هل يستطيع العرب تحدى الكونجرس الأمريكى ؟

طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5397 - 2017 / 1 / 9 - 11:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

هل يستطيع العرب تحدى الكونجرس الأمريكى؟
طلعت رضوان
وكيف يكون التحدى مع وجود القواعد الأمريكية؟
وكيف يكون التحدى مع تلال الأرصدة العربية فى أميركا؟
نجح الكونجرس الأمريكى فى تحدى رئيس الدولة الأمريكية، وهذا التحدى ليس من علامات (الساعة) أى ليس من علامات (يوم القيامة) وإنما هومن علامات الديمقراطية التى أنجبتها الليبرالية التى أسّـستْ نظام الفصل بين المؤسسات التشريعية والقضائية والتنفيذية.
عارض الرئيس أوباما فرض أية عقوبات على السعودية أوأية دولة عربية بسبب أحداث 11 سبتمبر2001. رفض الكونجرس هذا التوجه الرئاسى وقرّرفرض عقوبات ستؤثرعلى الموازنة العامة للسعودية، حيث مبالغ التعويضات الضخمة التى ستحصل عليها أسرالضحايا.
وبغض النظرعن (الحقيقة) حول أحداث سبتمبر2001، وهل السعودية موّلتْ المُـنفذين أم لا، وهل الكونجرس على حق أم لا. فإنّ ما حدث يستدعى الملاحظات التالية:
أولا: انتصارالسلطة التشريعية على السلطة التنفيذية. وهوانتصارلاتعرفه ولاتعترف به الدول العربية، وكذلك مصرخاصة بعد يوليو1952. كما أنّ تحدى السلطة التنفيذية هوالمعمول به فى (كل) دول أوروبا وكذلك اليابان والهند..إلخ بل فى إسرائيل أيضـًـا.
ثانيـًـا: فهل تتعلم الأنظمة العربية من هذا الدرس؟ وهل يتعلم منه النظام المصرى؟ والدرس هو- كما أرى- عدم الاعتراف بأسطورة (لاصوت يعلوفوق صوت الرئيس) لأنّ تلك الأسطورة التى تتمسك بها الأنظمة الفاشية، هى السبب فى الاعتداء على السلطتيْن التشريعية والقضائية، والنموذج القريب فى مصرماحدث من تنازل السلطة التنفيذية عن جزيرتىْ تيران وصنافير.
ثالثــًـا: هل احترم الر ئيس الأميركى قرارالكونجرس؟ أم (ركب راسه) كما يقول شعبنا فى أهازيجه البديعة، عن الشخص الذى يتمادى فى الخطأ ولايبالى بآراء غيره، طالما أنه يمتلك السلطة، التى تـُـمكنه من اجبارالجميع على الخضوع لرأيه مهما كان خاطئــًـا ومُـستبدًا، وهوما يحدث فى الأنظمة العربية وفى مصر. أما فى أميركا فقد (خضع) الرئيس للكونجرس.
رابـعـًـا: هل ستستلم السعودية لقرارالكونجرس؟ وهل لديها (أسلحة) لرفض القرارالأمريكى؟ بمعنى: هل لديها أية أوراق (ضغط) على الإدارة الأمريكية؟ أوالكونجرس الأمريكى؟ ومن أين تأتى أوراق الضغط السعودية، بعد أنْ سمحتْ لأميركا أنْ (تنتف ريشها) أولابأول؟
وفى هذا السياق ذكرحسن إبراهيم (الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية) أنّ رؤوس الأموال العربية المستثمرة خارج الوطن العربى (خاصة فى أمريكا وأوروبا) تتجاوزألف ملياردولار. كما أنّ هذه الأموال تتعرّض لمخاطرعديدة مثل تجميد الأرصدة (مجلة الغد العربى- العدد العاشر- يناير1999- ص27) وفى نفس السياق أيضـًـا ذكرد.إبراهيم قويدر(المديرالعام لمنظمة العمل العربى أنّ إجمالى استثمارات العرب خارج الوطن العربى تصل إلى ترليون و200ملياردولار. وأشارإلى أنّ نسبة الاستثمارات التى يحصل عليها الوطن العربى من حجم الاستثمارات العالمية لايتجاوز2%فقط (أهرام12/10/2003)
