أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصلح كناعنة - اعتراف الرجل بخطيئته المقدسة - قصيدة














المزيد.....

اعتراف الرجل بخطيئته المقدسة - قصيدة


مصلح كناعنة

الحوار المتمدن-العدد: 1426 - 2006 / 1 / 10 - 10:46
المحور: الادب والفن
    


أرجـوكِ يا سـيّـدتي
لا تـعـبديـني!
فأنا لسـت إلهاً
رغـم أني
منـذ فجر تاريـخي... وتاريـخِـكْ
أدعـي أنـي إلهُـكِ
وأني لك الأبُّ، والـربُّ
وأني خلقـتـكِ من ضـلوعي
وأن حياتك كلـها في مَعـبَدي
مِـنـَّةٌ مني علـيكِ،
لتعـبديني...
وتخدميني.

وأقـنـعـتُ أنا ذاتي بذلكْ
وأقـنعـتـُك أنتِ كذلكْ
ثم قضيتُ عصور تاريخي... وتاريخِكْ
أزجُّـكِ في قنديل سحري
أحارب استقلالَ روحِـكْ
أصادر الكلماتَ والأشياءَ منكِ
ثم أعلن عجزكِ المُطلقْ
وأنك لا شيءَ عندي...
بل إنك الـ"لاشيئ َ" ذاتـه
فما أنت إلا قاصرٌ...
وخاسرٌ...
وباطلُ
أما أنا، فكاملٌ...
وكاسرٌ...
وعاقلُ
أما أنا...؟!
إنني الرجـلُ/الإلـهُ.

****
وباسم "عورةِ الأنثى اللعينة"
أسدلت ستائر العدم الثخينة
على كيانكِ، جسداً وروحا.
وعلى أضواء شهيتي وغريزتي
عـرّيتـُكِ جسداً وروحا
وسلبتُ منكِ سِحرَكِ...
سحر عينـيكِ، ونهديكِ
وعقلـك، وفـؤادكْ.
وجبلتُ هذا كله في طينتي
ليصبحَ سحـركِ قـوَّتي
ويصبح عجـزك عنفواني.
ومن طينتي اختـلـقـت أسرار الوجـودِ
ونواميس الطبيعة
ومعايير السلوكِ
والعقيدةِ... والشريعة
ورفعتها فوق سمائي وسمائِـكْ
ثم جعلتُ آلهتي تـُنـَزّلها عليَّ
وتأمرني، باسم الحق المقدس
أن أفرضها عليك... من أعماق ذاتِـكْ
وأن أكون لكِ الأبّ، والربّ
وتقولي لي "سمعاً وطاعة".

****
أرجوكِ يا سيدتي
أن تغفري لي!
فأنا لستُ إلهاً
لا...
ولم أكن أبدا كذلك.

أعترفُ الآنَ، للمرةِ الأولى، بضعفي
وليشهد التاريخ ذلكْ
فأنا حفـنةٌ من طينٍ
لم ينفـُخ بها أحـدٌ
يموت الدهر وهي قابعةٌ
تنتظر نفحـة منك لتحيا.

أعترف الآن، سيدتي
للمرة الأولى،
وليشهد التاريخ ذلكْ
بأنك أنت سيدتي
ووالدتي
وآنستي
ورفيق روحِيَ الأوحـدْ
وبأني أحبك حب النهر للمصدرْ
وحُـب القمح للبيدرْ
وحب الشكل للجوهرْ.

أعترف الآن سيدتي
بأني اضطهدتـكِ
واحتكرتـكِ
واحتجزتكِ في حريمي، واغتصبتكِ
لا لأني أنا إلـهٌ
ولا لأني أريد ذلكْ
بل لأني أغار منكِ
من جمال الكون، يسمو في جمالِكْ
وخبايا الكون، تصحو من خلالكْ
ورحيق الخلد فـَيحٌ من جبالِـكْ

ولأني أخـاف منكِ
من طاقة الخلق والتوليد فيكِ
فرحمك نبع الخليقة كلها
ونبع الحياة بلغزها
فيه تحِل الروح في الجسدِ
فيه يـذوب الوقت في الأبدِ
فيه يعيش الجـَد في الولدِ.

أغار منكِ...
أخاف منكِ...
أخاف من نفسي عليكِ...
أخاف من نفسي على نفسي
فأنا حولت رحمـَكِ
من "رحْمٍ" إلى "حـُرمٍ"
وحولتك أنتِ
من "رحمَة" إلى "حـُرْمَة"
فصرت، أنا أبو التاريخِ،
متوحشاً يقتـل ذاته
متوحشاً يأكل ذاته
كحيةٍ في حكمةٍ صينيةٍ
أولها يبلـع آخرَها...
تأكل ذاتها
وتفرزها...
من أين تفرزها؟
من يُخـلصها
من محنة إفناء الذات والآخر؟

****
أرجوكِ يا سيدتي
أن تنقذيني
من بطشي ومن بأسي
من عجزي ومن يأسي
فوجودي كله في أزمةٍ
ومصيري كله في ورطةٍ
فأنا طفلٌ رضيعٌ، قاصرٌ
يظن أنه يملك أمه
وهو لا يملك نفسه.

****
أرجوك يا سيدتي
أن تسمعيني
فصحوة الإدراك هذي
وحيدةٌ، فريدةٌ من نوعها
إن تـُهمليها فلن تعودَ
ستثور آلهة الفحولة،
وباسم الشريعة
والعقيدة
والبطولة،
ستقول أني فقدتُ عقلي،
فقدتُ روحي،
وخنت ميثاق الرجولة.



#مصلح_كناعنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قـتلتـني بحبـك- على لسان ضحـية من ضحايا -جرائم الشرف-


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصلح كناعنة - اعتراف الرجل بخطيئته المقدسة - قصيدة