أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق سعيد أحمد - 2016 .. يحقق ينتظر 100 أمنية لمبدعين مصر















المزيد.....

2016 .. يحقق ينتظر 100 أمنية لمبدعين مصر


طارق سعيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5407 - 2017 / 1 / 19 - 03:25
المحور: الادب والفن
    


في الأسبوع الأخير من عام 2015 كنت مازلت أعمل في احدى الصحف التي تصدر في مصر كمحرر ثقافي قبل أن اتفرغ لمشروعي الشعري الذي أهملته لسنوات!، وأوشك أن يثمر ديوان بعنوان "تسياليزم، اخناتون يقول" سينشر ضمن اصدارات الهيئة العامة المصرية للكتاب وسوف يتزامن نشره مع معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي تبدأ فعالياته خلال أيام معدوده في القاهرة.
قبل أن ينتهي العام بثلاث أيام تقريبا انتهيت من إعداد تقريرا عن أحلام وأمنيات عدد من كبير من المثقفين في مصر، سألتهم ماذا تتمنى وبماذا تحلم؟ الكل أجاب على نفس السؤال بطريقته الخاصة، لكنني قررت أن أترك العمل وتركته بالفعل، وبشكل مفاجئ، ولم يسعفني الوقت أن أنشر هذا التقرير، وأنا أقلب بعشوائية في ملفاتي على جهازي الخاص اليوم، وجدت ملف بعنوان "2016 يحقق/ينتظر 100 أمنية لمبدعو مصر" بعد أن قرأته أحببت أن تشاركوني هذه القفزات الزمنية، وإلى نص التقرير:ـــ


أيام قليلة ويرحل عام 2015 بكل ما فيه من أحداث مرت على مصر والعالم، ويبدأ عام جديد تختبئ خلف أيامه كم هائل من الأحداث، لذلك لم يعد هناك وقت لنودع أو نبكي أو حتى نفرح ونستدعي ما مر علينا خلال عام كامل.
الأهم أن نقبض على تلك الأيام القادمة بأيدينا ولا نسمح لها أن تنفلت، دون أن نحقق على متنها كل أمنياتنا وأحلامنا، الثقافية التي يحاول الكثير محوها بكل الطرق الدامية، والمحاولات المستمرة لهدم تاريخنا العريق الممتد في تاريخ البشرية من أكثر من سبع ألاف عام من الحضارة المصرية.
ذلك لأن الثقافة بمفهومها الكبير هي المحرك الحقيقي، وطوق النجاة للخروج من كل الإشكاليات الكبرى التي تحيط بمصر وبالعالم العربي.
وهي الرهان الأول والأخير لمحاربة التطرف الفكري، ذلك العدو الأول لكل شعوب المنطقة العربية بل والعالم أجمع.
شهد عام 2015 الكثير من الأحداث السياسية والثقافية، والتي فسرت بأكثر من تفسير، ما يؤكد أن ثقافة الفرد التي تتشكل من رؤيته الخاصة وقناعاته وبيئته الاجتماعية وتجاربه لا يمكن التدخل بها أو استمالاتها بما لا يتفق معها، بعدما تكونت بالفعل وأصبحت قوى بإتفاق مجموعات أخرة تشترك وتؤمن بفكرة واحدة حتى ولو كانت تتسبب في قتل الأبرياء والنساء والأطفال.
تلك خطورة الموقف حين يتم إهمال الأجيال القادمة أو نسمح لهم بأن ينجذبوا لأفكار مسمومه ويجتمعو على خراب الأرض لا إعمارها.
المجد للثقافة التي تحارب كل القوى الظلامية التي تحاول أن تخلعنا من إنسانيتنا وتمنعنا من حب الحياة.
لذلك توجهت للمبدعين ليعبروا عن أمنياتهم لشعب مصر والعالم، لنستقبل عام 2016 بتفاؤل يسمح للجميع بالحياة.


