أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إبراهيم يونس - كيف يخدم حديثنا وأفعالنا أحد طرفين الصراع الطبقي ؟!















المزيد.....

كيف يخدم حديثنا وأفعالنا أحد طرفين الصراع الطبقي ؟!


إبراهيم يونس

الحوار المتمدن-العدد: 5392 - 2017 / 1 / 4 - 20:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كيف يخدم حديثنا وأفعالنا أحد طرفين الصراع الطبقي ؟!

ملحوظة هامة حرصاً علي ألا يمل القارئ : يُشرح في ذلك المقال كل مفهوم ومصطلح غريب حفاظاً علي التقارب في اللغة مع الرفاق الجدد ومع الأصدقاء الغير مطلعين علي تلك المصطلحات ، شكراً .

إن الفلسفة هي نظرة عامة للعالم تمدنا بقاعدة من السلوك ، وهي تعد أيضاً معرفة العالم والإنسان .
كل منا يروّج في حديثه او افعاله عن قصد او عن غير قصد - لفلسفة معينة - قد تكون تلك الفلسفة خادمة لمصالح البروليتاريا (الطبقة العاملة) ، او خادمة للنقيض (البرجوازية) .
اؤكد من معتقدي الشخصي أن البشرية لم تتوصل إلا لفلسفتين فقط ويندرج تحت كل منها انواع عدة ، الفلسفة الأولي وهي ذات الطابع الميتافيزيقي (الميتافيزيقا) .
الميتافيزيقا : مشتقة من كلمتان "ميتا" اليونانية و هي تعني "ما وراء" و "فيزيقا" وهي تعني علم الطبيعة ، وبذلك يأتي تعريف جورج بولتزر للميتافيزيقا بأنها "علم دراسة الكائن ما وراء الطبيعة" ، يكمن هذا الكائن الذي يقبع وراء الطبيعة في معتقدات بعض الناس علي انه "الله" وفي معتقدان أناس اخرون علي انه كائن وهمي لا وجود له ، ولكن دراسة الكائن ما وراء الطبيعة تعني "انه حينما تتغير الطبيعة لا يتغير ذلك الكائن" حيث ان تلك الفلسفة تتسم بالثبات والتحجّر والفصل بين الأشياء والظواهر وتتسم الميتافيزيقا بتحليل الظاهرة الي عدة عوامل متجهتاً الي دراسة كل عامل من تلك العوامل منعزلاً عن الأخر مما يؤدي الي عرقلة العلم ، وتتسم تلك الفلسفة بطابعها الخاص وتقول بعدم التغير وعدم التطور ولا تعترف به بل تنكره أيضاً ، وتأخذ تلك الفلسفة الظاهرة من وجهة نظر ورؤية سطحية "اي الشكل علي ما هو عليه ولا تهتم بالتناقض الكامن في باطن الأشياء فهي سطحية" ، وهي تحلل الموقف من شكله الظاهري ليس إلا ولا تهتم ببواطن الأمور وهي تعتبر فلسفة مناقضة للعلم وعدوة للتطور .
وعلي الجانب الأخر نجد الفلسفة الثانية ألا وهي (المادية الجدلية) .
المادية الجدلية : تعتبر المادية الجدلية فلسفة علمية حيث انها لا تنفصل عن العلوم وهي تعتبر النظرة العامة للطبيعة كما هي ، فهي بذلك فلسفة علمية بالرغم من أنها لا تماثل العلوم ، وهي متماشية مع العلم ولا تتعارض معه ، بل أدت الي عدة اكتشافات ؛ إن المادية الجدلية تقول بأن كل شئ مترابط مع بعضه البعض وأنه ليس هناك من جهد ضائع لتحقيق هدف معين ، وتُعلمنا أن نقدر كل جهد بقدره ؛ تقول المادية الجدلة علي عكس الميتافيزيقا انه لولا التناقض والنضال لما تغير العالم ، فالعالم لا يتغير إلا بالثورة بجميع أشكالها أي لا يتغير بدون نضال الأضداد "الذي يُعرف بأنه الدافع لكل تغيير وتطور" وحتمية انتصار احد الضدين علي الأخر ، في حين أن الميتافيزيقا لا تعترف بالتغير