أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عادل احمد - مصائب وهم اليسار اللاعمالي!














المزيد.....

مصائب وهم اليسار اللاعمالي!


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5396 - 2017 / 1 / 8 - 23:41
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


عندما فاز الحزب اليساري في اليونان قبل سنتين تقريبا، توهم قسم كبير من اليسار العالمي وفعالي الحركة العمالية بهذا الانتصار واعتبروها قدوة وطريقة مهمة لبناء عالم الاشتراكية بدون الثورة الاجتماعية. وتوهم قسم اخر من اليسار ببطولات السلطة الذاتية لقوات حماية الشعب في سورية واعتبروها مجد اليسار والاشتراكية في عالم اليوم. ان توهم اليسار وقسم من الاشتراكيين بهذه النماذج من النضال من اجل بناء الاشتراكية وعالم المساواة، هو دلالة على عدم ارتباط هذا اليسار من الاساس بأشتراكية ماركس وليس شيئا اخر.
عندما حضرت الطبقة العاملة اليونانية الى ميدان التظاهرات والاحتجاجات ضد الفقر والغلاء والبطالة نهضت معها جماهير غفيرة من الكادحين والفقراء، تضامنا مع الطبقة العاملة بالضد من الفقر والجوع والغلاء في عموم البلاد. ولكن مع توسيع هذه الاحتجاجات والتظاهرات سارعت الطبقة البرجوازية بكل تلاوينها يمينها ويسارها، وأتفقت على ان تقف بوجه خطر تعميق راديكالية هذه التظاهرات من أجل احتواءها. وان سيريزا حزب اليسار البرجوازي استطاع ان يسرق الاضواء المتازمة لصالحه ووعد الطبقة العاملة والجماهير الغفيرة بالوقوف بالضد من سياسة التقشف، والتي فرضها صندوق النقد الدولي والبنوك الالمانية عليهم. واذا نظرنا الى هذه الوعود والى كل هذه الاوهام في اوساط اليسار سنرى حجم الخسارة والضربة التي لحقت بموجة التظاهرات والاحتجاجات العمالية ومطاليبها. الغلاء والبطالة والجوع باقي وسياسة التقشف ونهب البنوك الالمانية وصندوق النقد الدولي باقي، والشيء الوحيد الذي أنتهى هو التظاهرات والاحتجاجات الراديكالية والشاملة في عموم البلاد. السبب يكمن في وهم الطبقة العاملة والاشتراكيين بهذا النوع من اليسار اللاعمالي وفي الحقيقة هو اليسار البرجوازي.
اما فيما يخص وهم اليسار والاشتراكيين بقوات حماية الشعب ولحزب صالح مسلم وكانتوناته الذاتية واعتبارها سياسة اشتراكية، فهي مصيبة اخرى لنشر الوهم وتضليل لشيوعية ماركس ونضالها الطبقي لخدمة الاصلاحات الطفيفة في المجتمع البرجوازي. ويعتبر البعض ان خطوات وسياسات هذه القوة هي الخطوة العملية لبناء الاشتراكية. وناسيا بأن هذه القوة لم تكن شيئا الا الجناح اليساري في الحركة الكردية في سورية. وان سياسات قوة حماية الشعب على الرغم من ايجابيات قسم منها في ظل الاوضاع الدموية السورية وتستحق الدفاع عنها، ولكن ليس بمستوى ان نوهم المجتمع وخاصة الطبقة العاملة بأشتراكيتها العمالية او الماركسية، بل يجب اعطاء تسميتها الحقيقية والشعبوية وعدم ربطها بأشتراكية ماركس. ونرى الان قوة حماية الشعب هي اداة بيد امريكا لتمرير سياساتها في سورية، وتقاتل ضمن افاق ورؤية السياسة الامريكية في المنطقة وتسير وفق مصالحها. وان هذا التوهم ايضا جاء من اليسار الغير عمالي ليوهم الطبقة العاملة في المنطقة بسياسات البرجوازية.
ان خلق كل هذه الأوهام في اوساط الطبقة العاملة وحركتها واوساط الجماهير الفقيرة والكادحة تأتي من اليسار اللاعمالي والتي لا ربط لها بحياة العمال ومحرومي المجتمع. وان خلق كل هذه الاوهام يأتي نتيجة ضعف الشيوعية العمالية كحركة اجتماعية في جميع البلدان، ووقوفها بالضد من هذه الاوهام وكذلك بروز اليسار البرجوازي تحت تسمية الدفاع عن العمال ومحرومي المجتمع من جديد. لقد اثبتت التجارب العملية حتى الان ببطلان الاصلاحات وتغيير الاوضاع لصالح الفقراء من قبل الاحزاب البرجوازية سواء كانت يسارية ام يمينية. واصبح هذا اليسار اللاعمالي خادم الطبقة البرجوازية في محنتها ويحمي سلطتها وقيمها عن طريق زرع الأوهام بين اوساط العمال والكادحيين.
