أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - موفق كمال قنبر وفي - محادثات فلسفية مع صديقي (12)















المزيد.....



محادثات فلسفية مع صديقي (12)


موفق كمال قنبر وفي

الحوار المتمدن-العدد: 5407 - 2017 / 1 / 19 - 15:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


محادثات فلسفية مع صديقي حول الدين (12)

د. موفق كمال قنبر وفي

المحادثة الثانية عشر:

أخبرت صديقي بأكمالي المحاضرة الاولى حول الدين فبادر للاتصال بالاستاذين محمد وبهنام ورتب اللقاء المعهود في الساعة العاشرة من يوم الجمعة من الاسبوع الثالث من كانون الثاني في مقهى الشابند. أقلّني صديقي من بيتي صباح يوم الجمعة وبصحبته الشابان سمير وقيس وتوجّهنا بالسيّارة الى ساحة الميدان حيث اوقف صديقي السيارة في موقف للسيارات ومشينا الى حيث المقهى ... وعند مدخل شارع المتنبي التقينا صدفةً بالاستاذين محمد وبهنام متوجهين مثلنا الى المقهى. بادرنا الاستاذ محمد بالحديث ونحن نسلك طريقنا ببطئ بين حشود قرّاء الكتب: اتذكرون في لقاءنا السابق تعليقي ببيت الشعر "وتحسب انك نجم صغير" أجبنا نعم ، قال: عندما هممت بالخروج من المقهى بعدكم صاح علّي احد روّاد المقهى قائلاً: استاذ من تعتقد قائل هذا البيت؟ قلت: الامام علي بن ابي طالب ، فردّ على الفور كلّا ... هذا البيت لأبن عربي ، ثم تمتم بصوت خافت لم يبقى شئ لم تسرقوه ... الحكومة وفلوسها ... حتى كلمات طاغور اصبحت للامام علي ... طبعاً يقصد بذلك الشيعة ... قلت له لو لم يكن كلامك يدل على طائفيتك لوافقتك في بعض ما تقول فبيت الشعر يُنسب في بعض ما قرأت الى ابن عربي ولو اني لم اجده في ما اطلعت عليه من شعره ... اكملت ردّي علية بصوت عالي فقلت ... بالمناسبة ان الذين سرقوا اموال الشعب العراقي ليسوا من الشيعة فقط بل من اخوانهم الألداء السنة ايضاً ... الشيوعيون الذين كانوا بالسلطة ... هؤلاء الذين تسمّوهم كفرة هم الوحيدون الذين لم يسرقوا ... لم ينبس بكلمة واحدة ونحن نغادر المقهى.
قال الاستاذ بهنام: قد نجده الان في المقهى فماذا نفعل ونحن اليوم بصدد موضوع الدين؟
ردّ الاستاذ محمد: اطلب من صاحب المقهى طرده إن تكلّم بكلام طائفي.
قال صديقي: بل ادعوه الى المشاركة في حلقتنا ... في جماعتنا تنوّع ديني وفينا الملحد وفينا المؤمن المعتدل وأعتقد اننا نحتاج شخص متعصّب لكي نطّلع على وجهة نظره ... فما رأيكم؟
قلت: فكرة جيدة ولكن ...
اجاب الاستاذ محمد مقاطعاً: حسناّ ندعوه الى حلقتنا ولكن نشترط عليه ان يبدي وجهة نظره فقط ... فأن خالف ذلك ولجئ الى اساليب التكفير والسب يطرد. وصلنا المقهى ودخلناه وكان ذلك الشخص كما توقع الاستاذ بهنام جالساً مع صديق له في المقهى ... توقف عن الكلام مع صديقة عند رؤيتنا وقام متوجهاً الينا وقال موجهاً كلامة الى الاستاذ محمد: اعتذر عمّا بدر منّي في الاسبوع السابق استاذ ... انا والله لست سيئاً ولكن ما يحدث بأسم الأسلام يؤلمني والاسلام براء منه.
ردّ الاستاذ محمد: اعتذارك مقبول ... نحن اليوم بصدد محاضرة يلقيها الاستاذ موفق وهي حول نشوء الاديان وتطورها في بلاد الرافدين ... المحاضرة علمية وتاريخية كما اتوقع فهل تود ان تنظم الى حلقتنا وتستمع اليها وتشارك في النقاش بها؟
قال: اكون شاكراً وممتناّ لكم فهل تسمحول لصديقي في الانضمام لكم ايضاً؟
قلت: لا مانع عندي بعد موافقة الاخرين ، ابدت جماعتنا موافقتها فصاح على صديقة: حسين تعال ... اعرّفكم بنفسي انا خالد الخفاجي ... عميد ركن متقاعد ... وهذا صديقي حسين الشمّري ... عميد متقاعد مثلي...
قال الاستاذ محمد متعجباً: انّت سنّي كما اعتقد ومن اسم صديقك أفهم انّه شيعي ... ولكن تعليقك الاسبوع الماضي ...
