أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - علق الحمار بالفخّ














المزيد.....

علق الحمار بالفخّ


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 5406 - 2017 / 1 / 18 - 10:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


18-1-2017

في طفولتي، كنت أحبّ الحمير، ربّما أكثر من الكاتب والإعلاميّ السوريّ ياسر المالح.
في أوائل ستينات القرن الماضي، كنتُ في الصف الثالث الابتدائيّ. في حصّة دين، أخذ المعلّم يشرح لنا عن دخول المسيح إلى القدس كملك، راكبًا حمارًا في أحد الشعانين ... لم يعرف المعلّم، أو لم يرد أن نعلم، آنئذٍ، بأنّ ركوب الحمير كان مقتصرا في المجتمع اليهوديّ على الملوك والكهنة... سألت المعلّم: لماذا راكبا على حمار، وليس على أسد، أو ... أو حصان؟! أجابني: لم يركب الحمار كعنتر. اعترضت؛ "ماله عمّي عنتر"؟! صفعني .. صرخت في وجهه: "عمّي عنتر أحسن من ...".
كان عمّي عنتر، من آثار ثورة 1936، بقي في القرية ... قصير القامة، وأسمر غطيس البشرة، وموجة صوته عالية. عمل مناديا في القرية، بالإضافة إلى نقل الماء على الحمار، من العين إلى البيوت.
أحببت عنتر، ليس لأنّه كان ينقل الماء لنا فقط، ويسمح لنا (أنا وأخوتي) بقيادة الحمار، وبركوبه أحيانا؛ بل لأنّني كنت أعتقد أنّ الأفلام السينمائيّة المجانيّة التي كانت تُعرض على ساحة العين، كانت بفضله، وبمسؤوليته، و... وما عنتر كان إلّا مناديا عموميّا، وظيفته أن ينادي في ساحات القرية وشوارعها .. يدعو إلى حضور فرح أو كره، أو اجتماع، أو ... أو حضور فيلم سينمائيّ، مثل بساط الريح، طرزان، هرقل، السندباد، و... عندما كان يمرّ جنب دارنا، كان يطرح السلام على والدي؛ فيدعوه والدي: "تعال ارتاح وخذلك نفسا" .. فيدخل .. تطلب منّا الوالدة أن نسلّم على عمّنا عنتر .. نضرب له كفّا حامية، بناء على طلبه، يقبّلنا ويجلسنا جنبه.
من الحكايات، حكاية الحمار والثور .. يحكى أنّ الثور المتعب المهموم شكا همّه وتعبه من الحراثة الشاقّة لصديقه الحمار؛ فنصحه الحمار أن يتمارض، ويمتنع عن الأكل. فلمّا رأى الفلّاح الثور على هذه الحال، أخذ الحمار بدلا منه ... ندم الحمار على نصيحته للثور، فهمس في أذنه: سمعت الفلّاح يعلن عن عزمه على ذبحك؛ إن بقيت مريضا؛ فخاف الثور وأكل، وأظهر نشاطه للفلّاح؛ فارتاح الحمار.
لم يبق ثور في قيادة اليمين الإسرائيليّ إلّا نصحه بيبي بأن يتمارض ويرتاح، مِن يتسحاق شمير ولاءاته، إلى شارون وبولدوزراته، إلى أمراء الليكود: روني ميلو، ودان مريدور، وبيني بيجن و... وأولمرت. نشط بيبي في خدمة اليمين المتطرّف والمستوطنين، وفي قهر وقمع الفلسطينيّين، وفي خدمة الرأسماليّين، ودهاقنة الكازينوهات وصالات القمار و... ورؤساء التحرير في وسائل الإعلام، ومنظّمات الإجرام.
علق الحمار، والعلف كثير كثير، ولن ينفعه إعلان الصوم والصراخ في يوم تحرّرت حلب، ولا يوم اجتماع فلول الخون السوريّين في أورشليم/القدس (كلّ التحيّة للطلاب الجامعيّين العرب، ذكّرتونا بأيّام جميلة لنا كانت مضت؛ "فمرحبابكم")، ولا يوم انعقاد مؤتمر باريس للسلام في الشرق الأوسط، وتبنيه المبادرة العربيّة، وترحيب السلطة الفلسطينيّة بقرارات المؤتمر، والبدء بالمفاوضات على أساس القرارات الدوليّة، وقرار مجلس الأمن 2334، وعلى أساس مخرجات مؤتمر باريس.
سوف يُركّب الشعب الإسرائيليّ بيبي نتنياهو مقيّدا على حمار بالمقلوب، كجزئين لوِحدة واحدة. وسوف يقرعون الجرس، وينادي عمّي عنتر الناس ليتفرّجوا على المجرم!



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -بيبي ليس بوبي-!
- دولة أم دولتان؟
- عصابات الكراهية
- اشتداد ساعد أم انقياد سياسيّ
- كلّه لسان
- هل طريقة ترامب هي طريق لبراك؟
- لجوء النظام الرأسماليّ إلى الفاشيّة
- أثَر الحمقى
- الحلّ السحريّ
- الكتابة في الصحف العبريّة
- الاستعطاء السياسيّ
- المتصنّع لا يمتلك أيديولوجيا
- الصَّمصام يحتاج إلى الساعد القويّ
- الحمار يقود المرياع
- مناظرة بعيدة عن الفعل الإنسانيّ
- ما فشر
- هل المفاوضات قفص؟!
- التربية ثمّ التربية ثمّ التربية!
- هل مستقبلنا في ماضينا؟
- توظيف الخوف دليل إفلاس


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - علق الحمار بالفخّ