أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالص عزمي - عند الامتحان















المزيد.....

عند الامتحان


خالص عزمي

الحوار المتمدن-العدد: 1426 - 2006 / 1 / 10 - 10:54
المحور: الادب والفن
    


( هذه مسرحية ساخرة من فصل واحد مستوحاة من مقولة ــ عند الامتحان يكرم المرء او يهان ــ والتي كنا نرددها في مرحلة الدراسة الابدائية وتدور احداثها بعد الاحتلال الغاشم للعراق )
الشخصيات
محمود : مدرس جامعي للغة والادب الانكليزي متخرج من جامعة هارفرد ــ متقاعد ـ
نزهت : مدرسة كيمياء متقاعدة ؛ وربة بيت
مهدي : الابن الوحيد وهوخريج ثانوية
سليم : مدرس لغة عربية
بنجامين صاموئيل : مستشار تربوي امريكي
مدرسون
فراش


المشهد الاول


( غرفة صغيرة في بيت بغدادي شرقي متواضع اتخذها محمود
صومعة للكتابة والمطالعة وسماع الموسيقى . فيها مجموعة من
الكتب والمجلات والصحف ؛ وراديو وكاسيتات متنوعة ومنضدة
كتابة ؛ وبعض الكراسي المتناثرة
الاب جالس على كرسيه المفضل المريح يستمع الى موسيقى هادئة)


( الوقت عصرا )