7 أمنيات للروائي عمار علي حسن تبدأ بتفجير الطاقات الإبداعية للشباب

أتمنى أن تضع كل السلطات السياسية في عام 2016 قدميها على أول الطريق السليم الذي ينهض بمصر، بتفجير الطاقات الإبداعية للشباب، وصياغة استراتيجية تنهل منها الخطط والإجراءات المستقبلية.
وأتمنى أن يشهد العام إبداعات لافتة في الأدب والسينما والمسرح، تبشر بأننا على أبواب عهد جديد، تستعيد فيه مكانتها في هذا المضمار.
وأتمنى أن نسمع عن أرقام مختلفة لمصر في سجل الحريات العامة والتنمية والعدالة الاجتماعية، وأن تكف الأصوات الزاعقة الناعقة عن إهالة التراب على إرادة الأمة المصرية التي تبلورت.
وأتمنى أن يندحر الإرهاب إلى غير رجعة، وأن ترسخ أقدام التنوير.


6 أمنيات للروائية سهير المصادفة.. وحلم
أتمنى أن تساهم الثقافة مساهمة حقيقية وفعالة في نهضة مصر الحديثة، أتمنى أن تنهض السينما لصياغة وجدان الجماهير العريضة التي تشاهدها، وأتمنى تختفي أدوار البطولة التي احتلها البلطجية لسنوات، ويحل محلها أدوار بطولة لأبطال حقيقيين يشبهون الشعب المصري.
وأحلم أن ينهض المسرح المصري ويعود ليقوم بدوره التنويري، وأن يعود الكتاب ليشكل ضمير المجتمع، وأخيرا أتمنى أن تنطلق مصر إلى آفاق أرحب لتحتل المكانة التي تستحقها.
الشاعر سعدني السلاموني يتمنى "عودة الشعب المصرى إلى صباه"
أتمنى أن أشعر بالأمان فى الشارع فى المقهى مع الجيران أمام الموظف المصري وكل مسؤل فى هذا البلد، واتمنى أن لا أرى الشعب يشعر بالخوف على وطنه، وأتمنى عودة الشعب المصرى إلى صباه ووطن واحد متوحد اذا اشتكى منه مواطنا تداعى له كل المواطنين، وطن يعمل لصالح العلم والإبداع وطن يراقب نفسه فى كل كبيرة وصغيرة ولا يتجرأ على مراقبته آخر.


الناقد سيد الوكيل و3 أمنيات ثقافية جدا
اتمنى لائحة جديدة للمجلس الأعلى للثقافة، تحدد شروطا لعضويات اللجان كل لجنة وفقا لاختصاصها، وخصوصا لجان الجوائز وأتمنى تحدد مدة رئاسة كل لجنة، فلا يجوز لأحد أن يرأس لجنة واحدة لأكثر من عامين متتاليين، مثلا، بإختصار هذه اللجان تكلست وتحتاج إلى لائحة جديدة تضمن لها تجديد نفسها وتضمن التنوع والتعدد وعدم اعتبارها محميات طبيعية للبعض. اتمنى أن تصل أمنيتي هذه للسيد وزير الثقافة، فلدينا أمل كبير أن يسمع أصواتا أخرى غير الذين اعتاد سماعهم.


الروائي حمدي البطران: 4 أمنيات شخصية في العام الجديد و 8 أمنيات عامة تبدأ بزوال "داعش" من الوجود
علي المستوي الشخصي : أتمنى الصحة والستر، و أن تنشر أعمالي التي إنتهيت منها، والفوز بجائزة ترم العظام .
علي المستوي الثقافي :أن تزول الخلافات بين أعضاء مجلس إدارة إتحاد كتاب مصر ، وأن تزول الفوارق الطبقية التي يضعها المجلس الأعلي للثقافة بين المثقفين، وأن تختفي المجاملة والمحسوبية من كل أنشطة الثقافة في مصر ، وأن تصبح هيئات وزارة الثقافة بلا فساد يذكر، وأن تذهب جوائز الدولة لمستحقيها، وأن يوفق وزير الثقافة في الخطوات التي يريدها لتصحيح مسار هيئات وزراة الثقافة.
علي المستوي العام: أن يزول تنظيم داعش من الوجود وكل التنظيمات الإرهابية، و أن تنعم مصر بالأمن والإستقرار والهدوء، وأن تحقق المشروعات المصرية أهدافها المرجوة منها، أن يهدي الله الإتحاد الأوروبي وامريكا وروسيا لما فيه خير العرب .

