أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فارس آل سلمان - ترامب ... الهيمنة و الحرب الاميركية المنسية















المزيد.....



ترامب ... الهيمنة و الحرب الاميركية المنسية


فارس آل سلمان

الحوار المتمدن-العدد: 5397 - 2017 / 1 / 9 - 10:39
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    




يُسلِّط الخط الزمني الذي سنتطرق اليه الضوء على الأحداث السياسية والاقتصادية في تاريخ الولايات المتحدة الاميركية و المنطقة وتحديدا النصف الثاني من القرن الثامن عشر، و سنشير الى الجذور التاريخية للعقيدة الاميركية في الهيمنة و علاقتها بوصول الرئيس ترامب الى سدة الحكم . ان انتخاب السيد ترامب لهو ترجمة للعقيدة الخفية لدى المواطن الاميركي الابيض المؤمن بعقيدة التفوق العرقي و الديني . ان فوز الجمهوريون بالرئاسة و باغلبية مجلسي الشيوخ و النواب و غالبية اعضاء المحكمة العليا (ذوي الميول جمهورية) ليس مجرد صدفة . انها بداية تغيير لاستراتيجية التعامل باسلوب القوة المسلحة الجبارة ضد اعداء افتراضيين اضعف تسليحا بدون اطار دبلوماسي و انما باعتماد اسلوب فرض الامر الواقع و فرض مبدا القوة.
فالجمهوريون يؤمنون بالفكر اليميني المحافظ وهم رواد الفكر الديني المتشدد و نظرية التفوق المسيحي ، و ترتكز عقيدة صقور الحزب الجمهوري على تبني الليبرالية المتطرفة كعقيدة تجارية واقتصادية من خلال فرض سياسات تهدف إلى محو ذاكرة الشعوب. ان الهدف من الليبرالية الجديدة هو فتح الأسواق أمام البضائع الأمريكة دون أية حواجز دفاعية لحماية المواطنين المحليين، كما ان الجمهوريون يهدفون الى جني المنافع والأرباح والمال ، و يبيحون لانفسهم استخدام كل الوسائل لتحقيق هذا الهدف دون أي رادع. وقد لاحظ المخطط الاميركي بان التنوع السياسي والجغرافي والتاريخي في العادات والتقاليد والمعتقدات والقوانين والثقافات تشكل بمجموعها معرقلات وحواجز وروادع إنسانية وأخلاقية أمام انتشارالفكر الاستهلاكي و نمط الحياة الاميركي المفروض على دول العالم ، لذا وضعت الخطط التي تضمن فرض الهيمنة ومحو هوية الآخرين. و بذلك يبرز وجهان للهيمنة ، الوجه الاول هو التصوف والتدين لحد التطرف و الوجه الاخر الذي يمثل الليبرالية الاقتصادية وقاعدتها الفلسفية .
فالجمهوريون يؤيدون ترامب سرا ، ولو فشل فلا احد يلومهم لانهم لم يدعموه علنا ، وهو لم يؤدي الخدمة العسكرية و متهرب من دفع الضرائب كما أنه ليس "محافظا" وليس "متدينا" وهي مسائل مهمة في شخصية "المرشح المحافظ" ومع هذا استطاع أن يزيل الشك بأهمية وجوب تمتعه بهذه الصفات، ، اذن تم تغيير صورة الرئيس الامريكي القدوة بصورة اكثر واقعية و اقرب الى رجل الشارع و هي صورة الرجل المتمرد على القانون المتحذلق المؤمن بنظرية الانا ، مضيفا عليها بعض الشعارات التي تخاطب معاناة الفقراء فيما يتعلق بالاقتصاد و الركود . فاز ترامب لأن 60 % من الناخبين مؤمنين بان اميريكا «تسير في الطريق الخطأ» فمن صوت لترامب هم، (بيضٌ في غالبيتهم، و المتقاعدين ، وكبارٌ السن، من اصحاب الاعمال الصغيرة و العمال في قطاعات صناعية منهارة) ، و 52% من ناخبي ترامب صوتوا له كرد فعل على حالة ركود الاقتصاد الأمريكي وعدم الثقة بسياسات الحزبين الحاكمين ، و 19% منهم صوت بسبب خطط ترامب لمكافحة الارهاب. فاز ترامب لأنه وعد بتحسين أوضاع المواطن الامريكي الذي طحنته العولمة املا باحياء القطاعات الصناعية المنهارة و شكل املا لاصحاب الاعمال الصغيرة المسحوقين. ان سخط المواطن الاميركي ضد المؤسسة الحاكمة هو الذي مكن ترامب من الفوز .
و السؤال هو : هل حقا سيفي بوعوده ام انها وعود انتخابية سرعان ما ستخبو خلف مصالح الكارتلات الصناعية و النفطية و مصالحه الشخصية ؟ هل سيكون الرئيس بمثابة الحقيقة الخادعة الجديدة و هل سيفيق الناخب من غفوته؟. اهم ما يميز هذه الانتخابات بانها شكلت سابقة ،اذ ان الشعب هو من قام بالتغيير كمطلب أساسي، محيدا الحزبين الحاكمين. و ابرزت الانتخابات حقائق بان الكثير يتعاطف مع ترامب سرا وأن المجتمع الامريكي مشبع بالحقد والكراهية والعنصرية بجميع اطيافه، و الاخطر من ذلك هو الاجهار بذلك من خلال التصويت لترامب، بحيث اصبح امرا مقبولا في مجتمع كان يتباهى بانه يقود الحريات العالمية.
ومن الطرف الاخر هناك من يلوح بان زوجته ميلاني اصبحت اول سيدة للبيت الابيض من اصول اوربية منذ 200 عام (ولدت في سلوفينيا، وحصلت على الجنسية الأمريكية عام 2006) ، و هناك من يغمز بانها ابنة شيوعي عقائدي يوغسلافي ( سلوفيني) وضعتها الاستخبارات الروسية في طريق ترامب ردا على عملية غرباتشوف.
و لنربط احداث اليوم مع خط التاريخ و تحديدا النصف الثاني من القرن الثامن عشر و تحديدا 1776م ، اذ كان الاسطول العثماني و اساطيل ولايات شمال افريقيا تقوم بحماية السفن التجارية في البحر الابيض المتوسط ، مقابل رسوم تدفعها الدول الأوروبية وذلك لحماية السفن من القراصنة الذين كانوا يجوبون البحر. فقد كانت فرنسا وبريطانيا ، والدانمارك ، وهولندا، ومملكة صقلية ، ومملكة سردينيا، والبرتغال، والسويد ، والنرويج ، و مدينة هانوفر بألمانيا ، وأسبانيا تدفع رسوما سنوية للخزانة العثمانية . نشبت في هذه الفترة حرب طرابلس (في ليبيا) أو الحرب البربرية الأميركية الأولى (1801-1805م ) وتعرف أيضا باسم (حرب الساحل البربري) نسبة إلى ساحل شمال أفريقيا الغربي. وهي أولى حربين خاضتها الولايات المتحدة الأميركية ضد ولايات شمال أفريقيا التابعة اسميا للدولة العثمانية . اذ كان الاوربيون يسمون هذه الولايات في حينها باسم دول ساحل البربر. وهي: سلطنة المغرب (مراكش) المستقلة ، الولايات شبه المستقلة (الجزائر، تونس، و طرابلس)، و سبب هذه الحروب كان رفض و تنصل السفن الاميركية من دفع رسوم المرور في البحر الابيض المتوسط . و تسمى هذه الحرب ايضا (الحرب الاميركية المنسية) وذلك لان هذه الحرب غابت من الذاكرة الشعبية الأمريكية في غضون جيل واحد.
فبعد أن استقلت أمريكا عن إنكلترا عام 1776م رفعت السفن الاميركية علمها لاول مرة سنة 1783م، وفي ذات العام انتصر الجزائريون على الإسبان وعقدوا معهم معاهدة ، فتحت مضيق جبل طارق أمامهم و تمكنوا من الابحار بحرية في المحيط الأطلسي وباشروا بفعالياتهم العسكرية هناك. وفي تموز 1785م اسر الجزائريون سفينة اميركية في المياه الاسبانية ، ثم ما لبثوا أن استولوا على عدد آخر من سفن الأميركية وساقوها إلى السواحل الجزائرية.
ولان الولايات المتحدة الاميركية كانت عاجزة عن استرداد سفنها بالقوة العسكرية ، و تحتاج لعدة سنوات لبناء أسطول بحري يستطيع أن يواجه الأسطول العثماني و اساطيل ولايات شمال افريقيا، ولإنقاذ طواقم السفن الاميركية الأسرى ، أرسلت الولايات المتحدة مندوبا عام 1786م يدعى (جون لامب) الذي دخل في مفاوضات مع الداي محمد باشا الذي طالب بدفع مبلغ إجمالي قدره 59464 دولار، وبناء على التعليمات التي اعطيت (للامب) فقد وافق على دفع مبلغ (6000 ) دولار ثم رفع المبلغ الى( 10000) دولار ومع ذلك لم يتم التوصل الى اتفاق إذ تمسك الداي بمطالبه وأصر المندوب الأمريكي على هذا المبلغ دون زيادة.
وفي عام 1793م حدث خلاف بين الجزائر والبرتغال مما دفع البرتغال إلى إغلاق مضيق جبل طارق بوجه السفن الجزائرية ، وتمكنت السفن الاميركية من تفريغ حمولاتها في موانئ فرنسا المطلة على الاطلسي في الوقت الذي كانت فيه بريطانيا وحلفاؤها الاوربيون منشغلون بالحرب ضد فرنسا. ورغم حماية البرتغال للسفن الأميركية إلا أن البحرية الجزائرية استولت على 11 سفينة أميركية في عام 1793م وبلغ عدد الأسرى الأميركان 150 أسير، واقترح القنصل الاميركي في جبل طارق وجوب استخدام القوة البحرية لتسهيل العمل الدبلوماسي.
