أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - أثر الواقع على الكتابة مالك البطلي














المزيد.....

أثر الواقع على الكتابة مالك البطلي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5403 - 2017 / 1 / 15 - 22:26
المحور: الادب والفن
    


أثر الواقع على الكتابة
مالك البطلي
اتابع عن قرب ما يكتبه الشاب "مالك البطلي" واحاول أن أربط بين ما جاء في نصوصه وبين الواقع الذي يعيشه، فوجدت هناك أثر واضح وقوي على ما يقدمه من نصوص، فهناك حالة من السواد تصل احيانا إلى القتامة، ليس على صعيد الفكرة وحسب بل على صعيد الألفاظ المستخدمة.
أن يبدأ النص بكلمة "منهك" تعطي دلالة لما في النص، فهذا الفعل يشير إلى ما يحمله العقل الباطن من سواد ويأس، وإذا تتبعنا بقية الجملة " منهكٌ جدًّا أتسوّل في منافي ذاكرتي والخوف الشديد يغمرني ولا حقَّ لي بجلب قليلٍ من الخمر" نجدها غارقة في السواد، وهنا نطرح سؤال، كيف للمتلقي لهذا النص أن يتأثر ايجابيا؟ وهل التغني/الكتابة عن السواد تريحنا أم تزيد من أوجاعنا؟ وما هي السبل/الوسائل لرفع القتامة عن المتلقي/القارئ للنص؟، أعتقد علينا ككتاب أن نتجاوز/نتجاهل/نترفع عن ألمنا، ونبحث/نجد/نكتشف/نخوض في عالم جديد، يفتح آفاق أمامنا يبعدنا عن حالة الألم والقسوة التي نمر بها.
كما علينا أن نستخدم ألفاظ ولغة أدبية تخفف/تسكن/تهدئ من وطأة الفكرة القاسية التي نطرحها، فاللغة الجميلة يمكنها أن تلغي السواد تماما من لنص وتتغلب عليه، وهذا الأمر نجح فيه الروائي "مشهور البطران" في رواية "السماء قريبة جدا" حيث كتب المشاهد القاسية والصعبة بلغة ادبية استثنائية، وكأنها كان يتعمد التخفيف على المتلقي من قسوة وألم المشاهد.
أما بخصوص اجترار الكتابة القاسية والمؤلمة فهو يشكل حالة من المازوشية تنعكس سلبا على الكاتب والمتلقي معا، ولهذا ليس من الصواب بأي شكل من الأشكال في هذا الوقت تحديدا، الكتابة عن الألم والسواد بلغة وألفاظ قاسية وصعبة، ولا بد من لنا من انتهاج طريق جديد نستطيع من خلاله أن نشكل أمل/فضاء لنا ككتاب وكمتلقين للنص.
من هنا إذا ما عدنا إلى النص السابق سنجد الأثر الايجابي الذي تركه فينا الكاتب عندما تحدث عن القمر،" ماذا تريد مني يا أيها القمر ..؟ " بلا شك هناك فتحة/نافذة استطعنا من خلالها أن نرى العالم/الفضاء بشكل أفضل وأجمل، وكأن هذه القمر لم يكن تأثيره على الكاتب وحسب بل علينا نحن لمتلقين أيضا.
ومن هنا ندعو كل كتابنا، خاصة الشباب منهم، فهم حملة الأمل، أن ينقذونا من حالة السواد التي نمر بها إلى مثل هذا الفضاء الرحب. حتى يكونوا ونكون سعداء معا.
منهكٌ جدًّا أتسوّل في منافي ذاكرتي والخوف الشديد يغمرني ولا حقَّ لي بجلب قليلٍ من الخمر والأوراق والدفاتر والسجائر وحتى الدموع ممنوعةٌ عني والأكثر من ذلك !؟ فإنّ ليلي يجرجرني داخل زنزانةٍ رماديةٍ ضبابيةٍ لا شيءَ فيها سوى ثقبٍ صغيرٍ في السقف نحوه أرفع رأسي كلَّ يومٍ داعيًا الرّبَّ أن يقودني إليه إذ أنّي مشتاقٌ للغائبين الحاضرين في قلبي وفي مرّةٍ وفي لحظة يأسٍ واشتياقٍ شديدين أذكر أنني نظرت من خلال هذا الثقب فرأيت القمر كاملًا فتذكّرتُها وتذكّرتُ تبعثرَ أشلائنا فبكيت ثمّ قمت بتجميع نفسي وسألت القمر صارخًا : - ماذا تريد مني يا أيها القمر ..؟ فحبيبتي الغائبة عني تشبهك وأنا هنا معذَّبٌ في زنزانتي القاسية هذه التي فيها كل شيءٍ ممنوع عليّ حتى دموعي ولكن سأسير سالكًا في طريقي فهل هذا بلاءٌ جديدٌ من عشقٍ آخر .. ؟!



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التماثل بين اللفظ والفكرة في -ذات مساء- -محمد لينسي-
- الفاتحة في سردية -أيلول الاسود- شريف سمحان
- المخاطب في ديوان -غفوة في المهب- منصور الريكان
- ونحن والاحتلال في رواية -كافر سبت- عارف الحسيني
- الحب في -أنغام حب- أحمد محمد الدن
- المرأة وأثرها على الشاعر في -هذه الليلة- أياد شماسنه
- التغريب والياس في قصيدة -يا صاحبي السجن- مفلح أسعد
- كتاب -رواية السجن الفلسطينية-
- الإنسان في رواية -وجوه في درب الآلام- مشهور البطران
- سخافات رجال الدين
- البطل لمطلق في رواية -الأسير 1578- هيثم جابر
- التعذيب في رواية -المسكوبية- أسامية العيسة
- السواد في ديوان -ترجمة مبعثرة للفرح- زياد شاهين
- بداية رواية السجن في فلسطين -المفاتيح تدور في الأقفال- علي ل ...
- جذب المتلقي في ديوان -بياض الأسئلة- سليم النفار
- قسوة المضمون في -الساعة الواحدة صباحا- مالك البطلي
- الصوفية في ديوان -كأنه فرحي- محمد ضمرة
- المعرفية التاريخية والجغرافية في -رواية قبلة بيت لحم الأخيرة ...
- المكان والإنسان في مجموعة -رسول الإله إلى الحبيبة- أسامة الع ...
- من يحترق فلسطين أم إسرائيل؟


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - أثر الواقع على الكتابة مالك البطلي