأديان، لكي يدمر الهند..
.. السؤال:
هل سمع أحد بوجود مسلم هندي عضواً في القاعدة أو داعش، مع إنّ الدعايات لا تنتهي بوقوع مسلمي الهند تحت نير وظلم الأغلبية الهندوسية في الهند؟!
فإذا كان إسلام مصر لم ينتج طيلة أكثر من ألف عام إرهابياً واحداً لحين نشر الحكومات المارقة ديانتها المخلقة في الصحراء والمدعومة بقوّة أجهزة الإرهاب، وإذا كان إسلام الهند لم ينتج إرهابياً واحداً منذ أكثر من ألف عام كما لم ينتج إرهابياً واحداً أيضاً بسبب نجاح الحكيم الهندي المهاتما "غاندي" في تفويت الفرصة على الأجهزة الانجليزية لإنتاج إرهاب مخلقّ ..
أترك للقارئ البصير أن يعرف بنفسه إذا ما كان يشعر في قرارة نفسه بفرق بين هذين النوعين من الإسلام أو غيره من الديانات التي تعيش مسارها التاريخي الطبيعي في التدرجات الطبيعية من البدائية نحو المسار التاريخي الطبيعي لبلدان الحضارات وبين الإسلام الذي تقوم عليه وتنشره القبائلية التي نعتها كتاب المسلمين المقدس بـ: "الأعراب أشد كفراً ونفاقاً وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله" وحيث تنضاف إليهم جهود أجهزة استخبارات على هذا المستوى من الرداءة وكراهية السلام والبشر جميعاً؟ فإن هؤلاء الأعراب سوف يبدعون في الشر بما لا يخطر على بال الشر نفسه..
هل آمن أبوتريكة بالإسلام الاستخباراتي؟ وهل هو مسئول، إن حدث وآمن به؟
ردّي على هذا السؤال سيكون بسؤال آخر أو بعدّة أسئلة؟! إنّني باحث متخصص في دراسات وصناعة الوعي وصناعة الذاكرات الثقافية والحضاريّة للشعوب، وعليه فإنّ من ضمن مجالات بحثي أن أطرح أسئلة من نوع: هل في وسع مواطن مسكين أن يفحص الوعي الجمعي المحيط به، لكي يكتشف أي من الدعايات الدينية أكثر صدقاً؟ خاصة وأنّه لن توجد جماعة تعمل في إطار إسلام المخابرات ستضع على أحد مقراتها التي لن تكون أكثر من أحد المساجد الفقيرة في حي يقتل الفقر ناسه، وهي المنطقة الاجتماعية التي خرج منها "أبو تريكة" وملايين غيره، لن يجد أبو تريكة وهؤلاء الملايين مكتوبا على باب المسجد عبارة تقول: اتقوا الإسلام الكريم، وتعالوا إلى الإسلام الاستخباراتي الخبيث حيث سنجندكم لخدمة أغراض ضد الإنسانية ولصالح الرأسماليّة العالميّة، ومشروعها الذي وقّعت عليه حكومة بلدكم الكريم صاغرة...." هل من واجب كل مواطن حين يذهب لمسجد أن يشق عن صدر الشيخ والصديق الذي يتعرف به في المسجد أو الكنيسة ليعلم إن كان صديقاً للبيئة أم إرهابي حقيقي؟
هل نكذب أنفسنا وشهادات شهود العيان التي يتناقلها أهلنا جميعاً في الصعيد (جنوب مصر) من أنّ محافظ أسيوط صديق السادات كان يلزم الشرطة بدعم الإرهابيين في تعديهم البدني المبرح والإجرامي على الفتيات المرتديات لملابس عصرية في أسيوط في سبعينات القرن العشرين؟!
هل نكذب أنفسنا وشهادات الشهود الذين كانوا يشاهدون الرجل ومئات الرجال غيره وهم يخرجون من جيوبهم ويسلمون قيادات الإرهاب أموال الشعب لكي يستخدمونها في وأد الحركة المدنية والفنية في ذلك الوقت التأسيسي لإنشاء دين جديد اسمه الإخوان المسلمون، والجماعات الإسلامية برعاية الرؤساء والقادة العرب والأمريكان المؤمنين؟!
هل نكذب أنفسنا وحقائق التاريخ التي تقف عاجزة عن التفسير كيف استطاعت عبقرية القيادة الأمينة في مصر أن تتفتق بعد ثورة 25 يناير 2011م لكي تشكل لجنة رباعية هدفها تعديل الدستور فتضع في عضويتها محامي مغمور من محامي جماعة الإخوان المسلمين (الإرهابية)؟!! لكي تتفسخ الثورة وينقلب الثوار على بعضهم البعض منهم المسلمون ومنهم دون ذلك، على أن يكون دون ذلك هذا، هو لقب الثوار الحقيقيين؟! هل مثل هذا التخطيط المنحط والمكشوف الآن هو مما يمكن تكذيبه في إثبات تورط أجهزة دول في دعم الإرهاب ونشره والتلاعب بالمواطنين من خلال استعماله؟!
هل الإرهابي هو "محمد أبوتريكة" الذي ربما يكون تعاطف أو وثق ببعض ناس لم يطلبوا منه منكراً وإنما طلبوا منه أن يدعم المشروع الإسلامي؟! (مع إخفاء باقي جملة: المشروع الإسلامي الذي صنعته أمريكا وتدعمه كل حكومات المنطقة ضد المدنية وضد الديمقراطية وضد الحرية وقبل هذا وبعده ربما ضد الإسلام نفسه)؟!!
ألا تعتقد معي أن القمين الأول والمتهم الأول بالإرهاب هم من خانوا "محمد أبوتريكة" وألقوا به وبآلاف غيره من المساكين في أحضان عملاء يملؤون كروشهم بأموال "محمد أبوتريكة" والطيبين من أمثاله ويسهرون بقية ليلهم إما مع قادة الأجهزة المتآمرة أو مع غازيات القرن الواحد والعشرين؟!
ورد في حديث شريف: "إذا لم تستح فاصنع ما شئت" ويصف المصريون الذي يلد في استعمال أدوات تافهة ومفضوحة من أجل تحقيق أغراض أقل تفاهة وأكثر فضيحة: "سايق العبط على الشيطنة" .. عزائي: أنّه استهبال لم يعد بذاك الوجه من النجاح، بحيث يحتاج إلى أمثالي لكي يكشفوه...



#علي_عبدالحفيظ_مرسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -هدير مكاوي- والمستقرات الاجتماعية؟!!
- محفوظ ونقاش المسلمات الاجتماعيّة في همس الجنون ..
- وماذا بعد عودة البرادعي للكلام؟
- -الحريّة- المقدّسة أم -الرباط- المقدس؟
- الجنس والمصلحة والنظام.. السينما حين تقارب إشكاليات الوعي ال ...
- تبّاً للفنّ أم تبّاً للعقلانية؟!


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبدالحفيظ مرسي - أبو تريكة.. الإرهابي..