وهل أثرياء العرب سيقفون بجانب السعودية أم بجانب الإدارة الأمريكية والكونجرس الأمريكى؟ فأثناء الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكى (بوش) حدث أنّ الأثرياء الأمريكان من أصول عربية وإسلامية ساندوا الرئيس الأمريكى فى حربه ضد العراق، وأضافوا أسماءهم لقائمة مؤيدى (بوش) بعد أنْ نجحوا فى تعبئة الأموال التى تتراوح ما بين مائة ومائتىْ ألف دولار، لدعم انتخاب بوش لفترة رئاسة ثانية (صحيفة نيويورك تايمزالأمريكية- نقلاعن الأهرام18/2/2004)
وهل تستطيع هيئة الدفاع عن السعودية الاحتجاج بأنّ الإدارة الأمريكية هى (راعية) الإرهاب الأولى فى العالم؟ وهل يمكن الاستناد إلى تصريح الجنرال الأمريكى المتقاعد (تومى فرانكس مهندس عمليتىْ عزوأفغانستان والعراق) الذى اعترف بأنّ الولايات المتحدة الأمريكية، سمحتْ بإيواء قادة إرهابيين فى أفغانستان قبل التدخل العسكرى فى أكتوبر2001؟ (واشنطن- أ. ف. ب- أهرام 11/8/2004) وهل يمكن الاستناد إلى ما صرّحتْ به فتاة أمريكية عن تورط المخابرات الأمريكية فى أحداث11سبتمبر(جريدة الموجز16/6/2004) وهل يمكن الاستناد إلى البيان الذى أصدره أكثرمن ألفىْ مثقف أمريكى أعلنوا فيه معارضتهم واستنكارهم لسياسة حكومة بلادهم. ودعا البيان الشعب الأمريكى إلى مقاومة السياسة الظالمة واللا أخلاقية واللاشرعية التى تنتهجها حكومة الرئيس بوش، وأصبحتْ توجهاتها تـُـهدد العالم بأسره)) (جريدة الحياة اللندنية- 30/8/2002) أى بعد أحداث سبتمبر2001بسنة.
وكيف يكون تحدى الإدارة الأمريكية أوالكونجرس الأمريكى، والأنظمة العربية تابعة وخاضعة لهما، وهل هناك دليل على التردى العربى أكثرمن تصريح وزيرخارجية قطرالشيخ حمد بن جاسم الذى قال ((إنّ على دول الخليج ألاّتخجل من الاحتماء بالولايات المتحدة الأمريكية. ولاتخجل لوجود القوات العسكرية الأمريكية فى المنطقة)) (أهرم12يناير2004) ولأنّ الأنظمة العربية مُـتشابهة لذلك قال سيف الإسلام القذافى (نجل العقيد القذافى) إنّ بريطانيا وافقتْ على تدريب الجيش الليبى فى اطارصفقة تاريخية مع تونى بلير(رئيس وزراء بريطانيا آنذاك) ولم يـُـمانع سيف الإسلام فى منح قواعد عسكرية لقوات بريطانية وأمريكية. وقال: إننا نتخلى عن أسلحتنا ومن ثمّ فنحن لانحتاج إلى مظلة دولية لحمايتنا. وقال: إنه لعب دورًا مهمًـا فى التوسط بين أبيه وبريطانيا. وأنه أقام علاقات وثيقة مع المخابرات الأمريكية والبريطانية)) (سلامة أحمد سلامة- أهرام12يناير2004) فماذا كان يقصد ابن القذافى عن (الحماية) فهل كان يقصد الحماية ضد أى عدوان عربى على ليبيا؟
وهل تستطيع السعودية انكاروجود قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها؟ وهل تستطيع انكارأنّ الإدارة الأمريكية هى التى (تحمى) كرسى عرش المملكة كما قال ترامب؟ وهل تستطيع هيئة الدفاع (العربية) الاستناد إلى كتاب الكاتب الفرنسى (تيرى ميسان) المعنون (الحقيقة المرعبة) الذى ذكرفيه عدة وقائع تؤكد التعاون بين مُـنفذى أحداث سبتمبر2001وبين عناصرمن داخل أميركا؟ أم أنّ هذا الكتاب سيظل من المُـحرّمات، حتى بعد ملاحقة السعودية واستنزاف أموالها؟ وأليس كل ما يحدث للأنظمة العربية من مصائب بسبب تبعيتها للإدارة الأمريكية، يجعلنا نـُـردد كلمات فيلسوف السخرية (جلال عامر) الذى قال ((لم يخلق الله العرب سدى.. البشرية كانت تحتاج إلى الكوميديا)) (صحيفة القاهرة28/6/2005) وقال ((احترس من فضلك.. العرب ترجع إلى الخلف)) (القاهرة1/11/2005)
***

#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات