أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - لاوند ميركو - المفهوم القومي في الإرث الثقافي للشرق الأوسط














المزيد.....

المفهوم القومي في الإرث الثقافي للشرق الأوسط


لاوند ميركو

الحوار المتمدن-العدد: 5402 - 2017 / 1 / 14 - 20:19
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


أول مايتبادر لذهن الإنسان من أن المفهوم القومي هو الحقيقة المطلقه الغير قابلة للجدل والنقاش كمفهوم طبيعي يأتي في إطار الحقيقة البشرية تشرعه جميع القوانين الوضعيه والعقائد السماوية للتمييز بين المجموعات البشرية المختلفه التي تربطها وسيلة مشتركه للتفاهم ونقل الأفكار والرؤى فيما بينهم بالدرجة الآولى وهي اللغة .
فاللغة الواحدة تعتبر من أولويات التمييز بين الجماعات البشرية المنتشرة في جميع أنحاء العالم وهي العنصر الأساس الذي استندت إليه نظريات التمييز بين البشر لتسمي كل جماعة على حدة واضعة بذلك اللبنة الآولى لعملية التقسيم والتفريق المجتمعي في مرحلة من مراحل الفوضى التاريخية التي مرت بها الجماعات البشرية عبر العصور.
تأتي النظرية القومية إلى جانب مفهوم التدول والتأطير المجتمعي كإحدى أهم الحاجات المكتسبة التي تفرض على الإنسان الفرد والجماعات بشكل عام وفق قوانين وحقوق تأخذ مكانها بديلا عن القوانين والحقوق الطبيعية لتساعد على تسهيل بسط الهيمنات المتنوعه على المجتمعات ضمن مايسمى بسياسة // فرق تسد // وتبني الحدود في كل مكان تصل إليه للسيطرة على أكبر مساحة ممكنه بشكل تشرعه هذه المفاهيم ونقصد بذلك المفهوم القومي ومفهوم التدول.
وقد ولدت النظريات القوميه في مراحل لاحقة مفاهيم العنصرية والشوفينية والفاشية والنازية وغيرها من المفاهيم التي تميز الأعراق عن بعضها البعض ما أفسح المجال لسياسات الإمحاء والإنكار وفرض اللون والصبغة الواحدة على المجتمعات البشرية وخلق المونارشيات الحاكمة والدكتاتوريات المختلفة كطراز حتمي لتسيير شؤون المجتمعات وهي بمجملها وليدة الإصلاح البروتستانتي في أوربا وولادة الكنائس القومية التي شرعتها معاهدة واستيفاليا في العصور الوسطى التي اجتاحت القارة الأوربية وقد انتقلت إلى الشرق الأوسط في بدايات القرن العشرين بعد معاهدة فرساي التي أنهت الحرب العالمية الآولى رسميا وشرعت لبنود التقسيم التي وضعها كل من سايكس وبيكو عام ١٩١٦ لأراضي وممتلكات الرجل المريض في ذلك الوقت.
حقيقة الأمر أن الإرث الثقافي والفكري لشعوب الشرق الأوسط منذ نشأتها وحتى القرن العشرين لم تشهد أو تعرف أي سلطة أو حضارة من لون واحد ذات صبغة عرقية واحدة حيث تشاركت شعوب المنطقة وعلى مر العصور ببناء الكيانات المختلفة والتي تشارك الجميع في إدارتها وصياغتها على اختلاف المشارب والإنتماءات في إطار من العيش المشترك والإخاء الجمعي لكافة الشرائح فظهرت حضارة السومريين والأكاديين والميديين والبابليين والآشوريين وحتى الإسلاميين وغيرها من الحضارات المختلفة وجميعها لم تكن قائمة على أسس وقواعد عرقيه .
في المائة عام الأخيرة تعرض الشرق الأوسط للإغتراب الأعظم في تاريخه عبر الدويلات التي قامت على أسس عرقية تحت مسمى المعاصرة والتحديث النهضوي من ظلامات الإمبراطوريات وغيرها من الأزمان الغابرة حيث انتشرت هذه الأشكال المجتمعية وفرضت نفسها على المجتمعات لتساهم بشكل قسري في إخصاء جميع شعوب المنطقة وتدجينهم وفق معسكرات الموت البطيئ في كيانات متنوعه عرقيا وعقائديا وبثت الخلافات فيما بينهم لتفسح المجال أمام الهيمنات المركزة أن تصول وتجول كيفما شائت في المنطقة وخلقت أشرس أنواع الحروب والأزمات التي عانت منها بالدرجة الأولى هذه الشعوب .
وما يؤكد تلك التوجهات استمرار التأزم المجتمعي الذي تخلقه سلطات الحكم في مراحل الانتقال الذي تحياه المنطقة قسريا حيث تبقى الشعوب التي نأت بنفسها عن التدول القومي الأوفر حظا لانشاء البديل العصراني وما تشهده تجربة شمال سوريا الوليدة تأتي في إطار التجارب العملية لشعوب المنطقة كطور للانتقال الأخلاقي بين المجتمعات وتتماشى رؤى الاحتضار التي تعيشه الهيمنات ومخاض التحولات الثورية كثنائية جدلية ترعى خاصية الصراع القائم منذ القرن الماضي وحتى اليوم.



#لاوند_ميركو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأكراد في أزمة الشرق
- الاسلام المفخخ ينحر الأقباط


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - لاوند ميركو - المفهوم القومي في الإرث الثقافي للشرق الأوسط