أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - شخصيات بغدادية قديمة من بغداد العشرينات2















المزيد.....

شخصيات بغدادية قديمة من بغداد العشرينات2


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 5394 - 2017 / 1 / 6 - 00:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



-شفتالو و دعبول البلام : دعبول هو أشهر بلام ( صاحب بلم أي زورق صغير لتعبير الناس نهر دجلة الذي يشطر بغداد ) حين ينزل الناس إلى شاطئ الكاورية ترفيها عن النفس وأكل السمك المسكوف ( المشوي على الطريقة البغدادية ) و هو قارئ جيد للمقام العراقي وفكه ظريف وقد كفانا الأستاذ – الفنان الراحل – يوسف العاني مشقة الكتابة عنه تفصيلا فقد جاء ذلك في تمثيليته المشهورة " دعبول".
-شفتالو : هو قزم إيراني يتظاهر بالبله ويشتغل في مقهى حسن عجمي. وكان يعرف جميع روادها معرفة تامة فهو يتساءل دائما وبطريقة خبيثة عن أسمائهم وحسبهم ونسبهم ونقائهم و فضائلهم . وكان له صديق حميم وعدو مبين . أما صديقه الحميم فهو القزم المعروف " خليلو" المشوه الخلق، العارف جيدا بالمقامات العراقية والأغاني العراقية وغير العراقية وقد ظهر على شاشة التلفزيون العراقي مقلدا مختلف الأغاني كشخصية بغدادية غريبة . أما عدو شفتالو فهو المرحوم حسن حراسة، وكان يخافه خوفا شديدا و يرتجف لمجرد ذكر اسمه ويهرب من المقهى إذا رآه قادما والسبب في ذلك هو ان حسن حراسة قد اشتهر بالمراجل والشقاوة " الفتونة" و قد التصقت به تهم قتل سياسية كمقتل وزير الداخلية توفيق الخالدي و القوميسير اليهودي سليمان افندي رغم كونه ملتزما للحراسة. ولكن التحقيق الذي أجري معه لم يثبت أنه قام بعمل من هذه الأعمال.