فأقر الكونغرس في عام 1794 إنشاء اسطول مكون من 6 سفن أميركية لاستخدامه ضد الفعاليات المعادية في البحر المتوسط ، ورغم إقرار أسلوب استخدام القوة ، الا أن الولايات المتحدة الأميركية كانت ترغب في عقد معاهدة ، فقام وزير الخارجية الجديد (ادمون راندلوف) بتخصيص مبلغ 800 ألف دولار لتحقيق السلام وتخليص الأسرى لدى الجزائر.
وفي عام 1795م ارسلت الولايات المتحدة الاميركية مندوبين الى باريس هما (همفريز) و (جوزيف دونالدسون) و طلبا مساعدة فرنسا للتدخل لحل القضية مع الجزائر. و بقي (همفريز) في باريس كعنصر ارتباط ميداني وسافر (دونالدسون) الى الجزائر للتفاوض. وكانت بريطانيا تحرض داي الجزائر على الحد من النشاط التجاري الأميركي من خلال المغالاة في قيمة الرسوم و التعويضات. اذ كانت بريطانيا تهدف الى تحجيم النشاط الاميركي ، فضلا عن دفع الداي الجزائري للاصطدام بالاميركان لاضعافه. و قد تشدد الداي خلال المفاوضات مع الاميركان الامر الذي دفع الاميركان الى ارسال مندوب آخر يدعى ( جويل بارلو) الى الجزائر محملا باموال اضافية لدعم (دونالدسون). وقد وصلت التكلفة الكلية الى مايقارب المليون دولار.
وبمساعدة فرنسا اضطرت الولايات المتحدة الاميركية إلى الصلح وتوقيع معاهدة مع الدولة العثمانية في 5 ايلول 1795 م. صادق عليها مجلس الشيوخ الاميركي في 7 حزيران 1797 وفي 10 حزيران من نفس العام صادق عليها الرئيس الاميركي جون آدمز (لاحظ المماطلة في التصديق و قد تاجل دفع الرسوم بحجة تاخر مصادقة مجلس الشيوخ) .
وقد تضمنت هذه المعاهدة 22 مادة مكتوبة باللغة التركية، وهذه الوثيقة هي المعاهدة الوحيدة التي كتبت بلغة غير الإنكليزية ووقعت عليها الولايات المتحدة الأميركية خلال تاريخها الذي يتجاوز قرنين من الزمان، وفي الوقت نفسه هي المعاهدة الوحيدة التي تعهدت فيها الولايات المتحدة بدفع ضريبة سنوية لدولة أجنبية، وبمقتضاها استردت الولايات المتحدة أسراها و سفنها، وضمنت عدم تعرض الاساطيل العثمانية و حلفائها لسفنها، كما اشارت الاتفاقية ولأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة بانها "ليست دولة مسيحية"، معتمدة على المبادىء التي تاسست عليها الولايات المتحدة ومنها مبدأ الفصل بين الكنيسة والدولة .
وذكر النص التالي في المعاهدة (حيث ان حكومة الولايات المتحدة الأمريكية لم تنشأ، بأي حال من الاحوال، على أساس الدين المسيحي ؛ وليس لها في حد ذاتها اى طابع عدائي ضد قوانين أو دين أو سلم المسلمين ؛وحيث ان الولايات لم تدخل أبدا في أي حرب، أو عمل من اعمال العدوان ضد أي شعب مسلم، فقد اعلن الطرفان أن لا ينشأ بسبب الآراء الدينية اي انقطاع في الانسجام القائم بين البلدين) .
وبهذا النص اكدت الولايات المتحدة الاميركية بانها ليست ضمن الحلف الاوربي المسيحي الذي يعادي الدولة العثمانية بحجة حماية المسيحيين ومصالحهم في العالم الاسلامي و التي كانت تتخذ كذريعة لتحقيق اهداف جيوسياسية و اقتصادية لاضعاف الدولة العثمانية ، وبالمقابل فان الدولة العثمانية كانت ايضا تتخذ من الدين الاسلامي غطاء سياسي لتحقيق اهداف سياسية و عسكرية . شانها شان كل من حكم باسم الاسلام بعد الخلفاء الراشدين (رض) و بالاخص كل من حكم بعد الخليفة الرابع باسم الاسلام ، اذ يعد حاكم غير شرعي حكم بانقلاب عسكري على الشرعية وحكمه عبارة عن اسلام سياسي لا علاقة له بالدين الاسلامي .