قاطعني خالد الخفاجي قائلاً: ولله أستاذ اني مو طائفي ولكن بعض الاحيان تخرج منّي كلمات غير مقصودة.
قلت في فكري من دون انبس بكلمة: بل مقصودة ... تفلت من عقلك الباطن المشبّع بهذه الافكار.
قال الاستاذ محمد: سوف تشاركوننا اليوم في المحاضرة ولكن بشرط ان تطرحوا ارائكم من دون انفعال او تهديد او تكفير ... وبصراحة لو حدث مثل هذا فسوف تغادرون حلقتنا ... فهل توافقون؟ ابدى خالد وحسين قبولهم بهذا الشرط فأنظمّوا الى حلقتنا في مكانها المعتاد وصاح وخالد على عامل المقهى لجلب الشايات للحضور ... وضعت حاسوبي على الطاولة وبدأت الحديث:
عنوان المحاضرة هي "نشأة الاديان وتطورها في بلاد الرافدين وما حولها" ... وقبل ان ابدأها اود ان اقول ... اولاً اني تعاملت مع مسألة الدين كضاهرة اجتماعية فبحثت في اسسها العلمية والتاريخية وتطورها ... البحث العلمي يتطلب نزع القدسية عن الدين وهذا لا يعني ذلك عدم احترام الدين بل هو ضرورة يحتاجها البحث فيه بصورة موضوعية ... اعتقد ان في هذه الجماعة حولي من يتقبّل ما سوف اقول والبعض الاخر سوف لا يتقبّله ... اخص بالذكر السيدين خالد وحسين الذين انظمّوا لنا اليوم ... المحاضرة تحتوي على ما قد يخالف عقائدكم وايمانكم وانا احترم عقائدكم وايمانكم ما دامت لا تتعدى على حرية الاخرين ... بأمكانكم طرح وجهة نظركم للنقاش ... ولكن أذا كان ما اقوله او يقوله الاصدقاءالاخرين لا يروق لكم ولا تودون سماعه فبأمكانكم مغادرة تجمّعنا متى شئتم.
ردّ السيد خالد: إيماني وقناعاتي الدينية لا تتأثر بشئ كما اعتقد ... انا وصديقي حسين سوف نستمع الى محاضرتك وان شاء الله نشارك في النقاشات وشكراً لدعوتنا مرة اخرى.
قلت: شكراً لكم ولسعة صدركم ... المحاضرة في عدة فصول ولا اعتقد ان بأمكاني اكمالها هذا اليوم ... سوف اكمل اليوم الفصل الاول والباقي من الفصول في محاضرة او محاضرات مقبلة في الاسبوع القادم على اكثر احتمال ... ما سوف اتحدث عنه اليوم يتعلق بماهية الدين واصل المعتقد الديني ومراحل تطوره بصورة عامة ، بعد لحضات من الصمت قلت: اسألكم سؤالاً بسيطاً ... ما هو الدين؟ ، يبدو أني فاجئتهم بهذا السؤال فقد ساد سكون وبدأ الحاضرين يتطلعون الى وجوه بعضهم وكأن كل منهم ينتظر من الاخر جواباً حتى تقدم السيد حسين بجواب: الدين هو الايمان بالله الواحد القهّار ورسله وأنبيائه وبعالم الغيب.
قلت: فهل للهندوس دين؟ ... هم لا يؤمنون بالله بل بالهة متعددة مثل إندرا .. براهما .. ديفا .. شيفا .. الى اخره.
قال الاستاذ بهنام: الدين إيمان بمجموعة من المعتقدات الغيبية ... عند الهندوس هو الايمان بتلك الالهة وعند المسلمين هو الايمان بالله وبرسوله محمد ... امّا عندي كمسيحي كاثوليكي فهي الايمان بالله وبأبنه المسيح.
ردّ السيد خالد بأية قرأنية: قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً احد.
قلت: هو اذن اعتقاد ... او مجموعة معتقدات تختلف بين الاديان ... الهندوسية دين فيه معتقدات والاسلام دين فيه معتقدات والمسيحية دين فيها معتقدات.
قال صديقي: الدين برأيي هو مجموعة من التعليلات الخرافية للوجود الانساني والطبيعي ظهرت كبديل للمعرفة الموثقة علمياً في بدايات الحضارة الانسانية.
قلت: في كلامك بعض الصحة ولكن لماذا لم يختفي الدين عندما نمت المعرفة الانسانية وعلل العلم الكثير من الظواهر الغامضة التي عللها الدين بأساطير ... ولا اقول خرافات؟
قال الاستاذ محمد: ضَعَف تأثير الدين كثيراً خاصة في الغرب ... الملحدين والذين لا يعرفون عن الدين سوى الاسم هم الاكثرية حسب ما قرأت.
قلت: ولكن الدين لم يختفي عندهم بل تحول في ظل الديمقراطية وحرية الفكر الى فكر وعمل طوعي انساني ... استخلص مما تقولون تعريفاً عاما للدين ...

