أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟(13) شيوعية مضادة للشيوعية والوطنية















المزيد.....

كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟(13) شيوعية مضادة للشيوعية والوطنية


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 5393 - 2017 / 1 / 5 - 15:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟( 13)
ـ شيوعية مضادة للشيوعية الوطنية !!!!

مايقتضي الكلام الوارد هنا ويوجبه ليس ماسوف يلجا الايديلوجيون، ومن مازالوا ينعتون انفسهم ب "الشيوعيين" له من ردود مكررة، ابتذلت على كثرة مناسبات استعمالها التي لاتنتهي، وقد بليت، وغدت ممجوجه وتثير الشفقة على صنف من البشر، متحجرون ليس لهم مع التجديد او الابداع ومواكبة الزمن، اية صلة، وفي حين سيلجأ هؤلاء لقاموسهم البالي من قبيل تصويرهم مايقال هنا وغيره ك "هجوم على الحزب" او "حملة عداء معروفة الدوافع" وفعلوا ذلك همسا او جهارا. فسيكونون مسرورين على الاغلب بالعودة المتكررة لممارسة نمط الحقد والخبث التاريخي الملازم لتاريخهم، والذي هو من اهم خصالهم.. المهم ان هؤلاء سيكون من الصعب عليهم ان يفهموا معنى مايحدث. فالقوى الميته، التي تجاوزها التاريخ، لايمكنها الخروج من ذاتها وادراك مايتجاوزها طبيعة وموضوعيا.
لم يفهم حاملو اسم الشيوعية المضاد للشيوعية "كحزب" يوما، بانهم قوة متناقضة مع آليات التاريخ العراقي، وان موقعهم ضمن مجرى التطور الوطني الحديث، هو موقع قوة وجدت لاسباب جوهرها النقص البنيوي، وتحت وطاة وثقل الحضور الاستعماري وزخم الرد عليه، وكانت لها مبررات وموقع مركزي مطابق لبؤرة التشكل الوطني تاريخيا كبداية ومنطلق، وانها انتهت في موضع اخر من العراق، مناقض له انيا وبحكم الصيرورة وومستوى حركة التشكل الوطني العراقية الامبراكونية، مكان مايزال ملتحقا بالمستوى الأعلى القهري،لم تشمله عملية التشكل الحديث كما هي موكولة لبنية العراق المزدوجة، هذه القوة الجديدة لم تتمكن من حيازة الدور المركزي في السلطة، فاتخذت مضطرة وكتعبير فرعي عن وجودها السلطوي المرسوم دوليا، من القضية الكردية، مرتكزا لها ، كقوة قومية مضادة للحزب الشيوعي بصيغته الأولى، المقاربة والمتاثرة ببنية "مجتمع اللادولة المشاعي" وعملية تشكله الصاعدة من جنوب العراق.
الأهم من ذلك، هو جهل هؤلاء وانكارهم اليات التعاقب التحقيبية في التاريخ الوطني الامبراكوني العراقي الحديث، من الحقبة القبلية الأولى، الى الدينية التجديدية الثانية، الى الايديلوجية الحزبية، الى الامبراكونية الصاعدة اليوم، ومع ان هؤلاء يمارسون اوظلوا يفعلون خلال قرابة نصف قرن، مهمة العداء للدينامية الوطنية، واستعمال الأساليب المطابقة لكينونتهم، وبالأخص لمسار خروجهم المطرد من التاريخ، فانهم لم يكونوا عمليا وكما مازالوا الى الان قادرين على تبين حقيقة ومسار التبلورت الجديدة اللاحقة على كينونتهم المنتهية.
وقد يكون مفيدا هنا ان ناتي بمثال من تاريخ هؤلاء، ومن تفاصل وجودهم التأسيسي الذي يسجلونه هم تكرارا، بالاخص خلال العشرينات والثلاثينات، حين كانوا هم ومعظم قوى الايديلوجيا الحزبية الليبرالية والقومية، مندمجين بحزب الوطنية العراقي المنتكس، حزب جعفر أبو التمن "الحزب الوطني العراقي" المؤسس عام 1922، والذي انتهى الى التشظي والانحلال، ليفرخ بدله وطنية من نوع آخر، هي "الوطنية الحزبية"، بعدما غادره ممثلو التيارات الاساسيه الثلاث، ليقيموا حركاتهم الايديلوجية المستقلة، هؤلاء يذكرون تلك الحقبة من التاريخ على انها دليل على قول التاريخ كلمته لصالحهم،ولصالح دورهم المتقد م في الحياة الوطنية، وكانه تناوب أدوار شكلي، من دون ملاحظة الأسباب العميقة