أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - رأس السنة بين احتفالات الطبقة الحكمة ودماء الفقراء














المزيد.....

رأس السنة بين احتفالات الطبقة الحكمة ودماء الفقراء


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5394 - 2017 / 1 / 6 - 21:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رأس السنة بين احتفالات الطبقة الحكمة ودماء الفقراء

بقلم/ اسعد عبدالله عبدعلي

ليلة باردة أخرى, والحزن يحاصر ذاتي, أحاول أن اكتب شيئا ما, عن بلدي وبالتحديد عن مدينتي الحزينة "بغداد", لم يرعاها من أعطي الحكم, بقيت أسيرة للفوضى, حيث تمكن ثلة من اللصوص, من سطو على الحكم بعد زوال الطاغية, وإذا بهم يسرقون كل شيء حتى ماء دجلة والفرات, لتتحول الى مدينة للخرائب, بيوتها تحوي ألاف الأرامل والأيتام والجياع, يمتزج ليلها بصراخ الجائعين والمظلومين, أحيانا استشعر أن عذابا ما سيقع من السماء, على المنطقة الخضراء ويحيلها الى ارض سوداء, لعظيم جرم أهلها بحق الشعب.
فجر الليلة الباردة مر طائر القنبرة, ليصيح صيحته المشئومة, عندها تزاحمت في مخيلتي كل أحزان المدينة المنسية.
لكن بقية الذاكرة شاخصة على مشهدين, المشهد الأول "السنك" وانفجار الانتحاري النتن, ومصرع العشرات من الفقراء, في لحظات كانت الناس تستعد للاحتفال بليلة رأس السنة, أما المشهد الثاني فكان في مدينة الصدر, حيث فجعت العوائل الفقيرة بانفجار, فعلته عصابة الشيطان, عبر انتحاري قذر فجر سيارته, ويكون الضحية فقط عمال البناء, وليحمل الانفجار ألاف الأحلام البسيطة, وآلاف الوعود , من قلوب حرمت من حقوقها في عهد الدكتاتور صدام, ثم تحرم من جديد في عهد رجال الديمقراطية, الملعونين على لسان الأجداد والأحفاد.
بالمقابل فان فئة واسعة جدا من رجال البرلمان ونسائه, في هجرة نحو بيروت ودبي وبلاد الغرب, للاحتفال برأس السنة الجديدة, واغلب الوزراء والوكلاء والمدراء الأبالسة ومعهم عوائلهم, في رحلة نحو الخارج للتمتع بأموال العراق, فالتفجيرات فقط من استحقاق الفقراء والبسطاء من الشعب, هكذا ميزان الاستحقاق في عراق الديمقراطية, الأموال للطبقة السارقة للمناصب, والسحق والمرض والتفجيرات من حق الشعب.
ولم تهتز ضمائرهم للتفجيرات والخروقات الأمنية الكثيرة, أو للدم العراقي الذي لا يتوقف, بل كانت شهواتهم مقدمة, وهي الحق الواجب أكماله, وبعدها يعودوا لافتراس ما بقي من خزينة الدولة, تحت عناوين رواتب وايفادات وعلاج ومنح وقروض, فهي حلال لهم, وحرام على أبناء العراق.
كتبت الكثير عن الخلل في منظومة الأمن, وشخصها قبلنا البقال والفلاح والاسكافي, بأنها تتمثل في بعض القيادات الفاشلة وأخرى بعثية, وفي الخطط البدائية المتبعة, وفي التسليح البائس, وفي اختراق البعث والإرهاب للمؤسسة الأمنية, لكن دوما كانت أذان الحكومة والمسئولين صماء لأي نداء للتصحيح, فلا تسمع الا صوت طبول الرقص وقهقهة الغواني.
ختام القول أن يقيننا تام, بان بعد كل ليل يأتي نهار, وها نحن ننتظر النهار الموعود.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسعد عبد الله عبد علي
كاتب وأعلامي عراقي



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمرة وحيدة وألف نكبة في عام 2016
- في العراق فقط, المدربون لا يدربون
- كلام الناس: ارتفاع أسعار الأدوية
- معوقات نجاح التسوية التاريخية
- عندما يقرأ عدنان
- سياسي مخمور وعابر سرير
- هوليود تكشف خبث الحكومة
- اليوم العالمي لحقوق الإنسان ..أين العراق منه؟
- متى تتم محاسبة المدللين في العراق -المدراء العامين- ؟
- الخطايا الخمسة لجمهورية الكرة في العراق
- حكومة الإصلاح تحارب طبقة محدودي الدخل
- أهمية التحالف العراقي – المصري بمجال السياحة
- الأفكار الغبية للنخبة الحاكمة, وأخرها علاج الازدحامات
- فضيحة أنجلينا جولي
- وأخيرا عاد حق الشهداء, بإقرار قانون الحشد الشعبي
- أوراق تاريخية: تحديات ما بعد فتح مكة
- خطة عمل لصنع منتخب عالمي
- انتشار الفكر التكفيري والمؤسسة الدينية العربية
- الأمانة العامة لمجلس الوزراء, كيان يحتاج لثورة تنظيف
- في بغداد, أب يعرض ابنه للبيع


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - رأس السنة بين احتفالات الطبقة الحكمة ودماء الفقراء