أمنيات الشاعر أحمد الشهاوي "رؤية شمولية" و مطالبة بالتوسع في ترجمة الشعر العالمي
أتمنى أن أرى مصر بلدا تسوده الحرية،. وأن تهتم الدولة بالثقافة ، لأنها حقيقة هي القوة الأساسية التي تمتلكها،.وأتمنى أختفاء تجار الدين من المشهد، بحيث يتم إعمال العقل في كل شيء ، وألا يكون النقل من الكتب المليئة بالخرافات والأكاذيب هو المتن والأساس .
وأن يتم التوسع في ترجمة شعر الآخر، لأننا للأسف صرنا بعيدين عن ما يكتبه شعراء العالم، لأن الجهود الفردية التي يقوم بها بعض المترجمين لا تكفي لخلق حركة كاملة تؤسس وتبني وتغير الذوق.
تنقية مهنة الصحافة ممن اشتغل فيها وهم ليسوا أهلا للعمل بها ، ومن ثم أفسدوها وأساءوا إلى المهنة ومارسوا سلوكيات غير أخلاقية لم تعرفها المهنة التي هي حرفة ورسالة من قبل، ولا أدري كيف يقرب صناع القرار ضعاف النفوس وغير المؤهلين مهنيا ونفسيا منهم.
وأتمنى أن أرى مصر بلدا نظيفا على مستويات كثيرة منها : السلوك، الضمير، الذمة، الشارع ، العمل.



5 أمنيات للروائي وحيد الطويلة مرهونه بهجرة "عمرو دياب"، و"تامر حسني" للفلبين
أتمتى أن يقل الحسد في أوساط الكتاب، وأن يعرف الصغير الذي يجلس في زهرة البستان أن لا أحد يكتب وحده ولو "ماركيز"، وأن يعرف الذين يكتبون روايات بالسببعمائة صفحة أن الكتابة ليست بالمجهود ولا بعدد الأوراق، وأن "ماركيز" نفسه لو كتب خمسمائة صفحة لن يلتفت إليه أحد، وأتمنى أن يتخلى النقاد الذين جلسوا في لجنة تحكيم جائزة لمدة تزيد عن خمس سنوات عن مقاعدهم من تلقاء أنفسهم أو يتم ازاحتهم، وأن يهاجر المطرب عمرو دياب والمطرب تامر حسني إلى دولة الفلبين بعدما انهكنا الأول لثلاثين عاما والثاني خرب طبلة احساسنا، وأن تكون الجوائز نصف عادلة فالقراء يتعاملون معها كحكم قيمة، وأتمنى أن يحصل سعيد الكفراوي ورؤوف مسعد على تكريم يليق بإنجازهم، وأن تذهب الجوائز إلى رضا البهات وهدرا جرجس ومحسن يونس الكتيبة "بتشديد التاء" فهم يستحقون، اما عبد المنعم رمضان فهو جائزتنا نحن الكتاب وهو أكبر من كل الجوائز.


6 أمنيات صريحة للتشكيلي الدكتور أسامة السروي الحاصل على وسام "بوشكين" للثقافة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتن
أتمنى أن أقيم المزيد من التماثيل، و اتمنى ان أنجز الجزء الخامس من موسوعة عن الفن الروسى، التى بدأت تأليفها و أصدرت منها 4 اجزاء، وأتمنى أن يعم الخير و تنتهى أزمات المحتاجين و يجد الفقير قوت يومه و يتمكن كل خريج من الحصول على عمل و أن يجد كل مريض دواءه و علاجه فى مستشفيات محترمة.