الدين هوالايمان بوجود قوة (او قوى) غيبية عاقلة كليّةُ القدرة تمثل الحقيقة المطلقة وتنتظم علاقة المؤمن بها من خلال منظومة من المعتقدات والرموز والممارسات والادبيات...

أمّا سبب عدم اختفاء الايمان بالدين بالرغم من التقدم العلمي الذي فنّد الكثير من مقولاته وبالرغم من ان الكثير من الذين يؤمنون به يدركون ما فيه من تناقضات لا تتناسب مع العصر فأرجعها انا الى المشاعر الروحية وهي في رأيي جوهر الدين ... فما هي بأعتقادكم هذه المشاعرالروحية التي تطغى على القلب وتجعل العقل يؤمن بدين؟
قال الاستاذ بهنام: اظن انها شئ اعمق من المشاعر الاخرى مثل الجوع والعطش والجنس ... اظن ان لها علاقة بالحب ولكنها اعمق منه ... لذلك لا ندرك تلك المشاعر إلّا بالغوص عميقاً في اعماق النفس.
قال الاستاذ محمد: بالتأمّل الذي يفقد الشخص فيه عقله ... المشاعر الروحية لها علاقة مع مشاعر الحب كما قال بهنام ... نجدها في مشاعر الوجد الالهي عند المتصوفة.
سأل قيس: استاذ ما هو هذا الوجد الالهي ومن هم المتصوفة ... هل هم الدراويش؟
ردَّ الاستاذ محمد: الوجد الالهي هو الحب الذي يسلب الشخص عقله ... والمتصوفة هم مسلمون نبذوا مباهج الدنيا وتفرغوا للعبادة وابتدعوا طُرقاً للتواصل الروحي مع الله ... الدراويش هم بأعتقادي شكل مبتذل من التصوف ... هم اناس تركوا مباهج الدنيا يرددون كلمات لمتصوفة معروفين ويتضاهرون بالوجد الالهي ... لا يعملون بل يكسبون عيشهم مما يتصدّق به الناس عليهم.
علّق صاحبي: ... متسولين وتنابلة.
قال السيد خالد: الاسلام الصحيح لا يعترف بالتصوف لان فيه بدعاً تخرج عما شرّعه الله ... واعتقد ان الشيعة كذلك لا يعترفون بالتصوف ، هز السيد حسين برأسه موافقاً.
قلت: ولكن لأهل السنة الكثير من المتصوفة المشهورين ... لعل اشهرهم محي الدين أبن عربي ... واعرف ان عند الشيعة فرقة صوفية واحده يسموها النعمة أللهيّة ... لعل الكلام في التصوف سابق لاوانه ... قلنا ان جوهر الدين هو تلك المشاعر الروحانية ... وهي مشاعر تصدر من اعماق النفس كما بين ذلك الاستاذ بهنام ... مصدر هذه المشاعر الروحانية هي روح الانسان التي هي من عند الله ... هذه هي وجهة النظر الدينية ... النظرة الدينية نابعة من فلسفة ازدواجية الروح اللا مادية وهي من عالم الغيب والجسد المادي في الانسان ....
قال صديقي معترضاً: انا لا اعترف بوجود الروح ولذلك لا اعترف بما تفترضه من وجود مشاعر روحية ... انا لا اعرف ما هي هذه المشاعر ... لم نلمس وجود الروح في الواقع الملموس ولم تثبت وجودها التجارب العلمية التي تستخدم وسائل استشعار موثوقة.
