أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم مشارة - رقصة زوربا في حضرة راعي السويقة















المزيد.....

رقصة زوربا في حضرة راعي السويقة


إبراهيم مشارة

الحوار المتمدن-العدد: 5400 - 2017 / 1 / 12 - 21:32
المحور: الادب والفن
    


حاشية:
ترددت قبل نشر هذا النص فقد ذهبت إلى العربي راعي حينا السويقة في زمورة بمعية صديق قصد زيارته والاطمئنان عليه في حالك الدجى دون أن أثير انتباه أحد وإن عجبت فاعجب لرجل مثلي كان العربي ملهمه في قصته الأولى التي نشرها في أخبار الأدب القاهرية واستحقت الجائزة التقديرية عن اتحاد أدباء العراق، يسمع برجل صديق مثل العربي طريح الفراش ولا يعوده ، وأنا أنشر هذا النص لأجل أن أحيي جميع الناس الذين عشنا معهم أولئك الطيبين الذين ينضحون إخلاصا ودأبا في العمل وسذاجة محببة ويحترفون أشق الأعمال دون أن يأخذوا من هذه الدنيا إلا النزر اليسير وقد منحونا الكثير من عرقهم وخفة دمهم وإلى بسطاء الأمة العربية من عمال وكادحين وفقراء وعاطلين–ذكرانا وإناثا- أولئك الذين يشكلون لي سلطة حقيقية غير السلطة التي يخضع لها الناس إنها سلطة المعنى لا سلطة اللفظ وسلطة الروح لا سلطة الجسد وسلطة الوهج لا سلطة الرماد
. يا الله ما زال الأمل في رعاتنا وليس من صدفة أن يكون الأنبياء رعاة غنم.
المتن:
أقبل الصبح جميلا يملأ الأفق بهاه
فتمطى الزهر والطير, وامواج المياه
قد أفاق العالم الحي ، وغنى للحياه
فأفيقي ياخرافي ، وهلمي يا شياه
مساء الخير العربي هات عصاك التي كنت تضعها على عنقك وتدلي عليها يديك وفي خاصرتك جرابك من كسرة وزيت وماء لقد صارت قلما أتوكأ به على أدراج المعاني وأهش به على كلمات المعجم العربي فأسوقها إلى مراعي الشعور ومرجة الفكر تمرح في القلب تسكن تارة أذينه وتارة بطينه وتخرج من الوتين إلى صفحة الورق ألا ما أجمل عودة قطيع الأفكار والمشاعر وقد رعت سحابة يومها في دنيا الله يقودها ذلك التيس العنيد -خصوصية الأنا- وفي عنقه جرس يدق معلنا الأوبة وتتناسل الكلمات كما تتناسل عنزاتك وشياهك
كلمة صغيرة تلقم ثدي ثدي كلمة كبيرة حتى إذا شبت واستتمت قوتها حلبنا ضرعها ومخضنا حليبها وجززنا صوفها
لنصنع منه برنوسا فنيا يقي من سراب الأيام: المال ، الشهرة، الحسد، الضياع ، العقارات .......
. مساء الخير أيتها الكلمة من أنت ؟ أنا أدب نعم لا يكون الأدب إلا إذا كان الأبد يركز سنان كلماته في نحر الساعة فتنتحر بعقاربها ويموت الزمن على أعتاب الكلمات، وأنت؟ أنا الفن ..... لا لا يكون الفن إلا إذا خرج من جوف النون كما خرج النبي يونس من بطن الحوت وقد ابتلته الظلمات في غياهب البحار، اطرح نفسك تحت يقطين التأمل والبحران وهواجس الشك وتباريح الروح لترى الفن
تناقضت الأفكار عندي كأنما:أنا جمع أشخاص وما أنا واحد
ففي كل حين لي مأتم وولادة:وشخصي مولود وشخصي والد
وأنت أيتها الكلمة النافرة؟ أنا الفعل أبدع..... حسبك من الحرفين الألف والباء نعم المبدع كالأب الخصوبة تجري في قلمه كما تجري آيات الإخصاب في خلاياه سبحانه يولج العبق في الري ويولج الري في العبق فيكون من بهاء الكلمة وجلالها شذا وارتواء فلا عبق بلا ري ولا ري بلا عبق كذلك أدب الجاحظ وفن بيكاسو وموسيقى عبد الوهاب .وأنت أيها الحرف ما اسمك؟أنا الحاء كما في حرارة وحمى وحب وحياة بغيري لا تكون حياة عقل ووجدان ولو امتلكت كنوز قارون وقوة هرقل. وأنت أيتها الشاة الولود ؟ أنا الباء يحرسني سيدي الألف بقامته المشمخرة وقد سألته أن يضطجع فأبى وقال:إنني أحرس الأبجدية فالحروف حرمة لا بد من حرف واقف كالسنان كالرمح يحرس عرض العربية لا نضطجع كلنا ، وأنا الراء عنزة فتية مدرار ولود حين أرعى أنا وأختي الحاء والباء نلد في الربيع بحرا وحبرا وحربا فالقلم يغرف من البحر ويركز راية الحرب على قلاع الفكر وأسوار الوجدان إذا ذهبت الباء مع جديها النقطة بقيت أنا والحاء :حر -لا نتبع سامريا كان،-ونحن من ألهمنا ذلك الشاعر أن يقول:
