أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن الشرع - أغلقوا حساباتكم














المزيد.....

أغلقوا حساباتكم


حسن الشرع

الحوار المتمدن-العدد: 5402 - 2017 / 1 / 14 - 23:06
المحور: الادب والفن
    


بخلاف عادته رجع إلى منزل عائلته حيث يشترك في غرفة واحدة مع أخيه الذي يصغره لبضع سنين ..هو شاب صغير ملامحه عتيقة ...كل شيء حتى الحكايات حوله لا تمت بصلة إلى الحاضر..مازال المكان يتحدى الزمان.. إبراهيم يشتم التاريخ لدرجة تجعل اللون الأصفر الذي يلف المشهد برمته يشعر بالحرج الشديد.الشمس والتراب والسماء والتبن والدواب والدجاج والطعام أكواخ القرية الفراتية .المكان بأسرة انحنى خجلا ..وبات الزمان مرفوعا متباهيا كعاهر بحضن قديس وبحضرة جن لارسا..لا يجرؤ إبراهيم أن يلعن انكيدو خشية أن يقرمطه القديس أو أن يفسقه الشيخ..ملامح إبراهيم لاتجعل الزمان مطمئنا ولا توحي باحترام للمكان.
رن هاتفه وهو يتعثر على عتبة باب غرفته البني المتهدل ..وبقدر ما تبهره هذه النغمة الجنائزية فقد استغرب من قسوة الصوت الذي يجبره على الخضوع ،ففي قريته نصرة الظالم واجبة ..انا مبلغ المحكمة اسمي مزهر...انتظرك في قهوة الحي ولك عندي بلاغ..
مازال الوقت ظهرا..ومازال صوت أبيه يعلو متهجدا يملأ أرجاء المنزل الهجين الرطب..تعلو نبرة الكلمة لتثنيه عن الخروج سبحان الله..انتظر قليلا..الصمت هو الآخر هجين ومستهجن ..
مبلغ المحكمة شاب ملتح لاتخلو خطوط وجهه الهزيل من إيحاءات مسمارية ..حضورك مطلوب أمام المحكمة بالوقت المحدد في هذا البلاغ.
ربما كنت مخطئأ ..انا إبراهيم وبسرعة أجاب مزهر:لا.انا اعرف الواجب والعنوان وقراءة الحرف كيفما كتبوه.راح يطيل النظر في الورقة. لامناص من الحضور وسابلغهم انه لا بد اني لست المعني .
هل أنت إبراهيم. .؟نعم .. انت متهم بالطعن بشرف أحد المسؤولين. ماذا؟.الشرف..هذه من أخطر التهم..لقد شكاك ممن بين أيديهم الحل والعقد بالطعن في شرفه الشخصي و المهني؟ دون تحديد.يطالبك بتعويض بمليار دولار تعويضا لما الم به من ضرر بسبب ما قلت عنه أن فلانا أشرف منه ،ذلك منشور في صفحتك المشعولة...
استمر الحوار بين القاضي وإبراهيم .. ظن الأمر سهلا لكنه أدرك أن لامناص من توكيل محام، فالكلام في الشرف لاتجاريه متعة نشر رأي في حساب تواصل وثمنه يفوق انتصارات آلهة سومر وانكيدو وإبراهيم الذي وفى ...
آخر دعابة كتبها كانت حول الحمارين وحقوقهم وابتزازهم..استوحى دعابته
من نصوص فريدريك دورينمات وانحيازه لطبيب الأسنان في محاكمة حول ظل الحمار حيث يطلب الحمار أجرا إضافيا عن جلوس الطبيب تحت ظل الحمار المستأجر في ظهيرة يوم قائظ .ابراهيم يقف في محكمة دون محام..الحمار أكثر عدلا من المسؤول..فقد طالب ببعض الدراهم وليس الف الف الف من الدنانير...
خطر هذا كله في ذهنه وهو ينظر إلى محام المسؤول لم يكن يعلم أن لحظة التنوير في ذهنه أوحت لصيرورة شرف سفلي
ضع إمضاءك هنا فقد رفعت الجلسة.
صاح المنادي..وصاح أحد الحاضرين أغلقوا حساباتكم قبل ان يشكوكم المسؤولون عند القضاة فهذيانكم يزعج الآلهة ويستنفر الحمر ..
انصت أيها المسؤول واعلم إنك أن استحوذت على دنانير إبراهيم فليس بمقدورك إحراق جسده.. أغلقوا حساباتكم أيها المسؤولون.



#حسن_الشرع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انا وداعش والعسل
- الروح الرياضية السياسية
- القطاوجي
- مواليد النسيان....كل عام وأنتم بخير
- دريول
- جز الصوف
- دفع الجزية
- بين الدعاء والفتوى...من ساجدة عبيد الى المشروع التايلندي
- قلمٌ جَلَبٌ ورأسُ كوبٍ في وِعاءِ نفطٍ
- عشيرة بريمر وثقافة الاحذية
- الغراب والوحي
- نقرتان باليمين
- صحة صدور حلم
- عبود لا يغني
- عبود يغني
- حلم ابنتي
- انصاف الدال على الف دال ..
- قراءة معاصرة في وصية انكيدو
- قول على قول
- معلول المنقول و دلالة المعقول


المزيد.....




- أوركسترا قطر الفلهارمونية تحتفي بالذكرى الـ15 عاما على انطلا ...
- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن الشرع - أغلقوا حساباتكم