قال السيد حسين: لا يمكن ان نثبت وجود الروح بوسائل لأستشعار ما هو ضمن عالمنا المادي لأن الروح من عالم الغيب اللامادي.
قلت: انا لا اتكلم عن الروح بل عن وجود مشاعر يُطلق عليه أدبياً بالمشاعر الروحية ... فأذا اردنا ان نتكلم بلغة العلم فالعلم يبحث في الممكن قياسه واثبات وجوده من خلال الملاحضة والتجربة ... ولم ينجح العلم في اثبات وجود الروح بالملاحضة والتجربة لحد الان ... ولكن العلم يمكنه ان يعطي تفسيراً للمشاعر الروحية نابع من الطبيعة البايولوجية للانسان ... هذه المشاعر موجودة ولكنها تؤثر في كل شخص بشكل مختلف ويؤيد ذلك ما توصل اليه عالم امضى خمسة واربعون سنة في بحوث تتعلق بالدماغ حيث ورد في كتاب اصدره وقرأته مؤخراً "الروحانية هي مصدر التديّن و50% منها مصدره الجينات. والروحانية هي خاصية يملكها كل شخص بدرجات مختلفة حتى لو لم ينتمي الى كنيسة. فالدين هو الشكل المحلّي لمشاعرنا الروحية ، فنحن لسنا احرار في ان نكون متدينين ام لا نكون. ويلعب المحيط الاجتماعي دوراً في طبع ديانة الوالدين في ثنايا ادمغتنا في فترة طفولتنا المبكرة ، بنفس الطريقة التي تعلمنا فيها لغتنا الام"* ... وللعلم فقط فأن هذا العالم ملحد وقد أيّد احد زملائي من الأخصائين في الطب النفسي وجود نقطة في الدماغ تنبع منها تلك المشاعر يطلقون عليها (God’s Spot).
تساءل سمير: ولكن استاذ ما هي هذه المشاعر؟
قلت: سؤال جيّد ... وجهة النظر الدينية تقول انها مشاعر التواصل مع الوجود اللانهائي لله الذي تنعدم فية النفس البشرية ... أي يصبح فيه المؤمن في حالة اللاوعي من شدة الوجد الالهي.
تساءل سمير: فما هي وجهة النظر العلمية؟
قلت: . المشاعر الروحية هي مشاعر تعبّر عن التوق لأعادة لحمة الذات المنفصلة عن الطبيعة والتي تعبّر عنها النفس ... وفي النفس عقل الفرد ... مع ما يمثّل البشرية في دماغ الانسان وبالتالي مع الطبيعة ... ما قلته يحتاج الى توضيح ... اليس كذلك؟
قال صديقي: كأنها مشاعر أنجذاب وتواصل نفس الفرد مع ما يمثّل البشرية في الدماغ ... هذا ما فهمه من كلامك ولكن الموضوع يحتاج الى توضيح اكثر.
قلت: تماماً ... سوف اشرح ببعض التفصيل ما قصدته ... هذه صورة لدماغ الانسان

https://www.google.co.uk/url?sa=i&rct=j&q=&esrc=s&source=images&cd=&cad=rja&uact=8&ved=0ahUKEwjD7uSKgc7RAhVG1xoKHf68DIgQjRwIBw&url=http%3A%2F%2Fbrainpictures.org%2F&bvm=bv.144224172,d.d2s&psig=AFQjCNH_vFx0iJS3GiD-tmLwg1nbIhq8lw&ust=1484908415401383


