أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - المهدى صالح احميد - عواصف الربيع العربى















المزيد.....

عواصف الربيع العربى


المهدى صالح احميد

الحوار المتمدن-العدد: 5403 - 2017 / 1 / 15 - 15:39
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


عواصف الربيع العربي

شهدت دول ما يسمى بالربيع العربي وليبيا جزء منها أحداث وتغيرات مذهلة تفوق الوصف , وهى مريبة ومرعبة لم يشهدها الوطن العربي , جلبت عليه الخراب والدمار والتمزق والتفرقة والشتات , دماء نزفت وبيوت دمرت وبنى تحتية خرّبت واقتصادات استنزفت ومصانع توقفت ونساء فقدن فلذات أكبادهن وأزواجهن ، وأطفال هاموا على وجوههم يبحثون عن آباء وأمهات قد اختفوا ، وسيل المصائب والآلام تتدفق حتى لا تدري إذا كانت الجحيم قد التهبت ، أو أن الضمائر قد اندثرت.

وقائع وأحداث عاصفة وقعت في دول الربيع العربي , وهى تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا وقبلهم كانت العراق , إنها مؤامرة غربية وفى مطابخ دولية تحاك الخطط الممنهجه والمعدة سلفاً لما يسمى بالربيع العربي , الرئيس التونسي الزين بن على وخروجه مؤخراً خير ذليل على ذلك وهو يجهر بالحقيقة بعد الصمت الطويل , ويعترف كيف كانت المؤامرة التي تمت بشأن عمليه تغيير نظام الحكم في تونس , حيث قال بعد أن نطق أخيراً لقد بدأ التآمر علي تونس وعلي شعبها منذ سنوات طويلة و تحددت ملامحه بعد أن قال رفضت إعطاء القاعدة العسكرية ببنزرت للولايات المتحدة الأمريكية سنة 2007 , كما قال رفضت تضييق الخناق علي ليبيا عن طريق الحصار. تلت ذلك زيارة كنداليزا رايس إلي تونس سنة 2008 , حيث كان إقتراحها أن تحتضن تونس مركز لحقوق الإنسان تشرف عليه أمريكا بتعلة تعليم الشباب مفاهيم و قواعد حقوق الإنسان , وكان جوابه لماذا هذا المركز لم يحتضن فى إسرائيل!!, وذكر قائلاً عدم إعجابها بجوابي وغادرت تونس في الحال ومن هنا بدأت عملية التآمر. أما المخطط بشأن ليبيا هو الأخر كان مرتبط في هذه المؤامرة وخير ذليل على ذلك إرغامه بتضييق الخناق والحصار على ليبيا, وما أعلنته لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني مؤخراً وإذانتها بالتدخل العسكري في ليبيا , وأيضاً ما أقر به الرئيس الأمريكي أوباما بالخطأ المقصود منه إسقاط حكم النظام في ليبيا , وبالفعل تمت المؤامرة وتم إسقاط النظام التونسي والليبي والمصري واليمنى والجرار سائر على إسقاط النظام السوري وربما يطال الإطاحة بحكام الخليج العربي .

نجحت أمريكيا والتحالفات الدولية فى مؤامرتها بالإطاحة بالأنظمة العربية وبتفكيك وتدمير وتشتيت قدرات وإمكانيات الجيوش العربية.

ومن ضمن دول ما يسمى بالربيع العربي ليبيا , حيث كانت تنعم ليبيا قبل الانتفاضة عام 2011 بالأمن والأمان والإستقرارالسياسي والإقتصادي . حيث أصبحت تعانى اليوم أوضاع مزرية على كافة المناحى الإنسانية والسياسية والأمنية والاقتصادية , بسبب هذه التغيرات والمتغيرات وبإنهيار النظام السابق حيث إنهارت معه كل القيم والمعايير الإنسانية والإخلاقية. مما أذى الى خراب شمل مدن بعينها من دمار ونهب وسطو مسلح من قبل مليشيات لم يعد أي قانون يضبطها. كما أذى أيضاً لنزوح معظم السكان من مدنهم , لم يعد للأمن والاستقرار له وجود ولا مكان , القتل على الهوية مشاع والخطف والإغتصاب والإنتهاكات الجسيمة لكرامة وأدمية وحقوق الانسان ارتكبت , لقد غاب العدل وضاعت الحقوق وعم الفساد.

أمريكيا والغرب لم يتعلموا بالعقل قبل مئات السنين ، وعلمتهم التجارب والوقائع الفأس عندما وقع في الرأس , ولا أرى أننا نحن العرب أكثر ذكاء منهم بإنتظارنا الفأس طويلاً علّ وعسى أن تعمل في وعينا فتصحو عقولنا , لأن الأنظمة العربية تدفع بسياساتها نحو الفتن والإقتتال والفوضى.

