أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - البرشمان ..والزعيم الغشيم ..















المزيد.....

البرشمان ..والزعيم الغشيم ..


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 5407 - 2017 / 1 / 20 - 05:15
المحور: الادب والفن
    


البرشمان ( و الزعيم الغشييم ...)
=================

كما هو الحال في كل صباح كان صبية الحي يغادرون منازلهم و يتركون وراءهم اسرتهم الدافئة غير مرتبة تفوح منها روائح النوم الثقيلةو ..وانفاس الليل وزهيقه .. يتجهون الى المدرسة التي فتحت ابوابها ذلك الاسبوع الاول من كل سنة .. بعد ان قضوا عطلتهم واكلوا خروفهم في عيد الاضحى الدي انصرم بدوره بسرعة ..هم يغطسون في تفكير جديد في موسم افتتاح المدرسة .. يفكرون في القسم والاستاذ الجديدين في جدول حصص الدراسة ..في الادوات المدرسية .. في الاصدقاء الجدد ..يشردون في زحمة الساحة المدرسية ..وهم يبحثون في كل شيء..في الوجوه الجديدة والقديمة في القاعات والجدران .وبناية الادارة ..يتيهون في اعادة قراءة ذلك النشيد الوطني المكتوب بخطوط عريضة ملونة على باب الادارة .(.منبث الاحرار...مشرق الانوار .. ) في بداية كل يوم ابتداءا من هذا اليوم ..سيرددون هذا النشيد لانفسهم ولوطنهم.وبصوت عال.. ..ثم ينصرفون مثنى مثنى بكل انتظام الى الاقسام ليتلقوا الحصص الدراسية نعم مرات عديدة فيها ..سيصطفون مثنى ..مثنى ..امام الفصل وينتظرون قدوم المعلم او المعلمة ..وهو يراقبون الحارس العام من بعيد الذي يجدد النظام ...في النشيط الوطني سيمجدون المدرسة وطنهم الصغير .. وسيشعرون بالفخر لها لان الوطن لا يوال عندهم مفهوما هلاميا يلبسه الغموض ..يبدأ في بداية السنة هيئة ادوات وكتب ومقررات ووزرة بيضاء له طعم الفرح ةالانشراح ..وفي نهايتها ورقة بيضاء طويلة عليها تتراكم وتتقلص جهودهم في بيانات نقط يختمها المدير بطابعه وتوقيعه الكبير وقراره عام اما بالبقاء في الفصل.. نفس الفصل اي التكرار.. او الانتقال الى الفصل الموالي..هم لا ينجحون ...لكنهم ينتقلون ..والكثير منهم لللاسف سيغادرون المدرسة ..كما غادروا منازلهمذات صباح. ..يعز على اغلبية الاباء شراء كل المقررات والحاجيات المدرسية ..كما يعجز المعلمون عن اتمامها في نهاية العام ..ويعجز المدير والادارة عن توفير النظام ..على اية حال لن يلعبوا في خلال الموسم الدراسي الا قليلا ..سيشتاقون الى لعبة الغميضة والفري ..وكرة القدم في الدرب ...ولن يتسكعوا طويلا الى منتصف الليل في حدائق صهريج البقر ..لان عملية تحصيل العلم والعرفان بدأت ..في البيت سيتكلم الاباء طويلا ويلقحونهم بما عليهم القيام به ..حقنا يومية ضد فيروسات المرح والمتعة والكسل ..اثناء عبورهم الازقة والدروب في اتجاه المدرسة سيدوبون في عوالمهم الجديدة ..لكل واحد منهم له عالمه الخاص به كما لكل انسان عالمه الخاص به ...لكن عالم المعلمين هو بمثابة اسثناء من العوالم المتداخلة ..الكثير من المعلمين هذا الصباح لم يلتحقوا باقسامهم ...شغلتهم السياسية عن العلم والتربية ..ان اللحظة هي للانتخابات ..واي انتخابات ..هي الانتخابات التشريعية ..كم من المعلمين منا ..وعددهم كبير ...يحلم بمقعد في البرلمان ..