ان رجوع الماركسية ورايتها الى ميدان الصراع من جديد بأمكانها ان تتبدد كل هذه الاوهام داخل الاشتراكيين والحركة العمالية، كما فعل ماركس بأنتقاده كل اشتراكيات عصره من الاشتراكية الطوباوية والاشتراكية الاقطاعية والاشتراكية البرجوازية الصغيرة، وبين المحتوى الطبقي لكل هذه الاشتراكيات وعدم ربطها بالطبقة العاملة ومصالحها، وبرهن على عداوتها مع حركة الشيوعية العمالية في ذلك الزمن. ان راية الماركسية هي عبارة عن التغير الاساسي في النظام الاجتماعي الرأسمالي وعن طريق الثورة الاجتماعية الاشتراكية. وان الثورة الاجتماعية هي قلب كل النظام الرأسمالي وعلاقاته الاجتماعية واستلام السلطة من قبل الطبقة العاملة وتغير نمط الانتاج وعلاقات الانتاج. وحتى الان اثبتت جميع الاوضاع وجميع محاولات الطبقات السفلى بأستحالة وجود الاصلاحات في ظل الافاق البرجوازية وحركتها. وان اليسار البرجوازي مثله مثل اليمين البرجوازي يخدم الطبقة البرجوازية ويحمي مصالحها ولكل واحد منهم حسب اوضاع الصراع الطبقي في المجتمع. وان اي حركة اصلاحية في المجتمع مرتبطة بأفق الطبقة العاملة ونضالها المستقل طبقيا.
ان مهمة الاشتراكيين العماليين هي رفع الراية الماركسية والحضور الميداني تحت افاق شيوعية ماركس ونقده الجذري لمجمل علاقات النظام الرأسمالي. وان حضور الماركسية في جميع المياديين هي عامل الخلاص من الاوهام البرجوازية وعملائها الماجورين لبقاء الرأسمالية. ان احضار النقد الماركسي وافاقه هي مهمة الشيوعيين العماليين. وان النقد الماركسي للمجتمع البرجوازي وتقويته هو نقطة شروع تبدديد امال وافاق البرجوازية داخل الطبقة العاملة ونضالها.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في استقبال عام الجديد!
- ما الذي يجري في الموصل؟
- عالم ما بعد حلب!
- تصريحات بوريس جونسون والنفاق الغربي!
- ديمقراطيتهم.. وطريقنا للحرية!
- حول رحيل كاسترو
- ماذا نتوقع من الديمقراطية الغربية؟!
- الانتخابات الامريكية والانتخابات المجالسية.. في ذكرى ثورة اك ...
- نقد النقد للموقف من معركة الموصل
- حرب داعش والأرهاب العالمي
- صراع الاقطاب العالمية، وعملية تحرير الموصل!
- الاحتجاجات في كردستان.. وما العمل؟
- التقسيم بالاخلاق تشويه لصورة الصراع الطبقي
- استقلال افاقنا هو طريق الخروج من محتننا
- كيف نقضي على اللامركزية في الدولة؟!
- الحركة العمالية والقيادة الشيوعية في العراق
- الاكراد في سوريا بين كماشة مصالح الدول الاقليمية!
- منع البوركيني بين القانوني والسياسي!
- الاشتراكية هل هي حتمية ام ضرورة تاريخية؟!
- الفلسفة الماركسية ونظرتها للانسان!


المزيد.....




- “توزيع 25 مليون دينار عاجلة هُنــا”.. “مصرف الرافدين” يُعلنه ...
- طلاب معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بأميركا يعتصمون دعما لغزة
- أداة ذكاء اصطناعي تتنبأ بـ-موعد استقالة الموظفين- من عملهم
- مبروك يا موظفين.. النواب يتدخلون لحل أزمة رواتب الموظفين.. ز ...
- “موقع الوكالة الوطنية للتشغيل anem.dz“ تجديد منحة البطالة 20 ...
- فيديو: مظاهرات غاضبة في الأرجنتين ضد سياسات الرئيس التقشفية ...
- تِلك هي خطوات تسجيل في منحة البطالة 2024 للحصول على مبلغ 15 ...
- رابط التقديم على منحة البطالة للسيدات المتزوجات في دولة الجز ...
- “صندوق التقاعد الوطني بالجزائر عبـــــر mtess.gov.dz“ موعد ت ...
- الآن من خلال منصة الإمارات uaeplatform.net يمكنك الاستعلام ع ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عادل احمد - مصائب وهم اليسار اللاعمالي!