أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سينثيا فرحات - هل تعلن السعودية الحرب علي مصر من خلال صفقة تيران وصنافير؟














المزيد.....

هل تعلن السعودية الحرب علي مصر من خلال صفقة تيران وصنافير؟


سينثيا فرحات

الحوار المتمدن-العدد: 5398 - 2017 / 1 / 10 - 18:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن أدعاء أحقية تاريخية للسعودية في الجزيرتين تزويراً للتاريخ. لأن علي سبيل المثال، إذا أردنا الرجوع لخريطة مصر عام 1920، سنجد أن كل مدن السعودية القريبة والمطلة علي ساحل البحر الأحمر، مثل مكة والمدينة وجدة كانت تحت ولاية مصر. فإذا كان يريد أحد الرجوع للشرعية التاريخية، فعليه أن يطالب السعودية بإعادة لنا مكة والمدينة وكافة المدن المطلة علي البحر الأحمر لأنها كانت تحت حكم مصر قبل تأسيس السعودية رسمياً حتي 1932، والتي لم تعترف بها مصر الي عام 1936. فلا داعي للحديث عن التاريخ والجغرافية لأنه ليس في صالح السعودية أو من يدعي أحقيتها في الجزر المصرية.
إن الحوار حول الشرعية التاريخية لا جدوي منه لأنه غير عقلاني. فأي خريطة قديمة نعود لها؟ خريطة عام 1920؟ أم خريطة مصر عام 600 ميلادية قبل دخول مصر في العصور الأسلامية؟ أم عام 199 ميلادية قبل دخول مصر في المسيحية؟ فبمعايير كافة الأزمنة تخسر السعودية أدعاء أحقيتها في أي شبر من مصر، وحتي معظم الأراضي في المملكة العربية السعودية نفسها. فهل ترجع المملكة العربية السعودية الأراضي التي كانت يمتلكها يهود خيبر وبنو قريظة وبنو النضير، الي اليهود العرب الذين هاجروا الي اليمن وأراضي أخري في المنطقة؟ محاولة أعادة التاريخ للوراء هي محاولة غير عقلانية ومعركة جنونية وهمية خاسرة.
ولذلك الحوار حول الشرعية التاريخية المكذوبة هو تمويه للبعد عن السؤال الأخطر والأهم: لماذا تريد السعودية تيران وصنافير؟
بما أننا ليس لدينا معلومات في ظل التعتيم والغموض حول ذلك القرار، ليس لدينا غير التحليل السياسي للأجابة عن ذلك السؤال. الذي يرجحه الأوضاع الراهنة - والذي أتمني أن يكون تحليلاً خطأ - هو أنه لعل السعودية تريد توطين الاف الأرهابيين السعوديين ومن الجنسيات الأخري، العائدين من سوريا والعراق وليبيا والشيشان، في تيران وصنافير وترحيلهم لها من خلال الجسر الذي تريد بنائه السعودية بينها وبين الجزر.
فإذا كان هذا التحليل صحيح ولو واحد في المئة، ستكون لتلك الكارثة الأمنية عواقب وخيمة علي مصر ولعلها تورطنا في حرب علي حدود شرم الشيخ والغردقة والعين السخة وزعفرانة وكافة المحافظات المصرية المطلة علي البحر الأحمر. وذلك سيقضي بشكل كامل ونهائي علي أي سياحة موجودة بهم وتتسبب في خسارة مادية فادحة لكافة المشروعات السياحية الضخمة بهم. وسيكون ذلك معبر لدخول الأرهابيين الي مصر وتهديد كافة المناطق المصرية المطلة علي البحر الأحمر.
وحتي إن كان هذا التحليل خطأ، تظل الحقيقة هي البحر الأحمر سيتحول الي مصدر تهديد أمني لمصر بأعطاء الجزر لدولة متورطة في الأرهاب الدولي وتحارب جيرانها في اليمن. فسيضمن ذلك القرار، الحصار علي مصر لتهديده للجيش المصري ويجازف بتورطه في حرب علي كافة حدود مصر المطلة علي البحر الأحمر بجانب الحدود البرية الأخري، والذي هو فوق طاقنا وأمكانيتنا. هذا خطر أستراتيجي فادح علي الجيش والدولة.
والخطر الثاني هو إذا كان ذلك التحليل صحيح، لعل تيران وصنافير ستكون قاعدة لأستهداف إسرائيل بالهجوم علي إيلات، المدينة الإسرائيلية المطلة علي البحر الأحمر. والذي سيحول الجزيرتين الي منطقة أشبه بجنوب لبنان تنشب بها حرب بين المجاهدين وإسرائيل علي حدود سيناء، من أيضاً سيضمن أنهاء سياحة البحر الأحمر والأمن البحري المصري في البحر الأحمر.