الدالة التي حالت بين نواة "الحزب الوطني"وبين انجاز مهمة إقامة حزب للوطنية، متطابق مع خاصيات العراق في حينه، فلم يروا من أسباب هذا القصور والعجز التاريخي، سوى المقولة الطبقية الممجوجة عن "ضعف البرجوازية العراقية"، وبما انهم يتبنون بالاصل قاعدة في السردية التاريخية، مصدرها الرؤية الاستعمارية التي تلحق العراق بالسوق الراسمالية العالمية قسرا واعتباطا، لتفضي بداهة للتحولات والتبلورات الطبيقية المواكبة، فلقد افتعلوا بلا دراية، واقحموا على الحياة، مخططا لايمت للواقع ولا لسيرورات التاريخ العراقي الحديث بصلة .
ومن المهم هنا ان نتطرق مقارنين بين حالتين وموقفين، موقف الزعيم الوطني "جعفر أبو التمن" منهم، أي من الايديلوجيين الذين تركوه وتجاوزوا حزبه، وموقف هؤلاء الحالي من الظواهر الوطنية الجديدة الامبراكونية التي ظهرت، وظلت تتشكل وسط ظروف مختلفة، معقدة واستثنائية، خارجهم، ولاجل ازاحتهم من واجهة الحياة الوطنية، التي صار وجودهم فيها وفي واجهتها، ضارا ومرضيا، ومسيئا، لابل ومن عوامل عرقلة تقدم العراق، او حتى تمتعه بحياة فكرية وسياسية ومجتمعية سوية، " ف "أبو التمن" اتخذ وقتها وجهة الدفاع عن هؤلاء، ومنهم مؤسس "الحزب الشيوعي العراقي" عند اعتقاله في الناصرية، ورد على من اتهموه بانه "هدام" بانه على العكس "بنّاء"، وطالب في البرلمان باطلاق سراحه، هذا وقد ترك "أبو التمن" حزبه طواعية ليلتحق بجماعة "الأهالي" الليبرالية الشعبوية عند بدايات عملها منذ 1932 ،ورعى التيار المذكور، لابل وصار جزءا منه، فلم يتمسك بحزبه، ولا بماكان يراه، او يعتقده، وسار مع حركة الحياة وندائها الفاصل، فدلل بانه ليس "حزبيا"، وان الحزب بالنسبة له ليس "غاية بذاته"، على عكس الحزبيين الحاليين، ممن يرفعون ورفعوا سوط التخوين واغتيال السمعة، ووصم كل مخالف لهم ولنهجهم الخارج عن وجهة ومسير التاريخ والمصلحة الوطنية، بالعمل لصالح هذه المخابرات او تلك، برغم غرقهم هم ومنذ بداية هيمنتهم على مقدرات الحزب في الموبقات السياسية وبكل مايثير الشبهات، التي يلصقونها متخيلين مفبركين، او واهمين، بل متعمدين ومخططين بغيرهم.
يجري الحديث هنا ليس من باب المماحكات، ولا عن تنابز بين هذا وذاك من الأشخاص، او التيارات، او القوى والأحزاب، بل عن عملية انتقال تاريخي، تفرز مايدل عليها ومايؤكدها في الواقع وفي مجرى الحياة، مكرسة ظواهر يمكن ان لاتكون، بل هي قد تظل لزمن طويل، غير متبلورة ولا ناضجه، وتلك اصعب الفترات في حياة من يمثلون مثل هذه الظواهر، وأكثرها قسوة، بالاخص وانها بحكم اشتراطات اللحظة قد طالت لعقود، ومع ان التاريخ قد ينصف من قد وقع عليهم العبء الأكبر من حملات التشنيع والإرهاب المعنوي الرهيبة، الا اننا نعتقد ان أمثال هؤلاء وغالبيتهم ممن تعرضوا لحملات اغتيال السمعة،يقفون ضمن رهط من الاناس المحظوظين الذين يحق لهم ان يفخروا، بالاخص بقدر قربهم من بؤرة التجربة الحية الانتقالية الجارية منذ أوائل أواخر الخمسينات واوائل الستينات، الى الوقت الحاضر.
الاختلاف بين اللحظتين، الراهنة وتلك الثلاثينية، لايتوقف عند التباين بين ردة فعل جعفر "أبو التمن" مقابل ردة فعل عبيد الحزبية، والأحزاب الايديلوجية، مع انه مهم، ويعطي فكرة عن الفارق بين ماهو "وطني" وماهو "حزبي" كعاملين متمايزين، الأصل الحاسم ومقرر الأهمية والجدوى والصوا ب فيهما، هي الوطنية، على عكس مايراه الحزبيون الذين يقدمون ويعلون من شأن مؤسستهم وايديلوجيتها أصلا ومسارا ومآلا، فيجعلون من الحزب هو الوطنية، وهو الأصل الذي به وعليه تقاس، فيقولون "فلان وطني"، أي حزبي او قريب من الحزب، ويصلون حتى الى العراق ذاته، فاذا كان العراق مطواعا وخضع لارادة الحزب وشعاراته وافكاره وممارساته، صار عراقا، وكان سليما، والا فالخطا فيه ه،و لافي الايديلوجيا الاقحامية المؤسسة على المسبق نظريا.