و يعرض المتحف الوطني للجيش الجزائري نسخة عن معاهدة الموقعة بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية في 5 ايلول 1795م. تعد المعاهدة والتي تؤرخ العلاقات بين البلدين وثيقة قانونية تشير الى فرض الجزائر لشروطها من منطلق قوة باعتبارها دولة تتحكم في الملاحة في حوض المتوسط. وقال الرئيس الأمريكي جورج واشنطن عند توقيع المعاهدة : عندما نكسب ود الجزائر، لن نجد مشاكل مع الاخرين في المنطقة .
يلاحظ ان رئيس للولايات المتحدة الأميركية جورج واشنطن قد وقع أول معاهدة صلح مع بكر حسن التركي والي الجزائر في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، بمقتضاها تدفع اميركا إلى تركيا على الفور(642000) دولار ذهبي، و1200 ليرة عثمانية، وذلك مقابل أن تطلق الجزائر سراح الأسرى الأميركان الموجودين لديها، وأن لا تتعرض لأي سفينة أميركية تبحر في البحر المتوسط أو في المحيط الأطلسي.
ومن الجدير بالذكر ان الجزائر ابرمت معاهدات مع فرنسا، هولندا والولايات المتحدة الأمريكية، اذ هناك 59 معاهدة موقعة بين الجزائر وفرنسا جميعها باللغة الفرنسية باستثناء واحدة باللغة التركية ، و17 معاهدة مع بريطانيا، و13 معاهدة مع هولندا، كما وقعت ثلاث معاهدات موقعة مع الولايات المتحدة الأمريكية في سنة 1795، 1815، و1816م.

ان الولايات المتحدة الاميركية تفكر باسلوب براغماتي فانطلاق المسيرة التنموية الأمريكية والتي اعتمدت التجارة الخارجية كإحدى ركائزها اصطدمت بدولة قوية تسيطرعلى أهم الطرق البحرية ومركز التجارة العالمية الا و هو البحر الابيض المتوسط ، هذه الدولة هي الجزائر العثمانية بأسطولها العسكري القوي فاضطرت أمريكا إلى أن تهادن هذه الدولة كما فعلت الدول الاوربية. و بمجرد ضعف الأسطول الجزائري سارعت أميريكا للتملص من التزاماتها المالية والضريبية .
كما تم توقيع معاهدة سلام وصداقة ، بين الولايات المتحدة الاميركية ووالي طرابلس الغرب يوسف باشا القره مانلي سنة 1796م تضمنت دفع رسوم المرور والحماية للاساطيل الاميركية في البحر الابيض المتوسط. وقد امتنعت الاساطيل العثمانية عن مهاجمة سفن الولايات المتحدة لمدة سنة كاملة إلا أن الولايات المتحدة الاميركية تاخرت في دفع الرسوم المتفق عليها الى طرابلس الغرب والجزائر فظن الداي بكر حسن باشا ( والي الجزائر) أن الأميركان غير جادين في تنفيذ المعاهدة. وأبلغ المندوبين الأميركيين بضرورة المغادرة خلال ايام وإذا لم يتم التسليم خلال شهر فسيلغي المعاهدة ويعلن الحرب. ولجأ المندوبان الى احد كبار التجار اليهود من آل بكري للتوسط لدي الداي لزيادة المهلة بعد أن حاولوا استمالة الداي بالوعد بإهداء سفينة إلى ابنته . فوافق الداي على زيادة المهلة إلى ثلاثة أشهر فقط. ووعدت الولايات المتحدة بإرسال اللازم في صيف عام 1797م.
في عام 1800م وصلت السفينة الأمريكية جورج واشنطن الى الجزائر تحمل اموال الرسوم السنوية ، وقد طلب الداي من القنصل الأميركي وقائد السفينة نقل وفد جزائري الى العاصمة العثمانية اسطنبول لهدفين ، الاول ايصال الرسوم المجبية من اميريكا وبعض الهدايا من الداي الى السلطان سليم الثالث لاسترضاءه لان الانكليز اخبروا السلطان ان الاميركان دفعوا الرسوم منذ زمن بعيد و الداي يدعي عدم الدفع بهدف الاستيلاء عليها . و الهدف الاخرتكليف الوفد الجزائري بايضاح الأسباب التي دفعت الداي الى عقد معاهدة مع فرنسا ، في الوقت الذي كانت فيه الدولة العثمانية قد أمرت كلاً من تونس و طرابلس الغرب والجزائر بمهاجمة السفن الفرنسية بسبب الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 م ، وقد استجابت كل من تونس وطرابلس الغرب أما الجزائر فلم تستجب ، وهذا الموقف يوضح قوة داي الجزائر الذي كان يحارب القوى الكبرى ويحاول بناء استقلاله الذاتي الى حد عصيان اوامرالسلطان العثماني ، لكن المساعي البريطانية المعادية لفرنسا نجحت في جعل السلطان العثماني يصدر فرماناً ثانياً ويكرر طلبه للجزائر .