- الحاج خليل إبراهيم الكهوجي: كان في صباه قهوجيا في حي قنبر علي مع أبيه، و أول ما بدأ عمله مستقلا كان في المدرسة الثانوية المركزية في العشرينات. ثم انتقل إلى دار المعلمين واستأجر المقهى من الأوقاف في محلة الخشالات على شارع الرشيد. كان مثالا للكرم وحسن السلوك واللطف في المعاملة. واستمرت صداقته مع جميع الذين عرفوه من طلاب الثانوية ودار المعلمين وصارت قهوته مركزا للاستعلامات ومحطة للبريد والحوالات والأمانات ما بين بغداد والمحافظات. فقد كانت أكثر عناوين الرسائل والحوالات المالية ترد وتصدر بواسطة قهوة خليل. وقد اعتاد رواد القهوة كما اعتاد هو أن يترك التخت مع صينية الواردات – النقدية- مباحة للعموم حتى أن اخاه سلمان – من أم يهودية تزوجها أبوه في منطقة قنبر علي ، كان سلمان هذا يترك صينية النقود تحت رحمة كل من يجلس على التخت. وجاء ذات يوم أحد المزاحمين له في المزاد الذي يقام في مديرية الأوقاف لاستئجار المقهى وزاد على المبلغ الذي كان يدفعه الحجي خليل في الإيجار فاستنكر خليل ذلك وترك المقهى و استأجر مقهى آخر بجوار مقهاه الأول ولكنه لم يستأنس به وركبته الحسرة والكآبة وترك العمل نهائيا وتوفي إلى رحمة الله ).
المس كنكستن و سيروب و ماكوفسكي : كان في بغداد العشرينات مستشفى المجيدية " الملكي" وهو مدينة الطب حاليا. وقد بني في الأساس لإقامة شاه إيران وحاشيته أثناء زياراته لبغداد والعتبات المقدسة ، واهم جناح فيه هو " النرسينك هوم " أي دار التمريض الذي تديره المس كنكستن المتسلطة على المستشفى و أطبائه والتي لا يرد لها طلب والراقدون فيه يلقون العناية والخدمة والغداء الفاخر بأجرة قليلة ورمزية يساعدها في ذلك ( " الماسيرات = الممرضات ومفردها ماسيرة وأصل الكلمة عبارة يا أختي (Ma sœur ) بالفرنسية ع .ل). وفي مدخل المستشفى جناح الأمراض العصبية ويديره سعيد الملا رجب يعاونه الأرمني سيروب صاحب الشوارب المخيفة حيث يخافه الأطباء والمرضى و مدير المستشفى نفسه، فكان سيروب مثال الرعب في هذا الجناح. المستشفى الآخر هو مستشفى المير إلياس الذي تبرع بإنشائه الثري اليهودي مير إلياس ومحله في منطقة العيواضية و لم يزل قائما. و في أواخر العشرينات كثر الأطباء في بغداد واشتهر منهم طبيب يسمى الألماني ماكس ماكوفسكي واتخذ عيادته في شارع الأكمكخانة "المتنبي حاليا" وتزاحم الناس عليه واشتهر ماكوفسكي كذلك بزوجته الحسناء، ثم انكشف أخيرا وظهر أنه دجال فترك العراق هاربا. أما في الطب العدلي والتشريح فكان المشهور الطبيب العراقي حنا خياط ثم جاء تلميذه الدكتور القيسي يعاونه رئيس عمال التشريح ومسؤول التكفين ودفن الموتى الشاعر الشعبي الشهير ملا عبود الكرخي).
- لهمود وهدابي : وضمن عرضه لمجموعة من المهن والحرف الشعبية التي انقرضت يعرفنا المؤلف عباس بغدادي على التالي منها:
-خياط الفيرفوري = مصلح أواني الخزف بخياطتها بأسلاك معدنية.
-الصبابيغ: وهم صباغو الملابس والأقمشة
-القواصيص : الذين يقطعون الطابوق الفرشي ( آجر مربع مفخور).
حياكة الحيص والتكك: الذين يصنعون الأحزمة والتكك للباس الداخلي من القطن أو الحرير او مزيج منهما..
-الطماسون ونزاحو البلاليع: الذين ينظفون خزانات المراحيض المنزلية.
-الكندكارية ومبيضو القدور الذين يطرقون الحديد والنحاس لصنع الأواني والوعية.
-الحف والحجامة.
-اللمبجية: الذين يضيئون الفوانيس النفطية ليلا في شوارع وازقة بغداد.
-الصيارفة على الواقف : وكان يحتكرها اليهود العراقيون ويصرفون العملات الأجنبية أو العملة العراقية الورقية الى معدنية وبالعكس.
-النقابة والمجارية: وهم أصحاب الحمير الصغيرة " الشاوية" و اطلق عليهم هذا الاسم لأنهم كانوا ينقبون في الأرض بحثا عن الأحجار الصغيرة والكبيرة لغرض استعمالها في البناء.
-القصخون: قارئ القصص القديمة وسوالف ألف ليلة وليلة.
-النقارون: وهم الذين يقومون بتنقير رحى المطاحن اليدوية البدائية لجعلها أكثر فاعلية.
-قصاصو الأثر : وهم الذين يتخصصون بمعرفة آثار الدابة أو لصوص الحيوانات إذ يقتفون أثرهم. وهؤلاء يستلمون أجورهم حسب الاتفاق سواء عثر على الدابة أو على سارقها فقط وعند العثور عليه يرجع الى الفاقد ويأخذ منه الحلاوة " المكافأة" وهو شيء متعارف عليه و واجب الدفع. وأشهر قصاص أثر في العراق كانا شخصين من اهالي الديوانية : هما لهمود، و هدابي. وقد نالا وسامين من ألمانيا في زمن هتلر لأنهما عثرا بطريق قص الأثر على قاتلي سائحين ألمانيين قتلا قرب الديوانية وظل القصاصان يتجولان في المنطقة حتى شاهدا ، وعلى بعد خمسين كيلو مترا من الديوانية آثار أقدام ، كانا قد شاهداها قرب جثة القتيلين ، فألقي القبض عليهما و وجد بحوزتهما جوازات سفر السائحين وجوازات سفرهما وحكم على القاتلين بالإعدام وحضر القنصل الألماني إلى الديوانية وقلد لهمود وهدابي الوسام.