6 أمنيات للمخرج المسرحي خالد جلال أولهم استمرار مصر في النهوض
اتمنى أن مصر تستمر في نهوضها الذي بدأ بمشروعات ضخمة مثل "قناة السويس"، وأن تنتصر على أعداءها.
اتمنى يتم المسرح المصري مشروعاته الضخمة التي بدأها في العام الماضي، خاصة ان العروض المسرحية التي قدمها نالت نجاح كبير، مثل العرض المسرحي "ليلة من ألف ليلة" بطولة الفنان يحي الفخراني، و"غيبوبة" بطولة الفنان أحمد بدير، و"أنا الرئيس" بطولة سامح حسين، وأيضا العروض التي قدمتها فرق شابة مثل"روح"، و"بعد الليل".
واتمنى أن يعود مسرح الهناجر كما كان على يد مديره الجديد محمد الدسوقي.
واتمنى أن ينجح عرض تخرج الدفعة الثالثة لقسم التمثيل ومركز الإبداع الفني التابع لصندوق التنمية الثقافية.
واتمنى أن ينجح فيلمي الجديد الذي كتبت له السيناريو والحوار بعنوان"عصمت أبو شنب" بطولة الفنانة ياسمين عبد العزيز، ومن إخراج سامح عبد العزيز.


ناصر عراق يرنو لشمس العام الجديد، ويتنبأ.. 2016 عام دافىء
مع مطلع عام جديد أحلم بأن نقترب أكثر من تحقيق حلم الملايين في تشييد صرح العدالة الاجتماعية، وأن تستعيد مصرنا العزيزة قوتها في عالم السياسة والاقتصاد، فنقضي تماما على دولة "تحت خط الفقر"، التي يعيش في عتمتها القاسية نحو 24 مليون مصري.
وأتمنى أن نرتفع بمستوى الحياة الاجتماعية للجموع، كما أتمنى أن يشهد العام الجديد الإفراج عن جميع سجناء الرأي من الشباب والسياسيين الذين لم تلوث أياديهم بدماء المصريين، ولم يثبت في حقهم تهمة الإرهاب.
أجل أرنو إلى شمس العام الجديد وهي تشرق وأسرح في تصور عام لمصر، تكون خالية من البطالة، خالية من الأمراض المزمنة المدمرة، وأن تصبح حاضنة للعلماء والمفكرين من أبناء البلد.
وطالب "عراق" بتفعيل العمل العربي المشترك على مستوى السياسة والاقتصاد والثقافة، وأن تحظى جميع الشعوب العربية بالعيش في أمان وتنعم بالحرية والديمقراطية، وأن نلتفت أكثر إلى قضية فلسطين المنسية، وأن يشهد عامنا الجديد قفزة مهمة في طريق حصول هذا الشعب العظيم على حقوقه، هذه هي أحلامي لمصر والعرب في عام 2016، فعسى ولعل أن يتحقق نصفها، لتغرد الفرحة في صدور الحزانى واليائسين.


4 أمنيات للفنان فتوح أحمد رئيس البيت الفني للمسرح أولهم أن ينافس مسرح الدولة المسرح العالمي
أتمنى استقرار أكبر لمصر والمنطقة العربية، واتمام المشاريع القومية التي بدأتها مصر، واتمنى أن يصل مستوى مسرح الدولة إلى الطموح التى عندها يستطيع أن ينافس المسرح العالمي، وأتمنى الستر و الصحة لزوجتي وابنتي الوحيدة.


