أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - شارع القبط9














المزيد.....

شارع القبط9


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5402 - 2017 / 1 / 14 - 07:20
المحور: الادب والفن
    


كانت تراقب كل من يحضرون الى مضيفة ابيها حتى بعد ان منعت عنها ،كانت تحب الاستماع الى احاديثهم وتسأل لماذا ؟لم تكف عن الاسئلة فعوقبت بالحبس فى غرفتها حتى تتوقف عن الثرثرة سمعت ثورة زوجة الباشا بالخارج لم ارى بنت عائلة تفعل افعالك تلك .
كان ذلك الفتى الجديد على المضيفة سمعتهم يقولون انه اول قاضى قبطى فى بر المحروسة كلها ،لما اختاروه هو ،لقد لمحته من بعيد لايبدو على وجه ما يستحق ان يعينه الخديو قاضيا .استمعت الى اوامر امها وتبعت ايريس اختها حيث مائدة الضيوف كلتهاما جلستا قبالة امهما ليستمع الى تعليماتها فى العشاء ،كانت تسمعها منذ الصباح توزع اوامرها وتمر فى البيت وهى تردد لست ادرى لما فعل والدكم بى ذلك هل نحن افرنجة لتكن للجميع مائدة واحدة ..
فى دفترها رسمت وجه مستر هانت من جديد ،عادت لتفحص رسوماتها السابقة عنه فشعرت بالتحسن ،كيف تخبر امها انها تشتاق لدروسه وتريد العودة الى المحروسة سريعا نلم يعد لاصيف يمضى كالسابق ،تقول ان والدها لن يفى بوعده لها مثل كل عام فى رؤية البحر تسخر منها اختها وتعود للنوم،تعلمت كيف ترسم على ضوء شمعة خافت فى الليل كيف تحافظ عليها اطول وقت ممكن ..كان وقتها المفضل هو الليل تشعر انها ترى مالم تراه فى الصباح..،هنا لا تستطيع قضاء وقتها بحرية فى حديقتها وتتابع فراشتها وطيورها لتكتب عنهم فى دفترها بل عليها ان تلتزم بتعليمات الام ..تجلس مطيعة تضم قدمها كالفتيات ترتدى تلك التنورات والفساتين التى قدمت اليهن من فرنسا خصيصا ..كانت ايريس تقف امام مراتها وتدور كانت وكانها احدى الفراشات التى تراقبها هدية من بعيد فى حديقتها ،عندما تطلعت الى المراة لم تشعر ان هدية سعيدة..
كانت ايريس تراقب اختها فى حيرة لما تتطلع الى المراة وتصمت ،ماذا ينقصها حتى لا تشكر الام بتلك الطريقة وتنصرف من الحجرة صامتة ولا تخرج حتى المساء ،كيف لا تبالى وترتدى ملابسها المعتادة وكان لامائدة ولا حضور الينا اليوم ،لما تتصرف بجنون ،تقول الام انها ملموسة ولكن لم تشعر بهذا فى المساء كانت فقط تسرق الشموع من دون ان تعرف الام وتبقى ساهرة على اوراقها طيلة الليل ترسم وجوه تخطط اشياء ..
لم تستطع الام كبحها تلك الليلة وهى تتحدث لذلك القاضى المتلجلجل ماذا سيقول عن بيتنا اذا فتاته تتحدث اليه وتسأله لما اختاره الخديو هو بالذات ليكون اول قاضى من الاقباط ؟هل لانه فقط قبطى ..كان يتمتم ان درس القانون فى جامعات فرنسا ،كان اسمه من بين اسماء من ارسلوا فى الارساليات للتعليم بالخارج والتى كان يشرف عليها الخديو بذاته لذا اختياره لم يكن محض صدفه ..