وفي عام 1801 م عادت السفينة الأمريكية إلى الجزائر ولكن بدون الوفد . فقد أمر السلطان العثماني بالتحفظ عليه حتى تنصاع الجزائر لاوامر اسطنبول وتهاجم السفن الفرنسية ، وعندئذ امتثلت الجزائر لأوامر السلطان ، وأعلنت الحرب على فرنسا رغم المعاهدة التي عقدتها معها .
في 1801، طلب يوسف باشا والي طرابلس زيادة الرسوم المدفوعة إلى( 225000 ) دولار من الرئيس الاميركي توماس جيفرسون. ولكن الرئيس جيفرسون المنتخب حديثا تجاهل هذه المطالب. وشعر والي طرابلس بان الأميركان يماطلون في دفع الرسوم المفروضة على مرور السفن الأميركية التجارية بالبحر المتوسط ، فعمد إلى اهانتهم في رمز شرفهم الوطني، عندما أمر في 14مايس 1801م جنوده بأن يحطموا سارية العلم الأميركي القائمة أمام القنصلية الأميركية في طرابلس، إشارة إلى إعلان الحرب على الولايات المتحدة الأميركية. انطلقت بعدها السفن الليبية تجوب البحر بحثا عن السفن الأميركية للاستيلاء عليها كغنائم وإجبار حكومة واشنطن على دفع رسوم سنوية مجزية.
في تموز 1801 ارسلت الولايات المتحدة أسطولها الحربي إلى البحر المتوسط ، وكان يتكون من فرقاطتين جهزت كل واحدة منهما ب 44 مدفعا، وهما (بريزيدينت) و(فيلادلفيا)، وواحدة صغيرة بها 32 مدفعا هي (إيسكس)، وأخرى شراعية مجهزة بـ12 مدفعا هي (انتربرايز). كان ذلك في عهد الرئيس (توماس جيفرسون)، الذي باشر للتو أعماله الرئاسية . وقد قال الرئيس الامريكي لنائبه ووزير دفاعه :((سوف نلقن هذا العثماني الأبله، ( ويقصد والي طرابلس) درسا لن ينساه في فنون القتال وسنجعله نصرا مدويا ندشن به حقبة جديدة لأسطولنا وتواجدنا العسكري في أكثر مناطق العالم حيوية، وبهذا أيها السادة نكون قد خطونا الخطوة الأولى نحو بناء الامبراطورية الأمريكية)).
وقد قاد الاسطول السادس الامريكي الأميرال (ريتشارد ديل) و الغاية هي تحديد نفوذ الاساطيل العثمانية في البحر المتوسط وإيجاد موطئ قدم للامبراطورية الاميركية الجديدة . و في 6 شباط 1802م ، شرَع الكونغرس قانونا (لحماية التجارة الأمريكية وبحارة الولايات المتحدة من خطر الطرادات الطرابلسية).
في 31 تشرين الاول 1803 تمكنت البحرية الليبية في مدينة طرابلس من اسر الفرقاطة فيلادلفيا وعلى متنها 308 بحارة اميركان استسلموا جميعا وعلى رأسهم قائدها الكابتن (بينبريدج ). وعندما عجز الأميركان عن استرداد هذه السفينة و اصبحوا في موقف محرج امام الدول الاوربية الكبرى و للتخلص من الاحراج شكلوا مفرزة فدائيين من ضابطين بحريين كلاهما برتبة ملازم تسللا ليلا الى السفينة فيلادلفيا و قاما بحرقها ونسفها ، ووصف الاميركان هذه العملية بالبطولية و الفدائية و انها حفظت لأمريكا ماء وجهها و هيبتها حتى لا تصبح السفينة غنيمة في أيدي الليبين. وقد شكل حادث السفينة فيلادلفيا حافزا قويا للولايات المتحدة للاهتمام بتأسيس سلاح بحرية قوي وقوة مشاة بحرية ( مارينز) اتخذت نشيدا لها يردده جنودها صباح كل يوم ويقول مطلعه (من قاعات مونتيزوما إلى شواطئ طرابلس نحن نحارب معارك بلادنا في الجو والأرض والبحر).
في عام 1803م قام باقي الاسطول الاميركي بفرض الحصار على ميناء درنه الصغير النائي الواقع شرق ليبيا والذي يبعد عن العاصمة طرابلس اكثر 1000كم، وقصف المدينة بالمدافع. وتم اعداد قوة من المرتزقة بقيادة ضابط اميركي لاحتلال المدينة وتعتبر هذه الفرقة هي أول فرقة مشاة بحرية أميركية (مارينز). وهاجمت مدينة درنة النائية ، فقاومتها الحامية العثمانية لكن المدينة سقطت في يد القوة المهاجمة ورفع علم الولايات المتحدة على قلعتها. وبذلك اعتبرت أول قطعة أرض تحتلها الولايات المتحدة في تاريخها.