أمنيات الفنان مجدي صبحي تبدأ بـ حذف موقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك" من الوجود
اتمنى حذف الـ"فيس بوك" من الوجود لأنه يساهم في الهجوم على الشخصيات العامة والرموز المصرية بمنتهى العنف، وجعل من الشتائم المنتشرة أسلوب للحياة، واتمنى اعادة النظر في انتاج المسرح الخاص للمسرحيات "المعلبة" التي يتم انتاجها بشكل رخيص وتذاع على القنوات الفضائية ذلك لأنها تنبئ بفناء المسرح الخاص، واتمنى ان يكون عام 2016 نجاح لتجربتي في ادارة المسرح الكوميدي وتقديم وجبة مسرحية كوميدية لكل شعب مصر.


6 أمنيات للتشكيلي الدكتور رضا عبد الرحمن ودعاء أن يحفظ الله جيش مصر
أتمنى ان يكون عام 2016 أفضل من هذا العام الذى شهد العديد من الكوارث فى مصر وكان آخرها انهيار القطاع السياحى لذا أتمنى أن تعود السياحة مع العام الجديد.
و أتمنى أن يلتفت وزير الثقافة إلى دور الجمعيات الأهلية المساندة للوزارة ولا يعمل بمعزل عنها مثل سابقه وعلى المستوى الإقتصادى.
و أتمنى أن تحقق البلاد معدلات أكبر فى التنمية الاقتصادية وخلق فرص للاستثمار.
وأتمنى أن يهتم الإعلام بتسليط الضوء على الإنجازات التى تتحقق فى مصر بدلا من التركيز على التوافه والصراعات.
أتمنى الاستقرار لمصر فى ظل قيادة الرئيس السيسى وان يساعده الناس بالعمل لتحقيق كل ماتتمناه حتى يكون عام 2016 بلا إرهاب ويحفظ الله جيش مصر.


ما قبل أمنيات الروائي إبراهيم عبد المجيد، لمن لا يعرف هذا الإنسان

هو"عم إبراهيم" كما تعودنا نحن شباب الكتاب أن نناديه داخل تلك المساحة الإنسانية "الضيقة" بالنسبة لقراءه المنتشرين في جميع انحاء العالم، ومحبيه، هو الإنسان "صاحب الدمعه القريبة" والأديب الذي خاض معارك ثقافية لا حصر لها، حين سألته عن أمنياته للعام الجديد لم يجيب كأديب عنده القدرة أن يسرد رواية كاملة عن أمنياته وأحلامه، بل كانت اجابته مختصره ومكثفه جدا، قال لي"عم إبراهيم".. الصحة والستر.


