أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا حفظ التحقيق مع طه حسين رغم ملاحظات رئيس نيابة مصر؟















المزيد.....

لماذا حفظ التحقيق مع طه حسين رغم ملاحظات رئيس نيابة مصر؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5400 - 2017 / 1 / 12 - 15:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا حـُـفظ التحقيق مع طه حسين رغم ملاحظات رئيس نيابة مصر؟
طلعت رضوان
كيف أيـّـد رئيس النيابة ما جاء فى البلاغات ثم حفظ التحقيق؟
ماذا لوأنّ ماحدث عام1926حدث فى وقتنا الحالى؟
كلــّـما تذكرتُ ما حدث لطه حسين سنة1926بسبب كتابه (فى الشعرالجاهلى) كلــّـما تيقـّـنتُ من الفرق بين النيابة العامة قبل وبعد يوليو1952، حيث أنّ ابن مصرالبار(محمد بك نور) رئيس نيابة مصرأمسك القلم وكتب بكل شجاعة (وحيث أنه مما تقدم يتضح أنّ غرض المؤلف لم يكن مجرد الطعن والتعدى على الدين، بل إنّ العبارات الماسة بالدين التى أوردها فى بعض المواضع من كتابه، إنما أوردها فى سبيل البحث العلمى، مع اعتقاده أنّ بحثه يقتضيها. وحيث أنه من ذلك يكون القصد الجنائى غيرمتوفر، فلذلك تحفظ الأوراق إداريـًـا)) توقيع: محمد نوررئيس نيابة مصر: 30مارس1927)
هل قرارمحمد نوركانت له جوانب (عاطفية)؟ الحيثيات ونص التحقيق بالكامل (الذى عثرعليه خيرى شلبى فى كتيب صغير، ومطبوع على ورق أصفر، ومكتوب على غلافه: قرارالنيابة فى كتاب الشعرالجاهلى) تـُـجيب بالنفى وأنّ المسألة ليس لها أدنى علاقة بالتعاطف، حيث رئيس نيابة مصرأيـّـد الكثيرمن آراء المُـبلــّـغين ضد طه حسين فى أربعة مواضع:
الأول: إنّ المؤلف أهان الدين الإسلامى بتكذيب القرآن فى كلامه عن إبراهيم وإسماعيل، حيث ذكرفى ص26((للتوراة أنْ تــُــحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل، وللقرآن أنْ يـُـحدثنا عنهما أيضًـا، ولكن ورود هذيْن الاسميْن فى التوراة والقرآن لايكفى لإثبات وجودهما التاريخى))
وكان تعقيب رئيس النيابة: إنّ المؤلف كتب فى الفصل الثالث من كتابه أنّ الشعرالمُـقال بأنه جاهلى لايمثل الحياة الدينية والعقلية للعرب الجاهليين. وفى الفصل الرابع قال إنّ هذا الشعربعيد كل البعد عن أنْ يـُـمثل اللغة العربية فى العصرالذى يزعم الرواة أنه قيل فيه. وحيث أنّ المؤلف أردا أنْ يـُـدلــّـل على صحة هذه النظرية فرأى أنه من الواجب عليه أنْ يبدأ بالتعرف على لغة الجاهليين فقال إنّ العرب ينقسمون إلى قسميْن: قحطانية منازلهم الأولى فى اليمن، وعدنانية منازلهم الأولى فى الحجاز. والرواة متفقون على أنّ القحطانية فطروا على العربية. وأنّ العدنانية اكتسبوا العربية اكتسابـًـا، وكانوا يتكلمون لغة أخرى هى العبرانية أوالكلدانية، ثم تعلموا لغة العرب العاربة فمحتْ لغتهم الأولى، وثبتت فيها هذه اللغة الثانية المستعارة. والرواة متفقون على أنّ هذه العدنانية مُـستعربة. والمؤلف اجتهد بطريقة التشكيك فى وجود إبراهيم وإسماعيل التاريخى، وهويرمى بهذا القول أنه مادام إسماعيل هوالأصل فى نظرية العرب العاربة والعرب المُستعربة، مشكوكــًـا فى وجوده التاريخى، لذلك قال ((نحن مضطرون إلى أنْ نرى فى هذه القصة نوعـًـا من الحيلة فى إثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة، وبين الإسلام واليهودية والقرآن من جهة أخرى)) ونحن (أى رئيس نيابة مصر) ((نرى أنّ المؤلف خرج من بحثه هذا عاجزًا كل العجزعن أنْ يصل إلى غرضه. والمؤلف إما أنْ يكون عاجزًا وإما يكون سيىء النية))
الثانى: ماتعرّض له المؤلف بشأن القراءات السبع المُـجمع عليها والثابتة لدى المسلمين. وأنه فى كلامه عنها زعم عدم إنزالها من عند الله، وأنّ هذه القراءات إنما قرأتها العرب حسب ما استطاعتْ لاكما أوحى الله بها إلى نبيه..إلخ.