والتخلي تماما عن عن المهنة البئيسة في هذا العالم البئيس .مال وجاه وثراء ..وعلو شان ..المعلمين لهم طموحات كبرى في تغيير المجتمع واذا عاند هذا الاخير عن التحول وفق ارادتهم ...تغيروا هم الى الجهة التي تحقق مطامحهم ...لهم اساليبهم الخاصة ..وهي متدرجة تبدا بالساعات الخصوصية المؤدى عنها سواء في البيت او في المدارس الانيقة للخواص ..والتدافع على جمعيات الاباء والاولياء ..او الانخراط في النقابات الفاسدة..او الانخراط في الانتخابات لاجل كراسي في البلديات ولما لا في البرلمان ...في المدرسة دوما نحن هذا الصباح نسمع الى حديث المعلمين ...وضجيج اللاطفال ...ليست هناك حصص هذا الاسبوع الى حين انتهاء الانتخابات التشريعية ...الصور والبرامج و والمظاهرات تقترب من ابواب المؤسسات ..الاطفال منشغلون بجمع الصور والمناشير ...الدعائية ..عصابة ..ليست اجرامية لكنها فرقة للاطفال على ابواب المؤسسة تشغل نفسها بالحديث في السياسة ...للاطفال عوالمهم السياسية كذلك ..الزعيم كان يجيب على اسئلة اتباعه الصغار ..وهو يراقب الحارس العام المرابط على ابواب المؤسسة ...ما هو البرلمان ...؟ وبما ان الزعيم دائما يعرف الاجوبة على كل الاشياء ...فانه لم يبطء في الاجابة ...البرلمان هو البرشمان ؟ تفرقعت عاصفة من الضحك والسخرية بين الاتباع الصغار ..لم تكن لترضي الزعيم ...اسكتوا ...اسكتوا ...انتم تتسرعون في الرد دائما ...وتخطئون في النهاية ...اريد ان اقول ان البرلمان في وجوه عدة يشبه البرشمان ..؟ عم الصمت قليلا وسط الاتباع ..وواصل ذلك الغبي سلسلة اسئلته للزعيم كانه يحسب نفسه في حصة التربية على المواطنة ...عدنا مرة اخرى للمواطنة والوطن هذه الاشياء لا يفقه فيها استاذ الاجتماعيات نفسه ...؟؟؟ وما هو البرشمان ؟
البرشمان هو الطفل او الشيخ الفاتل للقيطان..الخيوط الملونة يسمونها ايضا السفيفية.. في حانوت القشاشبي ؟ الفتال ...لمن سيفتل القيطان؟ .طبعا .للقشاشبي ؟ومن هو القشاب ..وكان الزعيم يتابع الاجابة على اسئلته كانه مريض بالامعاء ويهدي ..القشاب ياصغاري ..انتبهوا الزعيم بله خاطر واسع ..ومؤدب ويتحدث مع فريقه بالمودة والاحترام والكثير من الصبر يفوق في ذلك بعض معلمي المدرسة ..هذه الخصال لم تعد متوفرة في البيت ولا في المدرسة ..وهي اساسية في نسج خيوط العنكبوت بين اي تكثل او جماعة لرص صفوفها وبناء قوتها ..لذلك نحن الصغار نحب هذا الزعيم ..انه شجاع وقوي يسمعنا ويقدرنا ..لم يعد الاطفال الصغار يستهزؤن بزعيمهم ..فهو يجيد الكلام في السياسةكما في الامور الصغيرة الاخرى ...من هو القشاب .؟.هو الخياط في الحي القديم ..يخيط الاثواب يحولها الى جلباب او قميص او سروال ..لمن يخيط القشاب ؟..طبعا يخيط الثياب للشعب ...ومن هو الشعب ؟ في السؤوال الاخير تبسم الزعيم وانفجر ضاحكا ...الا تعرفون الشعب ؟ ياصغاري الشعب ..هو انتم ..هو علال مول البقر ..هو فاطنة بنت عمر ...هو المعلمعلال ولد عيشة ..وكل من يتفح فمه عند الطعام ..ويتقعد ارض عند افراغ معدته . هو الشعب ..هو نحن ...نحن الشعب ...؟ لم يكمل الزعيم الجملة المثيرة الاخيرة ...فصاحت الجماعة بصوت واحد كانه صوت الموتى في يوم الحشر ...( نحن ...