أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بيان - النهج الديمقراطي: التطبيع مع القوى الظلامية















المزيد.....

النهج الديمقراطي: التطبيع مع القوى الظلامية


أحمد بيان

الحوار المتمدن-العدد: 5396 - 2017 / 1 / 8 - 00:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"سقط القناع عن القناع"...

بداية، ألاحظ في الآونة الأخيرة هجومات مسعورة متكررة للنهج الديمقراطي بصبيته وشيوخه على تيار البديل الجذري المغربي. وهي حرب بالوكالة ضد تيار مناضل صار مزعجا بالنسبة لهذا الحزب الملكي. وما يزعجه وأسياده بالضبط هو فضح التيار لكافة المناورات والمؤامرات التي تحاك في السر والعلن ضد قضية شعبنا المكافح من طرف جميع الأطراف المتخاذلة، وبالتالي رفضه (أي التيار) تزكيتها أو الانخراط فيها بأي شكل من الأشكال. ومن بين هذه المناورات/المؤامرات التطبيع مع القوى الظلامية واحتضانها.
إن حزب النهج الديمقراطي يرمي الى إقامة علاقة سياسية شرعية ومكشوفة مع جماعة "العدل والإحسان"، ويعمل كل ما في وسعه على توفير شروط ذلك وإقحام الجماعة في صفوف الحركات النضالية (جبهات وتنسيقيات وشبكات التصدي لمخططات النظام الطبقية، حركة 20 فبراير...)، وكأني به متيم بها، وهو يردد اللازمة المكسيكية "الجماعة أو لا أحد". ولأن تيار البديل الجذري المغربي يفضح هذه "الانزلاقات" النظرية والعملية الخطيرة، نظرا لما للأمر من تبعات وخيمة على نضالات شعبنا وعلى مستقبله، تجند الحزب للتشويش عليه والعمل على محاصرته وعزله (حتى لا أقول أشياء أخرى، التي لا أستغرب أن تصل حد التجريم، مادام يلصق بمناضلي التيار وبقلم أحد قيادييه المدعو التيتي تهمة "حمل الزبارات" في الجامعة...). ومعلوم أنه بإشراك القوى الظلامية في أي مبادرة يعتبر قطعا للطريق على مشاركة وحضور المناضلين. والنهج الديمقراطي يهمه حضور الجماعة (الكم المسموم والخادع) أكثر مما يهمه حضور المناضلين (الكيف والمبدئية)، متحديا حتى الأصوات من داخله الرافضة لهذا الزواج غير الطبيعي، وخاصة صوت الشبيبة. وأذكر عشاق الجماعة بهذا المقطع من البيان الختامي الصادر عن المؤتمر الوطني الثالث لشبيبة النهج الديمقراطي (24 مارس 2013):
"لقد استطاعت قوى الإسلام السياسي قرصنة نتائج هذه السيرورات الثورية مدعومة في ذلك من لدن القوى الامبريالية ورجعيات البيترودولار، غير أن المسار فتح أفاقا جديدة لشروط عمل متقدم للقوى الثورية والاشتراكية خاصة بعد انفضاح وعجز القوى الاصولية عن تلبية مطامح الشعوب المتزايدة في الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية وتضايقها من القوى التقدمية و جنوحها نحو تكرار مسلسل التضييق والترهيب والاغتيال (الشهيد شكري بلعيد في تونس مثلا)"؟
ولا أستبعد ترحيب النهج الديمقراطي بالجماعة في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بعد هيكلته وتعبيد الطريق أمامها للجلوس على "عرشه". وتعتبر بالنسبة له معركة مقر الاتحاد البوابة الواسعة لمعانقة الجماعة على حساب رمزية وتضحيات وإرث الاتحاد الوطني لطلبة المغرب..