أمنيات الفليسوف الشاعر حسن طلب.. "حالة خاصة"
أود بداية أن أشير إلى أن الأحوال الثقافية عندنا ليست على ما يرام، لا يختلف فيها العام الحالى الذى سيودعنا أو سنودعه غير آسفين بعد أيام، عن العام الماضى والأعوام التى سبقته؛ فنحن نعيش منذ حوالى ثلاثين عاما فى حقبة واحدة بلون واحد وإن تراوحت درجاته، هى حقبة فاروق حسنى وزير مبارك! الذى سن قاعدة المنح والمنع أو الترغيب والترهيب.. أو حسب التعبير الذى شاع عنه: إدخال المثقفين الحظيرة؛ وهذا هو الأسلوب الذى درج عليه تلامذته من بعده؛ كل حسب مواهبه وقدراته؛ بل إن منهم من أوغل فيه حتى تفوق التلميذ على الأستاذ، وخير مثال لهؤلاء هو جابر عصفور أو (وزير الانتقام) كما أطلق عليه بحق الناقد طارق الشناوى.
غير أن الوزير الحالى يعد فى نظرى أذكى من سابقيه جميعا، فمع أنه لحق بمدرسة فاروق حسنى وتعاون مع رموزها؛ إلا أنه طاهر الذيل من ألوان الفساد التى لوثت غيره، كما أنه بذكائه الصحفى، حاول أن يكون على مسافة واحدة من الجميع، وأن يدير دولاب العمل فى الوزارة بأقل الخسائر، ليمحو الصورة البائسة المشبوهة التى تركها سابقوه! ولكن ما نريده فوق هذا بكثير. لا نريد للوزير أن يكون مجرد موظف ناجح فى إدارة دولاب العمل، بل نريد أن يكون صاحب رؤية، قادرا على أن يبتكر الحلول لمشكلات تراكمت عبر ثلاثة عقود، وشجاعا فى قطع دابر الفساد الذى ورثه عن سابقيه، المجلات الثقافية كلها تقريبا، وزعت لشراء الذمم وإرضاء الخواطر.. هكذا فعل فاروق حسنى حين خصص مجلة (المسرح) التى لا توزع سوى نسخ معدودات، لأحد صبيانه! وهكذا فعل الآخرون مع (القاهرة) التى لا تكاد توزع إلا على هيئات الوزارة نفسها! منذ قدمها جابر عصفور خلعة لأحد أشياعه، والأمر يصدق بدرجة أو بأخرى على (فصول) و(المجلة) و(إبداع)! فهل يتجرأ الوزير الحالى ويفتح هذا الملف أيضا؟! خذ أيضا المناصب الكبرى: مدير القطاع الذى يشرف على مكتب الوزير، صندوق التنمية، العلاقات الثقافية الخارجية التى أشرفت مديرتها على طبع كتاب على غلافه حذاء شامبليون فوق رأس الملك رمسيس، دون أن يحاسبها أحد! وكذلك أكاديمية روما.. نحن نعرف المجاملات الفجة فى اختيار من يشغلون الآن هذه المناصب الرفيعة؛ ونعرف أن الكفاءة لم تكن هى المعيار؛ فهل يجرؤ الوزير على فتح هذا الملف أيضا؟!
غير أن مواجهة الميراث الثقيل المتراكم لا تكفى.. لأن هدم الأساس الفاسد لا بد من أن يتبعه البناء على أسس سليمة واضحة للجميع، وهذا لا يتم إلا إذا كان هناك مشروع ثقافى يقره المثقفون الكبار المشهود لهم بعمق الخبرة ونصاعة السيرة والنزاهة، ثم يتبناه الوزير مسخرا له إمكانات الوزارة، ما نريده ليس مستحيلا إذا خلصت النيات.. ولكن ليس هناك ما يبشر أو ما يدعو إلى التفاؤل.. خاصة بعد ما رأيناه أولا من تشرذم المثقفين وتكالبهم على المناصب، أو انسحاب بعضهم زهدا وقرفا! وثانيا من القيادات العليا التى لا تكاد تكترث بالشأن الثقافى، ثم ما رأيناه أخيرا من نتائج الانتخابات النيابية! وما لم تحدث معجزة، فالأرجح أن تظل الثقافة المصرية تدفع الثمن! فهل هناك معجزات آتية فى غير زمانها؟! هل هناك وزير فى قامة ثروت عكاشة تخبئه لنا الآيام؟



#طارق_سعيد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس بالقانون وحده ينتهي الإرهاب.. بالعقل ايضا
- أشرف ضمر.. يفتح قبر الأسئلة البسيطة
- -ميزو- المهدي المنتظر
- 9 صور
- حرب السلفيين ضد الدولة المدنية لن تنتهي
- رسائل دموية
- البحث عن دور.. للوجه الجديد -رمضان عبد المعز-
- بنفسج
- -ميت
- أيها السلفي.. أنت كافر
- -تماثيل خشب- نصوص.. إياك أن تطمئن إليها
- لماذا يُصر “السيسي”على الفشل؟
- سلسلة مقالات منشوره (6)
- سلسلة مقالات منشورة (5)
- سلسلة مقالات منشوره (4)
- سلسلة مقالات منشوره (3)
- سلسلة مقالات منشوره (2)
- سلسلة مقالات منشوره (1)
- من سيحكم العالم؟.. ورطة يسعى إليها هؤلاء
- تاريخ الأديان.. وحكاية النبي الكذاب


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق سعيد أحمد - 2016 .. يحقق ينتظر 100 أمنية لمبدعين مصر