أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - صوت المرأة في ديوان - أنثى المطر الأول- وفاء عياشي بقاعي الشعر الذي تقدمه النس














المزيد.....

صوت المرأة في ديوان - أنثى المطر الأول- وفاء عياشي بقاعي الشعر الذي تقدمه النس


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5408 - 2017 / 1 / 21 - 01:24
المحور: الادب والفن
    


صوت المرأة في ديوان
" أنثى المطر الأول"
وفاء عياشي ـ بقاعي
الشعر الذي تقدمه النساء بشكل عام يكون أخف وطأة علينا من ذلك الذي يكتبه الرجال، فالمرأة تحمل مشاعر إنسانية مرهفة أكثر من لرجل، ولأنها تحمل صفة الأم، يجعلها لتكون ـ في لعقل اباطن ـ أكثر قربا لنا من لرجل. عنوان الديوان لوحده كافيا لجعلنا نتأمل فيه "أنثى المطر لأول" فالفظ الأول "أنثى" مما يدفعنا إلى التعرف عليه بسرعة، وإذا ما أضفنا لوحة الغلاف التي تمثل امرأة في لحظة خضوع وتأمل واستمتاع كل هذا يجعل الديوان وجبة شهية لا يمكننا اهمالها أو امهالها إلى المستقبل.
هناك العديد من المواضيع في الديوان، منها الوطني ومنها لإنساني، فالشاعرة تحدثنا كإنسانية قبل أي شيء، من هنا نجدها تقدم/تطرح همومها لشخصية كامرأة وككتابة، فالمرأة الكاتبة/الشاعرة حاضرة في قصائدها، تحدثنا عن ذاتها ككتابة في قصيدة "ميناء سلام" فتقول:
"أحتاج لميناء سلام
أعطوني كتابا
أعطوني أوراقي البيضاء
وغادروني...
لأنزف ما تبقى
كم حبر فأنا...
أحتاج لميناء سلام" ص14، كثيرا ما نقول بأن عناصر التفريغ عن الغضب/اليأس/الضغط تكمن في المرأة/الرجل، الطبيعة، الكتابة/القراءة، وهنا تؤكد " وفاء عياشي" هذا الأمر فهي تجد في الكتابة متنفس لها، ولهذا نجدها تتجه نحو الكتابة كتعبير عن حالة الضغط الواقعة عليها.
وإذا ما تأملنا في لألفاظ المستخدمة "ميناء، سلام، أوراق، بيضاء، حبر" كلها تشير إلى حالة/صفة بيضاء، فهي الفاظ تعبر عن الفرح والحياة، وإذا ما استثنينا لفظ "أنزف" نكون أمامك نص مطلق البياض، وهذا الأمر يؤكد الدور الايجابي الذي تحدثنه القراءة/الكتابة علينا.
في مجتمع شرقي تعاني فيه المرأة من أكثر من قامع لها، السلطة، المجتمع، الرجل، نجد الشاعرة تتمرد على هذا الوضع من خلال التعبير عن مشاعرها الإنسانية، فنجدها في قصيدة "أحبك" تطرح مشاعرها كامرأة، كإنسانية فتقول:
"أحبك
أراك خلف ضبابي المنحوت
من صقيع ليلي
تشرئب أسطورة حنين
في ظل كبرياء
لأيقونة المساء
تخالفني
وشوقي نسيج حرف
يتعمد في نهرك المقدس
قصيدة ابتلاء
أشتاقك
في لهف عرافة
تجوب صحراء الكف
تبحث بين الخطوط
عن أزل مرسوم بسر هيام
أشتاقك...
ووعدي في هذيان المغترب بك
يأسرني نحوك في جنون لهفتي
كلما رأيت ذاك الضوء
ينبثق خضراء عينيك
أتسلق جبل النور
نحو رحيلك الساكن في دمي" ص15 و16، كما تنتشي الأنثى عندما يتغزل بها الرجل، ينتشي الرجل عندما تتغزل به المرأة، فهنا الشاعر تتمرد على الصورة المحافظ (المتخلفة) للمرأة الشرقية وتقدم لنا مشاعرها بهذه القصيدة.
هناك الفاظ خاصة بالأنثى فقط، "تشرئب" فهنا اللفظ متعلق بالمرأة تحديدا، وهناك فقرات تعبر عن الحاجة الجسدية والروحية معا كما هو الحال في هذه المقاطع:
" تشرئب أسطورة حنين/ يتعمد في نهرك المقدس/ يأسرني نحوك في جنون لهفتي/ أتسلق جبل النور
نحو رحيلك الساكن في دمي" فهنا مشاعرها تجمع بين حاجته لجسد الرجل وأيضا حاجتها لحب الرجل، فهي ترفض أن تكون علاقتها بالرجل علاقة عاطفية لوحدها، أو علاقة جسدية فقط، بل تريدهما معا، فهي تؤكد ضرورة أخذ حاجتها العاطفية والجسدية منه، وهنا قمة الصدق والجرأة تطرحها امرأة شرقية في مجتمع يمارس ساديته عليها. فهل هناك تمرد ورفض لهذا الواقع أكبر من هذا الطرح؟.