الشعب .. ... نحن الشعب ..نحن الشعب ....)..انتظر الزعيم الفريق الى ان انتهى الاطفال من نشيدهم الجديد .(..نحن الشعب )..واستمر في تحليل كلامه ..علال مول البقر هو وحده الشعب ايضا لا تنسوا ذلك ابدا ..تم فكر طويلا بعدما توقفت الجماعة عن الضحك ...فهم يعرفون علال مول البقر ويعرفون قبيلته المرابطة بداخل وخارج المدرسة ..فهموا ان الزعيم يلمح لافكاره السياسية ..عالم الاطفال مدهش وغارق في الخصوصيات لا يفهمه سوى المعلمين النوابغ مثلي انا المعلم ولد عيشة ...علال مول البقر وحده يؤدي الضرائب ..وحده يوزع الحليب علا السكان بالنقوذ كل صباح ومساء على راس الدرب ..وحده له منافع في خارج الحي كان يستثمر امواله في اكشاك الدخان ونقط بيع الحشيشة والمعجون امام ابواب مدارسنا العمومية ..وحده يستطيع ارشاء السلطات لتدر الرماد في عيونه ..علال مول البقر باختصار له اكعاب عالية في الوطن ...وله وحده المجد ...لو ترشح للبرلمان لنال لنفسه وحدها نفسه عشرات الكراسي ..ولا انسى ان علال مول البقر تسحره الحياة الامريكية فهو يدخن السيجار الكوبي ..ويرتدي الدجينز الممزق ..ونظارت الراي بان ..ولا يتناول طعامه في الويك انذ ( نهاية الاسبوع ) الا في مطاعم وفنادق( الخمسة نجوم ) السانك ايطوال ...معتبرا محلات الماكدو..والبيتزا هوت ..رديئة و تناسب المقام الطبقي الجديد ,,
الصبية حينها كتموا سؤالا محيرا في صدورهم ..لماذا لايرشح علال مول البقر نفسه في الانتخابات التشريعية ..مستثمرا قطيعه من الابقار.. و قربه من السادة الكبار ...؟وبضربة واحدة تفرقعوا بالضحك ...؟ لم يموتوا تقريبا ..وحتى نقول الحقيقة ان الفكرة فرشتهم على الارض. . ..وسقط بعضهم مغشيا عليه من غرابة السؤال المكتوم بدواخلهم ..كيف لهذا السؤال ان يعبر بخفة ارواح الاطفال في لحظة واحدة ...ويصابون في ان واحد بوعكة الضحك ..؟ الزعيم كان لا يضحك كانه وحده يطلع على اسرار علال مول البقر كما هو مطلع على اسرار المعلمين والادارة التي تتحالف معهم ضد المصلحة الفضلى للاطفال الصغار ...فكر جيدا لو بدلت الادارة النشيد الوطني ( منبث الاحرار ..) ب نشيد الاطفال المرتجل والواقعي ( منبت الكلخ ...من..عرب وشلح..نحن معشر الرعاع ..لانشترى ..ولا نباع .. ..)..يعرف الزعيم ان الغالبية المطلقة في معلمي المدرسة هم من قبيلة مول البقر ..علال ولد عيشة المتظاهر بالطهرانية والتقدمية.. منهم ..نعم منهم ....الاستاذ بوشكارة.. منهم ...السالكة بنت السهب..حتى هي .. منهم ..منهم المجرم منهم ..واخيرا سعادة... المدير..الصارط عصا ..هو كذلك منهم ..اقصد من قبيلة مول البقر.. وهم ليسوا ابقار تماما ...وحول المواضيع السياسية التي تعني الشعب ينقسم هؤلاء الى مؤيد ومعارض ومتدبدب...ليحتد الصراع بين القطبين ويتفرج القطب الثالث .. ..و وتكون نهاية الصراع في داخل خيمة كبرى تكتظ فيها الجموع على موائد الاكباش المشوية ..وتحت الموائد دنان الخمر المتنوع ...وعلى باب الخيمة تنتصب صفوف الشيخات ..ويعلو الضجيج و يزداد القصف والغناء في سماء الليلة الى الصبح ..فيغادرون ملتصقي الاجساد يقبل بعضهم بعضا يهنئون انفسهم على الوصول الى هذه النتائج المشجعة على استمرار مسلسلهم الديموقراطي ...