أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد عبد الحميد الكعبي - كيف نصلح التعليم في العراق ؟ الاطار العام














المزيد.....

كيف نصلح التعليم في العراق ؟ الاطار العام


ماجد عبد الحميد الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 5408 - 2017 / 1 / 21 - 11:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك نظريات وقواعد واعراف سائدة قديمة ومعاصرة تؤسس وتؤطر العملية التربوية والتعليمية تتعلق بمعالجة طرق التدريس والتخطيط لبناء مناهج تعليمية صحيحية تواكب التطور. سوف لن اخوض نظريا بكل تلك النظريات والقواعد لان معظمها ينصب في الجانب النظري البحت معالجا العموميات غيرمراع للاختلافات الثقافية والعرقية والجغرافية فضلا عن الفروق الفردية. لذلك سانطلق في مناقشتي لقضايا الاصلاح من الواقع المحلي، دراسة وتاملا ومعالجة ، مستبعدا الخوض في مناقشة البنية التحتية للتعليم لانها مشخصة ومعروفة ، فشحة المدارس وازدياد عدد الطلبة وقلة الكوادر التدريسية المؤهلة للتعليم تعد من القضايا التي يعرفها القاصي والداني وهي ليست السبب الرئيس في فشل التعليم بدليل ان المدارس الاهلية تمتلك بنية تحتية متكاملة ولكن مخرجات التعليم فيها لا تختلف كثيرا عن المدارس الحكومية فكلاهما يخرج لنا تلاميذ عبارة عن ببغاوات يرددون ما يمليه عليهم المعلمون حفظا عن ظهر قلب والذي يعرف باللهجة العامية بـ (الدرخ)وفي افضل الاحتمالات واكثرها ايجابية يكون التلميذ – بما فيهم الطالب المتخرج بدرجة 100% - الة بشرية للتخزين (ميموري) قد افرغت فيها كمية من المعلومات وقد تم حفظها بامانة لفترة وجيزة قد تتجاوز في بعض الاحيان وفي حالات نادرة موعد الامتحانات بسنة او سنتين.
ولا يقتصر خطر بناء المناهج على طريقة الحفظ عن ظهرقلب على تلك السلبية المميتة لخلايا الدماغ فقط بل ان تلك الطريقة قد اسهمت بشكل مباشر في ازدياد عملية الغش بين التلاميذ ، حيث يقوم كثير من التلاميذ بالاستعانة بوسائل التقنيات الحديثة للسرقة عن طريق السماع مما تيسر من معلومات الكتاب المنهجي او المقرر الدراسي من خارج القاعة الامتحانية وادخالها عبر تلك التقنيات الذكية في اذن الطالب الذي سيتحول الى الة تفرغ بشكل غير منظم ما قد سمعت ولكن الاجابة بالشكل العام ستكون مرضية للمصحح ليضع درجة قريبة من النجاح تتراوح حول 50%.
اذن التخلص من المنهج المبني على الحفظ والذي يعد منهجا يقتل الابداع في نفس التلاميذ فضلا عن انه لايراعي الفروق الفردية بين التلاميذ يمثل الخطوة الاولى في اصلاح التعليم.
اما الحقيقة الثانية التي تدفعنا للمطالبة بالاصلاح والتغيير فهي ان المعلم او الاستاذ الجامعي لم يعد المصدر الاول لبث المعلومة كما لم يعد الكتاب المنهجي هو المصدر الرئيس للحصول على المعلومة. فبفضل وسائل التقنيات الحديثة ووسائل التواصل باتت المعلومة منفتحة على الجميع ويستطيع الجميع الحصول عليها بسهولة لذا هناك كثير من التلاميذ والطلبة على حد سواء قادرون على تحصيل معلومات اكثر من معلميهم واساتذتهم الذين غالبا ما يجهلون استخدام تلك الوسائل الحديثة. من هنا ينبغي ان تتغير المعادلة القديمة حيث المعلم الذي يمثل دورالمركز المهيمن على قاعة الدرس والذي بدوره يوجه كلامه نحو التلميذ (المرسل اليه) (المستقبل) (المتلقي السلبي) الذي يتلقى المعلومة ، الى معادلة جديدة يحتل فيها التلميذ المركز الذي ينتج المعلومة عن طريق التحفيز غير المباشر للمرسل. من هنا نمنح التلميذ قدرة على الابداع وحبا للمعرفة التي يسهم في انتاجها والتي سوف لن ينساها مستقبلا .
تضاف الى ذلك حقيقة ثالثة تتمثل بأن معظم الدروس ولاسيما في الدراسات الانسانية تلقى على الطلبة بشكل نظري وليس للجانب العملي التطبيقي اية حصة في العملية التعليمية حيث يتلقى التلميذ في المدرسة او الطالب في الجامعة مادة جاهزة ياخذها عن المدرس اما شفاها او كتابة او تملية ليقوم الطالب بحفظها. في حين تركز المناهج الحديثة على الجانب العملي حيث يكلف التلاميذ والطلبة باداء الواجبات العملية التي تتمثل بكتابة البحوث والمقالات والتقارير واعداد التجارب والبحث الميداني لدراسة الظواهر الاجتماعية والبيئية والعلمية فيكونان على تواصل مباشر مع المادة العلمية فضلا عن ان هذه العملية ستساعد بتاهيلهم وتدريبهم بشكل مستمر مواجهين الحياة العملية باستعداد نفسي وقدرة على التكيف والتاقلم مستقبلا في ميدان العمل.
وكما هو واضح في اعلاه تتجلى خلاصة القول في التوجيهات العامة لتحديث المناهج وطرق التدريس ينبغي اولا ان نتخلص من طريقة الحفظ والتلقين وثانيا عدم الاعتماد كليا على الكتاب المنهجي بوصفه المصدر الاول للمعرفة وثالثا الاهتمام بالجانب العملي الذي يجب ان يحتل - في اقل تقدير- مكانة المناصفة مع الجانب النظري.



#ماجد_عبد_الحميد_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوربن وخطابه السياسي: سعي نحو المثالية ام انعكاس للواقع
- ليبق (مول) الكرادة نصبا تذكاريا لتجسيد المأساة
- مملكة الأعراب الراعية الاولى للإرهاب
- النظام السعودي وصورته في المجتمع الغربي
- الفرق بين الاسلام الشيعي الفارسي والوهابي السعودي
- وسائل الاعلام الحديثة ودورها في ايقاظ الضمير الجمعي
- (السُنة) مصطلح وضعه عمر بن الخطاب
- اكلت يوم اكل الثور الابيض!
- الفنانة حنان شوقي : لماذا المحترم يقعد في بيته ؟
- استفيقي يا أمة الحرب و الجرب !
- خليفة ( نيوتن ) يطرد من ( كيمبرج )
- الاكاديمي المتحجر ديفيد كريستل !
- ثنائية الشيعة والسنة تكشف الاصل والمحاكاة
- خطاب ما بعد الأعراب : روايات الشيخ الأعرابي مثالا
- فايروس داعش يخترق نظام المراقبة اللغوية في عقل الجعفري
- الطلاب قادمون ..فهذا زمنهم وليس زمن الجاهلين
- يا وزيرنا الشهرستاني .. كن اديبا !
- حرب مؤجلة التعليم العالي تعجلها
- لغتنا هويتنا
- ملك السعودية ونظرية جديدة في الترجمة الفورية


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد عبد الحميد الكعبي - كيف نصلح التعليم في العراق ؟ الاطار العام