مهدي : ( يطرق الباب مستأذنا بالدخول ) هل تسمح لي بالدخول؟
محمود : ادخل ابني .... ادخل
مهدي : ( يجلس على كرسي قرب والده ويبدو عليه القلق والحيرة ) لدي مشكلة حقيقية
محمود: خير ان شاء الله ؟
مهدي :صباح هذا اليوم اخبرنا الاستاذ سليم مدرس اللغة العربية بان هناك مستشارا امريكيا
في وزارة التربية سيحضر مقابلة الطلاب المرشحين للبعثة في موضوع المعلومات العامة
للمرحلة النهائية ؛ وقد زودنا باسئلة كثيرة يتوجب علينا مراجعتها والاجابة عليها بدقة والتمرن
كثيرا على حفظها لان المقابلة شفهية .
محمود : وكم عددكم ؟
مهدي : بعد عدة امتحانات بقينا اربعة في بعثة الأدب واللغة
محمود : ومتى سيعقد هذا اللقاء
مهدي : خلال يومين
محمود : وهل لديك الاسئلة ... وهل اعددت اجاباتها ؟
مهدي : نعم تفضل الاسئلة ( يقدم له عدة اوراق )
محمود : ( بأخذ نظارته ويدقق بالاسئلة جيدا ) انها اسئلة كثيرة حقا تحتاج الى (ا ستكان )
من شاي والدتك اللذيذ ( يستمر بالقراءة )
مهدي :( يفتح الباب وينادي على امه ) امي ... يا امي ... الشاي يا امي ( ثم يجلس صامتا يتطلع لابيه )
نزهت : ( تدخل بعد دقائق حاملة الشاي والكعك ؛ بينما يواصل الاب القراءة ) هذا هو الشاي
اراكما مشغولين بالقراءة وسماع الموسيقى( ضاحكة ) حسب الاصول المعتادة ....
محمود : هذه المرة ليست كسابقاتها ؛ لقد فآجأني مهدي بمشكله !
نزهت : خير ان شاء الله
محمود : ( يتحسر ) هم يطالبونه بمعلومات عامة ؛ سيمتحن بها اثناء مقابلة خاصة سيشرف عليها مستشار امريكي
نزهت : مستشار امريكي ؟ ( مندهشة) ولا يهمك ابني امريكي ؛ انكليزي ؛ اوسترالي ... ان شاء الله بتعاوننا تكون
الاجابات جاهزة ومقبولة ؛ وهل جلبت الاسئلة معك ؟!
مهدي : نعم انها ... عند ابي
محمود : نعم ... نعم اعطاني اياها وانا اقرأ فيها ؛ ( ملتفتا الى مهدي ) و هل معك الاجابات التي قلت انك كتبتها ؟
مهدي : نعم ابي ( يخرج من جيبه اوراقا ) وهذه اجاباتي ... وطبعا على قدر ثقافتي العامة .
محمود : طيب ستقرأ والدتك الاسئلة وسأجيب عليها من خلال ما كتبت انت ؛ واذا اخطأنا فصحح لنا الخطأ
مهدي : لا ابي.... لا اعتقد ان هناك اية اخطاء ان شاء الله .
محمود : نزهت خذي الاسئلة ( يعطيها الاوراق ) أقرأي الاسئلة بالتسلسل وسأجيبك طبقا لما كتبه مهدي ..
نزهت : طيب .( تقرأ).... من هو اول مؤسس للدولة ؟
محمود : ( يقرأ في اوراق مهدي ) الملك فيصل الاول بن الحسين
نزهت : عدد خمس مدن مهمة في ارجاء البلاد.... وبماذا تتميز طبيعتها ؟
محمود: بغداد بنهر دجلة ؛ البصرة بالنخيل ؛ الموصل بالربيع ؛ السليمانية بالجبال؛ والناصرية بالاهوار
نزهت : من هو العالم البارز الذي اختص بعلم الاثار ؟
محمود : العلامة طه باقر
نزهت : ما هو اهم متحف في نظرك واين يقع ؟
محمود : المتحف العرا قي في نهاية شارع الصالحية ببغداد
نزهت : من هو المهندس المعماري الذي تعجبك اعماله... صف عملا واحدا له ؟
محمود : الدكتور محمد مكيه ومن اشهر اعماله المعمارية الجديدة لجامع الخلفاء في بغداد
نزهت : (مبتسمة ) ؛ ماهي الكلية التي ترغب في الالتحاق بها... ولماذا ا؟
محمود : الآداب لاني اعشق الادب ووالشعر
نزهت : اذن ؛ اذكر لي اقرب شاعر وروائي وكاتب مسرحي وقصصي الى نفسك ؟
محمود: اما الشاعر فهو الجواهري والروائي نجيب محفوظ والمسرحي يوسف العاني والقصصي عبد الملك نوري
نزهت : واذكر لي كذلك رساما ونحاتا وكاريكتوريا ؟
محمود : الرسام فائق حسن ؛ والنحات جواد سليم ؛ والكاريكتيرست غازي
نزهت : وفي الموسيقى والغناء....من الزمن الجميل؟!
محمود : عبد الوهاب وام كلثوم و ناظم الغزالي وعفيفة اسكندر
نزهت : وماذا عن اربعة من الممثلين والممثلات .؟
محمود :خليل شوقي ونور الشريف ؛ اما الممثلات ففاتن حمامة وابتسام فريد
نزهت : عدد لي اربعة اماكن طبيعية خلابة و متميزة في انحاء البلاد ؟
محمود : شلالات جلي علي بيك ؛ نواعير الفرا ت ؛ بحيرة الرزازة ؛ شط العرب
نزهت : اذكر لي اربع جامعات اساسية ؟
محمود :جامعات بغداد ؛ الموصل ؛ البصرة ؛ المستنصرية ( يرن جرس التلفون تقوم نزهت للرد)
نزهت : ( تتناول السماعة ) هللو ... أي نعم . من انت ؟.. من تطلب ..؟. نعم مهدي هنا ... سيكلمك حالا ...
( مخاطبة مهدي ) هذا زميلك كريم ....
مهدي : ( يتناول السماعة ) نعم كريم... خير ..؟. .. الآن ؟ طيب سآتي اليك... مع السلامة ( يغلق التلفون مخاطبا اباه) انه صديقي كريم لقد اتصل به الاستاذ سليم ويطلب مني الحضوراليه فورا ؛ انا ذاهب ..(يخرج)...