فرق اخر بميز اليوم عن الأمس، اللحظة الحالية من المتغير التاريخي، عن لحظة العشرينات والثلاثينات، فالادوار انقلبت، والظواهر اختلف مكانها، بالأمس كانت الوطنية العراقية " العراقوية" منتكسه متعذرة ومستحيلة، فامكن للايديلوجيا ان تتقدم بدلا عن متعذر او ضائع مطلوب بالحاح، اليوم " الوطنية الامبراكونية العراقية" تهم بالصعود والتحقق بعد قرون وقرون، بينما الايديلوجيا تذوي وتنحسر، وتتهيأ لتصبح في خبر كان، والاختلافات بين الحالتين كبيرة، فاللحظة الحالية هي منجز تاريخي كوني ابداعي، وهي اختراق لسقف عالمي مهيمن وغالب منذ قرون على الكرة الأرضية، وهي بناء عليه، ولأنها انجاز تاريخي ابداعي، فانها لامصادر جاهزة ترفدها او تختصر امامها السبيل وتسهله، كما كان عليه الامر بالنسبة لفهد والجادرجي ومحمد مهدي كبه. يوم تصدوا لمهمة تأسيس ( الحزب الشيوعي، والأهالي، وحزب الاستقلال القومي العروبي في طبعته العراقية السابقة على البعث والناصرية).
اكثر من ذلك، ومن باب تبيان المكانة والدلالة، او القيمة التاريخية النظرية والمفهومية، يفترض بنا ان لانجعل للارث الايديلوجي والتقييم المعادي سطوة على منظورنا للمنجز الذي نحن بصدده اليوم، فلا نتهيب اطلاقا من معاملة مانحن بصدده باعتبارة منجزا كونيا، ونتاج ضرورة ملحة، وحالة بدء اشمل من نطاق العراق والمنطقة، فمناخات الضعة او استصغار الذات والمنجزليس من اعتبارات الامبراكونيا، التي تأخذ اسمها من حقيقة كيانية ومفهومية كونية بنيويا، تجلت في التاريخ بصفتها وبفعاليتها المطابقة لمكانتها الرفيعة خلال الدورتين الحضاريتين السالفتين من تاريخ العراق، هذه البقعة التي تحتل مركز وبؤرة الفعالية الحضارية ضمن محيطها.
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟ (12) السردية الوطنية الامبر ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟ (11) قوانين الامبراكونيا وض ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين ؟ (10) تعاظم معضلة الحزب كهد ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟ ( 9) تمرينات في الوطنية ماب ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟ (8) نهاية الشيوعية الحزبية ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين ؟( 6) 1980/ 1988 مجزرة البعث ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟ الانشطار- الامبراكوني- وشيو ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين ؟ (4) متحالفون -ضد شيوعيين-م ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟ (3) حزب شيوعي ..... لا -حزب ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين ؟(2) .....نحو دورة نهوض فكري ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟(1) ...... نحو دورة نهوض فكر ...
- 1258 .... 1958 ... همس التاريخ الخفي
- الوعي - النهضوي- الكاذب .. واسلام الانهيار( 1/2)
- لماذا قتلتم ناهض؟ لماذا نزعتم روح الاردن؟ (2/2)
- (حقيقة دور-فهد- التاريخي(!!!! لاحزب شيوعي..ولا إشتراكية ديمو ...
- لماذا قتلتم ناهض؟ لماذا نزعتم روح الاردن؟
- (حقيقة دور -فهد-التاريخي!!!!) لاحزب شيوعي ولا إشتراكية ديموق ...
- البيان-الإمبراكوني- ..كتابٌ ليُصبح العراقيون اُمةً.
- قمةٌ حضاريةٌ كونيةٌ ما بينَ الهندِ والصينْ وصولاً لأوربا(3/3 ...
- -الإمبراكونيا-: وأمريكا كمشروع إبراهيمي عراقي محرف(2/3)


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟(13) شيوعية مضادة للشيوعية والوطنية