لم أكن أردد على مدى السنوات في القول إن شوارع المدن العربية ستشهد سيلاً من الدماء , للأسف حصل هذا وما زال مستمراً وأن الدم الذي رأيناه سيمتد عاجلاً أم أجلاً إلى بلدان أخرى لم تشهد ما يسمى حراكاً عربياً ستصطف لتأخذ دورها , حيث ما زال الإستبداد والفساد يضربان جذوراً في العديد من هذه الدول ولا مفر أمام شعوبها إتباع ونهج ما يسمى بالربيع العربي والتحرك ضدها.

الحراك العربي الذي تم في بعض الدول حتى الآن لم يكن كافياَ ليكون درساَ للأنظمة العربية الأخرى المستقرة إلى حد ما , لكون هذه البلدان يعمها الفساد السياسي والاقتصادي وقمع شعوبها.

لقد أحدث الحراك العربي حتى الآن هزة كبيرة للدول التي عصف بها الربيع العربي في مختلف النواحي الدينية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والطبقية والثقافية.. الخ.

لقد ظهرت العنصرية العربية والقبلية على حقيقتها أثناء الحراك العربي ، وتُرجمت الأحقاد والكراهية والبغضاء بين فئات الناس إلى هلاك ودمار.

وبلدى ليبيا خير ذليل وشاهد على هذه الوقائع والأحداث , وبالفعل التقرير الصادر مؤخراً , يقول إن العاصمة الليبية طرابلس تعتبر تانى أسوأ مدينه في العالم للعيش فيها.

ربما لم يكن بعضنا يذرك إستثمارالأنظمة العربية للخلافات الدينية والقبلية لكي يبقى الحكام حكاماً. حيث كانوا يغذون النزعات الطائفية والمذهبية والقومية ضمن سياسة فرق تسد ، ونشروا هذه السياسة في الأجهزة الأمنية والاستخباراتية ومختلف مؤسسات الدولة.

سيذرك المواطن العربي أخيراً بعد هذا القتل وهذه الآلام والنفوس المتأججة بالمشاعر العدائية ، أن الوقائع والأحداث حتماً ستساهم في تطوير قناعات واسعة للناس على إتساع الوطن العربي بأن التعايش والتعاون المتبادل سيؤديان إلى راحة الجميع ، وليس راحة طرف على حساب طرف آخر.

إن أكبر المتضررين من الحراك العربي هو الإسلام ، وذلك بسبب فئات إسلامية متطرفة فرضت نفسها على الحراك العربي وقامت بنشاطات أمنية وعسكرية كثيرة أساءت إلى الإسلام والمسلمين ، وجاءت بهذا الحراك لتصف لمئات الملايين من الناس في العالم أن الإسلام أصبح دين إجرام وقتل وذبح وحرق.

للفقهاء فتاوي هي التي ولّدت المذاهب والتطرف أشبعت الدينَ الإسلامي تفاصيل فقهية , لم يتركوا أوامر أو منهيات بسيطة أو سلوكاً متواضعاً تركه الله سبحانه للفرد ليُحكّم عقله فيه إلا مسّوه وأفتوا فيه ، حتى أصبح الإسلام حظيرة مغلقة يحاصر المسلمين ويمنعهم من التآلف والتسامح والإبداع والتطوير , وبلدي ليبيا مفتى الديار الليبية خير ذليل ومثال على ذلك.

وأخيراً الأنظمة العربية هي السبب الأول في كل ما يجري وجرى على الساحة العربية ، وستدرك أن الناس لم يعد بمقدورهم تحمل المزيد من الظلم والاستهتار بمصالحهم , وأن دمائهم التي نزفت والارواح التي أزهقت والمدن التي دمرت والأهالي التي نزحت بكل تأكيد سيكون لهم دور هام في تغيير أنظمة الحكم وتحسين الأوضاع السياسية التي تنعكس على حال الوطن والمواطن , ولهذا سيكون للمواطن العربي دور أفضل في تحديد سياسات الأنظمة العربية عاجلاً أم أجلاً.

ويبقى دائماً السؤال مطروحاً هل الأنظمة العربية المرشحة لمواجهة الناس تحكم عقلها قليلا وتباشر القيام بالتغييرات التي تجنب البلاد والعباد الصدام والاقتتال؟

المهدى صالح إحميد

[email protected]



#المهدى_صالح_احميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطنى ليس ككل الأوطان
- ثورة الجياع فى ليبيا سانقود
- المجلس الوطنى الانتقالى قبعة الفساد
- مدينة بنى وليد والذكرى الرابعه للقرار الظلم
- حقائق من داخل سجون القدافى
- التكالب الدولى على ليبيا
- الجريمة المنظمة والإرهاب فى ليبيا
- الأمم المتحدة تجر ليبيا إلى المستنقعات المظلمة
- ذكرى حادثة إغتيال المحامى عبدالسلام المسمارى
- عائلة أحميد تتنازل عن الجنسية الليبية بسبب انتهاكات لحقوق ال ...


المزيد.....




- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - المهدى صالح احميد - عواصف الربيع العربى