وبالثورة ؛ إن المادية الجدلية تقول أيضاً علي عكس الميتافيزيقا بوحدة الأضداد : وحدة الأضاد هنا أنه لا يمكن الفصل بين الضدين ، فبالفصل بين الضدين لا يكمُن نضال أضداد ، أي بالفصل بين الضدين نكون قد ألغينا وجود النضال ؛ مثال : حينما نفصل الطبقة البرجوازية عن الطبقة البروليتارية نكون بذلك قد ألغينا النضال الحادث بينهما ، فلا توجد الطبقة المُستغَلة بدون وجود طبقة أخري مُستغِلة لها ؛ إن المادية الجدلية كما ذكرت تقول بالحركة ، ولكن أريد التأكيد هنا علي أن بداخل المادية الجدلية بل بأحشائها ومضمونها سيرورة أي إمتداد وتطور وحركة مستمرة ، "هناك دائماً جديد تحت الشمس" ؛ إن المادية الجدلة هي - (الفلسفة الماركسية) - والماركسية هنا : هي العلم الذي يصف لنا كيفية بناء المجتمع الشيوعي ، وفي تعريف أخر لفريدريك إنجلز يقول : إن الماركسية هي علم شروط تحرر البروليتاريا .
أريد لفت الأنظار هنا أننا مهما اخذنا في الحديث عن المادية الجدلة أو حتا الميتافيزيقا فلن نستطيع شرحهم بالكامل "بالصورة الكاملة" ، ولكن هناك كتاب لخص تلك المسألة في - ٤٢٤ صفحة - وهو "(أصول الفلسفة الماركسية ج١ - جورج بولتزر) ، ترجمة شعبان بركات ، صادر عن منشورات المكتبة العصرية صيدا - لبنان" .
نعود لموضوعنا : كيف يخدم حديثنا وأفعالنا أحد طرفين الصراع الطبقي ؟!
أولاً ما هو الصراع الطبقي ؟!
- عرف كلاً من الفيلسوفان والرفيقان كارل ماركس وفريدريك إنجلز الصراع الطبقي بـ "إن كل صراع طبقي هو صراع سياسي" و ذلك في (البيان الشيوعي) .
- وأكمل الرفيق ف.إيليتش الشهير بـ لينين في مقاله (المفهومان الليبرالي والماركسي عن الصراع الطبقي) المعني العميق لما قاله ماركس وإنجلز قائلاً "أنه لا يكفي أن يصبح الصراع الطبقي واقعاً ومتواصلاً ومتطوراً فقط حين يحتضن المجال السياسي ، ففي السياسة أيضاً ، من الممكن أن نقصر أنفسنا علي الأمور الصغري ، ومن الممكن أن نذهب أعمق ، إلي أس الأسس ، تعترف الماركسية بالصراع الطبقي بوصفه متطوراً علي - النطاق القومي - فقط إن لم يحتضن السياسة فحسب ، وإنما أن يشتمل علي أكثر الأشياء أهمية في السياسة ، وهو تنظيم سلطة الدولة" .
ثانياً من هم طرفي الصراع الطبقي ؟!
- نحن الأن في عصر الرأسمالية و بالتالي نحن في مجتمع رأسمالي ينقسم طبقياً الي طبقتين ؛ الطبقة الأولي : البرجوازية وهي تنقسم إلي نوعين ، أولاً - البرجوازية الكبيرة - وهي الطبقة المهيمنة وصاحبة السلطة والمال والثروة الورقية ، الطبقة المُستَغِلة ، أي الطبقة المهيمنة سياسياً وإقتصادياً ، الطبقة الحاكمة حالياً ، ثانياً - البرجوازية الصغيرة - التي يطلق عليها البعض عن طريق الخطأ الطبقة الوسطي ، وتلك الطبقة تعمل في الأعمال الصغيرة ، وتضم أصحاب ألات الإنتاج البسيطة والقليلة ، كمصنع صغير مثلاً ؛ و الطبقة الثانية ألا وهي طبقة البروليتاريا وتنقسم البروليتاريا إلي طبقتين هي الأخري ، أولاً - البروليتاريا - ، الطبقة المُستَغَلة ، وهنا يأتي تعريف الرفيق والمُعلم فريدريك إنجلز للطبقة البروليتارية علي أنها الطبقة التي - من بين كل طبقات المجتمع - تعيش كلياً من بيع عملها