أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى بالي - التاريخ هل يصحح مساره














المزيد.....

التاريخ هل يصحح مساره


مصطفى بالي

الحوار المتمدن-العدد: 5394 - 2017 / 1 / 6 - 15:04
المحور: القضية الكردية
    


(آن لنا أن نلعن تاريخنا المزري)،هكذا كان رأي النبي زرادشت و هو يعظ اتباعه،فالتاريخ ما هو إلا كتل الدمامل المتقيحة تحت جلد ذاكرتنا،لا يحتاج إلا إلى رأس أبرة ينكأها ليتدفق القيح السام ملوثا حياتنا و ذائقتنا و مزكماً انوفنا،إنه (الكذبة المتفق عليها) لدى الشرائح الفوقية،و المُسَّوَق لها على أنه مقدسات في اكاديميات الشلاائح ذاتها لدى العوام.
كان المفروض أن تكون حلب،هي مادة كتابتنا لهذا الأسبوع،تلك المدينة التي تباكى عليها التماسيح مُلكاً مُضاعاً لم يحافظوا عليها كالرجال،فبكوها كنساء الحرملك،وهي ذاتها الذي أدى جلادها بأن الزمن قد أصبح تاريخاً فيها بعد تتويج نفسه منتصرا على ركامها،لكن رميلان التي تكاد أن تبدأ بكتابة التاريخ بعيدا عن دهاليز السلطة طغت على المشهد، و بينت الخيط الأبيض من الخيط الأسود فكان انبلاج بارقة أمل جديدة لنمو نفحة الإنسان بعيدا عن شهوة تاريخ الأكذوبة.
كل ما أثارته رميلان خلال أيام مؤتمرها من نقاشات،تناقضات،اختلافات و خلافات،رفض و قبول،تبني او احتجاج،كان مثيراً للانتباه،مدهشاً،مبشراً بغد أفضل،فالصراع بين أنصار النزعة القومية المشبعة بالزهو و الاستعلاء القومي و التكبر وبين فكرة المجتمع الطبيعي المشبع بالنزعة الإنسانية القائمة على التنوع و الاختلاف و القبول بالآخر كان على أشده،حتى حدا بأحد الشباب أن يرسم صورة للقلب على كلمتي (روج آفا )خلف المؤتمرين مباشرة تعبيرا عن رفضه لنتائج المؤتمر.
لا شك أن الشعور القومي،مشبع بالخيلاء،و التكبر الذي يستقي قوته من منابع تاريخ السلطة،السلطة بمعناها الواسع بدءا من الأب في المنزل مرورا برب العمل وصولا إلى كل هرميات التحكم و تراكم أجهزة العنف، و بالتالي هو تاريخ مزور بكل ما تعنيه الكلمة من معنى،ذلك أن كل شعب،حاكم أو محكم،مضطهَد أو مضطهِد، غازٍ أو مغزو،يعتقد جازما بأنه كان شعبا يقود العالم و الحضارة يوما ما،دون ان يدرك او يتقبل بأنه ما كان سوى لصا ينهب حضارات الشعوب المجاورة،فالتاريخ في عرف النزعة القومية،ملوي العنق موضوع الرأس تحت الإبط،يستجره خلف أينما ذهب،و يترق الباقي لباقي الشعوب و الأمم أن تنبش في بقاياه بحثا عن مجد ضائع هنا،او نصر منسي هناك،ينبش التاريخ بمناقير الديكة المهزومة في صباحات القرى النائية،عندما تنبش مزابل القرية الفقيرة مما يشبغ غرورها كديكة.التاريخ و الحال هذه (ليست كذبة متفق عليها)بقدر ما هي مزبلة اجتمعت عليها ديكة السلطة،كلٌّ منهم ينبش فيه.
أنني ككاتب لهذا النص لا أنفي عن نفسي نزعتي القومية،حيث لا يمكن لأحد أن يدعي بأنه هتك ستار هذا المقدس بين ليلة وضحاها،أو أنه استطاع أن غير جلده بهذه البساطة دون عناء أو مشقة فما يغشي البصر القومي أقوى مما يتصوره الإنسان،إنه تماما كتراكم طبقات التراب على المدن المطمورة عبر آلاف السنين،ولكي يتم إزالتها يجب أولا اكتشافها،لكن ما أشعرني بالاطمئنان في رميلان هو الوعي التاريخي للقيادة السياسية و العسكرية و الاجتماعية لمختلف شعوب و مكونات روج آفا،التي كانت جادة فعلاص في إيجاد مخرج من عنق الزجاجة القومية التي خنقتنا جميعا في مستنقعها،دون أن يفقد أحدنا خصوصيته القومية و دون أن يضطر لوضع الأسلاك الشائكة بينه و بين جواره،فمهما يكن من إيجابية للدولة القومية،تبقة الأسلاك الشائكة هي العار الذي سيلاحق الإنسان إلى أبد الآبدين،فمؤلم أن يحلم الإنسان بأن يتساوى مع الحيوان في هذا المضمار.
كذلك صدق الإدارة مع مسماها الديمقراطي باستيعابها لكل نزق المعترضين اكد لي بأننا نعيش الزمن الأجمل،وهو سبب كافٍ لأن نفاخر العالم بمنجزنا.



#مصطفى_بالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا مفاتيح قديمة لأقفال جديدة
- الحفيد
- عبد الحكيم بشار،الوجه الحليق الأمرد للإرهاب الأشعث
- لغة الإقصاء في لبوس الرأي و الرأي الآخر رستم محمود نموذجا
- استقلال عن المركز أم انقسام على الذات؟؟؟؟
- جنوب كردستان،الأزمة الوهمية
- روداو و سعدون جابر، طرطوس و بغداد
- خلقنا لنعترض
- الانتخابات التركية،هزيمة المنتصرين
- المجازفة في الكلام سورياً
- صحوة ما قبل الموت
- شنكال جنين الغد
- القول والفعل
- شنكال/كوباني
- شنكال ذاكرة التاريخ
- الموصل بين مؤتمرين ومؤامرة
- مسرحية....ديمقراطية.....شمولية
- حالة طارئة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- برز الثعلب يوما في ثياب الواعظينا
- إعادة تدوير النفايات


المزيد.....




- شيكاغو تخطط لنقل المهاجرين إلى ملاجئ أخرى وإعادة فتح مباني ا ...
- طاجيكستان.. اعتقال 9 مشبوهين في قضية هجوم -كروكوس- الإرهابي ...
- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى بالي - التاريخ هل يصحح مساره