وكان تعقيب رئيس النيابة أنّ هذا الرأى يتعارض مع حديث النبى الذى قال ((أقرأنى جبريل على حرف فلم أزل أستزيده ويزيدنى حتى انتهى إلى سبعة أحرف)) وقال البعض بأنّ المراد بالسبعة أحرف سبعة أوجه فى أداء التلاوة.
الثالث: جاء فى البلاغ أنّ المؤلف طعن على النبى طعنــًـا فاحشــًـا، حيث قال فى ص72من كتابه ((ونوع آخرمن تأثيرالدين فى انتحال الشعر، وإضافته إلى الجاهليين، وهوما يتصل بتعظيم شأن النبى من ناحية أسرته ونسبه إلى قريش. فاقتنع الناس بأنّ النبى يجب أنْ يكون صفوة بنى عبد مناف، ويكون بنوعبد مناف صفوة بنى قصى، وتكون قصى صفوة قريش، وقريش صفوة مضر، ومضرصفوة عدنان، وعدنان صفوة العرب، والعرب صفوة الإنسانية كلها))
وكان تعقيب رئيس النيابة، ونحن لانرى اعتراضًـا على بحثه على هذا النحو، إنما كل مانلاحظه عليه أنه تكلم فيما يختص بأسرة النبى ونسبه فى قريش بعبارة خالية من كل احترام وبشكل تهكمى غيرلائق..إلخ.
الرابع: أنكرالمؤلف أنّ للإسلام أولوية فى بلاد العرب، وأنه دين إبراهيم فقال فى ص80 أنّ المسلمين أرادوا أنْ يـُـثبتوا إنّ للإسلام أولوية فى بلاد العرب قبل أنْ يـُـبعث النبى. وشاعتْ فى العرب أثناء ظهورالإسلام وبعده فكرة أنّ الإسلام يـُـجـدّد دين إبراهيم..إلخ.
وكان تعقيب رئيس النيابة: ونحن لانرى اعتراضًـا على أنْ يكون مراده بما كتب فى هذه المسألة هوما ذكره. ولكننا نرى أنه كان سيىء التعبيرخاصة قوله ((ولم يكن أحد قد احتكرملة إبراهيم ولازعم لنفسه الانفراد بتأويلها، فقد أخذ المسلمون يردون الإسلام فى خلاصته إلى دين إبراهيم، هذا الذى هوأقدم وأنقى من دين اليهود والنصارى)) أى أنّ رئيس نيابة مصرلم يعترض على نص الفقرة ومغزاها، إنما اعترض على الأسلوب السيىء.
000
لفتَ نظرى فى الحيثيات أنّ رئيس نيابة مصرقارىء جيد للتراث العربى/ الإسلامى، وذلك تأكــّـد من خلال استشهاداته العديدة، عندما كان يـُـفنــّـد بعض آراء طه حسين. كما لفت نظرى فى التحقيق الذى أجراه مع طه حسين، أنّ رئيس النيابة و(المتهم) أقرب إلى (باحثيْن) فى الأدب والتراث والشعر، وكأنهما فى حلقة من حلقات النقاش الأكاديمى. كما لفت نظرى فى الحيثيات أسلوبها الأدبى الرفيع، كما لوأنّ رئيس النيابة أحد النقاد المُـتخصصين فى النقد الأدبى. كما استوقفنى أسلوبه شديد الرقة والدماثة حيث كان يبدأ سؤاله لطه حسين قائلا ((ما رأى حضراتكم فيما هومنسوب إليك من كذا؟))
فهل كان محمد بك نورمن كوكب غيركوكبنا؟ أومن قارة غيرقارتنا؟ أومن جنسية غيرجنسيتنا المصرية؟ أم أنّ السبب يرجع إلى المستوى الثقافى الرفيع الذى كان سائدًا فى تلك الفترة من تاريخ مصرالحديث؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لم يحتج الأصوليون على إلغاء التقويم الهجرى ؟
- قراءة فى أعمال الشاعرطاهرالبرنبالى
- هل يستطيع العرب تحدى الكونجرس الأمريكى ؟
- الميديا المصرية والغزل فى الأصوليين الإسلاميين
- فخرى لبيب : شيوعى محترم كسرته الناصرية
- الوعى بقانون التغير وتقدم الشعوب
- البروفة الأولى للغزوات العربية
- العلاقة العضوية بين المؤسسات الدينية وأنظمة الاستبداد
- لماذا بدأت الديانة العبرية بالقتل ؟
- لماذا يقول الإسلاميون (فتح) ولايقولون (غزو)؟
- أليست الآيات المتعلقة بالواقع تؤكد أنها ليست سابقة التجهيز؟
- لماذا تحتفى الميديا المصرية بالإسلاميين ؟
- الاعتداء على الكاتدرائية المصرية والسجل الإجرامى للإسلاميين
- الاقتصاد واختلاف الأنظمة
- أحادية أخناتون التى انتقلتْ للديانة العبرية
- هل يستطيع اليسارالمصرى التخلص من كابوس العروبة؟
- لماذا إصرار العروبيين على التزوير؟
- لماذا لايهتم صناع السينما المصرية بمأساة ماريه القبطية؟
- لماذا انقسم أبناء الديانة العبرية ؟
- ثوابت الدين وتغيرالبيئة والزمن


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا حفظ التحقيق مع طه حسين رغم ملاحظات رئيس نيابة مصر؟