ونجد هذا التمرد في قصيدة "انتظر" التي نجد فيها مشاعر المرأة الإنسانة التي نهملها ونقمعها في مجتمعنا، تقول:
"لا تعجل خطاك
نحو بلوغ الشمس
انتظر...
لأتمكن من طبع
قبلة تأخذها معك
ربما...تعيدك ذات يوم" ص31، فكرة القصيدة بحد ذاتها تحمل حالة من الابداع، فهي تختزل وتكثف فكرتها عن علاقتها بالحبيب بهذا الشكل، وتقدم لنا صورة ناعمة/هادئة تعبر فيها عن مشاعرها عندما يريد الحبيب الغياب، "القبلة" تحمله زاد/معونة لكي تمكنه من الاستمرار في القدوم نحوها، وهذه الصورة رغم واقعيتها إلا أن فيها شيء من التورية.
الكتابة من الا وعي تكون أصدق ما يكون، فهي تمثل حالة الانسجام المطلق بين ما يفكر فيه الكاتب/ة في العقل الباطن وبين ما يقدمه لنا من نصوص، في قصيدة "الأمير الصغير" نجد هذا الأمر، الكتابة في الا شعور، الكتابة خارج العقل الواعي، فنجد الشاعرة تستخدم لغة والفاظ وشكل وفكرة ككلها تجتمع معا لتخدم مسألة واحدة، الطفل، فهو من استطاع أن يجعل الشاعرة تنعزل/تلغي كونها شاعرة محترفة، تجيد استخدام الكلمات والالفاظ والصور الفنية وتقدم لنا نص شعري (خالص ومطلق الطفولة):
"يا عصفورة الدجى
حلقي في الضحى
فأميري الصغير
لا يزال نائما
نائما في لؤلؤة البحر
يغط في سحابة الصمت
يا عصفورة البنفسج
لا توقظي أميري
فهو يحلم بالمطر
يأتيه بغيمة هاربة
فالأمير الصغير
توا خرج من رحم المسافات
تتنهد فوق أهدابه الكلمات
عصفورتي...
أتركي الشمس بين أنامله
ويناجي الرذاذ صباحه الشارد
كي يعانق عروسة الياسمين
ويمتطي صهوة البحر
حلما في الغسق" ص80و81،
ابتداء القصيدة بعبارة "يا عصفورة الدجى" يشير إلى أن المخاطب طفل صغيرة، وعندما استخدمت الشاعرة لفظ "عصفورة" وليس عصفور أرادة أن تجذب هذا الطفل إلى عالم الاناث، فهو يميل إليه في الا وعي، عدم استخدام أي لفظ قاسي/صعب/اسود يؤكد أيضا بأن المخاطب هو الطفل، كما أن استخدام الالفاظ لجميلة "عصفورة، الشمس، البحر، البنفسج، صهوة" كلها جاءت لتخدم منطق الطفل الذي يميل إلى الفرح والحياة، وإذا ما توقفنا عن لعبارات المستخدمة نجدها بسيطة ومنسجمة تماما مع منطق المخاطب، فهو طفل وبحاجة إلى لغة خاصة به، كل هذا يجعلنا أمام نص كتب في الا وعي للأطفال، ولهذا كان من اجمل قصائد الديوان.
الديوان صادر عام 2017، بدون دار نشر.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا الأسود وهم الأبيض في قصيدة -مسخ لغوي-
- أثر الواقع على الكتابة مالك البطلي
- التماثل بين اللفظ والفكرة في -ذات مساء- -محمد لينسي-
- الفاتحة في سردية -أيلول الاسود- شريف سمحان
- المخاطب في ديوان -غفوة في المهب- منصور الريكان
- ونحن والاحتلال في رواية -كافر سبت- عارف الحسيني
- الحب في -أنغام حب- أحمد محمد الدن
- المرأة وأثرها على الشاعر في -هذه الليلة- أياد شماسنه
- التغريب والياس في قصيدة -يا صاحبي السجن- مفلح أسعد
- كتاب -رواية السجن الفلسطينية-
- الإنسان في رواية -وجوه في درب الآلام- مشهور البطران
- سخافات رجال الدين
- البطل لمطلق في رواية -الأسير 1578- هيثم جابر
- التعذيب في رواية -المسكوبية- أسامية العيسة
- السواد في ديوان -ترجمة مبعثرة للفرح- زياد شاهين
- بداية رواية السجن في فلسطين -المفاتيح تدور في الأقفال- علي ل ...
- جذب المتلقي في ديوان -بياض الأسئلة- سليم النفار
- قسوة المضمون في -الساعة الواحدة صباحا- مالك البطلي
- الصوفية في ديوان -كأنه فرحي- محمد ضمرة
- المعرفية التاريخية والجغرافية في -رواية قبلة بيت لحم الأخيرة ...


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - صوت المرأة في ديوان - أنثى المطر الأول- وفاء عياشي بقاعي الشعر الذي تقدمه النس