وفيها قشرة الدماغ (Cortex) والمخيخ (Cerebellum) وجذع الدماغ (Brain stem) ... في المخيخ وجذع الدماغ ما هو موروث للقيام بالوضائف اللا ارادية لغرض المحافظة على حياة الفرد وحياة الجنس البشري مثل ضربات القلب والتنفس وغرائز الجوع والعطش والجنس ... وفي القشرة التي تكّون 75% من الدماغ يحفظ كل ما يتذكره الفرد وتعلمه من مهارات خلال حياته... يمكن القول ان ما في المخيخ وجذع الدماغ يمثلان الجنس البشري ومن الطبيعي ان نجد في اعماقهم مشاعر انتماء الفرد الى الاسرة البشرية اي ما اسميناه بالمشاعر الروحية .... وما في القشرة يمثّل الفرد وفيها العقل والفعاليات العقلانية (Rational Processes) التي تجري في الفص الامامي (Frontal Lobe) ... وفي رأيي ان التناقض الدرامي بين بعض فعاليات الدماغ ادّى الى ظهور الدين في بدايات الحضارة الانسانية... فما هو في رأيكم هذا التناقض الدرامي؟
اجاب قيس من دون تردد: ما يمثل الجنس البشري لا يموت ما دامت البشرية حيّة بينما ما يمثّل الفرد يموت بموت الفرد.
قلت: احسنت ... فما يمثل الفرد هو النفس و النفس تخاف الموت.
علّق السيد خالد بأية قرأنية: كل نفس ذائقة الموت.
قال صاحبي: ما يمثّل الجنس البشري لا يملك غير المشاعر للتعبير بينما ما يمثل الفرد يملك قابلية صياغة الافكار بلغة وربما بصورة.
قلت: احسنت ... تصوروا وضع الانسان بين مشاعر توحي له بأن حياته جزء مكمّل للوجود الطبيعي وأن فيه ما لا يموت بموته كفرد ... وبين نفس فيها كل ما يكوّن شخصيته من ذكريات وتجارب وفيها عقل يعلم ان كل ذلك سيفنى بموت الجسد ... مشاعر ليس لها لسان تتكلم به من جهة ... وعقل يصوغ افكاراً يعبّر عنها لسانه وقلمة بلغةٍ من جهة اخرى ... كانت نتيجة ارهاصات العقل للتعبير عن المشاعر الروحية وطمئنة مخاوف الفناء في الحياة الدنيا بحياة الآخرة او انتقال الروح الى مخلوق إخر هو الدين بما فيه من تقاليد ونصوص مقدسة وعبادات وصلوات ... انظروا الى كلمة صَلاة بتائها القصيرة والى كلمة صِلات بتائها الطويلة ... الاولى تعني تواصل النفس مع ما في النفس فهو تواصل روحي والثانية تعني تواصل الشئ مع اشياء فهو تواصل مادي.
قال الاستاذ محمد: فهل يمكن القول ان الوجود هو الله وما الدين سوى تعبير النفس للرجوع اليه والتواصل معه؟
وقبل ان اجيب رد السيد حسين: مع احترامي لك ولكن هذا الذي تقوله يحطّ من جلالة الله ويساوية بالوجود المادي وكتاب نهج البلاغة الذي وضعه الشريف الرضي عن الامام علي يكفّرمحاولة وصف الله من خلال مقارنته بالوجود الطبيعي "فمن وصفه فقد حدّه ومن حدّه فقد عدّه ومن عدّه فقد كفر".
قلت: ومن قال ان الوجود الكلّي هو الوجود المادي الطبيعي ... في محاضرة سابقة عن الكون ذكرت ان البحوث العلمية بيّنت ان الوجود المادي بالمليارات من مجراته ونجومه وكواكبه لا يمثل سوى 5% من الوجود الكلي ... ال 95% الباقية هي وجود لا نراه ولا نشعر به.
قال قيس منفعلاً: قد يكون هذا الوجود هو عالم الغيب.
