أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - التماثل بين اللفظ والفكرة في -ذات مساء- -محمد لينسي-














المزيد.....

التماثل بين اللفظ والفكرة في -ذات مساء- -محمد لينسي-


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5402 - 2017 / 1 / 14 - 02:37
المحور: الادب والفن
    


التماثل بين اللفظ والفكرة في
"ذات مساء"
"محمد لينسي"
ثقل الواقع يفرض ذاته على الكاتب، بحيث نجده اضح في للغة/الألفاظ، التي يستخدمها، وأيضا في الصور الأدبية التي يقدمها، فالكاتب يكون مرآة للواقع، لكنها مرأة ليست واقعية، رغم أنها تعكس الواقع، فاللغة المستخدمة بحد ذاتها تشكل حالة من المتعة للمتلقي، الصورة الفنية والأدبية تمنحه آفاق جديدة، حتى لو كانت موغلة في السواد، الفكرة بشكلها المجرد ـ رغم السواد ـ أيضا تعبر/تشير إلى شيء من التفاؤل، إلى رفض ما هو كائن/حاصل، وبهذا يكون النص الأدبي رافعة للمشاعر الإنسانية وللإحساس المرهف لدى القارئ.
هناك نصوص تكتب في حالة الذروة، عندما يمر الكاتب بحالة استثنائية، تهيج مشاعره وتجعله يتجه نحو التكثيف والاختزال، وتقديم كل افكاره ومشاعره بلغة خاصة وبصورة راقية، هذا ما قدمه لنا الكاتب في "ذات مساء" فنجد ألفاظ "هجرنا، الليل، أنقاض، ننعق، بلا، الصمت، الوجع، يعزف، الحزن، وحيد، خربة، يتهشم، الليالي، الباردة، العاجزة، معصوبة، حائط، الألم، جماجم، الرحيل، مشقة، الخراب، خوفا، تتعرى، الجوع، تتبدد، عناكب، السراب" إذا ما توقفنا عند هذه الالفاظ سنجدها تتجاوز ثلث الألفاظ المستخدمة في النص، وهذا يشير إلى حجم السواد الواقع على كاهل الكاتب، لكنه سواد قدم بصور ادبية/فنية، وهذا ما جعله مقبولا، فنجد جمالية هذا الخراب في هذا الوصف:
" ملامحنا الحزينة كمصباح وحيد يتدلى من سفينة خربة يتهشم فأس الليالي الباردة في مجاذفينا العاجزة عدنا" هذه الصورة فيها جمالية وابداع، وتجعل الفكرة ـ رغم قسوتها ـ مقبولة ومستساغة من القارئ، وهنا يكمن ابداع الكاتب، تقديم فكرة سوداء بثوب جميل، فالفكرة وصلت للمتلقي بطريقة سهلة، رغم سوادها، وتقبلها على ما فيها من ألم.
ونجد ابداع الكاتب أيضا عندما استخدم عبارة "نتلو خوفا سورة العودة" فالتغريب لمفهوم السورة القرآنية يجعل القارئ يفكر بما يريده الكاتب، فهو هنا ليس مجرد متلقي، بل مطلوب منه التوقف والتفكير والتأمل بما يحصل، وهنا يكمن ذكاء الكاتب الذي جعل القارئ يقف ويتأمل المراد من هذه العبارة.
الفقرة الأخيرة " و أمام حدود بيتنا القديم طلبوا ملابسي الداخلية... تأشيرة للدخول" جاءت تحمل شيء من الفانتازيا وبشكل ساخر، فالكاتب أراد أن يبدي غضبه/تمرده/ثورته/رفضه لكل ما يجري بهذه العبارة.
لوجود هذه الابداعات، اللغة/الألفاظ، الصورة الفنية، التغريب، الفانتازيا، السخرية كلها تجعل نص بهذا الحجم، رغم تواضعه، يأخذ مكانة مرموقة ويجعلنا نتوقف عنده مستمتعين ومتأملين.
ذات مساء عدنا كسرب طيور إلى الأفق البنفسجي.. هاجرنا نقرأ آخر ما خلفته صنوبرة الليل تحت الأنقاض عدنا خشية أن نصير ننعق بلا هوية كنا نعبد الصمت.. و كان الوجع يعزفنا و الوجه الحزين... ملامحنا الحزينة كمصباح وحيد يتدلى من سفينة خربة يتهشم فأس الليالي الباردة في مجاذفينا العاجزة عدنا، و أعيننا معصوبة تتحسس حائط الألم.. أجتاز جماجما تتراكم على ناصية الحواف كلما اخترنا الرحيل على مشقة العودة.. وسط هذا الخراب عندما نتلو خوفا سورة العودة تضيق كل الابعاد و تتبدد الرؤى هنا تتعرى امرأة لستر سماء بلا هوية.. بلا لون لا تحمل اسم. انتظرني... في مدينتنا المعزولة، الجوع مكتوب.. الألم مكتوب.. و حلم عودتنا ! كثقب أمل تعتمر فيه عناكب السراب.. و أمام حدود بيتنا القديم طلبوا ملابسي الداخلية... تأشيرة للدخول. 22/11/2016



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفاتحة في سردية -أيلول الاسود- شريف سمحان
- المخاطب في ديوان -غفوة في المهب- منصور الريكان
- ونحن والاحتلال في رواية -كافر سبت- عارف الحسيني
- الحب في -أنغام حب- أحمد محمد الدن
- المرأة وأثرها على الشاعر في -هذه الليلة- أياد شماسنه
- التغريب والياس في قصيدة -يا صاحبي السجن- مفلح أسعد
- كتاب -رواية السجن الفلسطينية-
- الإنسان في رواية -وجوه في درب الآلام- مشهور البطران
- سخافات رجال الدين
- البطل لمطلق في رواية -الأسير 1578- هيثم جابر
- التعذيب في رواية -المسكوبية- أسامية العيسة
- السواد في ديوان -ترجمة مبعثرة للفرح- زياد شاهين
- بداية رواية السجن في فلسطين -المفاتيح تدور في الأقفال- علي ل ...
- جذب المتلقي في ديوان -بياض الأسئلة- سليم النفار
- قسوة المضمون في -الساعة الواحدة صباحا- مالك البطلي
- الصوفية في ديوان -كأنه فرحي- محمد ضمرة
- المعرفية التاريخية والجغرافية في -رواية قبلة بيت لحم الأخيرة ...
- المكان والإنسان في مجموعة -رسول الإله إلى الحبيبة- أسامة الع ...
- من يحترق فلسطين أم إسرائيل؟
- الغربة والوطن في قصيدة -أبحث عن وطني في وطني- نزيه حسون


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - التماثل بين اللفظ والفكرة في -ذات مساء- -محمد لينسي-