- الجدتان أمونة وهندوسة: يبدو أن سمات أو ملامح المجتمع الاستهلاكي كانت موجودة بأشكال بارزة في المجتمع البغدادي ومن الممكن ربطها بخلفية بغداد التاريخية كعاصمة إمبراطورية آفلة. فمن البضائع المستورة الكثيرة جدا في أسواق بغداد العشرينات يذكر المؤلف عباس بغداد ( شاي سيلان و زيتون يوناني، وفرفوري سكسون "خزف يصنع في مقاطعة سكسونيا الألمانية وليس الهنغارية كما كتب المرحوم بغدادي " وجوخ إسكتلدني " قماش فاخر"، ومسقول"حلوى" حجي بكر التركي، وسجاد إيراني، وحلاوة مسقط، وجبن قشقوان البلغاري، وحرير صيني، وفرو من استرخان، وسماورات روسية، و فستق حلبي و شخاط " كبريت" سويدي، وسكاكين راجز الألمانية، و العنبة الهندية، و بخور جاوي وحيوة "سفرجل" أصفهان، و تمن "رز" رشت، و فاصونة " فاصوليا؟ " إنكليزية، و قهوة ممباسة "مدينة كينية" والحمص المراكشي، وتتن " تبغ" سمسون، وكانت تجارة القطن والقطنيات حكرا على البريطانيين وتخصص بها شخص بريطاني سيء السمعة يدعى إيستن إيستوود. أما المشروبات الكحولية كالويسكي وغيره فمن إنكلترة وفرنسا، والساعات من سويسرا، و أشهرها أوميغا و زينيت و لوجين و أم الطمغة و أم الأنكر، وبعض هذه البضائع تستورد مع أن بدائلها العراقية متوفرة ومتنوعة و مشهورة الجودة فمثلا كانت توجد في أسواق بغداد انواع الجبن العراقي ومنها جبن الأوشاري من أربيل و جبن الثوم الكلداني و جبن الثوم الأربيلي والسليماني، وكانت الأجبان ترد مكبوسة بجلود الماعز غير منزوع الشعر. أما السمن الحيواني الفاخر فكان يرد على بغداد من لواء الرمادي في الغربية ومن علي الغربي في لواء العمارة الجنوبي وذلك لأن مناطق الرعي في الغربية والجنوب ينبت فيها عشب زكي الرائحة وتضفي على الدهن رائحة زكية، أما الدهن النباتي " علامة أبو الخروف الهولندي" فقد دخل بغداد في الأربعينات.
ومن الصناعات البغدادية الطريفة صناعة شربت "عصير" الرمان الذي يستعمل بعد تحميضه في مرق المثرودة التي يتناولها البغادَّة في صباحات الشتاء للفطور، و صناعة الشريص " الشريط اللاصق" المصنوع من أقماع البامية المجففة والمطحونة طحنا ناعما. ومن الصناعات والمهن النسائية يذكر المؤلف برم الحرير وغزل الصوف و المداويات بالحشائش والأعشاب واشتهرت منهن السيدة رختية ومهن الحف والحجامة وبيع أدوات الزينة وكانت الحجامة امرا لا بد منه وخصوصا للصغار لاعتقادهم أن بقية دم الطفل الوليد الذي كان في الرحم يجب أن ينزل لذلك نادرا ما ترى صبيا في جانب الكرخ ليس محجوما وعلامة الحجامة ظاهرة في قفا الرقبة. ومن النساء من يقرأن المواليد النبوية أو يعملن حفلات الأعراس و كانت هناك القابلات وكان في بغداد قابلتان "جدتان" مشهورتان هما أمونة الشعر باف في منطقة العبخانة و الحاجة هندوسة رحمهما الله وتسكن جانب الكرخ وكانت بدينة جدا لا تستطيع السير لذلك كان يأتي الرجال الأشداء من أهالي المنطقة لحملها على محفة إلى بيت الحامل التي في المخاض. يتبع.



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شخصيات بغدادية قديمة من بغداد العشرينات1
- ما العلاقة بين لينين وديغول والجلبي؟
- ماذا بعد داعش ؟ خطة لا غالب ولا مغلوب
- الفقه الإسلامي و تعريف الخمر وعقوبته
- هل تحول الحشد الشعبي لمليشيات تدافع عن النظام؟
- قانون منع الخمور التكفيري: أربع قراءات واستنتاج
- معركة الموصل و التدخلات التركية والإيرانية
- الحارث نصير الوثنيين المظلومين وزيد الناقص الخليفة الأموي ال ...
- متابعات : شهداء لا بواكي لهم وتهديدات بابكر زيباري وخلاصة مش ...
- ج2/كارثة جديدة تحيق بالعراق اسمها سد أليسو
- شبيب الخارجي : رائد حرب العصابات في العصر الإسلامي
- كارثة جديدة تحيق بالعراق اسمها سد أليسو
- من تراثنا المضيء 1 و2 : أبو حنيفة نقيض التكفيريين و العنبري ...
- الموقف الديموقراطي من الانقلاب العسكري في تركيا ..
- العسكريون الأميركيون قادمون لسرقة الانتصار في الموصل
- مناقشة فيديو :المخطط التركي لابتلاع الموصل بالتعاول مع النجي ...
- تدخلات حزب الله اللبناني في العراق وأضرارها
- يحيى الكبيسي وسالم الجميلي والتهديد بأجيال جديدة من داعش وال ...
- ماذا قال الجميلي عن الحشد وانتهاكات الفلوجة؟
- من أكاذيب الإعلام الأصفر خلال معركة الفلوجة


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - شخصيات بغدادية قديمة من بغداد العشرينات2