والمدير بدوره يعانق علال مول البقر ..والبجعة الاستاذة الجديدة الجميلة التي اختارها في بداية السهرة ..تنتظره وراء الخيمة لترافقه الى مكتبه ..لقضاء ساعات زهو شهية قبل فتح ابواب المدرسة ...علال ولد عيشة الطاهر الطهور يمثل حزب اللامبة اي الفانوس السحري..يتظاهر بانه لايسمع ولا يرى ...يحرك راسه كلما سقطت عيونه على الشيخات والمدير يراقصهن ..وهو اي المدير ..يسترسل في سرد حكاياته مع ادارة السجون التي وافقته على بيع وشراء الزنازن المجهزة داخل السجن ...يحكي عن عدد اجهزة التلفاز الدي ادخلها الى المكاتب السجنية .في سياق انفتاح السجون على محيطها الثقافي والاجتماعي...ووو مغامراته العجيبة ..ولا احد يعرف هل من حزب التراكتور ..الجرافة داخل وخارج الوطن ..ونحن الصغار ننسى ان الوطن مجرد هيولا او وهم داخل مخيلتنا نحن الصغار ..كان علال ..ولد عيشة وحده يردد النشيد الوطني الرسمي الذي حفظه له المدير مع طاقم ادارته في السنوات المنصرمة. ..وكان غالبا ما ينهيه... بسرعة .. ( الله . الوطن .المليك..المليك.. ).....اما باحة المدرسة والمدرسة لاتزال لم تفتح ابوابها على اكمل وجه..وهذاامر يلاحظه الجميع.. فالوقت وقت الحملة الانتخابية ..العاشرة او التاسعة بغير تاكيد لان البلد هو حديث العهد بلعبة الرموز الحيوانية و صناديق البلاستيك ..واوراق التصويت الملونة....في المدرسة .تنتاب المدير حالة من الاضطراب والهستيريا كلما سقطت نظراته على زعيمنا ..نحن الصغار نحبه ونتبعه كما الشمس وكواكبها او كالكلبة وجرائها الصغار ..ندعن لنزواته ..التي هي نزواتنا ...في سماء حرة طليقة ليس فيها اوامر اونواهي او التزامات من الكبار ..في يوم ما المدير استدعاه الى مكتبه وتناول معه حديثا طويلا ظل فيه الزعيم ينظر الى خارطة العالم المتسخة المعروضة وراء ظهره وسمع كلام المدير ....ملخص هذا الكلام انه مطلوب منه ان يساهم بدوره في تطوير الحياة المدرسية ..التي تعرف حسب المدير بعض التشنجات والمعوقات الطارئة ..كان التلاميذ لا يلتحقون بالاقسام في الوقت المحدد ..في بداية كل حصة لا يلبسون وزراتهم ..ولا ينظبطوا في الاقسام ..والاقبح ..انهم يلبسون ثياب كاشفة عن عوراتهم ويحلقون رؤوسهم بطريقة القزع ..يحلقون اطراف الراس و..يتركون خطا في وسطه كالهنود الحمر ..و عيونه حمراء ..يمضغون عشبة الكلا في القسم ..وعلى باب المدرسة يعانقون بعضهم البعض كانهم في حلقة علنية لممارسة الحب ..لم يستطع المدير ان مسؤوليات الزعيم في كل ذلك ..لكنه اشار اليه بان يفكر في الحلول لهذه المنغصات ..وان يظهر تعاونه مع الادارة على تجاوزها.. دلف الزعيم من مكتب المدير فشاهده الاتباع ...واتهموه بالجاسوسية...وانه عميل ..وخائن ..(بياع )..منذ ذلك اليوم ابتعد عنه الصغار ..وشكوا في سريرته السيئة ..واصبح يشعر بالعزلة ..والارتياب من الجميع .. تدخل علال ولد عيشة المعلم المتفهم لمشاعر الصغار لاجل ردم الهو بين الاطفال وزعيمهم..ظلت القطيعة مع الزعيم هي السلوك الطاغي عند الاطفال ..ولم تعد العصابة قوية كما كانت في الماضي ..صاحب احد الاطفال ..كل واحد زعيم على نفسه واصبح كلامه شعار للمرحلة الجديدة ..كلا شاة تعلق من كراعها ..