و بالتزامن مع حصار درنة كانت أميركا تعمل من خلال قنصلها في تونس، (وليم ايتون) ، على خطة لتغير النظام الحاكم في طرابلس الغرب عبر استمالة أحمد باشا القراملي شقيق والي طرابلس والمقيم في مصر،و الذي يعتبر نفسه أحق بالعرش من أخيه الأصغر يوسف الذي انقلب عليه وأقصاه عن الحكم، وتم اقناع أحمد باشا بان الاميركان قادرين على تتويجه على عرش طرابلس بعد التخلص من أخيه.
لكن والي طرابلس سرعان ما ارسل قواته الانكشارية إلى درنة وفرض حصارا على القوة الاميركية الموجودة فيها فعمدت الولايات المتحدة إلى المفاوضات وتم توقيع معاهدة انهاء الحرب في 10 يونيو 1805م عرفت ب (إتفاقية طرابلس). وطلب والي ليبيا يوسف باشا من الولايات المتحدة غرامات مالية تقدر بثلاثة ملايين دولار ذهبا، وضريبة سنوية قدرها 20 ألف دولار سنويا، وظلت الولايات المتحدة تدفع هذه الضريبة حماية لسفنها حتى سنة 1812م، حيث سدد القنصل الأمريكي في تركيا ( 62000) دولارا ذهبيا، وكانت هذه هي المرة الأخيرة التي تسدد فيها الضريبة السنوية.
ما يسمى بحرب البربر الثانية
بعد حرب طرابلس (1801 – 1805م)، وجدت الولايات المتحدة انها منشغلة بصراعها مع بريطانيا العظمى حول التجارة مع فرنسا، والتي بلغت ذروتها في الحرب الأمريكية البريطانية عام (1812 – 1814م) الأمر الذي أدى الى توقف التجارة الأميركية البحرية في البحر المتوسط.
وقد انتهزت البحرية العثمانية الفرصة لبسط نفوذها على البحر المتوسط ، وتم مهاجمة السفن الاميركية لا سيما و ان الحجة هي تلكوء الولايات المتحدة بدفع رسوم الحماية و المرور. وذات الامر مع السفن الاوربية التجارية اذ كان يتم اسر الطواقم وعدم إطلاق سراحهم إلا بعد الحصول على فدية. وكانت القوى الأوروبية الكبرى مشغولة في الحروب مع (نابليون) التي لم تنته بشكل تام حتى عام 1815م.ان العامل الذي ساعد الأسطول الجزائري على مجابهة جميع هذه الدول في آنٍ واحد هوانشغالها بحروب نابوليون والتي استنزفت اوربا ماليا و بشريا .
واطلق الاوربيون على هذه الحرب بحرب البربر الثانية (1815م) و تسمى ايضا باسم الحرب الجزائرية الثانية ، و التي اندلعت بين الولايات المتحدة الاميركية ومجالس الوصاية على العرش التابعة للإمبراطورية العثمانية في شمال أفريقيا في طرابلس وتونس والجزائر.
وبعد انتهاء الحرب الأميركية البريطانية عام 1815م قررت الولايات المتحدة حل مسألة الجزائر بشكل نهائي حيث كانت متأكدة من أنها ستجبر الجزائر على الرضوخ لمطالبها بسبب تدهور الأوضاع الداخلية في الجزائر نتيجة للصراع بين الدايات والإنكشارية فضلا عن أن الولايات المتحدة حاولت الإستفادة من قرارات مؤتمر فيينا عام 1815م والذي قررت فيه الدول الأوروبية إنهاء السيادة العثمانية على البحر الابيض المتوسط ، ولكن داي الجزائر لم يستجب لقرارات مؤتمر فيينا وبينما كانت الجزائر في حالة حرب مع دويلات ايطاليا ، اسبانيا ، هولندا ،الدانمارك و روسيا القيصرية. بدا التخطيط الفعلي لمحاربة الجزائر وتحطيم أسطولها . وهذا ما تم في مؤثمر فينا 1815م حيث استطاعت أوروبا أن تمنع الرقّ الأسود كما حاولت أن تحرّم ظاهرة القرصنة ولكن بريطانيا بقوّتها ونفوذها ومحافظة على مصالحها حالت دون ذلك .
واستغلالا للظروف اعلن الرئيس الأمريكي (جيمس ماديسون) في عام 1815م الغاء المعاهدة و اعلن الحرب على الجزائر و وتم إعداد اسطولين لهذا الغرض.
في الثالث من آذارعام 1815م ، وافق الكونغرس الأميركي على نشر القوة البحرية الاميركية أمام الجزائر، وتم تجميع أسطولين وتجهيزهما للحرب. وقد تجمع الأسطول الذي كان تحت قيادة العميد (ويليام بينبريدج) في بوسطن، في حين أن أسطول العميد (ستيفن ديكاتور) قد تجمع في نيويورك.