ليس هناك أكثر من القرارت الخاطئة المستهتره الخطيرة في تاريخ مصر، وهذا ما يفعله من لا يقدر الدروس التاريخية. فلم يأتي التملق والترضية عبر التاريخ غير بالخراب في العالم. فأكبر مثال لسياسة الترضية في الغرب والذي كان أحد المسببات الرئيسية للحرب العالمية الثانية، هو ما يسمونه في أدبياتهم، "سياسة المهادنة." سياسة المهادنة اليوم يعتبرها الغرب الي اليوم مصدراً للعار التاريخي، وتلك الفاجعة حدثت عام 1938. بعد أن قدم رئيس الوزراء البيريطاني ستانلي بالدوين، أستقالته، تولي بعده نفيل شامبرلين رئاسة وزراة بيرطانيا. وأصبح اليوم أسم شامبرلين يطلق كمسبة علي المتملقين في الغرب بسبب محاولته لأسترضاء هتلر عام 1938. ففي ذلك العام تخيل شامبرلين أنه يستطيع تفادي الصدام مع هتلر بالتملق له.
فسافر شامبرلين الي ألمانيا وعقد مع هتلر معاهدة ميونخ الفاشلة والتي تسببت في بقاء النازيين في السلطة. حيث أقر شامبرلين تنازل بريطانيا علي أعتراضها لأحتلاله للمناطق الشمالية والجنوبية والغربية من تشيكوسلوفاكيا وأعطائها لهتلر، في سبيل أن يفتح صفحة سلام مع هتلر. ورجع شامبرلين من ألمانيا بعدها وألقي خطبته الشهيرة بعنوان، "السلام في عصرنا!" فقط ليخونه هتلر ويكمل أحتلال تشيكوسلوفاكيا.
شعر شامبرلين بالخيانة من جانب الأستيلاء النازي على تشيكوسلوفاكيا، وعرف فشل سياسته المهادنة تجاه هتلر، وبدأت في اتخاذ موقف أكثر تشددا ضد النازيين. بدأ على الفور لحشد القوات المسلحة الإمبراطورية البريطانية بالتحالف مع فرنسا أستعداداً للحرب. وشهدت ايطاليا نفسها مهددة من قبل الأساطيل البريطانية والفرنسية، وبدأت غزوها الخاصة من ألبانيا في أبريل عام 1939. وبدأ غزو هتلر لبولندا في سبتمبر، حيث بدأت رسميا الحرب العالمية الثانية.
معاهدة ميونخ تشبه كثيراً صفقة تيران وصنافير. فكما أدي تنازل شامبرلين الي حرب عالمية ثانية، عندما سلم هتلر أجزاء مهمة علي حدود تشيكوزلوفاكيا، من ما ضمن حصارها، فسيتم محاصرتنا نحن أيضاً من كافة مواني البحر الأحمر عند تسليم تيران وصنافير للملكة العربية السعودية.
إذا كان قرار تسليم الجزيرتين الي السعودية يهدف إلي أصلاح العلاقات المصرية السعودية، فهذا الأجراء يضمن العكس. لأنه محتمل أن يورط الجيش المصري في التصادم مع أرهابيين علي أراضي تحت الولاية السعودية. لقد رأينا ما فعلته السعودية في جيرانها في اليمن، فلا أظن أن هذا الأحتمال مستبعد للأسف الشديد. صفقة تيران وصنافير لا يضمن سلام مع السعودية، بل تضمن حصار مصر.



#سينثيا_فرحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحذر من أعلام له صوتاً واحد!
- ويكيليكس: هل مول مجلس المشير طنطاوي الأخوان وتواطئ معهم ضد ا ...
- خيمة أستعمارية
- أمة من الفلاحين؟
- البرادعي: هل كان دوماً معارضاً أم حليفاً للنظام؟
- تحتاج بيتهوفن لتتحضر
- القاهرة لا تعاني من أزمة مرور
- ما يفرقه الله لا يجمعه انسان
- اكترار اكترار
- اعتزار للبهائيين المصريين
- صفحة من مذكراتي عام 1994
- انتي دينك ايه؟
- لدواعي امنية
- وحي الوحدة
- كُنّ نَفسَكْ
- فضيلة القماش
- يسهر جنوني
- ذات الصمت
- اوقفوا هذا العار الذي يحط بالبشرية، اوقفوا الرجم
- الحرية ليست منتج غربي


المزيد.....




- حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر ...
- باريس تعلق على طرد بوركينا فاسو لـ3 دبلوماسيين فرنسيين
- أولمبياد باريس 2024: كيف غيرت مدينة الأضواء الأولمبياد بعد 1 ...
- لم يخلف خسائر بشرية.. زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب جزيرة شيكوكو ...
- -اليونيفيل-: نقل عائلاتنا تدبير احترازي ولا انسحاب من مراكزن ...
- الأسباب الرئيسية لطنين الأذن
- السلطات الألمانية تفضح كذب نظام كييف حول الأطفال الذين زعم - ...
- بن غفير في تصريح غامض: الهجوم الإيراني دمر قاعدتين عسكريتين ...
- الجيش الروسي يعلن تقدمه على محاور رئيسية وتكبيده القوات الأو ...
- السلطة وركب غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سينثيا فرحات - هل تعلن السعودية الحرب علي مصر من خلال صفقة تيران وصنافير؟