لقد انبرى الفارس الحريف الى خوض هذه المغامرة "المقدسة" بكل ما أوتي من قوة. فتراه يذبج المقالات ويعطي التصريحات ويشارك في ندوات الجماعة، آخرها ندوة طنجة يوم 06 يناير 2017.
فأي حوار يبشرنا به "فارسنا" الجهبيد؟ فلا حوار مع من لا يؤمن لا بالحوار ولا بالديمقراطية ولا بحقوق الإنسان (الموقف المفضوح من المرأة، كمثال)...
وهل نسي لغة الحوار (الاغتيالات) التي جسدتها القوى الظلامية على أرض الواقع بالمغرب وخارج المغرب (الشهداء عمر بن جلون وأيت الجيد بنعيسى والمعطي بوملي وشكري بلعيد ومحمد البراهمي والحسين مروة وفرج فودة ومهدي عامل...)؟ إن الحوار مع القوى الظلامية بمختلف تلاوينها، سواء كان عموميا أو خاصا، ليس سوى تبييضا لسجل هذه القوى الدموي، وتنكرا للشهداء الذين سقطوا على أيديها القذرة وبرصاصها الغادر.
فمن أين للنهج الديمقراطي بكل هذه "الشجاعة" بعد أنهار الدم التي تفصل بين القوى الظلامية كقوى رجعية فاشية والقوى الثورية الحقيقية التي تنشد التحرر والانعتاق؟
وهل نسي محاولة قتل حركة 20 فبراير من خلال التنسيق مع النظام وأمريكا، وقرار الانسحاب المملى على الجماعة ("برد الطرح"، أي المهادنة: زلة لسان نادية ياسين النجلة المدللة لشيخ الجماعة)؟
إن القوى الظلامية صنيعة الرجعية والامبريالية، لا يمكن أن تكون سندا أو حليفا للقوى الثورية التي تناضل ضد الامبريالية والرجعية والصهيونية. ومصالح قاعدتها تلتقي موضوعيا مع مصالح قاعدة النظام الطبقية المتمثلة في البورجوازية الكبيرة (الكمبرادور والملاكون العقاريون...). والتجربة الإيرانية ليست ببعيدة.
وكملاحظة بسيطة، ماذا يمنع جماعة "العدل والإحسان" ذات الأتباع والمريدين (من كل فج عميق)، وذات الكم الهائل والقاعدة العريضة التي "سحرت" النهج الديمقراطي وخاصة بعض رموزه التائهة، من الخروج الى الشارع والتنديد بالتردي الاقتصادي والاجتماعي الفظيع الذي يخنق الشعب المغربي؟ هل تنتظر "أوامر وتعليمات واجتهادات" النهج الديمقراطي؟
لنتأمل هذه الفقرة من حوار الحريف مع "جريدة أنباء 24 الالكترونية" (03 يناير 2017): "إن المؤتمر الرابع للنهج قد اتخذ له كشعار: “بناء حزب الطبقة العاملة والجبهة الموحدة للتخلص من المخزن وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية الشعبية”.
انطلاقا مما سبق، فإن النهج الديمقراطي يعتبر أن بناء الجبهة للتخلص من المخزن، وأساسا نواته الصلبة المافيا المخزنية، مهمة ملحة لكونه يشكل العقبة الكأداء أمام أي تغيير لصالح الشعب. ونعتقد أن هذه الجبهة يمكن أن تلف كل القوى الحية وكل الطبقات الشعبية، بل حتى فئات من البرجوازية الكبرى التي تعاني من استعمال المافيا المخزنية لنفوذها السياسي لمراكمة الثروة، بما في ذلك على حساب هذه الفئة من البرجوازية الكبرى".
إن ما يهم الحريف بالدرجة الأولى ليس حتى "التخلص من المخزن" أو ما يعبر عنه عادة بواسطة شعار "إسقاط المخزن" المحرف لشعار "إسقاط النظام"، بل فقط "نواته الصلبة المافيا المخزنية". والخطير أنه يفتح ذراعيه أمام "فئات من البرجوازية الكبرى".. وأخاله يعتبر تيار البديل الجذري المغربي "العقبة الكأداء" أمام طموحاته وآماله..
لقد "سقط القناع عن القناع"، ولم يعد هناك ما يمكن مناقشته أو التداول بشأنه.. لقد اختار النهج الديمقراطي طريقه وحلفاءه (وهي حقيقة ليست بالجديدة).. فقط ليترك المناضلين لحالهم، فيكفيهم ما يتعرضون له على يد النظام الدموي القائم من بطش وإجرام. وليترك الماركسية اللينينية ومنظمة "الى الأمام" بعيدا كذلك، فلا صلة تربطه بذلك "الزمن الجميل". فللقبح طريق (معارك)، وللجمال طريق (معارك)..



#أحمد_بيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخليد ذكرى تأسيس الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الآن: أي معنى.. ...
- مركز سعيدة المنبهي للأبحاث والدراسات
- مصادرة مقر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
- فوز ترامب: درس أمريكي لشعوب العالم..
- في ذكرى الشهيد المعطي بوملي
- كم ستتألم اذا كنت مناضلا مغربيا!!
- أي تحالفات بعد مهزلة 07 أكتوبر 2016 بالمغرب؟
- كيف نمارس موقف المقاطعة؟
- حزب النهج الديمقراطي و-المقاطعة-/المشاركة
- الاتحاد المغربي للشغل: البيروقراطية تهين الطبقة العاملة
- بعض أساليب -البام- للاستقطاب..
- رسالة سياسية للتطبيع مع واقع سياسي بئيس
- مناديب العمال أم سعاة بريد وعملاء الباطرونا؟!!
- شعارنا الآن: بناء الذات المناضلة..
- حول الإضراب العام ليوم 31 ماي 2016 بالمغرب
- لنقرأ تاريخنا بعيون ثورية
- عمال شركات الوساطة أو المناولة... أقنان القرن الواحد والعشري ...
- الاتحاد المغربي للشغل: رد -التحية- بأحسن منها..
- القيادات النقابية على أبواب التوقيع على خيانة جديدة..
- جرائم القيادات النقابية لا تنتهي..


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بيان - النهج الديمقراطي: التطبيع مع القوى الظلامية