وقد كان أسطول الاخير جاهزا وغادر الميناء في العشرين من مايس 1815م . وقد اشتمل على الفرقاطة (يو إس إس جوريير) ، والتي كانت بمثابة سفينة القيادة ، واحتوت على 44 مدفعًا، وكانت تحت قيادة القبطان ( ويليام لويس) ، و الفرقاطة (كونستيليشن) ، واحتوت على 36 مدفعًا، وكانت تحت قيادة القبطان ( تشارلز جوردون) ، و الفرقاطة (ماسيدونيا ) ، و احتوت على 38 مدفعًا، وسفينتي الحرب الشراعيتين ( إيبيري) و (أونتاريو)، و احتوت كل واحدة على 16 مدفعًا، والسفينتين (فايرفلاي) و(سبارك فلامبو) ، و احتوت كل منها على 14 مدفعًا، والمركبين الشراعيين ( تورش ) و( سبيتفاير) ، وكل منهما كانت تحتوي على 12 مدفعًا .
وكان أسطول( بينبريدج ) ما زال قيد التجميع، ولم يتمكن من مغادرة الميناء حتى الأول من تموز، وبالتالي فلم يتمكن من اللحاق بالحرب. وقرب جبل طارق مباشرة في الطريق إلى الجزائر،اسر أسطول (ديكاتور) سفينة القيادة الجزائرية (مشهودة ) في معركة (كيب جاتا) نتيجة للتفوق العددي و الناري ، وبعد فترة قصيرة ، تمكن الأسطول الأميركي بنفس الطريقة من أسر السفينة الشراعية الجزائرية (استيدي) قبالة (كيب بالوس) . وفي نهاية حزيران وصل الاسطول الامريكي إلى الجزائر، وبدأ التفاوض مع داي الجزائر. وطالب الاميركيون الداي بالتعويض المادي و اطلاق سراح الاسرى و بدوره طالب الداي الجزائري ايضا بالتعويض و اطلاق سراح الاسرى وشابت المفاوضات تهديدات متبادلة . وكانت الجزائر في اضعف حالاتها عسكريا اذ ان حاميتها قد توجهت الى المناطق الداخلية لجمع الزكاة والضرائب والإتاوات ، فضلا عن غياب اغلب قطع الأسطول الجزائري الذي كان في مهام في المتوسط والأطلسي وهذا ما دفع الداي للتوقيع على معاهدة الصلح وفق الشروط والبنود التي وضعها المفوضون الأميريكيون .
وتنص الاتفاقية التي تم توقيعها على متن احدى السفن في خليج الجزائر في الثالث من تموز عام 1815م ، وافق بموجبها الاميركان على إعادة السفينتين (مشهودة واستيديو) الجزائريتين المأسورتين، في حين وافق الداي عمر باشا على إعادة كل الأسرى الأمريكيين (10 افراد) ، وتم تبادل عدد كبير من الأسرى الأوروبيين مقابل حوالي 500 جزائري فضلا عن دفع 10000 دولار أمريكي نظير السفن المستولى عليها. وقد ضمنت الاتفاقية عدم فرض المزيد من رسوم المرور او الحماية ، كما ضمنت للولايات المتحدة حقوق الإبحار الكاملة. و انتهت هذه الحرب .
وقررت بريطانيا استثمار ما حققته البحرية الاميركية في الجزائر لصالحها ، فارسلت في مطلع عام 1816م ، بعثة دبلوماسية ، مدعومة بأسطول صغيرة من السفن المقاتلة الى سواحل شمال افريقيا من أجل إقناع العثمانيين هناك بإيقاف ما اسمته البعثة ( اعمال القرصنة وتحرير العبيد المسيحيين ). وقد وافق كل من الداي في تونس و الداي في طرابلس بدون أي مقاومة ، اما داي الجزائر فقد خاض مفاوضات عاصفة ، وقد ظن قائد البعثة الدبلوماسية (اللورد إكسماوث الأول) ، أنه قد تمكن من التفاوض على اتفاقية (لإيقاف استعباد المسيحيين ) وعاد إلى إنكلترا .
لاحقا ادعت بريطانيا ان القوات الجزائرية قتلت 200 صياد من كورسيكا وصقلية وسردينيا الذين كانوا تحت الحماية البريطانية بعد توقيع الاتفاقية مباشرة ، وقد سبب ذلك استياءا شديدا في أوروبا، وقد تم اعتبار أن مفاوضات (اللورد إكسماوث) فاشلة ، الا ان الجزائريين قالوا انهم هم من تعرض للهجوم اولا ، و انهم كانوا في حالة دفاع عن النفس و الكرامة .