فقط , لا من أرباح أي نوع من أنواع رأس المال ، ولا تتوقف معيشتها بل وجودها ذاته , على مدى حاجة المجتمع إلى عملها , أي أنها رهينة فترات الأزمة والازدهار الصناعي وتقلبات المنافسة الجامحة ، بإيجاز إن البروليتاريا هي الطبقة الكادحة لعصرنا الراهن . (فريدريك إنجلز - مبادئ الشيوعية) ، ثانياً طبقة - البروليتاريا الرثة - وهي طبقة تنشأ على هامش الحياة الاقتصادية ، ويعملون في الأعمال غير الإنتاجية ، كخدمة المنازل ومسح الأحذية والبحث في القمامة ، والعاهرات .
- بإيجاز ولعدم الإطالة ، عنصري المجتمع هما أيضاً طرفي الصراع الطبقي ألا وهما الطبقة البرجوازية والطبقة البروليتارية .
ثالثاً وهو السؤال الذي نطرحه و سيجيب عنه مقالنا اليوم ، كيف يخدم حديثنا وأفعالنا أحد طرفين الصراع الطبقي ؟!
- إن كل فعل نقوم به وكل قول نرد به أو نقوله ، يتم تصنيفه بأن يكون في صف أحد الفلسفتين اللذان تحدثنا عنها في بداية المقال .
رابعاً ما هي الفلسفة التي تخدم مصالح البروليتاريا ؟! وما هي الفلسفة التي تخدم مصالح البرجوازية ؟!
- إن الفلسفة المادية الجدلية بوصفها فلسفة علمية ، إذا فهي ثورية حيث إن كل ما هو علميّ ثوريّ ، لذا تعد الفلسفة المادية الجدلة أحد الأسلحة الأساسية التي يجب ان تستخدمها الطبقة العاملة وكل من يناصر تلك الطبقة ويقف في صفها ، ويجب علي العمال أن يناهضوا الفلسفة التي تقف في طريقهم وتعوقهم عن تحقيق حلمهم في الحياة ، بفلسفة أخري ألا و هي المادية الجدلة ، السلاح العظيم جدا .
- إن الفلسفة الميتافيزيقية هي خير أداة للنظام الرأسمالي ، سواء كان لتخدير الطليعة الثورية ، او لتخدير الصراع الطبقي ، تلك الفلسفة هي عدوة العلم ، نقيضة التقدم ، تعوق عملية التطور والتغيير ، لذا تُحتسب في صف البرجوازية ، ولأنها نقيضة العلم ، ويجب علينا أن لا نغفل عن ما يفعله رجال الدين ، والفلاسفة البرجوازيون وأتباعهم من الليبراليون أعداء الطبقة العاملة ، من ترويج في أفعالهم وأقوالهم للمنهج الميتافيزيقي لأنه يتيح تجزئة الواقع وتشويهه لصالح الطبقة المُستغِلة (البرجوازية) .
لذا رفاقي وأدقائي القراء ، يجب علينا أن نحذر الوقوع في الخطأ ، يجب علينا أن نتسلح بالمادية الجدلية كسلاح حاد ، يُصعب بل يستحيل أن يقع في الخطأ من تمسك به .
يجب أن تكون حياتنا مكرسّة لخدمة القضية ، لخدمة الثورة ، يجب يا رفاقي أن نتأكد ان كل فعل وكل قول ينبع منا ، هو في صالح القضية ، هو صخرة ولو صغيرة في مبني الثورة ، هو نقطة حبر علي سطر الثورة ، يجب أن نناضل في كل دقيقة من حياتنا ، حتي نظفر بالحرية الحقيقية ، بالإنسانية ، حتي نحقق حلمنا جميعاً ألا وهو بناء المجتمع الشيوعي الذي نسعي جميعاً لبنائه ، المجتمع الشيوعي الحقيقي القائم علي الإنسانية ؛ يا عمال العالم وشعوبه المضطهدة اتحدوا ، غد الشيوعية يوحد البشر .
إبراهيم يونس
4 يناير/كانون الثاني



#إبراهيم_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسية و حركات الضغط الشعبي


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إبراهيم يونس - كيف يخدم حديثنا وأفعالنا أحد طرفين الصراع الطبقي ؟!