قلت: لا اعلم ولكن هنالك وجهة نظر في الاسلام يعبّر عنها الفكر الصوفي تتفق مع رأي الاستاذ محمد ... ربّما سوف اقوم بشرحها في محاضرة قادمة ... والان بعد ان اشبعنا الجزء الاول من هذه المحاضرة سرداً ونقاشاً دعوني انتقل الى جزء اخر يتحدث عن مراحل تطور الاديان ... كل الاديان تدور حول علاقة الانسان بقوة او قوى خارقة تهيمن على مصيره ويتطلب ارضاءها عبادتها واتباع شرائعها ... العقل البشري لا يرى ويحس غير الاشياء المفردة والمنفصلة ولكنه يشعر بترابطها ووحدتها ، فعبّر عن وحدة الوجود وميكانيكية حركته من خلال آليّة الترابط السببي بين الموجودات المفردة ... وكانت الالهة المتعددة تعبير ساذج عن قوى الطبيعة المتعددة التي جعلها مترابطة ترابطاً سببياً بشكل هرمي يقف على رأسها إله رئيس ... ظهرت الاديان التوحيدية المعروفة في المنطقة المحصورة بين بلاد الرافدين وبلاد النيل ولكن مسيرة التوحيد بدأت من اديان بدائية تؤمن بأن في جوهرالطبيعة قوى حيوانية.
سأل صديقي: ماذا تقصد بقوى حيوانية.
قلت: كان الانسان البدائي يتصور ان قوى وعناصر الطبيعة كالريح والرعد والماء هي قوى حيّة مثله ومثل الحيوانات التي يراها ويخاف منها لذلك كان يسعى بعض الاحيان لأرضاءها بتقديم الاضاحي ... قلنا ان الاديان تطورت من اديان طبيعية حيوانية الى اديان تعتقد ان الالهة من عالم ما فوق الطبيعة وهي تسيطر على قوى الطبيعة ... الى اديان فيها اله واحد خالق للانسان والوجود وفي صراع مع اله الشر ... ثم الى اديان توحيدية تحول فيها الصراع بين اله الخير واله الشر الى صراع بين قوى تمثل الاله الواحد مع الشيطان.
علّق الاستاذ بهنام: لعل محور الاديان البدائية يدور حول عبادة قوى الطبيعة او الالهة التي تمثلها ولكن الاديان المتقدمة اصبحت اكثر تعقيداً بأحتواءها على مفاهيم اخلاقية وشرائع وقوانين أجتماعية.
قلت: هذا صحيح ... يتصرف افراد مملكة الحيوان وكأنهم جزء من جسم واحد وذلك حسب ما تمليه عليهم الغريزة التي تسعى للحفاظ على الجنس ولكن العقل البشري خلق عند الفرد هوية شخصية يود المحافظة عليها ولو على حساب الجماعة في الكثير من الاحيان فكان حتمياً ان تتطور مفاهيم تقوّي التماسك الاجتماعي وتنظم العلاقات بين أفراده من خلال التشريعات الاجتماعية ومفاهيم الاخلاق الشخصية التي توازن بين مصلحة الفرد ومصلحة المجتمع ، والتي لولاها لانفرط المجتمع المدني ... ، تململ السيد خالد وتلفّت يميناً ويساراً أشارةً الى النفي وقبل ان اقول شيئاً عاجلنا صديقي بالتعليق: يبدو ان السيد خالد غير مقتنع.
قال السيد خالد: مصدر الاخلاق هو الكتب السماوية.
ردّ صديقي: ... يعني كان ماكو اخلاق قبل التوراة والانجيل والقران؟ طبعاً كان اكو قوانين وشرائع اخلاقية والدليل الملموس هي الشرائع البابلية على مسلّة حمورابي.
قلت: دعوني اكمل هذا الجزء من المحاضرة ثم نأخد استراحة ... تطور الاديان رافق تطور المجتمع
فقد رافق نشوء المشاعة البدائية وتطور اللغات البدائية التي بدأت بمحاولة التعبير عن المشاعرالانسانية بدايات الفكر الديني. وقد تسارع تطور الفكر الديني بشكل كبير بأستقرار القبائل الرحالة ونشوء المدن والحضارات الاولى قرب مصادر المياه الدائمة عند نهر الكنج في الهند ووادي النيل في مصر ووادي الرافدين ومحيطه الاقليمي ماراً بصورة عامة بأربعة مراحل تطورية هي:
أولاً: مرحلة العصبة القبلية والديانات الحيوية (Animism):
نشأت مرحلة القبيلة من رحم المشاعة البدائية التي هي نواة المجتمع البشري الذي تطور الى مجتمعاتنا المدنية الحاضرة. والمشاعة البدائية هي تجمع صغير من افراد تربطهم قرابة الدم من خلال ألأم الكبرى او الجدّة الاولى التي انحدروا منها. والملكية فيها مشاعة بين جميع افرادها وتعتمد في معاشها على صيد الحيوانات الذي يقوم به الذكور ألبالغون. ويسمى مجتمع المشاعة بالمجتمع الامومي حيث ينسب الاطفال الى امهاتهم وتتسلط فيه الامهات اللاتي يدرن شؤون مجتمع قائم