أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فياض اوسو - تلعثم هيهات المأوى في زمن افتراس الرغبات














المزيد.....

تلعثم هيهات المأوى في زمن افتراس الرغبات


فياض اوسو

الحوار المتمدن-العدد: 5398 - 2017 / 1 / 10 - 05:47
المحور: الادب والفن
    


تلكأت خطوات الهرم الفصول في تلفظ الصقيع، لدقات التغير المنبعثة من شرارة الطوق المهداة لقلوب كانت تهمسُ حروف شعارات الحرية داخل ابطان نصوصهم، أو يتزينون اكباد مستقبلهم، بما سيؤول إليه طنين الامتناع عن البوح بالفرح القادمْ، على طبق من شرعية الاحلام في احشاء اجتماعاتهم الحزبية، أو بعضٍ من الخلوات الاجتماعية، كلما استدارتْ الطاولات للنقاش العميق.
بعد انتظارٍ طويل، ها قد امطرتْ افق تفكير البعيد، بعد ان حَبُلتْ بالغيوم على هيئة عروسة تستقبل بالطبل و الزمر، تمجيدا للرعد والبرق في ربيع طال تمرد شتاءهِ، في وجه سماء اعتادَ على حجب الشمس بالغربال، من قبل اولياء الامور و اوصياء الشعوب، في غفلة من إرادة الابرياء، لم يبقى سوى تسمية العريس و البدء بإجراءات النكاح الشرعي وفق الاصول و مقتضيات الجهاد، و هنا ابتدأ المشوار.
مشوار الف ميل لم يبدأ بعد، فالخطوة متلعثمة بجدار بُني من اساس فكري متين، محشوٍ بطلاء تعصب فريد من نوعه، و مختلط بعشوائيات المرجع و متعدد المنبع بروافد لا تحصى بالأنماط، ناهيك عن تهكر للأيديولوجيات فرخت من جديد، عبر اجندات من طراز وطني رفيع المنكب و عفيف المهبل، لسوق حركات ارتجالية تعبر عن الحالة الثورية في إثارة النعرات الانفعالية وقت الجماع على رأي يلم شمل الجموح، ويضاجع افكار بعضهم البعض في اطروحة المصالح العليا للوطن.
سقطت مفاهيم الانسانية بصفقة المفاعل النووية، او ما شابهَ ذلك في دهاليز مطابخ القرارات السياسية، و الحشود العسكرية التي اخترقت الغلاف العرف الدولي، للانفراد بنزوات المصالح الدولية و الاقليمية لا تأبه بالعبث المترسب و المتشظى المفضي الى الافتاء بالكرامة و مبدأ الحياة و الممات ايضاً، إلى ان ساد قانون الافتراس للرغبات و نحر الانفاس المخالفة لشهيق المعتقد و زفير السبطانة.
الكل اجتمع على الاهدار بالمأوى، المأوى بكل تفاصيله و معانيه و ابعاده و قياساته اللامحدودة، لكل فئات العمرية و الاجتماعية و الطبقية و اللامنتمية كنقطة ضعف لبني بشر، بعد أن فتحت صفحات التاريخ على مصرعيها و انكشفت عيوب الجغرافيا في جسد المسمى بالوطن البار، كلما سُردتْ على الاذهان الضالة قصص الاشجار وامتدادات الجزور و ظلال الغصون، و الانفتاح التقني للابتزاز و كأن الحكاية محبوكة بزيل مقطوع، او جزع زعفران التأويل لترقيع الخط المفتوح مع حوريات جهنتهم.
حتى باتت الكلمات الضالة تبحث عن المأوى لها تحفظ ماء معانيها على اوراق تستخدم لغايات في نفس اصحاب العروسة لم تحط الترحال بعد في بؤر العرسان المتآكلة للخيبات، تفرش اتعاب الاجيال عرشاً لدخلتهم الى ان وصلت دفعة جديدة من سبايا الاعجم عن ارث غرائزهم الى مخدع اللعبة التي تعلن فيها الفائز هو الارحم.
جاري البحث عن المأوى في اصقاع الخليقة في الداخل و الخارج، للنازح واللاجئ للقال و القيل في الحابل بالنابل لكل من هب ودب، مأوى لأجسادهم و اولادهم، لا بل مأوى لأفكارهم و معتقداتهم لأمنياتهم واحلامهم في احسن الاحوال.
انفجرت الخلية بلمح البصر، و بات العراء ضارياً يتصدع المارة الى الانطواء، لتخلوَ المساحات للفلاء و التبارز الاقوياء، اصبحت الايام معدودة لكل شيء وكل لحظة تأكل من الاعمار في الفراغ الباهت، كلما تعطّس للوجود معنى خالي من التموضع و الاستقرار الى ان اصبح الانتظار سيد الاحكام.
ها قد عولم فيروس الانتظار، و الانكى هو المجهول الذي يخرط دماغ الجنين بأي ذنب قد اُولدُ و تجهل الحبلى بالجنسية التي تقبل على ذمتها ان يرقي المولود الى مستوى النسق المعتاد على الديمومة، على مبدأ ان الانسان هو محور الحياة و غاية الوجود من العدم.
الاصعب ان تبقى الكلمات في رحم المعاني اسفل كل نص، تبحث عن متنفس لحروفها المكبلة بالتفاؤل المنمق للضحك على ذقون القراء بكلمة الامل بدل الألم، دون وضع علامات الترقيم لزلات قلوبهم، في نصوص الوجع يصعب الخروج منها بسهولة الى ان تصل الى اضطرار القواعد لغمض جفون القلم اسعافياً.



#فياض_اوسو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولادة كُردستان في دولتا انتشار «داعش»
- وخز الانتماءات بالقوت وناقوس التقسيمات
- تأطير الاذهان في مخالب المحاور
- اهتراء الشمولية بانتهاء المرحلة
- الوطن في مجسم تسكنه ألاعيب الاقليمية والطائفية
- كابوس يسقط الوطن
- التلاؤم مع شروط البيئة
- حيز التسيب الخلقي في السياسة


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فياض اوسو - تلعثم هيهات المأوى في زمن افتراس الرغبات