فكرت ايريس لما لم يعاقبها الاب والام بعدما فعلت هل لانها اثارت الضحك وهى تسأل كل منهم ماذا يفعل فى عمله ..كانت الام فقط من تعلم انها لم تعد فتاة صغيرة لذا فهى مثلها لا يحق لها الحديث مع الرجال كان عليها ان تتبع تعليمات الام وان تبقى صامتة تشرف على ان يسير كل شىءعلى ما يرام .بل لم تكتفى بهذا جلست لتستمع الى ذلك المطرب الفتى الجديد الذى حضر ليطربهم فى المساء ويحيى السهرة لكنها ايريس لا يحق لها ان تسمع مثلما فعلت هدية ربما لو كان اخيها سيداروس هنا لما سمح لها بهذا وعرف كيف يعاقبها ولكنه منذ ان تزوج لم يعد لزيارة البيت سوى للابيه يتحدث معه فى بعض الشئون التجاريه ولا يقابل واحدة منهن وكانهن لم يكن شقيقاته من قبل ان يرحل صحيح انه لم يكن يتحدث معها اكثر من ان يخبرها بما عليها فعله او ان تساعد امها فى توضيب حاجياته التى تمنع الخدم من الاقتراب منها وتقوم بخدمته بنفسها ربما اكثر من مقاريوس الصبى الثانى المفضل لدى الام ربما الاقل حظا فيهم كان ناثان وكان منسيا دائما فى طريق اهتمامها بكل ما يفعله الوالدان الاخران ..كان فقط يجلس ويتحدث الى خادمة هارون الذى يخرج معه عندما يتعلم الصيد كان اكثر الاخوه محبة للنشان وضرب الرصاص ذكرهم هذا بذكرى فتى من عائلة هيدرا لم يعد ذكر اسمه مرغوبا به ،وكانت عائلته شاركة له رحيله المبكر بعد ما فعل ..سألت هدية مرار ماذا فعل بشاى؟كانت صغيرة ماكرة تعرف كل الحكايات من فم جدها لكنها لا تكتفى تريد دائما المزيد والمزيد..
ركضت ايريس مبتعدة بعد ان رات سيداروس وهو يصفع الهدية على وجهها ولكنها لم تبكى بل ركضت على غرفة خزين الدار واغلقتها عليها جيدا حتى لا يسمع صوت بكائها ولكن ايريس فقط كانت تعرف انها تبكى .لم تقصد ان تخبره ان شقيقتها سمعت لذلك المطرب الجديد فى مضيفة الرجال ..لم تكن تعرف انه قادم ..اتى بمفرده من دون زوجته وولده الصغير ذو العام ..كان كعادته يريد والده فى احد الشئون ولكن ما استراح وتحدثت ايريس حتى تجهم وجه وذهب لغرفة هدية ..خرجت بعد وقت طويل من محبسها ولكنها لم تكن تبكى بل خرجت لحديقها تركض خلف فراشتها وكان شىء لم يحدث..كانت ايريس تراقبها من بعيد وهى تقترب من احدى الفراشات وتجعلها على اطراف اصابعها وتنظر اليها جيدا ..هل تحدث تهمس للفراشة بكلمات ..تذكرت انها قبل ان يغادروا المحروسة راتها تودع حديقتها وهى تهمس لكل واحدة منهن من ازهارها وفراشاتها حتى الطيور فى اعشاشها والتى تقوم بالعناية بها وتطلق على كل منهم اسما ولقبا وعائلة وكانهم من بنى البشر مثلهم ..كانت تقول مجنونة هل يتحدثون مثلنا لما تحديثهم اذا ؟ فترد بالطبع ان لهم لغة هكذا اخبرها مسيو هانت وهى فقط من تعلمتهاوتجيد الحديث بها ..



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شارع القبط10
- شارع القبط8
- شارع القبط7
- شارع القبط6
- شارع القبط5
- شارع القبط4
- شارع القبط3
- شارع القبط2
- شارع القبط1
- نبية5
- الكسندرونا8
- نبية4
- الكسندرونا7
- نبية3
- الكسندرونا6
- نبية2
- انفوشى
- الكسندرونا5
- نبية1
- الكسندرونا4


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - شارع القبط9