في مساء احد الايام في احدى الممرات المزدحمة بالاطفال .كان .البعض يلعب ..و حلقة منا كبيرى العدد تتحدث حول ضعف عصابتنا و تفرعن المعلمين والادارة علينا في غياب هذا الزعيم ..تلقائيا بدءنا في ترديد نشيدنا الخاص غير الوطني( ..نحن الشعب الكلخ. ..عرب وشلح .. ...لا نريد.. و لا نريد ....).لم نكمل النشيد حين صاح فينا الزعيم ..لنجتمع ف جناح المراحيض وهناك ..ساجيب كعادتي على اسئلتكم ..ولن احيد عن قول الحق ...كانوا ينظرون اليه وهم صامتون على عادتهم ..(لم اتعلم شيئا من المدرسة ..سوى الزعامة..لم اكن اسمح لنفسي ا ن اشي يوما باحد كم..تحت اس ظرف من الظروف ..وهذا يعرفه الجميع .و لقائي مع المدير كان الهدف منه ان يجعل مني جاسوس عليكم.
اقترح علي مساعدته على ضبط نظام الدراسة داخل الفصول والحد من الاصطدامات فيما بيننا وبين المعلمين ..والكف عن ترديد شعاراتنا واناشيدنا الخاصة ..واحترام النشيد الوطني ..كنت انصت لما يقول وفي النهاية لم يحصل مني على اي وعد..كان يزبد ويرعد امامي كنخلة هزيلة داخل اعصار ..عندها احسست بضعفه امامي ..وبضعفي امامكم....ولاني احبكم وادر كان المدير لن يكف عن المناورة لاسقاط هيبتي عندكم .. بدأت افكر في مغادرة المدرسة . الى مدرسة اخرى...اوالعمل مع خالي الطيب القشاشبي. .. سيكون الامر اريح لي من التسكع معكم في ساحات المدرسة وتمثيل الدور الفارغ لزعامة وهمية ؟..اعرف اني لن انتقل هذا الموسم الى المستوى الاعلى ..ابقار علال ستعترض على انتقالي حتى لو دعمتموني في الامتحان....فكرت انه من الافضل ان اكون في الشارع على ان ابقى مهمشا منكم هنا في المدرسة ..وعما قريب ساودعكم..فابحثوا لكم من الان عن زعيم جديد..)...
كانت السماء باردة وملبدة بالغيوم.وبعض الاضواء تشع من نوافذ الادارة المدرسية..وهو يتامل الساحة الفارعة ..التحق الاطفال باقسامهم في ذهول ..هل كانوا يفكرون في الزعيم الجديد .ام يرثون لحال الزعيم القديم ..ماذا تعلم في المدرسة غير الزعامة وتنظيم الاقران على عصيان المعلمين وخلق المشاكل للمدير وادارته ..تعلم ان الموزميق غي في افريقيا ..وافريقيا اكتشفها افريقش الفينيقي او السومري ..وان السلطان المحروق كانت له حروب طويلة مع بوحمارة ...وبوحمارة في نهايته مات في قفص من حديدة كالحيوان..فكر انه تعلم كيف يحدث الناس بادب جم والسماع لهم باذن واطية..