على الملكية العامة. وقد رافق تكاثر افراد المشاعة البدائية وتطورها الى قبيلة رحّالة تبحث عن العشب للانعامها المدجّنة تحول من سلطة الام الى سلطة الاب وبذلك تحول المجتمع من مجتمع امومي (maternal) الى مجتمع ابوي (paternal) توطدت فيه الملكية الشخصية وسلطة الاب المطلقة الذي يملك كل شئ وقُيّدت فيه العلاقات الجنسية للمرأة برجل واحد يضمن فيه الاب انتساب اولاده له فقط ، وبذلك يؤمّن استمرارية جيناته في الاجيال القادمة. نشأت في هذه المرحلة ديانات عبادة الاجداد البدائية ، فقد تحول الاب المتسلط ورب الاسرة بعد موته الى رب غائب ولكنه موجود في عقلهم الباطن كما يدعي فرويد ، يفرض سلطته المعنوية عليهم ويخافونه في نفس الوقت ويلوذون به كملجأ روحي ايضاً ... تهيأ لعقل الانسان في هذه المرحلة بأن كل ما في الطبيعة حي على غراره او على غرار الحيوانات التي نجح في تدجين بعضها. فصوّر عقله الناشئ قوى الطبيعة ، كقوى النهر الجياشة والرياح العاتية ، كأحياء حيوانية بقوى جبّارة ، ولذلك سميت تلك الديانات البدائية بالديانات الحيوية. وفي هذه المرحلة ايضاً نشأت الكهانة الشامانية (shamanism) وال (taboo) وال (totem).
سأل قيس: اشرح لنا يا أستاذ هذه الكلمات الغريبة.
قلت: كلمة شامان تعني "الذي يعرف" وهي من اصل لغوي تركي – مغولي مصدرها هو القبائل التي سكنت اواسط سيبيريا ومنغوليا. والشامان هو الوسيط بين العالم الطبيعي للقبيلة وعالم الارواح الغيبي الذي يدّعي ان له قدرة التحدث معه والتأثير عليه ... اما كلمة (taboo) فتعني المحرّم ... مثل تحريم اكل الخنزير عند اليهود والمسلمين وكلمة (totem) تعني الرمز المقدّس عند القبيلة كتمثال خشبي يمثل نسراً مقدّساً مثلاً.
علّق صديقي: او كمثل الحجر الاسود ، ... ساد سكون ينذر بأعتراض البعض وتجدد النقاش فبادرته بالكلام:
المرحلة الثانية هي مرحلة الزراعة والممالك الصغيرة:
عند استقرارالمجتمعات القبلية الرحّالة على ضفاف الانهار العظيمة وممارستها الزراعة تطورت فيها تجمعات سكنية وورشات لحرفيين يصنعون حاجات الفلاحين من ادوات زراعية وحاجات بيتية فكانت تلك نواة مدن وممالك صغيرة. وتطورت معارف الانسان ولغته التي بدأت بالتعبير بشكل افضل عن مشاعره وتحولت اهتمامات وحاجات المجتمع الزراعي المستقر الى ما يمكنه ادامة وتحسين وسائل عيشه الجديدة المرتبطة بالزراعة. وعبرّ عقل الانسان في ذلك الطور الاجتماعي عن مشاعره وتطلعاتة ومكانته في الطبيعة بديانات فيها الكثير من الالهة المتصلة بالخصوبة الزراعية والحيوانية. وتطورت عنده عبادة الاجداد الى عبادة رمز لرئيس او قائد عظيم سابق بنيت حوله الاساطير. وتحول جبروت قوى الطبيعة الى الهة وانصاف الآلهة بقوى جبارة لها صفات انسانية وحيوانية مدعّمة بالحكايات الاسطورية المفصّلة عن حياتها وتصارعها وألإنسان تحت رحمتها.
المرحلة الثالثة هي مرحلة دولة المدينة:
رافق التطور الحضاري تطور ديني معقد برزت فيه طبقة تجمع بين السلطة والكهانة وطوّرت فيه الحكايات والاساطير الشعبية المتوارثة لتكّون جزاً من نظام شبه متكامل يفسر نشوء العالم وعلاقة الانسان بقوى الطبيعة المتمثلة بالالهة. وكذلك شُرّعت قواعد اخلاقية وقوانين مستمدة من العرف الاجتماعي لحفظ منظومة العلاقات الاجتماعية واندمجت القيم الدينية بالقيم الاخلاقية مبررةً خضوع المجتمع لسلطة مركزية. تميزت هذه المرحلة بضعف الانتماء العشائري في ظل مجتمع اصبحت الزراعة فيه الوسيلة الرئيسية