أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - تراث- بغداد العباسية1و2















المزيد.....

تراث- بغداد العباسية1و2


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 5406 - 2017 / 1 / 18 - 14:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أبدأ اليوم بنشر سلسلة جديدة من مقتطفات تراثية طريفة ومعبرة وذات دلالات تاريخية واجتماعية من، وعن الحياة والإنسان والمجتمع في بغداد في خلال العصر العباسي، استنقيتها لكم من كتاب شديد الأهمية يحمل عنوان " العامة في بغداد في القرنين الثالث والرابع للهجرة/ دراسة في التاريخ الاجتماعي" للباحث د. فهمي سعيد. هذا الكتاب موثق تراثياً بشكل ممتاز بنصوص مرقمة من كتب التراث تعود للقرون الهجرية الأولى. معلوم أن الحضارة العربية الإسلامية التي بلغت أوج ازدهارها في عاصمتها بغداد في عهد هارون الرشيد وابنه المأمون فالمعتصم بعده، بدأت طور انحدارها وتدهورها بوفاة المعتصم وتولي ابنه المتوكل الخلافة – وهو العهد الذي اكتملت فيه صيرورة تحول الفرق الإسلامية إلى طوائف كما حاولت أن أثبت في كتابي ( السرطان المقدس : الظاهرة الطائفية من المتوكل العباسي إلى بوش الأميركي)، وهذه التأرخة الاجتماعية هي ما ينبغي أن نأخذه بنظر الاعتبار في قراءة هذه المقتبسات نقديا. سأنقل لكم هذه المقتطفات كما هي مع بعض التوضيحات والتعليقات التي لا مندوحة منها، كما أنني سأقتبس بعض النصوص من كتب تراثية أخرى ضمن هذه السردية حول بغداد العباسية حيثما كان ذلك مفيدا وضروريا، تاركا لكم حرية الخروج بالاستنتاجات والدلالات المناسبة مما ستقرأون...فإلى حلقة اليوم:
1-اتهم مسكويه ( مؤرخ و فيلسوف، يسمى أيضا ابن مسكويه، هو أول من ألف في علم الأخلاق " الإيطيقيا" ( ETHIQUE) وعمل موظفا حكوميا في دواوين الدولة العباسية لفترة قصيرة. ع ل ) اتهم مسكويه الوزير بن الفرات بإنفاق الأموال والإفراط في التبذير حتى أتلفها وبأنه كان يقبض المال العام فلا تدخل في الواردات وكان يستولي على أموال المصادرات فلا تدخل في حسابات بيت المال. وكان الموظفون يأخذون الموال لأنفسهم ويقيدونها في بند " ما يحمل إلى الخليفة" .
- وقال ابن مقلة ( أشهر خطاطي العصر العباسي وأول من وضع أسس مكتوبة للخط العربي. يٌعتقد بأنه مخترع خط الثلث، عمل في البلاط العباسي خطاطا وموظفا وتولى الوزارة في عهد المقتدر. ع ل)إن الوزير ابن الفرات أضاف على مال بيعة المقتدر مبلغ 700 ألف دينار نقلها إلى داره. ولم يكتف الوزراء بذلك بل خصهم الخليفة بإقطاعات ورواتب و بلغ إقطاع الوزير أحيانا 170 ألف دينار. ويحصلون معها على خلع ( هدايا ملبوسات) تبلغ عشرين ألف دينار مع دار بفرشها وآلاتها، ويعطون رواتب بمقدار خمسة آلاف دينار. وقد أعطى الوزير الخاقاني ولديه مخصصا شهريا قيمته ألف وخمسمائة دينار ذهبي.
-و ذكر ابن قرابة "؟" للمقتدر وجوه اقتناص أموال الدولة التي كان يلجأ إليها الوزراء والموظفون ومنها : تسجيل أرزاق " رواتب ومخصصات" قوم لا يحضرون الدواوين وتسبيبات " مصروفات" بأسماء قوم وهميين ( وهم ما يطلق عليهم في عراق اليوم " الفضائيين" ع ل ). وإطلاق أموال للغلمان والوكلاء في دار الخلافة والحاشية برسم الفقهاء والكتاب. وكان ما يطلق لهم من الورق والقراطيس الأموال الكثيرة ولا يُشترى إلا ببعضه مما يحتاج إليه.
2- يومَ علقوا أم الخليفة بالمقلوب: لم يكن خلفاء و وزراء وموظفو دولة بني العباس مختلفين عن دولة بني أمية في موقفهم من المال العام وموجودات "بيت مال المسلمين = الاسم التراثي لوزارة المالية والخزينة في عصرنا"، فكلتا الدولتين - باستثناء فترتين قصيرتين حكم فيهما عمر بن عبد العزيز ويزيد الناقص في الدولة الأولى - اعتبرت المال العام ملكا خاصا للعائلة المالكة - كما هي الحال في دولنا العربية اليوم، وخصوصا في المحميات النفطية الخليجية كدول آل سعود وآل نهيان وآل مكتوم....الخ. ومن أبلغ الأمثلة التي سجلها لنا المؤرخون في كتب التراث القديم ما أورده الهمذاني ومسكويه والتنوخي، أقتبس لكم التالي مما اقتبسه الباحث د. فهمي سعيد ( ختن الخليفة المقتدر- تولى الخلافة وله من العمر 13 عاما فقط - أولاده سنة 302 هـ ونثر عليهم خمسة آلاف دينار ذهبا و مائة ألف درهما فضة و بلغت نفقة الختان كاملة ستمائة ألف دينار. وسَكَرَ - المقتدر – مرة واستدعى الأموال، فحملت إليه فوزعها على الجواري والنساء. أما الخليفة الراضي ففي أيام فقر الخزينة وزع على ندمائه وزن الآجر – مقاعد حجرية - الذي يجلسون عليه فضة وذهبا. وكانت شغب والدة الخليفة المقتدر متلافة للمال ولم تترك حتى الغالية والمسك "عطور ثمينة توزن بالذهب"، فاستخدمت منها ما قيمته آلاف الدنانير لتصنع منها وحلا تلوث به هي وجواريها أقدامهن كما تفعل نساء العامة "البغداديات الشعبيات آنذاك" حين تتلوث أقدامهن بطين دجلة عندما ينزلن لجلب الماء بجرارهن من نهر دجلة. واستخدمت السيدة شغب حين احتفلت بعيد النيروز ألف شقة قماش غالي الثمن في صنع أزرار كحبات القطن ورشت عليها الطيوب الثمينة لتحرقها في عيد النيروز. وكانت شغب تعرف بالسيدة وقد اتخذت لنفسها قهرمانة - أي حاكمة - اسمها ثمل، واتخذت لنفسها مجلسا في بغداد لتحكم في مظالم الناس. كما أنشأت مارستانا "مستشفى" اسمته المارستان المقتدري على اسم ابنها الخليفة المقتدر ( على طريقة تسمية المستشفيات بأسماء الرؤساء والقادة " الضرورات " في عصرنا الحاضر. ع ل) ثم دخلت السيدة على خط الصراعات السياسية المسلحة فحاولت اغتيال القائد العسكري النافذ مؤنس المظفر وفشلت – هو مملوك أبيض البشرة، كان يلقب بالخادم مؤنس، ثم بالمظفر المعتضدي، وقد بلغ رتبة الملوك عند بعض المؤرخين مع أنه لم يتجاوز رتبة قائد الجيش ثم أمير و والي دمشق في عهد المقتدر- . وبعد مقتل المقتدر في معركة مع جيش مؤنس المتمرد بويع أخوه من أبيه القاهر و الذي اتهم السيدة شغب بقتل والدته فبدأ حربه ضدها. وقد انتهت شغب نهاية سيئة على يد الخليفة الذي طلب منها أموالا لتمويل حربه ضد مؤنس فرفضت تمويله، فأمر بتعليقها من ساقيها بالمقلوب إلى شجرة ( يروى أنه قال لها سأجعلك تشربين من بولك ) ليعرف منها أين كانت تخبئ الأموال. وعذبها عذابا شديدا ولكنها لم تعترف له بشيء، فصادر أملاكها وعقاراتها بدعوى أنها تنازلت له عنها بحضور شهود، ثم توفيت بعد فترة في دار الحاجب علي بن بليق بتأثير تعذيبها كما يعتقد بعض المؤرخين. يتبع في الأسبوع القادم، عن مستويات الغنى والفقر في بغداد العباسية.