وان الزنقة هي الحياة وهي مدرسة مهمة للعيش الحقيقي مع الناس ..وان الناس جلهم انانيون وانتهازين كالمدير ومعليمن من قبيلة علال مول البقر ..
وناداه صوت من وراء النوافذ القريبة ...ابق معانا ايها الزعيم ...
ورددت اصوات اخرى من نفس الفصل ..ابق معانا..وامضمت الى الاصوات اقسام اخرى باصوات عالية ..تردد لا ترحل ايها الزعيم ..لا ترحل ايها الزعيم ..
كانت صور واصوات تلك اللحظة موشومة بذاكرة الزعيم لا تنسى ابدا ..تباغثه من حين لاخر وهو يفتل البرشمان لخاله الطيب..بعدما فشل في الدراسة في مدرسة اخرى ..خرج الى مدرسة الحياة وهو ينظر في ملامح خاله الطيب رغبة في تعلم الحرفة واتقانها وكذلك خوفا من العقاب ان هو تكاسل او عفل عن لف البرشمان هذا العقاب الذي لم يكن يرضاه في المدرسة وينتفض لصغيرة وكبيرة..لا يزال يتذكر ..كيف انه شعر حينها بالخديعة وكان راسه ما بين البرودة والسخونة وهو يدلف الى مكتب المدير ..ولم يعد يعي ما حدث له في تلك اللحظات السريعة.. وجد نفسه في قبضة الشرطة تلفق له تهمته الاعتداء الجسدي على مدير موسسة تعليمية .. حينها تذكر جيدا ماقاله له ظابط الشرطة المدرسية وهو يعقص اطراف شاربه : انت ادخلت الخمر والحشيش الى المدرسة ..اصبحت تتاجر في المحرمات ...انت تهين رئيس المؤسسة الذي لايسعى الا لخيركم ايها الاوغاد..انت تحرض التلاميذ على عصيان اوامر معلميهم..انت تسخر من النشيد الوطني ..انت ..انت ..وكنت انظر بعيدا ليس في وجهه العبوس لكن في صورة الملك ..ثم قال ان لم تعترف ..ساوجه قضيتك على وكيل الملك..
قضيت ثلاثة اشهر طويلة في الاصلاحية ..كنا نصحو على النشيد الوطني وننام على انغامه.المشفرة .وكانت وحدها الوالدة تاتيني كل صباح من ايام الجمعة بقفة من الغداء ..وتسال عن حالى لا احد من الرجال الصغار في

الاصلاحية .لما كانوا يعيدون هيكلتي بعد اطلاق سراحي ...اشتغلت فورا مع خالى الطيب..تعلمت الكثير في الاصلاحية ..والكثير من كلام الطيب مع زبنائه ..وهو يتامل المدرسة الجديدة لحياة ..البعيدة عن تراهات الاطفال والزعامات الفارغة كان كانه سمع صوت الطيب القشاشبي كان يتكسر في ضحكة كانت بالاجهاش اشبه ..وهو يقول ....:ضيعتنا و ضيعت نفسك..... ايها الزعيم الغشيم ...

عبد الغني سهاد ....2013



#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مكان ما على الارض...
- ال(م)فلسطيني ....
- الطواحين
- طبيب الطبقة الوسطى ..
- بدائل ..لتجاوز المازق ..
- العالم في عيون قط...
- ساحة الزمن المفقود
- ما طالعاش...ما طالعاش..
- جنون ..القطيع..!!
- الساحة والزمن المفقود..
- ما احلى سرقة كتاب ...
- بصدد قصيدة النفوس الميتة ...
- القط الابيض ..
- الله يخليها سلعة....
- رعشة في وطن...
- والا...ستزيد طينة الفساد بلة...
- المغرب مطرح عالمي للنفايات ....
- في الحفل ...
- العياشي ( المقاوم)
- شاشية اليهودي ( مساءات مراكشية )


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - البرشمان ..والزعيم الغشيم ..