و ارسلت بريطانيا اسطول مكون من 5 سفن مقاتلة و الحقته بعدد من الفرقاطات، ثم تم تعزيزه بأسطول مكون من 6 سفن هولندية . وفي 27 آب 1816م ، وبعد مفاوضات فاشلة ، قام الأسطول بقصف مدينة الجزائر على مدار تسع ساعات كعقاب لها. وقد أدى هذا الهجوم إلى تعطيل العديد من بطاريات المدفعية الساحلية الجزائرية و كذلك الميناء و اهداف داخل مدينة الجزائر مما ادى الى استسلام داي الجزائر ووافق على قبول الشروط البريطانية والتي رفضها في اليوم السابق. وقد حذر (اللورد إكسماوث) بأنه إذا لم يتم قبول تلك الشروط ، فسوف يستمر في الاعمال الحربية. وقد قبل الداي الشروط حيث وقع ضحية لخدعة (إكسماوث) ، الذي كان أسطوله قد استهلك بالفعل كل الذخيرة المتاحة لديه.
وتم التوقيع على اتفاقية في الرابع والعشرين من ايلول عام 1816م . وقد تم تحرير 1083 مايسمى (عبدًا مسيحيًا) ، بالإضافة إلى القنصل البريطاني وتم تسديد أموال الفدية الأميركية. لاحظ الازدواجية في التعامل الاوربي فهم يبيحون لانفسهم استرقاق الافارقة و ينقلوهم الى المستعمرات في غرب الاطلسي ويعدونه عملأ شرعيأ .
وكخلاصة فبعد ما يسميه الاوربيون الحرب العثمانية في الساحل البربري الاولى (حرب طرابلس) ، دخلت الدول الأوروبية في حرب ضد بعضها البعض (كما دخلت الولايات المتحدة في حرب مع بريطانيا). ومع ذلك، في السنوات التي تلت الحرب العثمانية في الساحل البربري الثانية مباشرة، لم تكن هناك حرب أوروبية عامة. وقد سمح ذلك للأوروبيين ببناء مواردهم وتحدي سلطة العثمانيون في البحر المتوسط بدون تشتيت. وعلى مدار القرن الذي تلى ذلك، أصبحت الجزائر وتونس مستعمرتين فرنسيتين في عام 1830م وعام 1881م على التوالي، في حين عادت طرابلس إلى سيطرة الدولة العثمانية في عام 1835م . وفي عام 1911م ، ومن خلال الاستفادة من فراغ السلطة الناجم عن ضعف الدولة العثمانية، سيطرت إيطاليا على طرابلس. وقد استمر الأوروبيون في السيطرة على الحكومات في شمال إفريقيا حتى منتصف القرن العشرين.
ان العملية العسكرية البريطانية الهولندية في عام 1816م انهت سيطرة العثمانيين على البحر الابيض المتوسط والتي دامت للفترة بين القرن السادس عشر وبداية القرن التاسع عشر. وخلال عدة عقود لاحقة ، قامت الدول الاوربية ببناء اساطيل متطورة مصنوعة من الحديد والتي لا يمكن للقراصنة او السفن العثمانية مضاهاتها في العدد وقوة التسليح . وقد ضمنت في القرن العشرين للأوروبيين السيطرة على البحر المتوسط.
مصادر:
بن هاشم محمد، العلاقات المغربية الأمريكية دراسة في التمثيل الدبلوماسي الأمريكي بالمغرب (1786-1912)، دار أبي رقراق للطباعة و النشر، الطبعة الأولى، الرباط، 2009.
جلال يحيى: المغرب العربي الحديث والمعاصر - الهيئة المصرية العامة للكتاب –الإسكندرية- 1983م.
دان ليس، الثورة الأمريكية دوافعها و مغزاها، ترجمة سامي ناشد، مؤسسة سجل العرب، القاهرة، 1966، ج2.
دحداح عبد الحفيظ ، مختصر تاريخ الجزائر بين1707 و 1827 م .
دسوقي ناهد إبراهيم، دراسات في التاريخ الأمريكي،دار المعرفة الجامعية، 1993.
شوقي عطا الله الجمل: المغرب العربي الكبير في العصر الحديث- مكتبة الأنجلو-القاهرة - 1977م.
عبد العزيز سليمان نوار و محمود محمد جمال الدين : تاريخ الولايات المتحدة الاميركية من القرن السادس عشر حتى القرن العشرين – دار الفكر العربي- القاهرة - 1999
علي تابليت «مكانة الجزائر وهيبتها في المعاهدات مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية من 1619-1830» .
مذكرات وليام شالر القنصل الأمريكي في الجزائر 1816 ـ 1824م تعريب إسماعيل العربي , الشركة الوطنية للنشر والتوزيع الجزائر 1982م.
يلماز أوزتونا: تاريخ الدولة العثمانية- ترجمة عدنان محمود- منشورات مؤسسة فيصل للتمويل- تركيا- 1990.
يوسف فهمي الجزايرلي: أرض البطولة- الجزائر- الإسكندرية- 1964م.



#فارس_آل_سلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعد الاقتصادي و الامن الوطني
- تاريخ العراق يعيد نفسه
- افكار حول تحديد هوية الاقتصاد العراقي


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فارس آل سلمان - ترامب ... الهيمنة و الحرب الاميركية المنسية