محمود ونزهت : مع السلامة
محمود : سنستمر بعملنا اذن
نزهت : طيب وهذا سؤال آخر ... ما هو اشهر الآثار التي تعرفها ؟
محمود : آثار بابل العريقة
نزهت : ما هو الجسر الاهم في بغداد ؟
محمود : الجسر المعلق
نزهت : ماهي اهم قاعة معدة لانواع المهرجانات والمؤتمرات و الاحتفالات؟!
محمود : قاعة المسرح الوطني( يرمي القلم جانبا ..) كم هي الساعة الآن ؟
نزهت : انها السابعة ... لماذا هل انت متعب ؟
محمود: لا ابدا ؛ سنأخذ قسطا من الراحة حينما يعود مهدي ونتناول العشاء سوية ! اكملي رجاءا
نزهت : اذكر لي عالمين بارزين معاصرين او قديمين تعجب بهما ؟
محمود : الرازي صاحب الحاوي ؛ و الخازن صاحب ميزان الحكمة .
نزهت : وهذا هو السؤال الاخير .. ما هو المبدأ السياسي الذي تؤمن به ؟
محمود: تقديس الوطن والدفاع عنه وعن وحدة اراضيه والتضحية بالنفس والنفيس من اجل رقيه وتقدمه.
نزهت : بعد ان تتخرج ؛ ما هي امنيتك التي تتمنى تحقيقها ؟
محمود: ( يضحك) تذكري ان هذه الاجابة من مهدي ( ينظر الى نزهت من خلف النظارات ) فنحن تخرجنا وتقاعدنا واليك جوابه : بعد التخرج سوف اقدم لطلابي كل ما يعينهم على تفهم معنى اللغة والادب والاكثار من حفظ
النصوص الادبية ذات المستوى الرفيع لانها تلهم معنى السمو بالاحاسيس والتعبير عن الخلجات بشتى الصور نزهت : بالاضافة الى النصوص .....وماذا يعين طلابك على تحقيق ذلك ايضا ؟
محمود : بالاكثار من المطالعة والجولان في صنوف المعرفة ؛ ثم محاولة الكتابة بشتى الوان الابداع ؛ في القصة
او الرواية او الشعر او المسرحية او سيناريو الافلام او الاعمال التلفزيونية والاذاعية... الخ
( يطرق الباب ويدخل مهدي ويبدو عليه الارتباك )
محمود : اراك مرتبكا .... ماذا حدث ؟
نزهت : صحيح ... هل هناك ما ازعجك ؟
مهدي : ( يجلس ) هناك مشكلة سأوجزها لكما ... قال لي صديقي كريم : ان الاستاذ سليم اتصل به وقال له ان جميع
الاسئلة ستكون عن امريكا ؛ اي لا على العراق ولا الامة العربية ؛ ولهذا يتوجب علينا ان نكتب جميع
اجوبتنا مجددا تبعا لذلك ؛ وان المستشار الامريكي هو الذي سيرأس اللجنة و وهو الذي سيوجه الاسئلة .
؛ وحيتما دققنا بالاسئلة وجدناها غير محددة بأي بلد ....و منذ البداية
محمود: ( يلتفت الى نزهت وهي في حالة من القلق ثم يوجه كلامه الى مهدي ) ابني مهدي لا تهتم ابدا
.. .. بعد العشاء سأجلس مع والدتك واعد لك اجوبة ( امريكية !!!!) تتطابق مع جميع الاسئلة التي طرحت
قبلا ؛ وفي الصباح سنعمل معك على قراءتها مرات ومرات حتى تتأكد من حفظها ؛ ليس بالتسلسل
وحسب ... بل وحتى بطريقة متفرقة ؛ لكي تستوعبها تماما
مهدي : لقد اخبرالاستاذ سليم زميلي كريم بان المستشار الاميركي مستفز وعنود وانا اخشى ان يجرح مشاعري وعند
ذاك ؛ وانت تعرفني يابي جيدا ؛ سوف لن اسكت على اي استفزاز ؛ ومهما كانت النتائج!!
محمود : انني اعرف ذلك ؛ ولكن حاول جهدك ان تكون حليما وتكسب معركتك
مهدي : ولكن ياابي للصبر حدود كما يقال
محمود : اذا وجدت ان الامر تجاوز حده فلك ان تتصرف بما تجده مناسبا في حينه
مهدي : شكرا ابي على نصيحتك وسأحاول التماسك جهد الامكان
محمود : ( ملتفتا الى نزهت ) الآن ساراجع الاسئلة وسأملي عليك الاجابات الضرورية .
نزهت : وانا حاضرة للكتابة حتى الصباح
محمود : لا ... انها بسيطة ولا تستحق كل هذا السهر ؛ هل نسيتي باني خريج جامعة هارفرد ؟
مهدي : ( تبدو عليه معالم الراحة النفسية) شكرا جزيلا لقد اتعبتكما معي كثيرا فمعذرة
محمود : والان يا( نزوهه ) جاء وقت العشاء !!
نزهت : ( مبتسمة ) نصف ساعة وسيكون العشاء جاهزا
مهدي : امي ... سأعينك على عمل ( المقبلات) ( يخرجان بينما يسترخي محمود على كرسيه ويعاود استماع الموسيقى )
ستارة
( يتبع المشهد الثاني )



#خالص_عزمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثلوج والوطن
- الطابو ولعبة الكراسي
- 2 الانسحاب
- قوافل الانسحاب 1
- صف لي لبنان
- كان ... واختها لجنة ميليس
- لكل سؤال جواب
- مقاومة الاحتلال
- متحف العراق
- تزوير الارادة
- نثرية دامية مسلسل التعذيب
- يحكى أن ...ثانية
- تمثال عبد المحسن السعدون
- التماثيل
- كتب جديدة
- الحدقه
- الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي
- المنظومة
- امريكا خسرت القلوب ولم تربح الحروب
- مشروع الدستور العراقي 3


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالص عزمي - عند الامتحان