سمير هزيم
الحوار المتمدن-العدد: 5403 - 2017 / 1 / 15 - 02:57
المحور:
الادب والفن
قصة قصيرة
---------
قارئة الفنجان
قارئة الفنجان
وقفت ذليلاً خانعاً في حضرة قارئة الفنجان، أسألها عن مستقبلي العاطفي و إمكانية أن تحبني ( سيدة ما ) في الصيف القادم ، أشعلت البخور حولي، غطاني دخانه
، سألتني عن عملي قلت لها: ( محامي ومحاولات في الكتابة ) .
قالت : نعم يظهر ذلك في رائحة أفكارك العفنة، التي غطت على رائحة البخور، هل لديك أموالاً أو عمارات أو سيارات أو أي سبب آخر لتحبك أي واحدة منهن ؟.
قلت لها : لا ولكن أتميز بصلعة جميلة، و نظارات طبية ( ناقص ثلاث درجات فقط، )، وحذاءً ليس عتيقاً جداً نمرته 45. ألا يكفي هذا للحب ؟!.
أخَذَتْ العرافة الفنجان من يدي بعد أن احتسيت قهوته، و قلبته رأساً على عقبٍ ليرسم ( الطحل ) في أسفل الفنجان مستقبلي، حسب قراءتها .
نَظَرَتْ العرافة إلى داخل الفنجان، عَبَسَتْ عبسةً أظهرت تجعيدات و جهها، و ( فنجرت ) عينيها، ثم رمتني بالفنجان و صبغ الطحل الأسود وجهي، و هي تصرخ :
ـــ أيها الاحمق ، ستكون جبلا ثقيلاً جاثماً على صدر كل من تفكر فيك ...
ستكون هماً و تعباً و شقاءً لكل من تلتعن بحبك...، اغرب عن وجهي.
قمتُ هارباً مسرعاً بالخروج و أنا أقول لها : أيضا أنا فاشلٌ وكسول في كل شيء، وجبان ورعديد ،
ألا يكفي هذا للحب ؟.
قذفتني بصينية القهوة كلها، ولكنني استطعت أن أتحاشاها، حسب خبرتي بالزوغان من بين القذائف .
و مازلت أحلم بتعيسة الحظ التي ستحبني ...
------
سمير 2013
#سمير_هزيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