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شخصيات بغدادية قديمة من بغداد العشرينات 3
- شخصيات بغدادية قديمة من بغداد العشرينات2
- شخصيات بغدادية قديمة من بغداد العشرينات1
- ما العلاقة بين لينين وديغول والجلبي؟
- ماذا بعد داعش ؟ خطة لا غالب ولا مغلوب
- الفقه الإسلامي و تعريف الخمر وعقوبته
- هل تحول الحشد الشعبي لمليشيات تدافع عن النظام؟
- قانون منع الخمور التكفيري: أربع قراءات واستنتاج
- معركة الموصل و التدخلات التركية والإيرانية
- الحارث نصير الوثنيين المظلومين وزيد الناقص الخليفة الأموي ال ...
- متابعات : شهداء لا بواكي لهم وتهديدات بابكر زيباري وخلاصة مش ...
- ج2/كارثة جديدة تحيق بالعراق اسمها سد أليسو
- شبيب الخارجي : رائد حرب العصابات في العصر الإسلامي
- كارثة جديدة تحيق بالعراق اسمها سد أليسو
- من تراثنا المضيء 1 و2 : أبو حنيفة نقيض التكفيريين و العنبري ...
- الموقف الديموقراطي من الانقلاب العسكري في تركيا ..
- العسكريون الأميركيون قادمون لسرقة الانتصار في الموصل
- مناقشة فيديو :المخطط التركي لابتلاع الموصل بالتعاول مع النجي ...
- تدخلات حزب الله اللبناني في العراق وأضرارها
- يحيى الكبيسي وسالم الجميلي والتهديد بأجيال جديدة من داعش وال ...


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - تراث- بغداد العباسية1و2