حر ومذهب كل حر مذهبي : ما كنت بالغاوي ولا المتعصب
وألهمنا الآخر إذ قال:
لو من ربي بالنفوس على الورى: لبصقت حوبائي وقلت له خذ
ما عاش من لم يعرف عواصف البحر في ليالي الشك ومتاهات اليأس ، ما عاش من لم يذق طعم الحب في هجير الأيام وسراب الدنيا استهواني ثغاء خروف صغير ولم يكن غير فكر وجاء يبعه عديله كفر وقالا لا تعجب سيدي لا يكون الفكر إلا إذا كان كفرا بعبادة أصنام الشهوة وأوثان المادة وطواغيت العادة وأزلام الشهرة.
فلا تعجب ليس في حروف العربية عبث أو مصادفة إنما كل شيء بقدر.لقد كانت العربية آخر لغة للوحي الإلهي فلا بد أن تكون كالجفن للسيف والشفة للبسمة والعين للدمعة والسماء للنجوم والشموس والأقمار.
أيها العرا ف هات يدك وأرنا أرض بابل واحك لنا عن جمال سميراميس وعن خبث دليلة حين وضعت شمشون في قارورة إن الذي يكتب حقا هو مثل دليلة يضع العملاق شمشون في قارورة صغيرة وما شمشون إلا الفكر والمعنى والجمال والجلال وما أعظمهم! ألم يقولوا أن المعاني مطروحة في الطريق والبليغ من خاط الألفاظ على قد المعاني إنه باختصار عمل دليلة في سجن شمشون في قارورة ومن يفعل ذلك لا بد أن يكون في حيلة دليلة فالحضارة أنثى والحرية أنثى والحياة أنثى يا الله لم يبق للذكورة إلا الإهاب !
كل من يريد شيئا ذا قيمة في هذه الحياة هو يحلم حلم يوشع بن نون في دخول أرض المعاد وقد تاه في بيداء الحياة وسراب الدنيا أربعين يوما أوشهرا أو عاما كل يحلم أن يعود عودة أوديسيوس سيد البجار من سفراته إلى جنبات بنيلوب عودة السند باد محملا بالمحار واللؤلؤ والأصداف وتوابل الشرق وبخور السند وثعابين الهند، عودة الحلم العربي في غد عربي واعد مشرق حر، تقدمي وديمقراطي كما تبشر به عيون الصبايا والصبيان ، عودة تموز وفي يده الخبز ليشبع جياع العراق وتكف بغي السياب العمياء عن بذل جسدها لشراء زيت السراج الذي لا ترى نوره، عودة أدونيس للملمة أجزاء الخريطة ، عودة إيزيس ليسير نهر النيل باتجاه الشمال كما خلقه الله، عودة عشتار تلهبنا حماسة لنحوم حول ليلى العربية عشقا وصبابة وشبقا، عودة العربي بقطيعه من المراعي حين تنهي الشمس دوامها وتتثاءب الدنيا فيلوذ النهار بمخدعه فاركا يديه اشتهاء لأقاصيص شهرزاد.



#إبراهيم_مشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسحوق الديب
- يا أيها الفرح زرنا مرة في السنة
- سلطة اللغة
- فتنة باريس/دفاعا عن ثقافة الأنوار
- مي زيادة وصالونها الأدبي(تحية لكل امرأة واقفة صامدة كالشجرة)
- فى حب مصر: عتاب بين يدى إيزيس
- الجواهري شاعر الرفض والإباء) نحو مجتمع مدني ديموقراطي عادل و ...
- خابية الأوهام -حاجينا وجينا-
- تأملات في عالم حنا مينة الروائي (المقال مهدى لروح صادق جلال ...
- في وداع جدي
- بروميثيوس عربيا
- كلمة عن العلم
- حلم
- أشراف و..........
- عذابات مثقف غير عضوي
- سيدة لبنان وجارة القمر في عيد ميلادها:
- رباعيات الخيام روعة الانتشاء ولوعة الفناء
- بيدي لا بيدك عمرو ظاهرة الانتحار عند أدبائنا
- جمانة حداد وأنطولوجيا الشعراء الغائبين
- من حديث الثورة والثائرين


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم مشارة - رقصة زوربا في حضرة راعي السويقة