أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد البياتي - امر السيد الوزير














المزيد.....

امر السيد الوزير


جواد البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 5405 - 2017 / 1 / 17 - 15:05
المحور: كتابات ساخرة
    


لم اتمكن من الدفاع عن نفسي عندما اصدر السيد الوزير امره بمعاقبتي نقلا الى الصحراء الغربية لتقصير لم اكن طرفا فيه ، فكان ذلك مدعاة لأنزعاجي رغم انني كنت اتحين الفرص لزيارتها عن طريق الحملات الاعلامية التي كنت اقوم بها بين الحين والاخر برفقة فرق لغرض متابعة وتوثيق نشاطات الوزارة في الواحات الصحراوية وكشفها امام وسائل الاعلام ومن ثم عامة الناس . وقبل ان التحق بالمقر الجديد كنت اجلس مع رجل من اهل الله يعرفني ولاحظ عليّ انزعاجي ، فذكر الحكمة الشائعة " لاتقرب الملوك فإن اقبالهم تعب واعراضهم مذلة " قلت هذا صحيح ، فقال : كان هناك وزيرا مقربا لأحد الخلفاء يعتمد على استشاراته ورأيه وافكاره الخليفة في كل صغيرة وكبيرة ويثق بما يقول ثقة مطلقة ، هذا الرجل كان يخترق سوق المدينة مشيا عند ذهابه وعودته من دار الخلافة ، كان يلاحظ شخصا يجلس خلف اكوام ثلاث صغيرة من التراب ويقول من يشتري ؟ فيثير ضحك المارة وتهكمهم . تقدم منه الوزير يوما وقال : ماذا تحت اكوام التراب هذه ؟ قال : ستعرف عندما تشتري . قال حسنا اعطني كوم تراب قال هات دينار ولما استلم ، قال للوزير : لا تثق بزوجتك ! استنكر الوزير ذلك ولكنه بحكم حلمه اراد ان يستزيد فإشترى كوم اخر فقال له : لا تتجاهل اهلك . واحب ان يستزيد فإشترى الثالث ، فقال له : احذر العمل مع السلطان فإن اقباله تعب واعراضه مذلة !
اخذ الوزير اكوام التراب الثلاثة ومضى الى بيته تتصارع في رأسه افكارا كثيرة حول اهله وقومه وزوجته والخليفة ، وفكر في ترجمة هذه الحكم فبدأ بزوجته عندما طلب منها الاستعداد لحفلة شواء عنزة الخليفة التي اودعها عنده منذ فترة بسبب حبه لها وثقته بالوزير . فخرج وعاد بسكين ملطخة بالدم ليعطي لزوجته انطباعا بذبح العنزة وجاء لها ببعض اللحم لشوائه .
في صباح اليوم التالي داهم العسس بيت الوزير واقتادوه الى قصر الخلافة عبر السوق المؤدي اليه وهم يحاولون ضربه بالعصي ، لكن اهله ومعارفه في السوق كانوا يحاولون منعهم من ذلك .
لما وقف الوزير بين يدي الخليفة شتمه هذا وقال " كيف خنت الامانة " قال " لم اخن " قال " بل خنت ولا يمكن ان اكذب من جاء بخبر الخيانة " قال " وماهي الجريمة " قال " ذبحت العنزة التي إئتمنتك عليها " قال " انها موجودة وسأثبت لك ذلك " . فذهب بصحبة العسس واحضر العنزة ، فخجل الخليفة وارسل بطلب زوجة الوزير ولما حضرت ، لم يتفاجأ الوزير فرمى عليها يمين الطلاق امام الخليفة وطلب من الخليفة اعفاؤه من منصبه وقبل ان يخرج من دار الخلافة قال " لقد كان للتراب ثمن اغلى من الذهب " وعاد ليشكر من كان في السوق على حمايتهم من ضرب العسس .
بعد مضي شهر من ابعادي عن مكتبه ، اعادني الوزير الى بغداد ولكن لم يعيدني الى مكتبي ، فقد كانت حكاية الخليفة ووزيره التي رواها لي احد معارفي ، فعقبت هذه الفترة سنوات جميلة اختزلت كل جمال الدنيا .



#جواد_البياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضيتنا وبينالي
- جيشنا اصبح محترفا
- الشرف لا يقبل التجزئة
- موسم تفقيس الاحزاب
- الاعتدال بين النفاق والتطرف
- صراعات .. لاعلاقة لها بمصلحة الوطن
- احداث البصرة تعلن انفراط العقد الشيعي
- المجلس ومشاريعه المضحكة
- البرلمان وقوانينه الاستفزازية
- زيباري ضحية الثأر السياسي
- المانحون لايمنحون اعتباطا
- يلدرم يتكفل باسدال الستار
- واخيرا .. داعش حسم امره
- رمضان كريم
- لعنة الوطن
- الهزيمة والمظلومية
- قرار غريب
- حرب المضايق
- حوريتي
- العزة بالاثم .. سياسيا


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد البياتي - امر السيد الوزير