للعيش واختلطت فيه الاعراق. فتغلّب الانتماء الطبقي والمهني والمناطقي على الانتماء القبلي في زحمة علاقات اجتماعية جديدة مبنية على علاقات الانتاج الزراعي (الملك ، وهو المالك الاكبر للارض مع اسياد اقطاعيين وقوّاد الجيش ، والكهنوت الذي يملك أراضٍ شاسعة ايضاً ، وطبقة التجار والحرفيين ، والاقنان في المزارع والعبيد في بيوت الاسياد) . تنحّى جانباً في هذا الوضع الاجتماعي الجديد الهة القبيلة ليفسح المجال لالهة جديدة تتبوأ مكانتها فوق الجميع في دولة المدينة ، وتستجيب للمتطلبات الروحية لكل سكّانها. وتوسع مفهوم السلطة من سلطة رئيس القبيلة او رئيس التجمع القروي الصغير ، الذي يقوم بدور رئيس الكهنة ايضاً ، الى نظام ملكي يتحكم بمصير دولة المدينة من خلال جيش متخصص يشن حروباً لتوسيع مملكته. وسرعان ما انفصلت الكهانة عن السلطة ولكنها بقيت تحت رحمتها كسند لا يستغنى عنه لها. فكانت وظيفة الكهنوت الرئيسة ، وما زالت في كثير من الاحيان ، هي ممارسة الطقوس الدينية التي ينحو قسم منها الى المحافظة على النظام الاجتماعي والعلاقات السلطوية. إضافةً الى أن وظائف الكهنوت تتعدى ذلك الى ادارة ممتلكاتها وممتلكات الملك في بعض الاحيان من معابد وأراضٍ زراعية واقنان وعبيد ، وقد تطورت عندها نتيجة لمتطلبات ادارة الممتلكات بعض المعارف العقلية كالكتابة والحساب والتدوين ، فحرصت على احتكارها لتعزيز مكانتها.
المرحلة الرابعة والاخيرة هي مرحلة الامة:
توسعت دولة المدينة الى امبراطوريات كبيرة تضم اراضٍ شاسعة كالامبراطوريات السومرية والاشورية والفارسية والفرعونية فاصبحت هنالك حاجة لاله رئيس كلّي القدرة فوق الجميع تتجه اليه انظار افراد الامة ويستجيب لمتطلباتها الروحية اينما كانوا اوحلّوا. وكانت الحاجة لاله واحد مطلق يتواجد في السماء فوق الجميع اكثر الحاحاً عند قبيلة عبرية رحّالة ، فليس عملياً ان يعبّد افرادها الهة تتغير بتغيّر المدن التي يحلّون عندها بعد سفرٍ. وعندما انهى العبريون تجوالهم وسفرهم الدائم طلباً للماء والكلأ واستقروا في فلسطين بين شعوب اكثر تطورا منهم ، وفي مكان يوفر لهم ولماشيتهم الامان ومتطلبات العيش ، كانوا على دين استلهموا ثقافته ورموزه الدينية من الشعوب المتحضرة التي تنقّلوا بينها. وبذلك يمكن اعتبار توحيد الاله في اله واحد هو عَود الى بدء حيث يدرك العقل ، مدعّماً بالمشاعر الروحية المترسخة التي تعتبر الانسان جزأً لا يتجزء من الطبيعة الواحدة ، ترابط المسببات ورجوعها الى مسبب واحد ...
انتهى الجزء الاول من المحاضرة وشكراً ... ، طلبت شايات للجماعة من عامل المقهى بينما اخرج بهنام وصديقي ما في جعبتهم من كليچة وكعك السيد.


* We Are Our Brain”, Dick Swaab, page 275.



#موفق_كمال_قنبر_وفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محادثات فلسفية مع صديقي (11)
- محادثات فلسفية مع صديقي (10)
- محادثات فلسفية مع صديقي 9
- محادثات فلسفية مع صديقي 8
- محادثات فلسفية مع صديقي 7
- محادثات فلسفية مع صديقي 6
- محادثات فلسفية مع صديقي 5
- محادثات فلسفية مع صديقي (4)
- محادثات فلسفية مع صديقي الملحد (3)
- محادثات فلسفية مع صديقي الملحد (2)
- محادثات فلسفية مع صديقي الملحد
- امي المؤمنة ونار جهنّم
- عراقي
- شيخ الازهر والطالب النجيب قصة قصيرة ذات عبر


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - موفق كمال قنبر وفي - محادثات فلسفية مع صديقي (12)