أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق المهدوي - النوم في أحضان داعشية














المزيد.....

النوم في أحضان داعشية


طارق المهدوي

الحوار المتمدن-العدد: 5398 - 2017 / 1 / 10 - 11:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


النوم في أحضان داعشية
طارق المهدوي
على مدى ربع قرن زمني كانت صديقتي الحسناء تشارك ندماء السمر الماركسيين والليبراليين أماكن تجمعاتهم وسهراتهم الليلية الصاخبة دون أن يدخل جوفها شيء مما يشربونه أو يدخنونه سوى بعض مأكولاتهم، وكانت ترتدي الأزياء الحديثة التي تكشف جسدها بأكثر مما تستره من أعلاه وأوسطه وأسفله دون أن تسمح لرجل أن يلمسها سوى عند تقبيل وجنتيها في الترحاب والوداع، وكانت تدفع الأموال والهدايا بسخاء للحصول على أفضل المواقع الوظيفية الأفقية والرأسية والجغرافية في جهة عملها الرسمية المرموقة حتى إنها أصبحت محل ثقة الرجل الثاني على سلم أهمية قيادات الدولة المصرية، ولكن مع مرور الزمن وتعاقب الأحداث اتضح لي أنها قاسم مشترك أعظم في وصول عدة تسريبات معلوماتية إلى الإسلاميين الجهاديين حول يوميات المجتمع المدني المصري بما ترتب عليها من عمليات "جهادية" راح ضحيتها بعض الماركسيين والليبراليين، حتى إن معلومة مفبركة جيداً ليس لها وجود سوى في خيالي وصلتهم بعد تسريبها العمدي مني إليها ليسارعوا استناداً عليها بتنفيذ عملية "جهادية" طائشة، وفي ظل وجود شبهتين أولاهما أن تكون التسريبات قد اعتمدت على معدات تنصت متطورة زرعتها في محيطي الأجهزة الأمنية ومنها انتقلت إلى الجهاديين بشكل أو آخر وثانيتهما أن تكون صديقتي مجرد مصدر تسريب حسن النية لأحد الجهاديين الملتصقين بها، ولأن الشبهات تمنع إطلاق أو توجيه الاتهامات فقد كان لابد لي من إجراء اختبار مباشر لها فقمت بزيارة صباحية مفاجئة إلى منزلها المجاور لمنزلي، حاملاً معي قفص فاخر يحوي كلب زينة أبيض صغير ينتمي إلى سلالة "شيتزو" التي يميزها جمالها وارتفاع أسعارها بعد استئجاره من أحد محلات بيع الحيوانات الأليفة، راجياً إياها الاحتفاظ بالكلب في منزلها ريثما أخرج من المستشفى عقب إجرائي عملية جراحية اضطرارية وعارضاً عليها تكاليف غذائه لمدة أسبوع مع اعتباره هدية مني لو حدث لي مكروه داخل المستشفى، فإذا بها ترفض دخول الكلب المسكين من باب منزلها أصلاً قائلة بلهجة عامية مصرية فورية قاطعة: "هو انت عاوز الملايكة ما يخشوش بيتي واللا عاوز ثوابي ينقص قيراطين عن كل يوم تقعد فيها النجاسة دي جوة بيتي"، وعقب أيام قليلة من "موقعة الكلب" كانت صديقتي الحسناء قد نفذت كل تعليمات جماعتها الجهادية عبر قطع علاقتها معي والتوقف عن ارتياد أماكن تجمع الماركسيين والليبراليين واستبدال كافة أرقام هواتفها بأرقام جديدة سرية، وعقب أسابيع قليلة كانت قد استقالت من عملها الرسمي وارتدت الحجاب ثم سافرت لأداء العمرة في الأراضي الحجازية ومنها إلى تركيا حيث استقرت كاشفة عن زواجها القائم سراً منذ فترة طويلة بأحد قادة الإسلاميين اللاجئين هناك، أما أنا فلم يفاجئني كثيراً اكتشافي لحقيقتها الداعشية فقد سبق أن مر على حياتي ما هو أغرب من ذلك ولكنني فوجئت بالفارق الكبير في المهارات القتالية بين أداء المجاهدين الداعشيين اليقظين من جهة وأداء خصومهم السياسيين الغافلين من الجهة المقابلة!!.
طارق المهدوي



#طارق_المهدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حملة لمكافحة الغباء الجماعي
- هؤلاء قتلوا حفيدك يا مبارك
- أفلام من ملفات المخابرات
- اتحدوا يا ضعفاء مصر
- نصيحة رفاقية لأصحاب الميثاق
- العنف والحرمان الجنسي
- مذكرة دفاع المدعي بالحق المدني
- حول التقرير السياسي للحزب الشيوعي المصري
- تعقيب مباشر على فيلم العساكر
- حتى لا يختلط الحابل بالنابل
- السلوك الجمعي المصري المعاصر في ظل غياب الوعي
- عقائديون ولكنهم فاشيون
- أب مظلوم وأب ظالم متجاوران في بلد المظالم
- (4) رسالة أرسلتُها قبل ربع قرن عن واقعة فهمها الجميع
- كاذبون وسفهاء
- عملية العشاء بالخارج
- رأيتُ فيما يرى الأعمى
- شهادتي حول اختفاء رضا هلال
- مذكرة بدفاع المدعى عليه
- لماذا يدعو رجال أعمال العالم لمقاطعة مصر؟


المزيد.....




- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...
- منظمة يهودية تطالب بإقالة قائد شرطة لندن بعد منع رئيسها من ا ...
- تحذيرات من -قرابين الفصح- العبري ودعوات لحماية المسجد الأقصى ...
- شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ ...
- ماذا تعرف عن كتيبة -نتسيح يهودا- الموعودة بالعقوبات الأميركي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق المهدوي - النوم في أحضان داعشية